بغض النظر عن التفاصيل ومن أنتصر ومن عاش وهم الإنتصار إلا أن عملية العبور كانت رائعة بكافة تفاصيلها التعبوية !! حدود إسرائيل الغربية امتدت على طول قناة السويس التي شكلت مانع طبيعي يصعب تجاوزه بالطرق التقليدية . مع ذلك ، بدا الإسرائيليون غير راضين عن مستوى الحماية التي تؤمنها هذه القناة ، فعمدوا لتعزيز جانبهم من القناة مع حائط أو جدار رملي بارتفاع 15-21 م وبعرض كبير جداً ، مع زاوية انحدار لنحو 45-65 درجة . طول الجدار العازل بلغ نحو 160 كيلومتراً على طول قناة السويس ، باستثناء البحيرة المرة Bitter Lake (حيث كان عبور القناة مستبعد بسبب عرض البحيرة) . الجدار الرملي والذي وصف من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "موشي دايان" Moshe Dayan بأنه "أحد أفضل الخنادق المضادة للدبابات في العالم" والدفاعات المشيدة في الموقع سميت في مجموعها بخط بارليف Bar-Lev Line وكانت رائعة التصميم في الحقيقة ، لكنها لسوء الحظ أثارت إعجاب الإسرائيليين أكثر مما أثارت خصومهم المصريين !! خطة تجاوز هذه العقبة أو العائق بدأت عندما أقترح ضابط برتبة مقدم في سلاح الهندسة المصري استخدام خراطيم المياه ذات الضغط المرتفع high pressure hoses لجرف رمال الجدار الرملي ، مما حقق وأنجز كلتا المفاجآت الإستراتيجية والتكتيكية . الجدار الرملي ودعاماته الخرسانية كانت كفيلة كما قرر مصمموه منع وإعاقة أي وحدات مسلحة أو برمائية من الإنزال على الضفة الشرقية لقناة السويس بدون تحضيرات هندسية مسبقة . وقدر المخططون الإسرائيليون بأنه يتطلب من المصريين على الأقل 24 ساعة ، ومن المحتمل 48 ساعة كاملة لاختراق وعمل ثغرة في حائط الرمل وتأسيس جسر متحرك عبر القناة .. وهكذا ساهمت الإتكالية الإسرائيلية Israeli dependence والاعتماد على مميزات الجدار في تقنين عوامل وأدوات التغطية النارية في الوقت الحرج والحاسم لهذا الموقع الدفاعي تجاه هجوم المشاة المصري ، والذي أنجز يوم السادس من أكتوبر العام 1973 . واستطاع سلاح المهندسين المصري سوية مع استخدام الأدوات التقنية البسيطة على نحو بارع ، استطاع تمهيد الطريق أمام الفرق المدرعة المصرية للعبور الآمن والتقدم بشكل جزئي في صحراء سيناء Sinai Desert .