بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بالخير،
أقدم لكم هذه الدراسة عن "البنية التحتية النووية ومخاطر الإنتشار النووي في كلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية وجمهورية مصر العربية"، التي أعدها معهد العلوم والأمن الدولي Institute for Science and International Security، ونشرت قبل شهرين تقريباً بعد الدراسة التي سبق وأدرجناها لكم عن السعودية: الطموحات السعودية النووية ومخاطر انتشارها
- بداية أود أن أوضح أن ترتيب أسماء الدول (الإمارات، تركيا، مصر) ليس من ترتيبي وإنما هو بالضبط كما جاء في الدراسة الأصلية لمعهد العلوم والأمن الدولي، وأيضاً أود أن أوضح أن أي قراءة سياسية أو تحليلية عن الدول الثلاث في الدراسة وأي مصطلحات سياسية استخدمتها الدراسة ليس بالضرورة أن تعبر عنا،
- ليس هدفنا من إدراج هذه الدراسة لعمل مقارنة بين الدولة الفلانية أو العلانية التي تحدثت عنها الدراسة، ولا لعمل مقارنة مع الدراسة السابقة عن الطموحات السعودية النووية ومخاطر انتشارها، بقدر ما نهدف إليه من تسليط الضوء على المجال النووي في الشرق الأوسط، وايجاد عوامل مشتركة أو متباينة بين هذه الدول في المجال النووي، والربط بين الدراستين "هذه الدراسة والسابقة"، وإثراء محتوى المنتدى.
- وأيضاً أود أن أنوه بأن الدراسة ذكرت في عدة مواقع أن البرنامج النووي السعودي القادم يعتبر هو في الطليعة بين هذه الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، مصر) وهذه ليست من مفرداتي وإنما مفردات معهد العلوم والأمن والدفاع الدولي.
- الدراسة تحتوي على معلومات مهمة، وكذلك ما بين سطور الدراسة تجيب على استفسارات البعض من الأخوة الكرام، تلك الاستفسارات التي حصل حولها جدل ونقاش في موضوع "الطموحات السعودية النووية"، وسيما عن مدى إمكانية سماح الولايات المتحدة بتخصيب اليورانيوم، ومدى جدوى الاتجاه نحو الشركات الأميركية لبناء مفاعلات نووية.
- تجدر الإشارة أن الدراسة أشارت إلى نقطة في غاية الأهمية عن توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقية "المعيار الذهبي" والذي بموجبها تخلت عن "الحق في التخصيب" وهو ما يفسر سرعة انشاء وبناء المفاعلات الإماراتية على عكس المملكة العربية السعودية التي لم توقع على اتفاقية "المعيار الذهبي" ولربما هذا يفسر التأخير أو التأني والتروي السعودي، علماً أنه في حال إذا نجحت السعودية في الحصول على "الحق في التخصيب" فمن المؤكد أن الإمارات ستحذو حذوها.
- وأخيراً من ملاحظاتي، أن هذه الدراسة بالرغم من أنها عن 3 دول إلا أن عدد صفحاتها أقل (27 صفحة) قياسياً للدراسة السابقة عن السعودية (دولة واحدة) والتي عدد صفحاتها 42 صفحة، وأيضاً من ملاحظاتي أن البنى التحتية الأكاديمية، والقاعدة المعرفية، والمؤسسات والمراكز البحثية، والمنشورات الأكاديمية البحثية والورقية عن الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، مصر) في هذه الدراسة ليست كما في الدراسة السابقة عن السعودية، وهذه الملاحظة لها من الدلالات والمؤشرات.
أتمنى لكم قراة ممتعة ومفيدة ومناقشة مُثرية وغنية.
البنية التحتية النووية ومخاطر الإنتشار النووي في الإمارات وتركيا ومصر
صورة أرشيفية من قوقل
ترجمة: عبير البحرين
المقدمة
بعيداً عن المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها معهد العلوم والأمن الدولي بأنها حالياً في الطليعة والمقدمة وأكبر خطر للإنتشار النووي في الشرق الأوسط، فإن هناك أيضاً ثلاثة جيران رئيسيين لإيران تستدعي أيضاً إجراء دراسة معمقة بشأن قدراتهم وخططهم النووية، وضماناتهم وعوائقهم تجاه مخاطر الانتشار النووي في المستقبل.
