بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تقرير صدر قبل يومين من مركز "ليكسنغتن انستيتيوت" Lexington Institute، وهو مركز من مراكز سبر الأفكار Think Tanks ومقره في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، وقد أسس المركز مجموعة نواب سابقون في الكونغرس.
ومركز ليكسنغتن انستيتيوت قريب من صناعة الدفاع الأميركية وله علاقات وثيقة مع شركات الصناعات الدفاعية الأميركية، ونظراً لقربهم من الشركات الصناعية الدفاعية تؤهلهم للحصول على المعلومات التي قد تكون بعضها صحيحة.
ومن وجهة نظري، أجد بأن التقرير يخاطب المواطن الأميركي، ويشرح لهم عن أهمية الصفقة العسكرية، والتي وصفت بالتاريخية وكثر الحديث عنها في الأوانة الأخيرة، ولا سيما هنالك محاولات من بعض الوسائل الاعلامية ومن نواب في الكونغرس ومجلس الشيوخ لوضع حجر عثرة أمام الصفقة.
صفقة ترامب العسكرية مع السعودية
ترجمة: عبير البحرين
إن التزام الرئيس ترامب بدعم المملكة العربية السعودية من خلال مبيعات الأسلحة ليس فقط استثماراً في العلاقات الأميركية السعودية ولكن أيضاً استثمار في القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية. توفير المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) إلى المملكة العربية السعودية سوف يحافظ على وظائف التصنيع في أميركا ويعزز من تكنولوجيا الدفاع الأميركية في الخارج. ومن شأن ذلك، أن يعزز القاعدة الصناعية في الداخل والعلاقات الأوثق بين واشنطن والرياض، ويحمي المصالح الأميركية التجارية والأمنية في المنطقة.
وفي مايو الماضي، وافق الرئيس ترامب على مبيعات أسلحة رئيسية إلى المملكة العربية السعودية، مبنية على أسس مبيعات أصغر تمت الموافقة عليها خلال سنوات أوباما، وقيمة الاتفاق الإجمالي تقدر بنحو 110 مليار دولار. وسوف توفر صفقة الأسلحة للرياض، أنظمة أسلحة من شأنها تأمين حدودها وتحديث جيشها وخلق فرص عمل داخل السعودية، وبالتالي الصفقة لها ثلاثة اهداف مشتركة بين البلدين.
وأكبر الفائزين في الصفقة هي شركات الصناعات الدفاعية الأميركية. وتشمل هذه الشركات: لوكهيد مارتن، بوينغ، رايثيون، جنرال ديناميكس، بي أيه إي سيستمز، و نورثروب غرومان. وأن هذه المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) لا تعتبر فقط استثماراً في المنشأت الانتاجية لشركات الصناعات الدفاعية المحلية وإنما أيضاً ترويجاً للتكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها الشركات الأميركية، وسوف تخلق وتحافظ على وظائف في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكجزء من صفقة الأسلحة، ستقوم شركة لوكهيد مارتن ببناء حوالي 150 طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك. وسيوفر البرنامج 450 وظيفة في كلا البلدين (الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية)، بمعنى 450 وظيفة في أميركا و450 وظيفة في السعودية. وعلى مدى السنوات الثلاثين المقبلة، فإن التقديرات تشير بأن الصفقة ستنتج 18,000 وظيفة أخرى في الولايات المتحدة لدعم صيانة وتحديث هذه المنصات. وستستند معظم هذه الوظائف في مصنع سيكورسكي Sikorsky في ولاية كونيتيكت.
وستشتري السعودية 48 طائرة هليكوبتر من طراز شينوك، فضلاً عن طائرات الدورية والاستطلاع البحرية من طراز P-8 بوسيدون Boeing P-8 Poseidon، و 16 طائرة ذات البدن الواسع wide-body aircraft من بوينغ. وسوف يوفر مشروع طائرات الهليكوبتر شينوك وحده حوالي 6000 وظيفة مستدامة في ريدلي بارك بولاية بنسلفانيا، بالإضافة إلى العمل اللازم لبناء محركات في مصنع هانيويل للفضاء Honeywell Aerospace في فينيكس بولاية أريزونا.
أما شركة رايثيون Raytheon ستقدم في هذه الصفقة أنظمة الدفاع الجوي، والذخائر الذكية، وأنظمة C4I والأمن السيبراني. والصفقة أيضاً تشمل أنظمة الباتريوت والثاد للدفاع الجوي والصاروخي، المصَّنعة من قبل رايثيون ولوكهيد مارتن على التوالي.
الصفقة أيضاً توافق على بيع 153 دبابة من طراز أبرامز M1A1 / A2 المصَّنعة من قبل جنرال ديناميكس لاند سيستمز General Dynamics Land Systems، و 20 من أنظمة اصلاح وإخلاء ورفع المعدات القتالية الثقيلة من طراز هركيوليز HERCULES التي تصنعها شركة بي أيه إي سيستمز BAE Systems.
صفقة ترامب هي تعزيز من الدرجة الأولى لتكنولوجيا الدفاع التي تقدمها حصراً الشركات الأميركية. والمبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) تضع النظام الأساس لإقامة علاقات أقوى بين شركات الصناعات الدفاعية الأميركية والمملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، يتضمن الاتفاق صفقة مشروع مشترك بين بوينغ، وصناعات السلام الجوية السعودية، وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران. وسيركز المشروع على بناء طائرات هليكوبتر عسكرية وتجارية، وسيكون مقرها في الرياض وجدة.
إضافة إلى وجودها في 19 دولة حول العالم، أعلنت رايثيون عن إنشاء وحدة أعمال جديدة في المملكة العربية السعودية. مقرها في الرياض، وسوف تكون رايثيون العربية مملوكة بالكامل من قبل الشركة الأم والتركيز على توفير حلول الدفاع والفضاء والأمن إلى المملكة العربية السعودية. كما أن إطلاق هذا الجناح الجديد سيخلق فرص عمل في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. إقامة علاقات مع ومكاتب في المملكة العربية السعودية يسمح لشركات الصناعات الدفاعية الأميركية لتوسيع نطاق وإمكانات عملياتها للعملاء الجدد والاحتياجات الأمنية المختلفة.
والمبيعات العسكرية الخارجية (FMS) مؤشر على عودة الدفء إلى العلاقات بين واشنطن والرياض، بعد أن ازداد التوتر بين المملكة وإدارة أوباما، مما ترك العلاقات في وضع الجمود الصخري. واعترفت الإدارات السابقة من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بأهمية المملكة العربية السعودية كشريك إقليمي وعالمي. وقد اعترف ترامب بهذه الأولوية واتخذت إجراءات بشأنها منذ بداية رئاسته. على سبيل المثال، كانت زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية أول رحلة خارجية لإدارته. وكانت الزيارة بمثابة نقطة انطلاق للمبيعات العسكرية الخارجية (FMS) وسياسات أخرى مبنية على المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة.
إن مساعدة المملكة العربية السعودية على تأمين وتحديث قواتها تقطع شوطاً طويلاً نحو حماية المصالح الإقليمية الأميركية. المملكة العربية السعودية هي واحدة من الشركاء الوحيدين للولايات المتحدة في المنطقة القادرة على ردع إيران ومكافحة انتشارها في المنطقة. إن مساعدة المملكة العربية السعودية تجعلها أكثر قدرة على منع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أن تصبح اللاعب المهيّمن في جنوب غرب آسيا. كما أن المملكة العربية السعودية مجهزة تجهيزاً جيداً، وقدمت الدعم للولايات المتحدة في سعيها لإنهاء الصراعات في سوريا والعراق واليمن.
إن علاقة ترامب الناشئة مع المملكة العربية السعودية تحمي الوظائف في الولايات المتحدة وتعزز الشركات الأميركية والتكنولوجيا في الخارج. وتعزيز التكنولوجيا الأميركية سوف يزيد الطلب على هذه المنتجات. وارتفاع الطلب على أنظمة الفئة الأولى التي فقط تنتجها شركات الدفاع الأميركية سوف تدعم قوة التصنيع في الولايات المتحدة حيث تقع معظم خطوط الانتاج. إعطاء الشركات الأميركية الفرصة لبناء احتياجات زبائنها تتيح لهم الفرصة لتطوير حلول جديدة لأنواع مختلفة من المشاكل الأمنية. وستكون هناك حاجة إلى قوة عاملة قوية ومدربة ومجهزة بالفعل لتصميم وبناء نظم جديدة. إن حزمة أسلحة ترامب مع المملكة العربية السعودية ليست مجرد استثمار في شراكة طويلة الأمد، بل أيضا في الصناعات الأميركية وصناعة الدفاع الأميركية.
المصدر
[link to lexingtoninstitute.org]
هذا تقرير صدر قبل يومين من مركز "ليكسنغتن انستيتيوت" Lexington Institute، وهو مركز من مراكز سبر الأفكار Think Tanks ومقره في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، وقد أسس المركز مجموعة نواب سابقون في الكونغرس.
ومركز ليكسنغتن انستيتيوت قريب من صناعة الدفاع الأميركية وله علاقات وثيقة مع شركات الصناعات الدفاعية الأميركية، ونظراً لقربهم من الشركات الصناعية الدفاعية تؤهلهم للحصول على المعلومات التي قد تكون بعضها صحيحة.
ومن وجهة نظري، أجد بأن التقرير يخاطب المواطن الأميركي، ويشرح لهم عن أهمية الصفقة العسكرية، والتي وصفت بالتاريخية وكثر الحديث عنها في الأوانة الأخيرة، ولا سيما هنالك محاولات من بعض الوسائل الاعلامية ومن نواب في الكونغرس ومجلس الشيوخ لوضع حجر عثرة أمام الصفقة.
صفقة ترامب العسكرية مع السعودية
ترجمة: عبير البحرين
إن التزام الرئيس ترامب بدعم المملكة العربية السعودية من خلال مبيعات الأسلحة ليس فقط استثماراً في العلاقات الأميركية السعودية ولكن أيضاً استثمار في القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية. توفير المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) إلى المملكة العربية السعودية سوف يحافظ على وظائف التصنيع في أميركا ويعزز من تكنولوجيا الدفاع الأميركية في الخارج. ومن شأن ذلك، أن يعزز القاعدة الصناعية في الداخل والعلاقات الأوثق بين واشنطن والرياض، ويحمي المصالح الأميركية التجارية والأمنية في المنطقة.
وفي مايو الماضي، وافق الرئيس ترامب على مبيعات أسلحة رئيسية إلى المملكة العربية السعودية، مبنية على أسس مبيعات أصغر تمت الموافقة عليها خلال سنوات أوباما، وقيمة الاتفاق الإجمالي تقدر بنحو 110 مليار دولار. وسوف توفر صفقة الأسلحة للرياض، أنظمة أسلحة من شأنها تأمين حدودها وتحديث جيشها وخلق فرص عمل داخل السعودية، وبالتالي الصفقة لها ثلاثة اهداف مشتركة بين البلدين.
وأكبر الفائزين في الصفقة هي شركات الصناعات الدفاعية الأميركية. وتشمل هذه الشركات: لوكهيد مارتن، بوينغ، رايثيون، جنرال ديناميكس، بي أيه إي سيستمز، و نورثروب غرومان. وأن هذه المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) لا تعتبر فقط استثماراً في المنشأت الانتاجية لشركات الصناعات الدفاعية المحلية وإنما أيضاً ترويجاً للتكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها الشركات الأميركية، وسوف تخلق وتحافظ على وظائف في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكجزء من صفقة الأسلحة، ستقوم شركة لوكهيد مارتن ببناء حوالي 150 طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك. وسيوفر البرنامج 450 وظيفة في كلا البلدين (الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية)، بمعنى 450 وظيفة في أميركا و450 وظيفة في السعودية. وعلى مدى السنوات الثلاثين المقبلة، فإن التقديرات تشير بأن الصفقة ستنتج 18,000 وظيفة أخرى في الولايات المتحدة لدعم صيانة وتحديث هذه المنصات. وستستند معظم هذه الوظائف في مصنع سيكورسكي Sikorsky في ولاية كونيتيكت.
وستشتري السعودية 48 طائرة هليكوبتر من طراز شينوك، فضلاً عن طائرات الدورية والاستطلاع البحرية من طراز P-8 بوسيدون Boeing P-8 Poseidon، و 16 طائرة ذات البدن الواسع wide-body aircraft من بوينغ. وسوف يوفر مشروع طائرات الهليكوبتر شينوك وحده حوالي 6000 وظيفة مستدامة في ريدلي بارك بولاية بنسلفانيا، بالإضافة إلى العمل اللازم لبناء محركات في مصنع هانيويل للفضاء Honeywell Aerospace في فينيكس بولاية أريزونا.
أما شركة رايثيون Raytheon ستقدم في هذه الصفقة أنظمة الدفاع الجوي، والذخائر الذكية، وأنظمة C4I والأمن السيبراني. والصفقة أيضاً تشمل أنظمة الباتريوت والثاد للدفاع الجوي والصاروخي، المصَّنعة من قبل رايثيون ولوكهيد مارتن على التوالي.
الصفقة أيضاً توافق على بيع 153 دبابة من طراز أبرامز M1A1 / A2 المصَّنعة من قبل جنرال ديناميكس لاند سيستمز General Dynamics Land Systems، و 20 من أنظمة اصلاح وإخلاء ورفع المعدات القتالية الثقيلة من طراز هركيوليز HERCULES التي تصنعها شركة بي أيه إي سيستمز BAE Systems.
صفقة ترامب هي تعزيز من الدرجة الأولى لتكنولوجيا الدفاع التي تقدمها حصراً الشركات الأميركية. والمبيعات العسكرية الأجنبية (FMS) تضع النظام الأساس لإقامة علاقات أقوى بين شركات الصناعات الدفاعية الأميركية والمملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، يتضمن الاتفاق صفقة مشروع مشترك بين بوينغ، وصناعات السلام الجوية السعودية، وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران. وسيركز المشروع على بناء طائرات هليكوبتر عسكرية وتجارية، وسيكون مقرها في الرياض وجدة.
إضافة إلى وجودها في 19 دولة حول العالم، أعلنت رايثيون عن إنشاء وحدة أعمال جديدة في المملكة العربية السعودية. مقرها في الرياض، وسوف تكون رايثيون العربية مملوكة بالكامل من قبل الشركة الأم والتركيز على توفير حلول الدفاع والفضاء والأمن إلى المملكة العربية السعودية. كما أن إطلاق هذا الجناح الجديد سيخلق فرص عمل في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. إقامة علاقات مع ومكاتب في المملكة العربية السعودية يسمح لشركات الصناعات الدفاعية الأميركية لتوسيع نطاق وإمكانات عملياتها للعملاء الجدد والاحتياجات الأمنية المختلفة.
والمبيعات العسكرية الخارجية (FMS) مؤشر على عودة الدفء إلى العلاقات بين واشنطن والرياض، بعد أن ازداد التوتر بين المملكة وإدارة أوباما، مما ترك العلاقات في وضع الجمود الصخري. واعترفت الإدارات السابقة من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بأهمية المملكة العربية السعودية كشريك إقليمي وعالمي. وقد اعترف ترامب بهذه الأولوية واتخذت إجراءات بشأنها منذ بداية رئاسته. على سبيل المثال، كانت زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية أول رحلة خارجية لإدارته. وكانت الزيارة بمثابة نقطة انطلاق للمبيعات العسكرية الخارجية (FMS) وسياسات أخرى مبنية على المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة.
إن مساعدة المملكة العربية السعودية على تأمين وتحديث قواتها تقطع شوطاً طويلاً نحو حماية المصالح الإقليمية الأميركية. المملكة العربية السعودية هي واحدة من الشركاء الوحيدين للولايات المتحدة في المنطقة القادرة على ردع إيران ومكافحة انتشارها في المنطقة. إن مساعدة المملكة العربية السعودية تجعلها أكثر قدرة على منع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أن تصبح اللاعب المهيّمن في جنوب غرب آسيا. كما أن المملكة العربية السعودية مجهزة تجهيزاً جيداً، وقدمت الدعم للولايات المتحدة في سعيها لإنهاء الصراعات في سوريا والعراق واليمن.
إن علاقة ترامب الناشئة مع المملكة العربية السعودية تحمي الوظائف في الولايات المتحدة وتعزز الشركات الأميركية والتكنولوجيا في الخارج. وتعزيز التكنولوجيا الأميركية سوف يزيد الطلب على هذه المنتجات. وارتفاع الطلب على أنظمة الفئة الأولى التي فقط تنتجها شركات الدفاع الأميركية سوف تدعم قوة التصنيع في الولايات المتحدة حيث تقع معظم خطوط الانتاج. إعطاء الشركات الأميركية الفرصة لبناء احتياجات زبائنها تتيح لهم الفرصة لتطوير حلول جديدة لأنواع مختلفة من المشاكل الأمنية. وستكون هناك حاجة إلى قوة عاملة قوية ومدربة ومجهزة بالفعل لتصميم وبناء نظم جديدة. إن حزمة أسلحة ترامب مع المملكة العربية السعودية ليست مجرد استثمار في شراكة طويلة الأمد، بل أيضا في الصناعات الأميركية وصناعة الدفاع الأميركية.
المصدر
[link to lexingtoninstitute.org]
التعديل الأخير: