خارطة كاليدونيا الجديدة
وصل إلى الجزائر فوج من أحفاد المبعدين الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة في أول زيارة للم الشمل وربط علاقات هؤلاء الجزائريين مع عائلاتهم في وطنهم الذي غادره أجدادهم بعد نفيهم من قبل الاستعمار الفرنسي في أوائل القرن التاسع عشر.
وقد تم اللقاء بالتنسيق مع الجهات المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج من خلال جهود واتصالات وأبحاث قام بها جامعيون ومؤرخون مهتمون بالذاكرة الجزائرية وبالتحقيق في جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وعبر رئيس مجلس الجزائريين في كاليدونيا الطيب العيفة عن سعاته وهو يصل إلى وطنه وأرض أسلافه التي أبعد عنها مرغما من قبل الاستعمار.
وتعود عمليات نفي الجزائريين لكاليدونيا إلى بدايات القرن التاسع عشر حيث لجأ الاستعمار إلى نفي أعداد كبيرة منهم بسبب مقاومتهم للاحتلال، وأثناء الثورات الشعبية التي جاءت على فترات متقطعة منذ دخول الاستعمار سنة 1830.
ويذكر المؤرخون أن أوائل المبعدين نقلوا على كاليدونيا الجديدة سنة 1864 تلتهم أفواج أخرى، خاصة في الحرب العالمية الأولى بسبب رفض الجزائريين الثائرين التجنيد في الجيش الفرنسي.
وأقام الجزائريون في تجمعات سكانية خاصة في منطقة بوراي سمحت لهم بالمحافظة على تقاليدهم وعلى الروابط القليلة التي بقيت تشدهم إلى وطنهم الأم رغم العقود الطويلة من الزمن، وبعد المسافة التي تزيد عن 22 ألف كلم.
ويطالب المبعدون بإعادة الاعتبار لهم واسترجاع هويتهم المسلوبة بالنفي، ويحرصون على إعادة الروابط مع الوطن والبحث عن جذورهم التي يحنون إليها.