بسم الله الرحمن الرحيم،
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وارض عنا وادخلنا الجنة واجعلنا من عبادك الشاكرين. امين.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم. وبقطع النظر عن رأيك في تشكيلة توازن القوى على وجه الارض، هناك حقيقة ثابتة وهي ان الولايات المتحدة الامريكية استطاعت بناء منظومات دفاعية ومنظومات هجومية لا مثيل لها.
هذا الموضوع سوف يتحدث عن شيء قد يكون جديدا على القراء، لن يتحدث عن سلاح بعينه بل سيتحدث عن القدرة على استخدام اسلحة متعددة للقيام بضربة متزامنة.
الضربة المتزامنة هي القدرة على تحطيم قدرات العدو في نفس اللحظة. وبمعنى اخر، القيام بحملة عسكرية هائلة تنزل على العدو كالمطر في نفس اللحظة وفي نفس التوقيت دون فواصل زمنية تسمح للعدو بالتقاط انفاسه.
تبدأ هذه العملية باستخدام الرادرات الامريكية حول العالم. أحد المميزات التي تملكها الولايات المتحدة الامريكية هي قدرتها على مشاهدة العالم بشكل حي ومباشر لانتشار الرادارات الامريكية وانظمة الاستطلاع حول العالم وفي الفضاء الخارجي.
دعونا نبدأ من مشروع سياج الفضاء Space Fence والذي عملت عليه لوكهيد مارتن لمصلحة القوات الجوية الامريكية.
Space fence:
هو مشروع قامت باعداده لوكهيد مارتن لانشاء سياج فضائي من الاقمار الصناعية عالية الدقة والتي تربط القوات الامريكية حول العالم ببعضها. ليس هذا وحسب بل ان هذه المنظومة تم تصميمها لتقوم بثلاثة مهام رئيسية:
١- اكتشاف الاهداف: وهذا يشمل كل الاهداف البرية والبحرية والجوية والصارخية بالاضافة الى تمييز انظمة ارتباطها ببعضها (نوعية الربط Link type) وتحديد امكانيات هذه الاهداف وافضل انظمة التعامل معه بشكل أولي (احيانا دون الحاجة للتدخل البشري).
٢- متابعة الاهداف: بعد تحديد الهدف وابراز كل المعلومات عنه في مكتبة المنظومة وافضل سبل التعامل معه، يتم متابعته لتحديد نوعية تحرك الهدف هل هي أحادية ام ضمن خطة عسكرية اشمل وتحديد هذه الخطة ايضا وطرق التعامل معها من خلال مكتبة المنظومة ايضا.
٣- التنبؤ بما يمكن ان يفعله الهدف + تسريع اوامر التعامل معه. ربما هذه اخطر قدرات هذه المنظومة حيث أنها تستطيع التنبؤ بما يمكن للهدف تحقيقه وارسال الاوامر (او تمرير الاوامر) لانظمة الاعتراض لتدمير الهدف في اي مكان في العالم.
هذه المنظومة تتابع اكثر من 200 ألف جسم خارج الغلاف الغازي من بينها اقمار صناعية واجرام سماوية وترسل تحديثات للقيادة الامريكية عن الانظمة التي يتم ارسالها للفضاء سرا وقد حدث ذلك عام ٢٠١٤ عندما ارسل الصينيين اقمارا صناعية سرية للفضاء وسرب الامريكيين الخبر للاعلام وسط تفاجؤ الصينيين عن كيفية اكتشاف مشروعهم السري.
بالطبع هذه هي الجزئية الاولى فقط. يعني للتو لم نبدأ في الحديث عن الضربة المتزامنة ذاتها، نحن لا زلنا نتحدث عن قدرات الرصد وتحديد الاهداف.
ناتي للجزئية التالية وهي تحديد الاهداف بدقة عملياتية. تعتمد هذه القدرة على عدد كبير جدا من انظمة الرصد المحمولة جوا. في الفلسفة الامريكية، من يسيطر على الاجواء يسيطر على جزء كبير من ميدان المعركة.
هنا تظهر القدرة الامريكية التي لا يشاركها فيها الا القليل من الدول. الاستطلاع المساحي او wide area survailance. هذه القدرة تسمح للطائرات الامريكية الخاصة بالاستطلاع من التحليق على ارتفاعات شاهقة جدا فوق 60 ألف قدم والحصول على معلومات دقيقة عن نوعية الاهداف المحتلمة في المنطقة ذات الاهتمام. انظمة WAAS الامريكية تطورت منذ حرب الخليج حتى اليوم كالتالي:
عدد الاهداف زاد بشكل مضطرد مع تطوير انظمة الاستطلاع. هذه الانظمة مثل ARGUS تسمح للذكاء الاصطناعي من التقاط وتحليل صورة دقيقة لما مساحته 100km مربع في الطلعة الواحدة.
هذا بالاضافة لدور طائرات AWACS. الخطورة في طائرات ال AWACS ليست في قدرتها على الرصد فحسب. بل قدرتها على كشف كل شيء لدرجة مرعبة من الدقة بالاضافة لامكانها ان تكون مركزا متقدما لقيادة الحملة الجوية وتوجيه الانظمة الهجومية بجميع انواعها. نسخ ال AWACS التي يشغلها حلف الناتو تمتلك قدرات التشويش واختراق انظمة القيادة والسيطرة للعدو وتعطيل اتصالاته وارسال اوامر خاطئة لانظمته العاملة في ميدان المعركة.
من اخطر الاسلحة الامريكية على الاطلاق هي طائرات AWACS بانواعها.
صورة من طائرة E3 ويبين دقة الرصد الراداري والبصري:
ما ذكرته في السابق هما عبارة عن مثالين لا اكثر عن قدرات الرصد الرهيبة للولايات المتحدة الامريكية. مشروع Space fense و انظمة الاستطلاع مثل WAAS و AWACS. التطويل في هذه النقطة سيجعل الموضوع طويلا جدا فقدرات الولايات المتحدة الامريكية على الرصد لا يوازيها قدرات في العالم. ساكتفي باضافة نقاط بسيطة ثم ننتقل للهجوم المتزامن.
قيادة مراقبة الفضاء التابعة للقوات الجوية الامريكية:
منظومة DARPA لمراقبة واعتراض الصواريخ القادمة من الفضاء الخارجي:
سأتحدث عن الضربة ذاتها في رد منفصل ان شاء الله.
شكرا،
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وارض عنا وادخلنا الجنة واجعلنا من عبادك الشاكرين. امين.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
الولايات المتحدة الامريكية هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم. وبقطع النظر عن رأيك في تشكيلة توازن القوى على وجه الارض، هناك حقيقة ثابتة وهي ان الولايات المتحدة الامريكية استطاعت بناء منظومات دفاعية ومنظومات هجومية لا مثيل لها.
هذا الموضوع سوف يتحدث عن شيء قد يكون جديدا على القراء، لن يتحدث عن سلاح بعينه بل سيتحدث عن القدرة على استخدام اسلحة متعددة للقيام بضربة متزامنة.
الضربة المتزامنة هي القدرة على تحطيم قدرات العدو في نفس اللحظة. وبمعنى اخر، القيام بحملة عسكرية هائلة تنزل على العدو كالمطر في نفس اللحظة وفي نفس التوقيت دون فواصل زمنية تسمح للعدو بالتقاط انفاسه.
تبدأ هذه العملية باستخدام الرادرات الامريكية حول العالم. أحد المميزات التي تملكها الولايات المتحدة الامريكية هي قدرتها على مشاهدة العالم بشكل حي ومباشر لانتشار الرادارات الامريكية وانظمة الاستطلاع حول العالم وفي الفضاء الخارجي.
دعونا نبدأ من مشروع سياج الفضاء Space Fence والذي عملت عليه لوكهيد مارتن لمصلحة القوات الجوية الامريكية.
Space fence:
هو مشروع قامت باعداده لوكهيد مارتن لانشاء سياج فضائي من الاقمار الصناعية عالية الدقة والتي تربط القوات الامريكية حول العالم ببعضها. ليس هذا وحسب بل ان هذه المنظومة تم تصميمها لتقوم بثلاثة مهام رئيسية:
١- اكتشاف الاهداف: وهذا يشمل كل الاهداف البرية والبحرية والجوية والصارخية بالاضافة الى تمييز انظمة ارتباطها ببعضها (نوعية الربط Link type) وتحديد امكانيات هذه الاهداف وافضل انظمة التعامل معه بشكل أولي (احيانا دون الحاجة للتدخل البشري).
