عندما توفت ، الأميرة المصرية فريال. كبرى بنات ملك مصر السابق فاروق. من زوجته الأولى الملكة الراحلة فريدة.
والأميرة فريال هي آخر الأميرات الثلاث بنات فاروق. التي رحلت عن الحياة، بعد وفاة شقيقتيها فوزية وفادية. وقد دفنت الاثنتان في مدافن العائلة الملكية السابقة في الرفاعي بالقاهرة.
وقد عاشت الأميرات الثلاث في سويسرا بعد رحيل والدهن الملك فاروق. ولم تكن حياتهن في الغربة حياة سهلة أبدا.
لكن الأميرات تصرفن تصرف الأميرات. فقد اعتمدن على أنفسهن في الحياة.
ولم يفكرن في استغلال ألقابهن الملكية. للحصول على أية مساعدة من أحد مهما كان.
قصة معاناة أحمد فؤاد مع زوجته السابقة فضيلة
ولم تكن معاناة شقيقهن الملك السابق أحمد فؤاد أقل من معاناتهن، فقد عاش وحيدا في باريس. وتزوج من فرنسية من أصل مغربي. وهي يهودية الديانة. لكنها أشهرت اسلامها قبل زواجها. وأعطت نفسها اسم فضيلة.. ومنحها أحمد فؤاد لقب أميرة.
وقد قالت الملكة ناريمان قبل وفاتها أنها استاءت كثيراً عندما عرفت أن زوجة ابنها فضيلة. تسمي نفسها في باريس »أميرة مصر«. وتستغل لقبها وكونها زوجة أحمد فؤاد. في المجتمع الفرنسي. وأن أحمد فؤاد نفسه متضايق من هذا التصرف من زوجته.
ورغم أن فضيلة أنجبت لأحمد فؤاد ولدين وبنتا. إلا أن الخلافات بينهما تصاعدت. وبسبب اختلاف الشخصيات. تحولت الخلافات الى مشادات ومشاجرات حادة.
وقد انتهت آخر هذه المشاجرات الزوجية. بخروج الملك السابق أحمد فؤاد من البيت، بملابس النوم، وهو في حالة عصبية شديدة وسقط في الشارع. ونقل الى مستشفي في باريس. دون أن يعرفوا أنه ملك مصر السابق!
وأصرت الأميرات الثلاث. على نقل أحمد فؤاد.من باريس ليعيش وسطهن في سويسرا. وتولينه بالرعاية والعلاج. وعندما شفي كان أول ما فعله. أن طلب الطلاق من فضيلة. وذهبت القضية الى المحكمة. وحاولت فضيلة ونجحت في تجميد تحويشة عمر أحمد فؤاد. واستمرت قضية الطلاق في محاكم فرنسا وسويسرا، أكثر من عشر سنوات. حتى صدر في العام الماضي، حكم محكمة الاحوال الشخصية في جنيف. بطلاق أحمد فؤاد من فضيلة، والتي كان هو قبل الطلاق قد أصدر مرسوما بنزع لقب »أميرة« عنها!
معاملة مميزة للاسرة المالكة من قبل جميع رؤساء مصر
وقد لايعرف كثيرون في مصر وخارجها. أن النظام في مصر. في عهد الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك لم يعرف أبداً العداء لأفراد أسرة الملك فاروق في الخارج، فقد تم دفن جثمان الملك فاروق نفسه في مدافن العائلة الملكية السابقة في مسجد الرفاعي.
وعندما تزوج أحمد فؤاد أرسل له الرئيس السادات سيف »محمد علي«. كهدية زفاف من السادات ومن مصر، وعندما طلب أحمد فؤاد جواز سفر مصري. تم منحه الجواز على الفور. وعندما طلب زيارة مصر. أكثر من مرة. استجيب لطلبه. وحضر الى مصر كضيف كبير متميز. وعندما طلب أن تضع زوجته فضيلة طفلهما الأول في مصر. تم الاستجابة الى طلبه في الحال.
