"أبو دالي" بحماة تكشف صراعا بين وكلاء روسيا وإيران في سوريا
===================
بلدي نيوز – حماة (عمر الحسن)
سيطرت "هيئة تحرير الشام"، فجر اليوم الأحد، على قرية أبو دالي في ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد عمل عسكري على القرية استمر لمدة ثلاثة أيام.
واستطاع عناصر الهيئة من إجبار قوات النظام والميليشيات في القرية على الانسحاب بعد السيطرة على قرى وتلال حاكمة في محيط القرية، كـ"تلة الاسود غربها، وتلة الرجم، وقرية المشيرفة، وأم جنوبها"، وذلك بعد إرسال عدة عربات مفخخة على تمركزات النظام والشبيحة، ما تسبب بخلخلة في النقاط الحاكمة بالقرية، ما أدى لإسقاطها نارياً، وشن هجوم عنيف فجر اليوم عليها، أجبر معظم الميليشيات على الانسحاب من القرية، فيما وقع البقية بين قتيل وجريح.
وتأتي أهمية قرية أبو دالي كونها ذات مكانة اعتبارية لأنها مسقط رأس عضو مجلس الشعب الشيخ "أحمد درويش" قائد ميليشيا تابعة لمخابرات النظام الجوية في المنطقة، وإنها آخر قرى إدلب التي يسيطر النظام على الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، فضلاً عن وجود مئات الشبيحة في منطقة ريف حماة الشرقي يتبعون مباشرة ويأتمرون بأمر "الدرويش".
وتعتبر سيطرة الهيئة على "أبو دالي" ضربة قاصمة أخرى لمؤيدي النظام بعد سيطرتهم قبل حوالي ثلاثة أعوام على قرية الرهجان مسقط رأس فهد الفريج وزير دفاع النظام.
وعن سير العمليات العسكرية وسبب دخول هيئة تحرير الشام لقرية أبو دالي والسيطرة عليها، كشف مصدر مطلع -رفض ذكر اسمه- عدة أمور خفية خلف كواليس المعركة، وقال "في السابق كانت قرية أبو دالي محمية من قادة تابعين لأحرار الشام كونها تعتبر معبرا تجاريا لإدخال الوقود إلى المناطق المحررة والتبادل التجاري، ومع نهاية سيطرة أحرار الشام في المنطقة ونية هيئة تحرير الشام العمل العسكري شرقاً، قام أعيان من القرية بالتواصل مع الهيئة لتثبيت اتفاق أحرار الشام الأخير، وكبادرة حسن نية قدم الدرويش وشاية للهيئة عن موقع لتواجد الروس في ريف حماة الشرقي، كونه غير راض عن تواجد الروس فيها، باعتباره رجل المخابرات الجوية التابعة لإيران، وهي على خلاف كبير مع الأمن العسكري في حماة والتابع لقاعدة حميميم مباشرة.
ومع انطلاق المعركة قبل حوالي عشرة أيام، نقض "الدرويش" الاتفاق وحرّك ميليشياته وطوّق عمل الهيئة وغدر بها، وقتل العشرات من مقتحمي القاهرة والطليسية وقصر أبو سمرة، الأمر الذي جعل الهيئة تنسحب من العمل وتوجه عملها للانتقام من الدرويش شخصياً بالسيطرة على قريته وإنهاء وجوده.
وأضاف ذات المصدر، أنه وبسبب الخلاف بين وكلاء روسيا وإيران في حماة "الأمن العسكري والأمن الجوي" لم يؤازر الطيران الروسي ميليشيا أبو دالي، واقتصرت المؤازرة على ميليشيات محلية من معرشحور وقمحانة، تترافق مع غارات من الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام وبأمر من العقيد سهيل الحسن واللواء جميل الحسن وكلاء إيران في حماة.
وقال المصدر، أن الخلافات باتت تتعمق في مناطق النظام بين وكلاء إيران ووكلاء روسيا، الأمر الذي قد ينذر بصدام مباشر بينهم وخصوصاً بعد تسريبات تقول بأن الأمن العسكري يريد مقتل الدرويش بعد محاولة فاشلة لقتله بمواد مشعة منتصف العام الجاري.
يذكر أن الهجوم الأخير تسبب بمقتل أبن شقيق الدرويش محمد شلاش (( الصورة ادناه))، وإصابة شقيقه الآخر النقيب فواز شلاش الدرويش، ومقتل وإصابة واعتقال العشرات منهم، بالإضافة إلى تدمير عدة مجنزرات وآليات عسكرية.