بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تقرير تحليلي عن القدرة الجوية الإيرانية وفقاً لسيناريوهات المناورة الجوية الأخيرة، التقرير التحليلي للكاتب الإيراني المعروف "بابك تقوي" ونشره على موقع BBC فارسي، وهو متخصص في الشأن العسكري الإيراني، ومؤرخ عسكري، وكان يعمل سابقاً فني طائرات، ولديه مؤلفات كتب عسكرية، ويكتب في عدد من الصحف والمجلات العسكرية منها المجلة الشهرية Combat Aircraft.
الكاتب الإيراني "بابك تقوي" يعيش في مالطا، وجل كتاباته وتحليلاته عن الشأن العسكري الإيراني، وهو يدعي بأنه محايد، ولكن أنا شخصياًٍ لا ألمس فيه الحياد، قرأت له العديد من مؤلفاته (كتب وتقارير ومقالات) وأجد أن حياده ناقص ويتحاشى توجيه النقد الموضوعي سواءً للقدرة العسكرية الإيرانية أو للهيكل التنظيمي للأجهزة العسكرية الإيرانية (الجيش والحرس الثوري).
على العموم هذا تقرير فيه الكثير من التفاصيل، ومن خلال قراءة لما بين سطور التحليل يمكننا أن نستشف حالة القوات الجوية الإيرانية ومدى قدراتها العملياتية ومستوى جاهزية طائراتها.
[تحليل] القدرة الجوية الإيرانية من سيناريوهات المناورة الأخيرة
ترجمة: عبير البحرين
القوات الجوية الإيرانية لديها 62 مقاتلة من طراز F-14 تومكات، وحالياً 31 من هذه المقاتلات باستطاعتها التحليق، وستة منها شاركت في التغطية الجوية أو تمارين الغطاء الجوي في هذه المناورة.
أجرت القوات الجوية للجيش الإيراني لمدة يومين تمرينها السنوي، والذي يحمل إسم "فدائيو حريم الولاية 7"، انطلقت الطائرات من ثمان قواعد جوية وتمركزت في القاعدة الجوية التكتيكية الثامنة في اصفهان، وشاركت في المناورة 56 طائرة، من بينها 43 مقاتلة وطائرة هليكوبتر واحدة من طراز بيل 214C.
مثل التمرينات السابقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي أجريت في محافظة اصفهان، هذا العام أيضاً أقيم التمرين في بلدة أنارك بمحافظة اصفهان، وبلدة أنارك تقع على بُعد 220 كلم من شمال شرق مدينة اصفهان، والمناورات أجريت في ساحة أو ميدان "سهم أنارك". هذه المناورات أجريت بهدف زيادة القدرة القتالية لدى الطيارين وغيرهم من أفراد القوات الجوية بالجيش الإيراني. وقد تم تنفيذ اختبار إنجازات جديدة لهذه القوة في عمليات المناورة، في حين انخفض عدد عمليات الطائرات الروسية الصنع المستخدمة من قبل القوات الجوية الإيرانية.
معركة ليلية واطلاق صواريخ جو - جو
بسبب نقص قطع غيارمحرك الطائرات وقطع الغيار بوجه عام للطائرات، المقاتلة الاعتراضية من طراز ميج MiG 29 (الصورة بالأسفل) والقاذفات من طراز سوخوي Sukhoi (الصورة بالأعلى) لا تتمكن هذه الطائرات من التحليق، ولم تتمكن من المشاركة في المناورة الجوية سوى عدد قليل منها. من مجموع 25 طائرة من طراز SU-24 فقط ثلاث طائرات تمكنت من المشاركة في التمرين، ومن مجموع 23 طائرة من طراز ميج MIG 29 لم تشارك سوى ثماني طائرات، وباقي الطائرات لا يمكنهم التحليق. ومع وجود نقص وعجز في قطع الغيار فإن القوات الجوية الإيرانية تحاول المشاركة في عدد قليل من التمارين الجوية وهو يعتبر إنجاز بالنسبة لها.