وشاهد أحمد فؤاد موت شقيقتيه فوزية ثم فادية. وفي كل مرة كان يأتي من سويسرا الى مصر. حاملا جثمان إحدي شقيقيته. لدفنها الى جوار أهلها الذين رحلوا عن الحياة.
لكن أحمد فؤاد الذي كانت صحته قد تدهورت بعد رحيل الأميرتين. لم يستطع الحضور الى مصر للمشاركة في جنازة أمه الملكة ناريمان. وكانت جنازة مهيبة.
أحمد فؤاد ووفاة آخر الاميرات الثلاث الأميرة فريال
وعاش أحمد فؤاد ليري وفاة أخته الأخيرة.. الأميرة فريال.. والتي كانت تعاني من مشاكل صحية خطيرة. انتهت قبل شهر بأزمة صحية خطيرة. وظهرت على موقع »الفيس بوك« رسائل تقول: »صلوا من أجل الأميرة فريال«!
لكن الموت هو مصير البشر. عاديون كانوا أو ملوكا أو أمراء. وحانت ساعة الأميرة فريال لتلحق في السماء. بعائلتها الملكية. الذين رحلوا من قبل. واحداً بعد الآخر!
وأعرب أحمد فؤاد عن تقديره البالغ لموقف مصر فور وفاة فريال. فقد تم ابلاغه أن مصر سوف تتحمل بكل رضا تكاليف شحن الجثمان وتكاليف الجنازة. وأنه سوف توضع تحت أمره سيارات من المراسم. من أجل تحركاته في القاهرة.
وفوجيء أحمد فؤاد بأن مصر أعدت جنازة للأميرة فريال مهيبة وشعبية. تليق باسم الأميرة. ومكانة مصر. التي هي »البيت الأول والأخير« لكل المصريين.
لقاء الملكة الراحلة فريدة مع السيدة الاولى سوزان مبارك
ولم يكن خافيا على أحد ممن حول أحمد فؤاد. أن حالته المعنوية مرتفعة. رغم حزنه لوفاة أخته فريال.
> وعندما سألوه قال: الحمد لله انها ارتاحت من المرض وآلامه. والذي كان اشتد عليها مؤخرا.
> وقال: والحمد لله أن فريال لم تمت فجأة مثل شقيقتي الراحلتين فوزية وفادية.
استقبال مصر و المصريين للملك السابق أحمد فؤاد
> قال أحمد فؤاد: هنا في مصر. وهذه المرة. كان من أجمل وأروع ما سمعته. أنهم أشاروا لي »كملك مصر السابق«. وليس »الأمير أحمد فؤاد«.. هذا التصرف جعلني أتأكد أنني لست مكروها من أحد في بلدي.. انني في غاية الامتنان والتقدير. لكل ما فعلته مصر لي. وكل ما حدث جعلني أتأكد وأشعر فعلا أنني مصري. وأن لي أهل ووطن.
وقد كان تحرك أحمد فؤاد في مصر رسميا بالفعل. فقد كان يتحرك بموكب رسمي وحراسة أمامه وخلفه. وسار بموكبه هذا في منطقة وسط البلد. التي رآها لأول مرة. وذهب للعشاء في نادي السيارات.
> وقال الملك السابق أحمد فؤاد: لقد تعلمت اللغة العربية الفصحي في أوروبا. لكن دائما كنت أحلم بأن أجيد الحديث باللهجة المصرية العامية. أحببت أن أتكلم هذه المرة كما يتكلم أهل مصر. ولسوف أبدأ على الفور دروسا خاصة لتعلم لهجة أبناء مصر. بدلا من الحديث بالفرنسية أو الانجليزية.
وكان آخر وأهم مازاره أحمد فؤاد في مصر. قبر أمه الملكة ناريمان.
وقد وقف وهو يكاد يبكي أمام قبر أمه ناريمان. وقرأ الفاتحة على روحها.
وقال قبل أن يغادر المدفن: الله يرحمك يا أمي!
منقول للامانة