بعد المملكة العربية السعودية التي استعداداتها في الطليعة، ينظر معهد العلوم والأمن الدولي إلى الإمارات العربية المتحدة وتركيا ومصر كدول في الشرق الأوسط لديهم الاستعداد للحصول على قدرات نووية متقدمة وذلك رداً على البرنامج النووي الإيراني المتنامي، أو رداً على قيود خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) للبرنامج النووي الإيراني والتي تنتهي بعد فترة زمنية محددة أو من الممكن أن تنتهي قبل فترتها الزمنية إذا ما تم إلغاؤها.
وتتمتع مصر بأكبر قدر من الخبرة بين الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، ومصر) في العمل مع المواد والمرافق النووية في ظل جهود تعود إلى عقود سابقة. وقد تُشكل تركيا أكبر خطر من حيث الانتشار المفاجئ نظراً للحالة السياسية في تركيا والدافع المتنامي لدى الرئيس أردوغان لتعزيز سلطاته في البلاد. وستكون دولة الامارات العربية المتحدة التي تعتبر أول دولة في الشرق الاوسط يمكننا مراقبتها ومراقبة سعيها نحو أي مسار عكسي، نظراً لتبنيها ما يسمى باتفاقية "المعيار الذهبي" Gold Standard والتي تنص على التخلي عن التخصيب وإعادة المعالجة، وقد وقعت الامارات على اتفاقية التعاون المدني في مجال الطاقة النووية السلمية أو ما يعرف بـ "اتفاق 123" (وسُمِيَّت بهذا الاسم نسبةً للفقرة رقم 123 من القانون الأميركي للطاقة النووية). إذ تمنع هذه المعاهدة تخصيب وإعادة تصنيع اليورانيوم فيما يُشار إليه وسط المُجتمع النووي بـ "المعيار الذهبي لمنع انتشار الأسلحة النووية". واتفاقية "المعيار الذهبي" تمنح الإمارات الحصول على الخبرات النووية والمواد والمعدات من الولايات المتحدة كجزء من الاتفاقية، كما التزمت الإمارات بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم المحلي، وإعادة معالجة الوقود المستهلك. ووقعت أيضاً على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضع نظام تفتيش أكثر صرامة بشأن الأنشطة النووية على دولة الإمارات. وقد أصبح اتفاق الإمارات بالتخلي عن التخصيب وإعادة المعالجة يُعرف باسم "المعيار الذهبي" لعدم الانتشار في اتفاقات التعاون النووي، لأنه يعني التخلي عن التكنولوجيا والقدرات الحساسة التي يمكن استخدامها لإنتاج سلاح نووي.
ولكلٍ من هذه البلدان الثلاث (الإمارات وتركيا ومصر) شواغل أمنية متفاوتة فيما يتعلق بإيران، ولكل منهم أهداف محلية مختلفة يمكن أن تدفع نحو محاولات الإنتشار النووي. وثمة توصية مشتركة لدى جميع هذه البلدان الثلاث تتمثل في أنه ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها السعي إلى إقامة علاقات دفاعية قوية مع هذه البلدان الثلاث التي من المحتمل أن تتأثر عند انتهاء القيود على البرنامج النووي الإيراني بنهاية الفترة الزمنية لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)؛ وتوصيات أخرى تتمثل في أنه يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على منع انتشار قدرات التخصيب وإعادة المعالجة في المنطقة واستخدام قدرات الاستخبارات والدبلوماسية الوطنية للكشف عن الانتشار والعمل على عكسه إذا ما ظهر.
وفيما يلي موجز للنتائج التي توصلت إليها الدراسة عن كل بلد، مع نظرة تقنية على قدرات كل بلد وخططه النووية الناشئة، والسياق الأمني فيما يتعلق بإيران، ووضع ضماناته الرقابية والعوائق التي تعترض سبيل الانتشار، وتوصيات لمنع انتشار القدرات النووية المتقدمة في المنطقة.