على غرارتمارين السنوات السابقة، تم تقسيم القوات المشاركة إلى فريقين: الفريق الأحمر والفريق الأزرق للقيام بعمليات جو - جو وعمليات جو - سطح ضد بعضهما البعض. قاذفات الفريق الأحمر تتكون من خمس مقاتلات من طراز فانتوم F-4E Phantom 2 مقرها القاعدة الجوية التكتيكية في محافظة همدان، وبدعم من طائرة واحد من طراز بوينع 747 (KC-747)، وكانوا جاهزون في منطقة التمرين بميدان أو ساحة "سهم أنارك" لشن غارات وقصف غير متوقع للقوات فى بيئة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً.
الخبراء المتخصصون في الأسلحة بالقاعدة الجوية التكتيكية الثامنة أخرجوا طائرات F-7 بعد 27 عاماً من ركونها بالمستودع، وقاموا بتجهيز قاذفة قادرة على اطلاق قذائف 19TA والتي تعرف بإسم قذائف LAU-3A من 2.75 بوصة وتم تركيبها على طائرات F-7. في السابق القوات الجوية لم تكن تستفيد من استخدام طائرات F-7 في الدعم الجوي القريب، كان دور هذه الطائرة فقط ينطوى على التدريب والاعتراض التكميلي لطائرات التومكات.
الفريق الأزرق قام بسرعة بتحليق ثلاث مقاتلات اعتراضية تومكات من أصفهان للتعامل مع طائرة الفانتوم في المعركة الوهمية ضد الفريق الأحمر، وطائرتين ميغ من طراز MIG-29 UB حلقوا من اصفهان للحماية من طائرة الفانتوم. كلتا الطائرتان من طراز ميغ MIG-29 UB مع طائرات التومكات شاركوا في مهمات دفاعية مع طائرة فانتوم واحدة من الفريق الأحمر وتوغلوا في معركة وهمية في محاكاة الاشتباكات الجوية ضد مقاتلات التومكات وأصبح الميدان على شكلين خارج مجال الرؤية والقتال الجوي المباشر (ِDogfight).
في المرحلة التالية من التمرين الأول، شاركت طائرات F-7 المعروفة باسم التنين، وطائرات F-5F والقوات المحمولة جواً واطلقوا صواريخ جو - أرض غير موّجهة للاختبار. وبطبيعة الحال، بسبب عيب فني، واحدة من طائرات F-7 لم تتمكن من إطلاق صواريخها. وبعد بضع دقائق، بدأت طائرة واحدة من طراز C-130 من الفريق الأحمر تحت غطاء طائرة واحدة من تومكات (والطائرتين من أصفهان) بالتحليق الجوي على ارتفاع متوسط وتفريغ الحمولة في ساحة "سهم أنارك".
القصف الليلي
شاركت في هذه العملية 12 طائرة مقاتلة من طراز F-4E فانتوم 2، خمس طائرات مقاتلة خفيفة من طراز F-5E، خمس طائرات تدريب F-5F، ثلاث طائرات مقاتلة صاعقة بمقصورة واحدة (F-5E مجهزة مع اثنين من الحافات العمودية)، مقاتلة واحدة صاعقة بمقصورتين، ستة مقاتلات من طراز F-14 تومكات، ثلاث طائرات ميغ من طراز MIG-29 UB، طائرتين من المقاتلات الخفيفة من طراز F-7N، ثلاث طائرات من نماذج الطائرات التدريبية والتي تعرف بـ FT-7N، وثلاث قاذفات سوخوي تكتيكية من طراز SU-24MK.
في الليلة الأولى، كلا الفريقين الأحمر والأرزق كان لديهما أربع طائرات من طراز F-4، وقاموا بالقصف الليلي بقنابل حقيقية من نوع Mark 81 وكان القصف على نمط حرب فيتنام. واحدة من طائرات الفانتوم اطلقت الصواريخ المضيئة على ميدان "سهم أنارك" وأصبح الميدان مضيئاً وطياريو طائرات الفانتوم الأخرى قاموا باستهداف الأهداف المضيئة في الميدان. وقد تم تجهيز أربعة مقاتلات اعتراضية تومكات بصاروخين اثنين من النوع الحراري سايدويندر Sidewinder وصاروخين اثنين من النوع الراداري سبارو Sparrow وكان مهام طائرات التومكات الأربع الحماية أثناء جريان عمليات القصف الليلي بواسطة طائرات الفانتوم. كما أن طائرتين سوخوي من طراز SU-24 مع مساعدة بنظام الاستهداف اندمجت في القصف الليلي باستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء دون أن تستفيد من الصواريخ المضاءة في الميدان.
طائرات الفانتوم للفريق الأحمر بعد التزود بالوقود ليلاً من ناقلة الوقود بوينغ 747 عادت إلى قاعدة همدان الجوية (Noje Airbase) بينما طائرات التومكات كانت محافظة على موقعها. بعد التزود بالوقود من الناقلة بوينغ 747 في ذلك الحين طائرة C-130 كانت فوق ميدان "أنارك" أثناء مرافقتها وحمايتها.
صور من القتال الليلي الذي بدأ بعد ظهر (مساء) يوم 9 نوفمبر، وشارك في القتال الليلي مقاتلات F-4E والقاذفات التكتيكية سوخوي SU-24MK والمقاتلات الاعتراضية F-14A.
قبل العملية، طائرة تعرف بأنها تكتيكية RF-4E فانتوم 2 حددت أهداف التفجير بمقياس 1:1 بالمجال الجوي الافتراضي في ميدان "سهم أنارك".
اليوم الثاني من التمرين
في اليوم الأخير، كانت الأسلحة في الغالب حقيقية. وكانت طائرتان من نوع فانتوم قد طارتا من قاعدة همدان واطلقتا على الميدان قنابل من صنع إيران نوع Mark 82.
وفي الوقت نفسه، هاجمت طائرتان فانتوم أخريّان من هذه القاعدة أهدافاً ثابتة ومتحركة، مستفيدة من استخدام ذخيرة تشمل على نقطة قنبلة توجيه تلفزيوني تزن 1000 رطل ضد الأهداف الثابثة - من انتاج وصنع "شركة مهام پارچین للصناعات" - وصاروخ توجيه تلفزيوني مافريك Maverick ضد الأهداف المتحركة. واطلقت طائرة سوخوى من طراز SU-24 صاروخ جو سطح Kh-25 برأس توجيه ليزري ضد هدف ثابت وهو قاعدة جوية وهمية محاكاة لقاعدة حقيقية صممت لضربها في المناورة. وفي الختام أطلق طياريو طائرة ميغ MIG-29 UB صاروخ جو - جو ذو توجيه حراري من نوع R-73 لتدمير هدف حراري أطلق من طائرة F-5F.
في صباح اليوم الثاني من المناورة في أنارك، محاكاة صراع جوي وتكتيكات قتال (Dog Fight) بين طائرة F-14 مدافعة من الفريق الأزرق وطائرة ميغ MIG-29 مهاجمة من الفريق الأحمر (الطائرة التي على اليمين).
طياريو طائرتين من طراز F-7 وطائرتين من طراز F-5 وطائرتين صاعقة أطلقوا قذائف 2.75 بوصة، بينما طياريو أربعة طائرات من طراز F-5 وطائرتان أخريّان صاعقة أطلقوا سقوط حر قنابل Mark 82، وبعد اطلاق الصواريخ وقصف أهدافهم، حلقوا الطيارون ثلاث مرات فوق الميدان وفتحوا النيران من مدفع الرشاش. خلال العملية، الطائرات بدون طيار مهاجر 3 وأربعة طائرات كانوا يقومون بعمليات حيّة وتمشيط طول ميدان "سهم أنارك" لتحديد الأهداف الثابتة والمتحركة وتوفير إحداثياتها للطيارين من الفريقين الأحمر والأزرق، وأما طائرات التومكات فكانت مسلحة بصواريخ جو - جو وكانت من خلف الطائرات لتأمينهم وحمايتهم.