٢- متابعة الاهداف: بعد تحديد الهدف وابراز كل المعلومات عنه في مكتبة المنظومة وافضل سبل التعامل معه، يتم متابعته لتحديد نوعية تحرك الهدف هل هي أحادية ام ضمن خطة عسكرية اشمل وتحديد هذه الخطة ايضا وطرق التعامل معها من خلال مكتبة المنظومة ايضا.
٣- التنبؤ بما يمكن ان يفعله الهدف + تسريع اوامر التعامل معه. ربما هذه اخطر قدرات هذه المنظومة حيث أنها تستطيع التنبؤ بما يمكن للهدف تحقيقه وارسال الاوامر (او تمرير الاوامر) لانظمة الاعتراض لتدمير الهدف في اي مكان في العالم.
هذه المنظومة تتابع اكثر من 200 ألف جسم خارج الغلاف الغازي من بينها اقمار صناعية واجرام سماوية وترسل تحديثات للقيادة الامريكية عن الانظمة التي يتم ارسالها للفضاء سرا وقد حدث ذلك عام ٢٠١٤ عندما ارسل الصينيين اقمارا صناعية سرية للفضاء وسرب الامريكيين الخبر للاعلام وسط تفاجؤ الصينيين عن كيفية اكتشاف مشروعهم السري.
بالطبع هذه هي الجزئية الاولى فقط. يعني للتو لم نبدأ في الحديث عن الضربة المتزامنة ذاتها، نحن لا زلنا نتحدث عن قدرات الرصد وتحديد الاهداف.
ناتي للجزئية التالية وهي تحديد الاهداف بدقة عملياتية. تعتمد هذه القدرة على عدد كبير جدا من انظمة الرصد المحمولة جوا. في الفلسفة الامريكية، من يسيطر على الاجواء يسيطر على جزء كبير من ميدان المعركة.
هنا تظهر القدرة الامريكية التي لا يشاركها فيها الا القليل من الدول. الاستطلاع المساحي او wide area survailance. هذه القدرة تسمح للطائرات الامريكية الخاصة بالاستطلاع من التحليق على ارتفاعات شاهقة جدا فوق 60 ألف قدم والحصول على معلومات دقيقة عن نوعية الاهداف المحتلمة في المنطقة ذات الاهتمام. انظمة WAAS الامريكية تطورت منذ حرب الخليج حتى اليوم كالتالي:
عدد الاهداف زاد بشكل مضطرد مع تطوير انظمة الاستطلاع. هذه الانظمة مثل ARGUS تسمح للذكاء الاصطناعي من التقاط وتحليل صورة دقيقة لما مساحته 100km مربع في الطلعة الواحدة.
هذا بالاضافة لدور طائرات AWACS. الخطورة في طائرات ال AWACS ليست في قدرتها على الرصد فحسب. بل قدرتها على كشف كل شيء لدرجة مرعبة من الدقة بالاضافة لامكانها ان تكون مركزا متقدما لقيادة الحملة الجوية وتوجيه الانظمة الهجومية بجميع انواعها. نسخ ال AWACS التي يشغلها حلف الناتو تمتلك قدرات التشويش واختراق انظمة القيادة والسيطرة للعدو وتعطيل اتصالاته وارسال اوامر خاطئة لانظمته العاملة في ميدان المعركة.
من اخطر الاسلحة الامريكية على الاطلاق هي طائرات AWACS بانواعها.
صورة من طائرة E3 ويبين دقة الرصد الراداري والبصري:
ما ذكرته في السابق هما عبارة عن مثالين لا اكثر عن قدرات الرصد الرهيبة للولايات المتحدة الامريكية. مشروع Space fense و انظمة الاستطلاع مثل WAAS و AWACS. التطويل في هذه النقطة سيجعل الموضوع طويلا جدا فقدرات الولايات المتحدة الامريكية على الرصد لا يوازيها قدرات في العالم. ساكتفي باضافة نقاط بسيطة ثم ننتقل للهجوم المتزامن.
قيادة مراقبة الفضاء التابعة للقوات الجوية الامريكية:
منظومة DARPA لمراقبة واعتراض الصواريخ القادمة من الفضاء الخارجي:
سأتحدث عن الضربة ذاتها في رد منفصل ان شاء الله.
شكرا،