يـــتــبـــــــــــــــع
أسعد الله أوقاتكم بالخير،
أقدم لكم هذه الدراسة عن "البنية التحتية النووية ومخاطر الإنتشار النووي في كلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية وجمهورية مصر العربية"، التي أعدها معهد العلوم والأمن الدولي Institute for Science and International Security، ونشرت قبل شهرين تقريباً بعد الدراسة التي سبق وأدرجناها لكم عن السعودية: الطموحات السعودية النووية ومخاطر انتشارها
- بداية أود أن أوضح أن ترتيب أسماء الدول (الإمارات، تركيا، مصر) ليس من ترتيبي وإنما هو بالضبط كما جاء في الدراسة الأصلية لمعهد العلوم والأمن الدولي، وأيضاً أود أن أوضح أن أي قراءة سياسية أو تحليلية عن الدول الثلاث في الدراسة وأي مصطلحات سياسية استخدمتها الدراسة ليس بالضرورة أن تعبر عنا،
- ليس هدفنا من إدراج هذه الدراسة لعمل مقارنة بين الدولة الفلانية أو العلانية التي تحدثت عنها الدراسة، ولا لعمل مقارنة مع الدراسة السابقة عن الطموحات السعودية النووية ومخاطر انتشارها، بقدر ما نهدف إليه من تسليط الضوء على المجال النووي في الشرق الأوسط، وايجاد عوامل مشتركة أو متباينة بين هذه الدول في المجال النووي، والربط بين الدراستين "هذه الدراسة والسابقة"، وإثراء محتوى المنتدى.
- وأيضاً أود أن أنوه بأن الدراسة ذكرت في عدة مواقع أن البرنامج النووي السعودي القادم يعتبر هو في الطليعة بين هذه الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، مصر) وهذه ليست من مفرداتي وإنما مفردات معهد العلوم والأمن والدفاع الدولي.
- الدراسة تحتوي على معلومات مهمة، وكذلك ما بين سطور الدراسة تجيب على استفسارات البعض من الأخوة الكرام، تلك الاستفسارات التي حصل حولها جدل ونقاش في موضوع "الطموحات السعودية النووية"، وسيما عن مدى إمكانية سماح الولايات المتحدة بتخصيب اليورانيوم، ومدى جدوى الاتجاه نحو الشركات الأميركية لبناء مفاعلات نووية.
- تجدر الإشارة أن الدراسة أشارت إلى نقطة في غاية الأهمية عن توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقية "المعيار الذهبي" والذي بموجبها تخلت عن "الحق في التخصيب" وهو ما يفسر سرعة انشاء وبناء المفاعلات الإماراتية على عكس المملكة العربية السعودية التي لم توقع على اتفاقية "المعيار الذهبي" ولربما هذا يفسر التأخير أو التأني والتروي السعودي، علماً أنه في حال إذا نجحت السعودية في الحصول على "الحق في التخصيب" فمن المؤكد أن الإمارات ستحذو حذوها.
- وأخيراً من ملاحظاتي، أن هذه الدراسة بالرغم من أنها عن 3 دول إلا أن عدد صفحاتها أقل (27 صفحة) قياسياً للدراسة السابقة عن السعودية (دولة واحدة) والتي عدد صفحاتها 42 صفحة، وأيضاً من ملاحظاتي أن البنى التحتية الأكاديمية، والقاعدة المعرفية، والمؤسسات والمراكز البحثية، والمنشورات الأكاديمية البحثية والورقية عن الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، مصر) في هذه الدراسة ليست كما في الدراسة السابقة عن السعودية، وهذه الملاحظة لها من الدلالات والمؤشرات.
أتمنى لكم قراة ممتعة ومفيدة ومناقشة مُثرية وغنية.
البنية التحتية النووية ومخاطر الإنتشار النووي في الإمارات وتركيا ومصر
صورة أرشيفية من قوقل
ترجمة: عبير البحرين
المقدمة
بعيداً عن المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها معهد العلوم والأمن الدولي بأنها حالياً في الطليعة والمقدمة وأكبر خطر للإنتشار النووي في الشرق الأوسط، فإن هناك أيضاً ثلاثة جيران رئيسيين لإيران تستدعي أيضاً إجراء دراسة معمقة بشأن قدراتهم وخططهم النووية، وضماناتهم وعوائقهم تجاه مخاطر الانتشار النووي في المستقبل.
بعد المملكة العربية السعودية التي استعداداتها في الطليعة، ينظر معهد العلوم والأمن الدولي إلى الإمارات العربية المتحدة وتركيا ومصر كدول في الشرق الأوسط لديهم الاستعداد للحصول على قدرات نووية متقدمة وذلك رداً على البرنامج النووي الإيراني المتنامي، أو رداً على قيود خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) للبرنامج النووي الإيراني والتي تنتهي بعد فترة زمنية محددة أو من الممكن أن تنتهي قبل فترتها الزمنية إذا ما تم إلغاؤها.
وتتمتع مصر بأكبر قدر من الخبرة بين الدول الثلاث (الإمارات، تركيا، ومصر) في العمل مع المواد والمرافق النووية في ظل جهود تعود إلى عقود سابقة. وقد تُشكل تركيا أكبر خطر من حيث الانتشار المفاجئ نظراً للحالة السياسية في تركيا والدافع المتنامي لدى الرئيس أردوغان لتعزيز سلطاته في البلاد. وستكون دولة الامارات العربية المتحدة التي تعتبر أول دولة في الشرق الاوسط يمكننا مراقبتها ومراقبة سعيها نحو أي مسار عكسي، نظراً لتبنيها ما يسمى باتفاقية "المعيار الذهبي" Gold Standard والتي تنص على التخلي عن التخصيب وإعادة المعالجة، وقد وقعت الامارات على اتفاقية التعاون المدني في مجال الطاقة النووية السلمية أو ما يعرف بـ "اتفاق 123" (وسُمِيَّت بهذا الاسم نسبةً للفقرة رقم 123 من القانون الأميركي للطاقة النووية). إذ تمنع هذه المعاهدة تخصيب وإعادة تصنيع اليورانيوم فيما يُشار إليه وسط المُجتمع النووي بـ "المعيار الذهبي لمنع انتشار الأسلحة النووية". واتفاقية "المعيار الذهبي" تمنح الإمارات الحصول على الخبرات النووية والمواد والمعدات من الولايات المتحدة كجزء من الاتفاقية، كما التزمت الإمارات بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم المحلي، وإعادة معالجة الوقود المستهلك. ووقعت أيضاً على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضع نظام تفتيش أكثر صرامة بشأن الأنشطة النووية على دولة الإمارات. وقد أصبح اتفاق الإمارات بالتخلي عن التخصيب وإعادة المعالجة يُعرف باسم "المعيار الذهبي" لعدم الانتشار في اتفاقات التعاون النووي، لأنه يعني التخلي عن التكنولوجيا والقدرات الحساسة التي يمكن استخدامها لإنتاج سلاح نووي.
ولكلٍ من هذه البلدان الثلاث (الإمارات وتركيا ومصر) شواغل أمنية متفاوتة فيما يتعلق بإيران، ولكل منهم أهداف محلية مختلفة يمكن أن تدفع نحو محاولات الإنتشار النووي. وثمة توصية مشتركة لدى جميع هذه البلدان الثلاث تتمثل في أنه ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها السعي إلى إقامة علاقات دفاعية قوية مع هذه البلدان الثلاث التي من المحتمل أن تتأثر عند انتهاء القيود على البرنامج النووي الإيراني بنهاية الفترة الزمنية لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)؛ وتوصيات أخرى تتمثل في أنه يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على منع انتشار قدرات التخصيب وإعادة المعالجة في المنطقة واستخدام قدرات الاستخبارات والدبلوماسية الوطنية للكشف عن الانتشار والعمل على عكسه إذا ما ظهر.
وفيما يلي موجز للنتائج التي توصلت إليها الدراسة عن كل بلد، مع نظرة تقنية على قدرات كل بلد وخططه النووية الناشئة، والسياق الأمني فيما يتعلق بإيران، ووضع ضماناته الرقابية والعوائق التي تعترض سبيل الانتشار، وتوصيات لمنع انتشار القدرات النووية المتقدمة في المنطقة.
يـــتــبـــــــــــــــع
التعديل الأخير: