الجزء الرابع: الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية
إن الرأس الحربي النووي هو جزء واحد من السلاح النووي، وإن كان حاسماً، إلا أن الجزء الآخر هو نظام التسليم. والأهم من كل هذه هي الصواريخ الباليستية. ومن الأهمية بمكان أن المملكة العربية السعودية في الثمانينيات من القرن الماضي اشترت سراً من الصين صواريخ باليستية من طراز CSS-2 أو DF-3 "رياح الشرق"، وهي صواريخ باليستية وسيطة المدى (IRBM) بقيمة تقدر بـ 3.5 مليار دولار، ومن المرجح أن هذه الصواريخ لا تزال تعمل وصالحة للإستخدام.
ووفقاً لتقرير لوس أنجلوس تايمز، أن المملكة العربية السعودية اشترت من الصين عدد من صواريخ CSS-2. وأفادت التقارير أن المسؤولين الأميركيين لم يعلموا بهذا الشراء إلا بعد عامين تقريباً من الصفقة من خلال الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية، والذي أظهر موقعاً جديداً للصواريخ في الصحراء العربية. وكانت هذه الصواريخ مصممة أصلاً لحمل رؤوس نووية؛ بيد أن مسئولين صينيين وسعوديين قالوا انهم سيستخدمونها للأسلحة التقليدية.
وحتى يومنا هذا، فمن المرجح أن المملكة العربية السعودية قد سعت إلى زيادة قدراتها الصاروخية لردع إيران وكسب النفوذ من حيث العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة. العلاقات الأمنية بين السعودية والصين لم تتطور تطوراً كاملاً بسبب علاقة الأخيرة مع إيران، وواصلت الولايات المتحدة دورها كداعم أمن أولي للمملكة العربية السعودية على الرغم من التوترات بينهما في السنوات الأخيرة.
ويذكر التقييم الرسمي الأميركي لعام 2014 عن تهديدات الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة، بأن المملكة العربية السعودية لديها أقل من 50 صاروخاً من طراز CSS-2 (برؤوس تقليدية) صينية الصنع. ويبلغ أقصى مدى للصاروخ 4,000 كيلومتر، وهذا يتوقف على حمولة الدفع، وهو ما يكفي إلى حد لإمكانية ضرب عدة بلدان، بما فيها إسرائيل وإيران. والصاروخ قادر على حمل رأس حربي نووي واحد.
وعلاوة على ذلك، في عام 2007 اشترت المملكة العربية السعودية من الصين المزيد من الصواريخ من نوع DF-21 أو CSS-5. ووفقاً لتقرير مجلة نيوزويك، "إن الصاروخ DF-21 الذي انضم إلى ترسانة صواريخ رياح الشرق السعودية يعمل بالوقود الصلب وبمدى متوسط ويعتبر من النوع المحسن والمتطور عن صواريخ DF-3 التي استحوذت عليها السعودية سراً من الصين في عام 1988". ويمكن تجهيز صاروخ DF-21 في غضون دقائق وبدقة 30 متراً مما يجعله "دقيقاً بما فيه الكفاية لإطلاقه على أهداف أصغر مثل المقر الرئيسي أو المركبات التي يعيش فيها كبار القادة". كما أفاد تقرير نيوزويك أن خبراء الحكومة الأميركية أكدوا أن الصواريخ غير قادرة على حمل الرؤوس النووية. ومع ذلك، ثمة تقارير أخرى تشير إلى أن هذه الصواريخ من المحتمل جداً أن تكون قادرة على حمل رؤوس نووية فيما بعد أو في وقت لاحق.
في عام 2014، أكدت المملكة العربية السعودية أنها حصلت على صواريخ DF-21 من الصين. ونقلت صحيفة شينخوا برس الصينية Xinhua نقلاً عن صحيفة عكاظ السعودية قولها "عندما سئل عن خطة مشتريات عسكرية جديدة، أكد مستشار اللجنة العسكرية المشتركة السعودية، الجنرال المتقاعد أنور عشقي، أن السعودية استحوذت على صواريخ DF-21 من الصين لحماية الأراضي المقدسة الإسلامية [مكة والمدينة] وحلفائها في منطقة الخليج".
يـــتـبــــــــــــع