في الجزأين السابقين تكلمت وبإختصار شديد عن مجمل مشاكلنا كعرب وبدأت بالصراع العربي الصهيوني كبداية لمشاكلنا بحكم كونه الصراع الأكثر تأثيرا علينا
وفي وسط الكلام تكلمنا عن مفهوم التوازن الإستراتيجي وميزان القوى وكيفية قلبه لصالحنا
وبدون الدخول في شوارع جانبية ودون الخوض في تفاصيل تخرجنا عن مقصدنل من موضوعنا سنتكلم عن فكرة المواجهة من الجانب العربي
كلنا يعلم هاجس الخوف والحس الأمني الإسرائيلي والذي يدفعهم إلى وأد أي محاولة عربية للتغيير في مهدها من قتل للعلماء وإستنزاف القدرات العربية في سباق تسلح لا نستفيد منه مثلهم ومن هذا الشعور بالخوف يرسم الساسة الصهاينة من فترة لأخرى مفهوما جديدا حول أمنهم القومي وحدود إسرائيل الجغرافية وتأثيرها ويتغير هذا من وقت لاّخر
في عام 1967 م موشيه دايان يقول :حدود إسرائيل حيث يقف جنودها
واليوم كلام عن تنازل عن الجولان ومانفسره بكونه مراوغة صهيونية جديدة لافائدة منها بالنسبة لنا وتثبيت للوضع الحالي على الأرض قدر الإمكان
من كل هذا أستطيع أن أحدد وأن أقول أن قادة إسرائيل يرسمون خطا واضحا أراني أستطيع تمييزه وحدود يسهل علي شخصيا التعرف عليها لأمنهم القومي ولفترة مقبلة وحتى مثلا عام 2020م وهذا مايجعل خطاهم مدروسة .
للأسف وكل الأسف لا أستطيع ولو حتى رسم أبعاد الأمن القومي العربي ولو لعام 2010 حتى
لم أعرف ماذا نريد تحقيقه مما لا نريده ولا أرى خطا واضحا لحل قضايانا
حلولنا كلها وليدة اللحظة وتتسم دائما بالسطحية وعدم التعمق الفكري .
لم أرى مركز لصناعة القرار وتوقع المستقبل وإستشعاره
لاأرى فعلا على المستوى الرسمي تحديدا لهوية عدونا ولا تحديدا لأمننا القومي العربي وبذلك صرنا مفعولا بنا لا فاعلين
ويختلف بالتأكيد هذا المفهوم عن الأمن الوطني
نرى بالفعل بعض ملامح الوحدة الوطنية في بعض البلدان العربية بين المواطنين بعضهم البعض وتنعدم هذه الوحدة بين الجنسيات العربية المختلفة
نرجع بالتاريخ إلى الخلف
ماقبل عام 1948م كان العرب ينظرون للصهاينة أنهم مجرد مهاجرين وعصابات أكثر منها مجموعة من البشر القابلين لتشكيل دولة ما
وبعد حرب 1948م تحولوا في نظرنا إلى كيان سنلقيه في البحر
وبعد عام 1967م تحولوا إلى بعبع ودولة قوية وجيش لا يقهر
وبعد عام 1973م صار منا تسليم شبه كامل لهم ولمبادئهم وصارت دولتهم قطبا في منطقتنا يعتد الاّخرون من الغرب والشرق بهم
من هنا تغير مفهومنا للعدو الصهيوني تدريجيا إلى أن غابت ملامحه حاليا لنا ولم نعد نميزه لأننا فقدنا القدرة على تمييزه وإحياء عقيدة كرهه على المستوى السياسي والرسمي في قلوبنا
ومن ناحية أخرى
عام 1948م كانت فلسطين هي قضية العرب ككل وتجمع الجيوش العربية خير دليل
عام 1956م كانت قضية مصر هي قناة السويس والعدوان الثلاثي
عام1973م كانت قضيتنا هي أرض سيناء والجولان وهي الأراضي التي يمكننا فقط تحريرها عسكريا
ومفاوضات مابعد 73م لم تنسى فلسطين ولكن وقتها لم نكن مهيأين للتعامل مع الموقف الجديد كعرب