في صباح اليوم الأول من التدريب ثلاث طيارين للطائرات المقاتلة من طراز F-4E من ضمن مجموعتين من القاعدة الجوية التكتيكية بمحافظة بوشهر (في الصورة أعلاه) قاموا بممارسة تمرين غلق صاروخ جو - سطح AGM-65A Maverick لاستهداف هدف أرضي في ميدان "سهم أنارك" وفي اليوم التالي، استخدموا ثلاثة صواريخ لاستهداف ثلاثة أهداف.
في نهاية دورة العمليات وصلت ثلاثة طائرات من طراز C-130، اثنتان منهم جاءوا من مهرباد في طهران، إحداهما بتحميل جوي والأخرى قامت بالقاء قنابل سقوط حر من نوع MK84. وأما الطائرة الثالثة فقد جاءت من قاعدة شيراز السابعة للنقل التي يستخدمها اللواء 55 المحمول جواً في شيراز وقاموا بالقفز المظلي فوق ساحة "سهم أنارك". والطائرات الثلاث C-130 كان من خلفهم طائرتين من طراز F-14 تومكات للاسناد والحماية.
في اليوم الثاني من هذه المناورة الجوية كشفت القوات الجوية الإيرانية النقاب عن إنجاز ناشئ وذلك باستخدام طائرة النقل C-130 هرقل كقاذفة هجومية. قامت الطائرة بالقاء قنبلتين غير موّجهة من نوع Mark 84. وقادة القوات الجوية يطالبون الدعم والتمويل لمشروعهم الخاص "أم القنابل" MOAB. وحالياً يقوم فيلق في القوات الجوية بتطوير قنبلة من MOAB لاستخدامها على طائرة إليوشن Ilyushin 76.
طائرتان من طراز F-4E من القاعدة الجوية الثالثة التكتيكية تتزودان الوقود من طائرة بوينغ 747 من القوات الجوية بعد أن أطلقوا صاروخ Maverick وقنابل في صباح اليوم الثاني تحت حماية مقاتلات F-14 تومكات المسلحة أثناء تمرين ساحة "سهم أنارك".
في الختام انتهت المناورة الجوية بعد الظهر من اليوم الثاني دون تحطم أي طائرة، وقد حققت القوات الجوية هدفها الأكثر أهمية، وهو زيادة الاستعداد القتالي لأكثر من 100 طيار. أغلب المشاركين في التمرين استقروا في القاعدة الجوية الثامنة وبدعم من أربع طائرات نقل متوسطة من طراز C-130 وطائرتين نقل ثقيل من طراز اليوشن Ilyushin 76، وانتقلوا تدريجيا إلى قواعدهم في طهران، تبريز، همدان، دزفول أو دسبول في محافظة عربستان، بوشهر، شيراز، وبندر عباس.
وعدد من مقاتلات تومكات التي شاركت في المناورة، بعد الانتهاء من المناورة رافقوا ستة طائرات روسية من سلاح الجو الروسي من طراز توبوليف Tupolev Tu-22M3 واقلعوا من إيران وذهبوا إلى سوريا لقصف داعش في مدينة دير الزور وبرفقتهم عدد من طائرات تومكات الإيرانية، في حين طائرتان إيرانيتان مسلحتان من طراز ميغ MIG-29 اصطحبت من طهران قافلة الرئيس الروسي بعد انتهاء زيارته وعودته لموسكو.
المصدر
[link to bbc.com/persian]
ترجمة: عبير البحرين
هذا تقرير تحليلي عن القدرة الجوية الإيرانية وفقاً لسيناريوهات المناورة الجوية الأخيرة، التقرير التحليلي للكاتب الإيراني المعروف "بابك تقوي" ونشره على موقع BBC فارسي، وهو متخصص في الشأن العسكري الإيراني، ومؤرخ عسكري، وكان يعمل سابقاً فني طائرات، ولديه مؤلفات كتب عسكرية، ويكتب في عدد من الصحف والمجلات العسكرية منها المجلة الشهرية Combat Aircraft.
الكاتب الإيراني "بابك تقوي" يعيش في مالطا، وجل كتاباته وتحليلاته عن الشأن العسكري الإيراني، وهو يدعي بأنه محايد، ولكن أنا شخصياًٍ لا ألمس فيه الحياد، قرأت له العديد من مؤلفاته (كتب وتقارير ومقالات) وأجد أن حياده ناقص ويتحاشى توجيه النقد الموضوعي سواءً للقدرة العسكرية الإيرانية أو للهيكل التنظيمي للأجهزة العسكرية الإيرانية (الجيش والحرس الثوري).
على العموم هذا تقرير فيه الكثير من التفاصيل، ومن خلال قراءة لما بين سطور التحليل يمكننا أن نستشف حالة القوات الجوية الإيرانية ومدى قدراتها العملياتية ومستوى جاهزية طائراتها.
[تحليل] القدرة الجوية الإيرانية من سيناريوهات المناورة الأخيرة
ترجمة: عبير البحرين
القوات الجوية الإيرانية لديها 62 مقاتلة من طراز F-14 تومكات، وحالياً 31 من هذه المقاتلات باستطاعتها التحليق، وستة منها شاركت في التغطية الجوية أو تمارين الغطاء الجوي في هذه المناورة.
أجرت القوات الجوية للجيش الإيراني لمدة يومين تمرينها السنوي، والذي يحمل إسم "فدائيو حريم الولاية 7"، انطلقت الطائرات من ثمان قواعد جوية وتمركزت في القاعدة الجوية التكتيكية الثامنة في اصفهان، وشاركت في المناورة 56 طائرة، من بينها 43 مقاتلة وطائرة هليكوبتر واحدة من طراز بيل 214C.
مثل التمرينات السابقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي أجريت في محافظة اصفهان، هذا العام أيضاً أقيم التمرين في بلدة أنارك بمحافظة اصفهان، وبلدة أنارك تقع على بُعد 220 كلم من شمال شرق مدينة اصفهان، والمناورات أجريت في ساحة أو ميدان "سهم أنارك". هذه المناورات أجريت بهدف زيادة القدرة القتالية لدى الطيارين وغيرهم من أفراد القوات الجوية بالجيش الإيراني. وقد تم تنفيذ اختبار إنجازات جديدة لهذه القوة في عمليات المناورة، في حين انخفض عدد عمليات الطائرات الروسية الصنع المستخدمة من قبل القوات الجوية الإيرانية.
معركة ليلية واطلاق صواريخ جو - جو
بسبب نقص قطع غيارمحرك الطائرات وقطع الغيار بوجه عام للطائرات، المقاتلة الاعتراضية من طراز ميج MiG 29 (الصورة بالأسفل) والقاذفات من طراز سوخوي Sukhoi (الصورة بالأعلى) لا تتمكن هذه الطائرات من التحليق، ولم تتمكن من المشاركة في المناورة الجوية سوى عدد قليل منها. من مجموع 25 طائرة من طراز SU-24 فقط ثلاث طائرات تمكنت من المشاركة في التمرين، ومن مجموع 23 طائرة من طراز ميج MIG 29 لم تشارك سوى ثماني طائرات، وباقي الطائرات لا يمكنهم التحليق. ومع وجود نقص وعجز في قطع الغيار فإن القوات الجوية الإيرانية تحاول المشاركة في عدد قليل من التمارين الجوية وهو يعتبر إنجاز بالنسبة لها.
