لم أصوت لأي من الخيارين،
لأنه لو كانت التقنية حلا للسلاح النووي
لتخلت الدول المتقدمة تكنولوجيا عنه،
لاسيما وأن صيانة الأسلحة النووية تكلف أمولا طائلة،
الكونجرس الأمريكي صوت على ميزانية قدرها 1.2 تريليون دولار
لصيانة الأسلحة النووية الأمريكية خلال الثلاثين عاما القادمة،
بواقع 40 مليار دولار سنويا،
وفي خبر نشرته أخبار السعودية24 أن صيانة الأسلحة النووية يكلف الدول النووية مجتمعة تريليون دولار سنويا،
فلماذا صرف التريليونات عليها مادامت التقنية أنجع وأقوى؟!
والسلاح النووي هو سلاح 'استراتيجي' بالدرجة الأولى
لايمكن تعطيله الا بسلاح في نفس مستواه،
وغير هذا هو مغامرة تحتمل الفشل والنجاح،
أو يمكن تسميتها 'ضربة حظ'
خاصة إذا امتلكت الدولة قدرات 'الثالوث النووي'
حينها رقعة العمليات ستتسع بشكل يصعب رصد كل صغيرة وكبيرة في المعركة،
بالنسبة لنقطة الأقمار الصناعية:
هناك عمليات وخطط لخداع الأقمار الصناعية،
تفعلها كثير من الدول،
نذكر مثلا..
اللواء حازم الأيوبي قائد قوة الصواريخ العراقية،
أعجز الولايات المتحدة حينما أطلق 39 صاروخ من الصحراء الغربية العراقية على إسرائيل،
وفوقه عشرات الأقمار وطائرات الإستطلاع والتجسس،
واستطاع خداعها ولم يخسر أي من منصات الإطلاق المستوردة الروسية،
وخسر مجسمين خداعيين لمنصة النداء العراقية،
أطلقها في يوم الجمعه 18 يناير 1991 ستة صواريخ بعد الظهر،
ويوم السبت الساعة 8 صباحا أطلق 3 صواريخ،
ويوم الثلاثاء الساعة 10 الا ربع ليلا أطلق 3
ويوم الأربعاء أطلق واحد،
ويوم الجمعة بعد اشتداد المراقبة وتغطية غرب العراق من الطيران المستمر،
فاجأهم وأطلق 6 صواريخ بعد أن شاع أن العراق بدأ يعجز عن الإطلاق
وبعد أن هاج الطيران الأمريكي واستعمل تقريبا ربع القوة الجوية لديه في تغطية الصحراء الغربية،
كرر المفاجأة وأطلق 6 صواريخ أخرى،
ثم قام بخفض الإطلاقات إلى معدل 1-2 يوميا،
أريد من هذه القصة ان نذكر بأن خداع الأقمار ووسائل المراقبة ليست شيئا مستحيل،
ولذلك لم يكن الأمريكان يثقون في أقمارهم مع العراق بعد ذلك،
في المسائل الأخرى المتعلقة بالتفتيش،
في يوم تحرير الفاو أيضا استعمل العراقيين أساليب خداع الأقمار الصناعية أثناء حشد القوات،
السعودية بنت قاعدة للصواريخ وأدخلت الصواريخ إليها وقامت بتشغيلها سنتين قبل كشفها،
لذلك لايمكن حصر الخيارات بين امتلاك التقنية المتقدمة
أو النووي مع التخلف،
يمكن للمتخلف تكنولوجيا الذي يمتلك النووي أن يحقق ضربته وينتصر،
بشرط أن يكون مستوى التدريب لدى أفراده عالي،
وكذلك الوعي العلمي العسكري لدى ضباطه،
بحيث يدير الضباط المعارك بأساليب قادرة على التفاعل الإيجابي مع مختلف الظروف،
وابتكار الحلول والأساليب المناسبة،
حينها التقنية لاتفيد بلا ردع نووي مقابل،
والتاريخ العسكري ملئ بالأحداث التي تدل على غلبة العقول البشرية
على التكنولوجيا