حتفلت كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة، أمس الاثنين، بتخريج مجموعة من الضباط والقادة الأركانية من مختلف وحدات القوات المسلحة القطرية وضباط من الحرس الأميري ولخويا ووزارة الداخلية، وعدد من الضباط من الدول الشقيقة الذين اجتازوا بنجاح برنامج ومقررات دورة القيادة والأركان المشتركة الرابعة. أقيم الحفل بكلية أحمد بن محمد العسكرية تحت رعاية وبحضور سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، وسعادة الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من كبار القادة بالقوات المسلحة وكبار المسؤولين والضباط وأعضاء هيئة التدريس. وبهذه المناسبة أوضح العميد الركن محمد بن حمد محمد النعيمي قائد كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة أن الدورة «الرابعة» تعد الأولى التي تدرس باللغة العربية.. مشيرا إلى أن الكلية تقوم بتأهيل وإعداد الضباط الذين يتم اختيارهم من مختلف صنوف ووحدات القوات المسلحة من أجل شغل وظائف قيادية ووظائف الأركان. وأضاف أن هذا التأهيل والإعداد يأتي وفق برنامج ومقررات تعليمية متطورة وحديثة تتضمن المتغيرات الدولية والإقليمية من أجل إثراء الفكر العسكري والأكاديمي وصقل المهارات لجميع الضباط الدارسين.
وأكد قائد الكلية أن الخريجين أمضوا ما يقرب من 10 أشهر يترددون على قاعات الدرس في الكلية وينهلون من بحور العلوم العسكرية والأكاديمية المختلفة.. موضحا أن الدارسين تلقوا محاضرات في التخطيط والتحليل وإدارة المعارك القتالية بدءا من مراحل استلام المهام وانتهاء بإصدار الأوامر والقرارات الحاسمة، إضافة إلى تلقيهم دروسا في الاستراتيجيات وعلم الإدارة والإعلام العسكري والقانون الدولي. وبين أن التاريخ العسكري المليء بالتجارب والخبرات كان له نصيب في برنامج الدورة التي اختتمت بتمرين عملي «لعبة الحرب» نفذ الضباط الدارسون فيه جميع ما تلقوه من علم ونظريات عسكرية، وذلك من أجل رفع كفاءتهم العملية وقدراتهم الفكرية في إدارة العمليات المشتركة. ونوه قائد كلية جوعان بن جاسم بأن الدورة ضمت 44 ضابطا دارسا من جميع أفرع القوات المسلحة القطرية ووزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي «لخويا» والحرس الأميري إضافة إلى ضباط دارسين من دولة الكويت الشقيقة وسلطنة عمان الشقيقة، حيث قدموا صورا مشرفة لأوطانهم. وأشار إلى أنه حرصا على جودة المخرج التعليمي للكلية وتنفيذا لمتطلبات التنمية البشرية التي تسعى القيادة العامة لتحقيقها باستمرار فقد قطعت الكلية شوطا كبيرا حول عقد شراكات أكاديمية وبحثية مع نخبة من المؤسسات التعليمية المحلية والدولية، ما سيكون له الأثر الأكاديمي والإيجابي في تطوير العنصر البشري على مستوى الدارس والكادر.. مضيفا بأن تلقي العلم لم يعد مقتصرا على المقررات والفصول الدراسية بل تعداه إلى البحث واستقصاء العلوم والمعرفة. وأعرب عن سعي الكلية لطرح برنامج لدراسة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية.. مؤكدا أن هذا البرنامج سيكون له دور علمي كبير في كفاءة وثقافة الضباط الدارسين مستقبلا. وفي ختام كلمته أشاد العميد الركن محمد بن حمد النعيمي قائد كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة بالدعم الذي تلقاه الكلية من سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع والإشراف المباشر والتوجيهات المستمرة من سعادة الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة متمنيا التوفيق للخريجين في حياتهم ورفعة وطنهم.
تدريب عسكري وأكاديمي
وفي تصريحات صحفية على هامش الحفل، أوضح العميد الركن فيصل محمد العوجاء رئيس الموجهين ومدير الدراسات التخصصية بالكلية، دورة القيادة والأركان المشتركة رقم 4، هي الدورة الأولى التي تُنفذ بنظام اللغة العربية، مشيراً إلى أنها اشتملت على ثلاثة فصول دراسية، الفصل الأول هو عبارة عن فصل عام، يحتوي على المعارف والمفاهيم العامة والمداخل الأساسية للعلوم العسكرية. بالإضافة إلى فصل تخصصي، يتم فيه تقسيم الضباط إلى زمر تخصصية حسب الصنف ووحدة الضابط. أما الفصل الأخير فهو مشترك، يتم فيه إعادة تجميع الضباط. لافتاًً إلى أن الضباط الدارسين يتلقون تدريبا عسكريا وأكاديميا.
واشار إلى أن مدة الدورة 42 أسبوعا، وتُختتم بتمرين رئيسي مشترك على لعبة الحرب، وهو تمرين على المشبهات والأجهزة والحواسيب، بحيث يحصل جميع الضباط المشاركين في الدورة على مناصب ووظائف قيادية، فهناك قيادة قوات مشتركة، وقائد بري، وبحري وجوي، وتُقدم عدد من المهام التي يعمل المشاركين على حلها. لافتاً إلى أن التمرين الرئيسي يستمر لمدة شهر.
وبيّن مدير الدراسات التخصصية بالكلية، أن عدد الضباط الخريجين بلغ 44 ضابطاً من القوات المسلحة القطرية، ووزارة الداخلية، الحرس الاميري، وقوة لخويا، غلى جانب 6 دارسين من دولة الكويت الشقيقة، ودارس من سلطنة عمان الشقيقة. وقال العميد الركن العوجاء أن الكلية وقعت عدد من مذكرات التفاهم مع مؤسسات داخل الدولة، منها جامعة قطر، ومركز الجزيرة للدراسات، والقسم الأكاديمي بكلية أحمد بن محمد العسكرية، وكلية المجتمع، بالإضافة إلى تعاون يجمع الكلية مع مؤسسات خارجية.
أقوى الدورات العسكرية
بدوره أكد الرائد محمد جاسم الكواري أول خريجي دورة القيادة والاركان المشتركة الرابعة بتقدير جيد جدا، أن الدورة تعد من اقوى الدورات العسكرية التي تنظمها كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة بشهادة دول المنطقة مؤكدا ان تلك الدورة هامة لمساعدة الضبط للتدرج من خلالها للحصول على دورات الدفاع فيما بعد والترقي للوصول للوظائف القيادية.
واشاد الكواري بمستوى الدورة والدور الكبير الذي قام به مسؤولو الكلية في الارتقاء بمستوى الطلاب واثراء الفكر العسكري والاكاديمي لديهم.
واشار إلى ان الدورة تنقسم إلى ثلاثة فصول رئيسية اولها ما يتعلق بتوحيد المفاهيم لدى كافة القوات البرية والبحرية والجوية وايضا الداخلية يعقبها الفصل التخصصي للقوات الذي يتم من خلاله توجيه كل تخصص من التخصصات لمقررات ودراسات خاصة به واخيرا الفصل الثالث وهو الاهم ويتعلق بممارسة العمليات المشتركة بين القوات المشاركة في الدورة. واضاف: ان خريجي كلية جوعان بن جاسم للقيادة يكون لديهم الخبرة الكافية فيما يتعلق بالعلوم العسكرية والادارية بما يمكنهم من اداء الدور المنوط بهم في كافة الوظائف القيادية على كافة المستويات.
وفي ذات السياق أكد الرائد محمد يوسف الكعبي – الحاصل على المركز الثاني ان الالتحاق بكلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة مطمح لجميع الضباط بكافة افرع القوات المسلحة والداخلية حيث ان اجتياز دورات القيادة والاركان هي التي تؤهل الضباط لتولي المناصب القيادية في المستقبل مضيفا ان الدورة تمهد ايضا الطريق للضباط لإدارة العمليات المشتركة وتمكنهم من الاستفادة من أعمال وواجبات كافة القوات لتحقيق الهدف المرجو من العمليات المشتركة.
واشار إلى ان الدراسة في كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة تعادل مثيلاتها في أرقى الأكاديميات العسكرية في العالم حيث يتم دائما تعديل وتطوير مناهج الدراسة لتكون على المستوى المأمول منها في اعداد وتأهيل الضباط مضيفا ان تلك البرامج التدريبية والمناهج يتم تطويرها بعناية لتواكب مثيلاتها في دول العالم الشقيقة والصديقة وبما يحقق أهداف دولة قطر.
بدوره أشاد المقدم أحمد سالم الصباح خريج الدورة الرابعة من دولة الكويت الشقيقة بالمستوى الأكاديمي للدورة، مشيرا إلى أن مستوى الدورة استراتيجيا وعملياتيا يلامس مستوى الدول المتقدمة، ومنوها بأن الدورة مفيدة للغاية للضباط.
وقال المقدم الصباح: تشرفنا مع إخواننا القطريين والعمانيين والكويتيين باجتياز هذه الدورة، مضيفا: «أهل قطر هم أهل الكرم والجود والمرجلة والسنوات القادمة ستشهد المزيد من التعاون العسكري بين البلدين». وأكد أن مستوى الدراسة بكلية جوعان للقادة والأركان يعد من المستويات الرفيعة بالدراسات الأكاديمية العسكرية، واصفا المقررات بالصعبة ولكن بفضل المعلمين والموجهين تم اجتياز الدورة بنجاح. وقال المقدم أحمد بن ناصر المصلحي خريج الدورة الرابعة من سلطنة عمان الشقيقة إن الدورة بدأت منذ 9 شهور ومستواها ممتاز للغاية، مشيرا إلى أن الاستفادة منها جيدة جدا خاصة من المقررات والعلوم العسكرية.
وأشاد المقدم المصلحي بالمستوى الأكاديمي لكلية جوعان والدعم الذي توفره القوات المسلحة القطرية وإدارة الكلية للدارسين، منوها بأن الدورة الرابعة هي أول دورة تعقد باللغة العربية ومن خلال معلمين وموجهين عرب.
وأشار المقدم المصلحي إلى أن كافة العلوم العسكرية والتمارين العملية والتطبيقية بهذه الدورة توفر أحدث الاستراتيجيات العسكرية، وبالتأكيد ننصح جميع الضباط بدول الخليج والدول العربية بالدراسة بالكلية. يذكر أن برنامج الدورة الرابعة للقيادة والأركان المشتركة تضمن دورة تحضيرية لمدة 24 أسبوعا تلتها دورة رئيسية لمدة 45 أسبوعا قسمت على ثلاثة فصول دراسية.. اشتمل الفصل الأول على موضوعات «تنظيم ومهام وأدوار القوات المسلحة بالإضافة إلى بعض الأجهزة العسكرية والأمنية مع تحليل البيئة الاستراتيجية والعملياتية لعمل هذه القوات والأجهزة» و«الأمن الوطني والسياسات الخارجية والدفاعية وإدارة القدرات الدفاعية وتطويرها والنظام الدولي والصراع والعلاقات الدولية وكذلك نظريات القيادة ».
واشتمل الفصل الثاني على دراسات الأمن والدفاع والعقيدة والعمليات العسكرية ومنظومة القيادة والسيطرة، إضافة إلى القيام بزيارات إقليمية ودولية تضمنت العديد من الأنشطة في مجالات عدة. أما الفصل الثالث فتضمن التخطيط والإعداد والتنفيذ للحملات العسكرية وزيارة لحلف الناتو وقيادته العسكرية وكذلك تنفيذ تمرين (لعبة الحرب) وهو التمرين الرئيسي والختامي بالكلية.