على غرارتمارين السنوات السابقة، تم تقسيم القوات المشاركة إلى فريقين: الفريق الأحمر والفريق الأزرق للقيام بعمليات جو - جو وعمليات جو - سطح ضد بعضهما البعض. قاذفات الفريق الأحمر تتكون من خمس مقاتلات من طراز فانتوم F-4E Phantom 2 مقرها القاعدة الجوية التكتيكية في محافظة همدان، وبدعم من طائرة واحد من طراز بوينع 747 (KC-747)، وكانوا جاهزون في منطقة التمرين بميدان أو ساحة "سهم أنارك" لشن غارات وقصف غير متوقع للقوات فى بيئة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً.
الخبراء المتخصصون في الأسلحة بالقاعدة الجوية التكتيكية الثامنة أخرجوا طائرات F-7 بعد 27 عاماً من ركونها بالمستودع، وقاموا بتجهيز قاذفة قادرة على اطلاق قذائف 19TA والتي تعرف بإسم قذائف LAU-3A من 2.75 بوصة وتم تركيبها على طائرات F-7. في السابق القوات الجوية لم تكن تستفيد من استخدام طائرات F-7 في الدعم الجوي القريب، كان دور هذه الطائرة فقط ينطوى على التدريب والاعتراض التكميلي لطائرات التومكات.
الفريق الأزرق قام بسرعة بتحليق ثلاث مقاتلات اعتراضية تومكات من أصفهان للتعامل مع طائرة الفانتوم في المعركة الوهمية ضد الفريق الأحمر، وطائرتين ميغ من طراز MIG-29 UB حلقوا من اصفهان للحماية من طائرة الفانتوم. كلتا الطائرتان من طراز ميغ MIG-29 UB مع طائرات التومكات شاركوا في مهمات دفاعية مع طائرة فانتوم واحدة من الفريق الأحمر وتوغلوا في معركة وهمية في محاكاة الاشتباكات الجوية ضد مقاتلات التومكات وأصبح الميدان على شكلين خارج مجال الرؤية والقتال الجوي المباشر (ِDogfight).
في المرحلة التالية من التمرين الأول، شاركت طائرات F-7 المعروفة باسم التنين، وطائرات F-5F والقوات المحمولة جواً واطلقوا صواريخ جو - أرض غير موّجهة للاختبار. وبطبيعة الحال، بسبب عيب فني، واحدة من طائرات F-7 لم تتمكن من إطلاق صواريخها. وبعد بضع دقائق، بدأت طائرة واحدة من طراز C-130 من الفريق الأحمر تحت غطاء طائرة واحدة من تومكات (والطائرتين من أصفهان) بالتحليق الجوي على ارتفاع متوسط وتفريغ الحمولة في ساحة "سهم أنارك".
القصف الليلي
شاركت في هذه العملية 12 طائرة مقاتلة من طراز F-4E فانتوم 2، خمس طائرات مقاتلة خفيفة من طراز F-5E، خمس طائرات تدريب F-5F، ثلاث طائرات مقاتلة صاعقة بمقصورة واحدة (F-5E مجهزة مع اثنين من الحافات العمودية)، مقاتلة واحدة صاعقة بمقصورتين، ستة مقاتلات من طراز F-14 تومكات، ثلاث طائرات ميغ من طراز MIG-29 UB، طائرتين من المقاتلات الخفيفة من طراز F-7N، ثلاث طائرات من نماذج الطائرات التدريبية والتي تعرف بـ FT-7N، وثلاث قاذفات سوخوي تكتيكية من طراز SU-24MK.
في الليلة الأولى، كلا الفريقين الأحمر والأرزق كان لديهما أربع طائرات من طراز F-4، وقاموا بالقصف الليلي بقنابل حقيقية من نوع Mark 81 وكان القصف على نمط حرب فيتنام. واحدة من طائرات الفانتوم اطلقت الصواريخ المضيئة على ميدان "سهم أنارك" وأصبح الميدان مضيئاً وطياريو طائرات الفانتوم الأخرى قاموا باستهداف الأهداف المضيئة في الميدان. وقد تم تجهيز أربعة مقاتلات اعتراضية تومكات بصاروخين اثنين من النوع الحراري سايدويندر Sidewinder وصاروخين اثنين من النوع الراداري سبارو Sparrow وكان مهام طائرات التومكات الأربع الحماية أثناء جريان عمليات القصف الليلي بواسطة طائرات الفانتوم. كما أن طائرتين سوخوي من طراز SU-24 مع مساعدة بنظام الاستهداف اندمجت في القصف الليلي باستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء دون أن تستفيد من الصواريخ المضاءة في الميدان.
طائرات الفانتوم للفريق الأحمر بعد التزود بالوقود ليلاً من ناقلة الوقود بوينغ 747 عادت إلى قاعدة همدان الجوية (Noje Airbase) بينما طائرات التومكات كانت محافظة على موقعها. بعد التزود بالوقود من الناقلة بوينغ 747 في ذلك الحين طائرة C-130 كانت فوق ميدان "أنارك" أثناء مرافقتها وحمايتها.
صور من القتال الليلي الذي بدأ بعد ظهر (مساء) يوم 9 نوفمبر، وشارك في القتال الليلي مقاتلات F-4E والقاذفات التكتيكية سوخوي SU-24MK والمقاتلات الاعتراضية F-14A.
قبل العملية، طائرة تعرف بأنها تكتيكية RF-4E فانتوم 2 حددت أهداف التفجير بمقياس 1:1 بالمجال الجوي الافتراضي في ميدان "سهم أنارك".
اليوم الثاني من التمرين
في اليوم الأخير، كانت الأسلحة في الغالب حقيقية. وكانت طائرتان من نوع فانتوم قد طارتا من قاعدة همدان واطلقتا على الميدان قنابل من صنع إيران نوع Mark 82.
وفي الوقت نفسه، هاجمت طائرتان فانتوم أخريّان من هذه القاعدة أهدافاً ثابتة ومتحركة، مستفيدة من استخدام ذخيرة تشمل على نقطة قنبلة توجيه تلفزيوني تزن 1000 رطل ضد الأهداف الثابثة - من انتاج وصنع "شركة مهام پارچین للصناعات" - وصاروخ توجيه تلفزيوني مافريك Maverick ضد الأهداف المتحركة. واطلقت طائرة سوخوى من طراز SU-24 صاروخ جو سطح Kh-25 برأس توجيه ليزري ضد هدف ثابت وهو قاعدة جوية وهمية محاكاة لقاعدة حقيقية صممت لضربها في المناورة. وفي الختام أطلق طياريو طائرة ميغ MIG-29 UB صاروخ جو - جو ذو توجيه حراري من نوع R-73 لتدمير هدف حراري أطلق من طائرة F-5F.
في صباح اليوم الثاني من المناورة في أنارك، محاكاة صراع جوي وتكتيكات قتال (Dog Fight) بين طائرة F-14 مدافعة من الفريق الأزرق وطائرة ميغ MIG-29 مهاجمة من الفريق الأحمر (الطائرة التي على اليمين).
طياريو طائرتين من طراز F-7 وطائرتين من طراز F-5 وطائرتين صاعقة أطلقوا قذائف 2.75 بوصة، بينما طياريو أربعة طائرات من طراز F-5 وطائرتان أخريّان صاعقة أطلقوا سقوط حر قنابل Mark 82، وبعد اطلاق الصواريخ وقصف أهدافهم، حلقوا الطيارون ثلاث مرات فوق الميدان وفتحوا النيران من مدفع الرشاش. خلال العملية، الطائرات بدون طيار مهاجر 3 وأربعة طائرات كانوا يقومون بعمليات حيّة وتمشيط طول ميدان "سهم أنارك" لتحديد الأهداف الثابتة والمتحركة وتوفير إحداثياتها للطيارين من الفريقين الأحمر والأزرق، وأما طائرات التومكات فكانت مسلحة بصواريخ جو - جو وكانت من خلف الطائرات لتأمينهم وحمايتهم.
في صباح اليوم الأول من التدريب ثلاث طيارين للطائرات المقاتلة من طراز F-4E من ضمن مجموعتين من القاعدة الجوية التكتيكية بمحافظة بوشهر (في الصورة أعلاه) قاموا بممارسة تمرين غلق صاروخ جو - سطح AGM-65A Maverick لاستهداف هدف أرضي في ميدان "سهم أنارك" وفي اليوم التالي، استخدموا ثلاثة صواريخ لاستهداف ثلاثة أهداف.
في نهاية دورة العمليات وصلت ثلاثة طائرات من طراز C-130، اثنتان منهم جاءوا من مهرباد في طهران، إحداهما بتحميل جوي والأخرى قامت بالقاء قنابل سقوط حر من نوع MK84. وأما الطائرة الثالثة فقد جاءت من قاعدة شيراز السابعة للنقل التي يستخدمها اللواء 55 المحمول جواً في شيراز وقاموا بالقفز المظلي فوق ساحة "سهم أنارك". والطائرات الثلاث C-130 كان من خلفهم طائرتين من طراز F-14 تومكات للاسناد والحماية.
في اليوم الثاني من هذه المناورة الجوية كشفت القوات الجوية الإيرانية النقاب عن إنجاز ناشئ وذلك باستخدام طائرة النقل C-130 هرقل كقاذفة هجومية. قامت الطائرة بالقاء قنبلتين غير موّجهة من نوع Mark 84. وقادة القوات الجوية يطالبون الدعم والتمويل لمشروعهم الخاص "أم القنابل" MOAB. وحالياً يقوم فيلق في القوات الجوية بتطوير قنبلة من MOAB لاستخدامها على طائرة إليوشن Ilyushin 76.
طائرتان من طراز F-4E من القاعدة الجوية الثالثة التكتيكية تتزودان الوقود من طائرة بوينغ 747 من القوات الجوية بعد أن أطلقوا صاروخ Maverick وقنابل في صباح اليوم الثاني تحت حماية مقاتلات F-14 تومكات المسلحة أثناء تمرين ساحة "سهم أنارك".
في الختام انتهت المناورة الجوية بعد الظهر من اليوم الثاني دون تحطم أي طائرة، وقد حققت القوات الجوية هدفها الأكثر أهمية، وهو زيادة الاستعداد القتالي لأكثر من 100 طيار. أغلب المشاركين في التمرين استقروا في القاعدة الجوية الثامنة وبدعم من أربع طائرات نقل متوسطة من طراز C-130 وطائرتين نقل ثقيل من طراز اليوشن Ilyushin 76، وانتقلوا تدريجيا إلى قواعدهم في طهران، تبريز، همدان، دزفول أو دسبول في محافظة عربستان، بوشهر، شيراز، وبندر عباس.
وعدد من مقاتلات تومكات التي شاركت في المناورة، بعد الانتهاء من المناورة رافقوا ستة طائرات روسية من سلاح الجو الروسي من طراز توبوليف Tupolev Tu-22M3 واقلعوا من إيران وذهبوا إلى سوريا لقصف داعش في مدينة دير الزور وبرفقتهم عدد من طائرات تومكات الإيرانية، في حين طائرتان إيرانيتان مسلحتان من طراز ميغ MIG-29 اصطحبت من طهران قافلة الرئيس الروسي بعد انتهاء زيارته وعودته لموسكو.
المصدر
[link to bbc.com/persian]
ترجمة: عبير البحرين
التعديل الأخير: