زيارة ولي العهد لأميركا.. فايننشيال تايمز تكشف خطط المملكة لتوطين الصناعات العسكرية
أكدت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أن توطين صناعات الأسلحة داخل المملكة، ليس مجرد حلم تسعى البلاد لتحقيقه، بل بات حقيقة ملموسة، بعد أن بدأت الرياض بشكل فعلي خطة لتصنيع قطع غيار الطائرات، تمهيدًا لإتمام تلك العملية بشكل كامل خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو الأمر الذي يأتي كجزء حيوي من رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مدار السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة البريطانية في سياق تقرير لها، إلى أن السيد منير بخش، والذي يقود وحدة للملاحة الجوية، تم تطويرها حديثاً بأكثر من 44 مليون دولار، يعمل على مشروع لتصنيع قطع غيار الطائرات وتجميع مروحيات بلاكهوك الأميركية في المملكة، وذلك بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن، وهي شركة كبرى تمتلك باعًا طويلًا في ما يتعلق بعقود المقاولات العسكرية والدفاعية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن بخش الذي عمل لأكثر من عقدين كمهندس في شركات عالمية مثل بوينغ وغلف ستريم، تم تكليفه برفقة زملائه بجزء من مهمة لإنشاء صناعة دفاعية محلية بالمملكة، وهي الخطط التي تبدو وثيقة الصلة بطموحات وأهداف محمد بن سلمان لمستقبل البلاد بشكل رئيسي.
وبيَّنت فايننشيال تايمز البريطانية، أن زيارة ولي العهد لواشنطن، خلال الأيام القليلة المقبلة، ستحمل مزيداً من التعاون بين المملكة والولايات المتحدة بشكل واضح، لاسيما في ما يتعلق بتصنيع الأسلحة وتوطين بعض المعدات داخل السعودية، موضحة أن الشركات العالمية المصنعة للأسلحة باتت تدرك اليوم أنها مُطالبة بأن تساعد في توطين الصناعات العسكرية بالمملكة، إذا أرادت الاستمرار في التعاون مع الرياض على مستوى صفقات الأسلحة.
وتعمل شركات مثل بي إيه أي سيستمز البريطانية منذ عقود على توسيع أنشطة التدريب والتصنيع في المملكة، وتوظيف 6000 شخص، ثلثهم من السعوديين، كما تقوم بتجميع طائرة لتدريب هوك في المملكة العربية السعودية وتقوم ببعض العمل على طائرات مقاتلة تايفون.
ووقَّعت المملكة العربية السعودية والمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي على مذكرة نوايا بقيمة خمسة مليارات جنيه إسترليني لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز تايفون، وهي صفقة تمت مناقشتها منذ عام 2014.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المسألة: إن المفاوضات الصعبة حول المواد الخام والخدمات التي سيتم الحصول عليها محليًا ساهمت في تأخير التوصل إلى اتفاق.
وقال خالد العتيبي، نائب رئيس قسم التصنيع بالشركة البريطانية في المملكة العربية السعودية، إن “نقل العمل من أوروبا أو الولايات المتحدة إلى المملكة أمر معقد ومكلف، واضطرت الشركة إلى ضمان التزام المقاولين المحليين بالمعايير الدولية واحتاجت إلى تدريب العمال السعوديين، حيث افتقر الخريجون الشباب إلى المهارات المناسبة للقيام بهذه المهمة”.
وأضاف:” استفاد البلد من الناحية التشغيلية، دون أدنى شك، من مشتريات الأسلحة وبناء قوات مسلحة قوية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتصنيع والتوطين، كان هناك الكثير من النواقص وأوجه القصور”.
ويؤكد ريك إدواردز ، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكهيد مارتن إنترناشيونال: “لقد كانوا واضحين للغاية في أنهم يريدون النمو بسرعة، ونحن ندعم أهداف رؤية 2030 بالكامل، لكنك لن تذهب من 2% [من الإنفاق المحلي] إلى 50% في غضون بضع سنوات، هذه عملية طويلة، ويجب أن يتم ذلك بطريقة تدير المخاطر”.