واليوم
للأسف نتعامل على المستوى الرسمي مع القضية الفلسطينية كأنها قضية الشعب الفلسطيني وحده وقضية القدس لم نعد نذكرها إلا في وسائل الإعلام ولم يبقى في القلب السياسي العربي أثر للقدس وتركنا الفلسطينيين يواجهون اّلة عسكرية باطشة جبارة
ولحسن الحظ فقد ستر الفلسطينيون عوراتنا بالحجارة والإنتفاضة وحافظوا على الجزء الباقي من القضية طويلا واليوم ومن وجهة نظري أرى القضية تتاّكل لأن من كانوا يحافظون عليها حتى وقت قريب إنقسموا ولو لم نتدخل عربيا ستصل الأمور إلى حيث لاندري ولا نتوقع
ولن نخوض في السياسة أكثر من هذا
المهم
قصور المنظور العربي للأمن القومي يرجع لأسباب خارجية وداخلية
أسباب خارجية
*1-الغرب المعاون لإسرائيل وتواطؤ روسي من حين لاّخر ولا نأخهذ منهم إلا تصريحات رنانة وبالتالي فقد أصبح في حكم المؤكد أن الغرب والشرق قد ارتضيا المعادلة كما هي حاليا
وبالتالي سيشترك الجميع في وأد أي بادرة عربية للتطور
ومثالي على هذا هو إتحاد المتوسط الذي شاركت فيه الجامعة العربية ودول المتوسط العربية بجانب إسرائيل ووصف هذا الإتحاد بالتطبيعي
*2-إسرائيل نفسها التي جعلت من أمنها القومي شيئ كبير ويمتد هذا الأمن القومي الإسرائيلي إلى داخل البلاد العربية عبر سياسات الضربات الوقائية والإجهاضية والغارات على بعض الدول العربية
أسباب داخلية
1-غياب الرؤية الشاملة
2-غياب الإجماع
3-تركز صناعة القرار العربي في عديد من الأشخاص بلا مراكز صنع قرار أو إستشارة
نخلص من ذلك إلى
الأمن القومي العربي يلزمه تحديد لأبعاده الجغرافية والزمنية حاضرا ومستقبلا
وهذا التحديد يجب أن يكون عربيا مشتركا وليس فرض رؤى بعض الدول على البعض الاّخر
أتمى أن نتخلى عن فكرة الصمود لننتقل إلى مرحلة الردع الكامل والجسيم ومن ثم إلى مرحلة الضربة الإستباقية والوقائية والإجهاضية
...............................................................................................................................
بالنسبة للميل الأمريكي والتواطؤ الفاضح للغرب مع إسرائيل
المشكلة تتلخص فينا
فالمعادلة في الشرق الأوسط أمريكا ليست طرف فيها ولا يضرها شيئ في أطرافها
وبالتالي فسيكون للأمريكان حرية الإختيار بين النظرة الحيادية للموقف أو الميل لصالح أحد طرفي المعادلة(الأقوى غالبا في نظرهم وهو إسرائيل)
ماذا لو وضعنا إسرائيل في كفة ومصالح أمريكا معنا في كفة
والوقت الحالي هو أنسب الأوقات
أيهما ستفضل أمريكا مصالحها أم مصالح إسرائيل
لنعد إلى قصة سلاح البترول عام 1973م لنجد الإجابة هناك
سيتغير الموقف ويعطي عبرة لما هو تالي من السنين
متى سنتعلم كيفية الضغط على الاّخر ومتى سنتعلم كيف أن نرد الصاع صاعين فعلا لا قولا
المواطن الغربي لا يهمه غير المادة (كم دولار سيتقاضاه وكم دولار سيصرفه)
لا يعرفنا أو يعرف إسرائيل فالمواطن الغربي لا يعرف غير الدولار واليورو
أتمنى أن نعدل مسارنا في مقبل الأيام
ونكمل في موضوع اّخر بإذن الله تعالى
وفي وسط الكلام تكلمنا عن مفهوم التوازن الإستراتيجي وميزان القوى وكيفية قلبه لصالحنا
وبدون الدخول في شوارع جانبية ودون الخوض في تفاصيل تخرجنا عن مقصدنل من موضوعنا سنتكلم عن فكرة المواجهة من الجانب العربي
كلنا يعلم هاجس الخوف والحس الأمني الإسرائيلي والذي يدفعهم إلى وأد أي محاولة عربية للتغيير في مهدها من قتل للعلماء وإستنزاف القدرات العربية في سباق تسلح لا نستفيد منه مثلهم ومن هذا الشعور بالخوف يرسم الساسة الصهاينة من فترة لأخرى مفهوما جديدا حول أمنهم القومي وحدود إسرائيل الجغرافية وتأثيرها ويتغير هذا من وقت لاّخر
في عام 1967 م موشيه دايان يقول :حدود إسرائيل حيث يقف جنودها
واليوم كلام عن تنازل عن الجولان ومانفسره بكونه مراوغة صهيونية جديدة لافائدة منها بالنسبة لنا وتثبيت للوضع الحالي على الأرض قدر الإمكان
من كل هذا أستطيع أن أحدد وأن أقول أن قادة إسرائيل يرسمون خطا واضحا أراني أستطيع تمييزه وحدود يسهل علي شخصيا التعرف عليها لأمنهم القومي ولفترة مقبلة وحتى مثلا عام 2020م وهذا مايجعل خطاهم مدروسة .
للأسف وكل الأسف لا أستطيع ولو حتى رسم أبعاد الأمن القومي العربي ولو لعام 2010 حتى
لم أعرف ماذا نريد تحقيقه مما لا نريده ولا أرى خطا واضحا لحل قضايانا
حلولنا كلها وليدة اللحظة وتتسم دائما بالسطحية وعدم التعمق الفكري .
لم أرى مركز لصناعة القرار وتوقع المستقبل وإستشعاره
لاأرى فعلا على المستوى الرسمي تحديدا لهوية عدونا ولا تحديدا لأمننا القومي العربي وبذلك صرنا مفعولا بنا لا فاعلين
الأمن القومي العربي
الأمن القومي : هو كل ما يمس السيادة القومية والأمن الجماعي للقومية العربية ويختلف بالتأكيد هذا المفهوم عن الأمن الوطني
نرى بالفعل بعض ملامح الوحدة الوطنية في بعض البلدان العربية بين المواطنين بعضهم البعض وتنعدم هذه الوحدة بين الجنسيات العربية المختلفة
نرجع بالتاريخ إلى الخلف
ماقبل عام 1948م كان العرب ينظرون للصهاينة أنهم مجرد مهاجرين وعصابات أكثر منها مجموعة من البشر القابلين لتشكيل دولة ما
وبعد حرب 1948م تحولوا في نظرنا إلى كيان سنلقيه في البحر
وبعد عام 1967م تحولوا إلى بعبع ودولة قوية وجيش لا يقهر
وبعد عام 1973م صار منا تسليم شبه كامل لهم ولمبادئهم وصارت دولتهم قطبا في منطقتنا يعتد الاّخرون من الغرب والشرق بهم
من هنا تغير مفهومنا للعدو الصهيوني تدريجيا إلى أن غابت ملامحه حاليا لنا ولم نعد نميزه لأننا فقدنا القدرة على تمييزه وإحياء عقيدة كرهه على المستوى السياسي والرسمي في قلوبنا
ومن ناحية أخرى
عام 1948م كانت فلسطين هي قضية العرب ككل وتجمع الجيوش العربية خير دليل
عام 1956م كانت قضية مصر هي قناة السويس والعدوان الثلاثي
عام1973م كانت قضيتنا هي أرض سيناء والجولان وهي الأراضي التي يمكننا فقط تحريرها عسكريا
ومفاوضات مابعد 73م لم تنسى فلسطين ولكن وقتها لم نكن مهيأين للتعامل مع الموقف الجديد كعرب
واليوم
للأسف نتعامل على المستوى الرسمي مع القضية الفلسطينية كأنها قضية الشعب الفلسطيني وحده وقضية القدس لم نعد نذكرها إلا في وسائل الإعلام ولم يبقى في القلب السياسي العربي أثر للقدس وتركنا الفلسطينيين يواجهون اّلة عسكرية باطشة جبارة
ولحسن الحظ فقد ستر الفلسطينيون عوراتنا بالحجارة والإنتفاضة وحافظوا على الجزء الباقي من القضية طويلا واليوم ومن وجهة نظري أرى القضية تتاّكل لأن من كانوا يحافظون عليها حتى وقت قريب إنقسموا ولو لم نتدخل عربيا ستصل الأمور إلى حيث لاندري ولا نتوقع
ولن نخوض في السياسة أكثر من هذا
المهم
قصور المنظور العربي للأمن القومي يرجع لأسباب خارجية وداخلية
أسباب خارجية
*1-الغرب المعاون لإسرائيل وتواطؤ روسي من حين لاّخر ولا نأخهذ منهم إلا تصريحات رنانة وبالتالي فقد أصبح في حكم المؤكد أن الغرب والشرق قد ارتضيا المعادلة كما هي حاليا
وبالتالي سيشترك الجميع في وأد أي بادرة عربية للتطور
ومثالي على هذا هو إتحاد المتوسط الذي شاركت فيه الجامعة العربية ودول المتوسط العربية بجانب إسرائيل ووصف هذا الإتحاد بالتطبيعي
*2-إسرائيل نفسها التي جعلت من أمنها القومي شيئ كبير ويمتد هذا الأمن القومي الإسرائيلي إلى داخل البلاد العربية عبر سياسات الضربات الوقائية والإجهاضية والغارات على بعض الدول العربية
أسباب داخلية
1-غياب الرؤية الشاملة
2-غياب الإجماع
3-تركز صناعة القرار العربي في عديد من الأشخاص بلا مراكز صنع قرار أو إستشارة
نخلص من ذلك إلى
الأمن القومي العربي يلزمه تحديد لأبعاده الجغرافية والزمنية حاضرا ومستقبلا
وهذا التحديد يجب أن يكون عربيا مشتركا وليس فرض رؤى بعض الدول على البعض الاّخر
أتمى أن نتخلى عن فكرة الصمود لننتقل إلى مرحلة الردع الكامل والجسيم ومن ثم إلى مرحلة الضربة الإستباقية والوقائية والإجهاضية
...............................................................................................................................
بالنسبة للميل الأمريكي والتواطؤ الفاضح للغرب مع إسرائيل
المشكلة تتلخص فينا
فالمعادلة في الشرق الأوسط أمريكا ليست طرف فيها ولا يضرها شيئ في أطرافها
وبالتالي فسيكون للأمريكان حرية الإختيار بين النظرة الحيادية للموقف أو الميل لصالح أحد طرفي المعادلة(الأقوى غالبا في نظرهم وهو إسرائيل)
ماذا لو وضعنا إسرائيل في كفة ومصالح أمريكا معنا في كفة
والوقت الحالي هو أنسب الأوقات
أيهما ستفضل أمريكا مصالحها أم مصالح إسرائيل
لنعد إلى قصة سلاح البترول عام 1973م لنجد الإجابة هناك
سيتغير الموقف ويعطي عبرة لما هو تالي من السنين
متى سنتعلم كيفية الضغط على الاّخر ومتى سنتعلم كيف أن نرد الصاع صاعين فعلا لا قولا
المواطن الغربي لا يهمه غير المادة (كم دولار سيتقاضاه وكم دولار سيصرفه)
لا يعرفنا أو يعرف إسرائيل فالمواطن الغربي لا يعرف غير الدولار واليورو
أتمنى أن نعدل مسارنا في مقبل الأيام
ونكمل في موضوع اّخر بإذن الله تعالى