مفاوضات سعودية عراقية لانشاء "تحالف جديد" يمنح الرياض دورا قيادياً في البلاد!
بغداد/سكاي برس:م
ذكرت صحيفة "الغارديان البريطانية، أن هناك مفاوضات تدور بين العراق والسعودية لإنشاء حلف جديد يمنح الرياض دورا قياديا في إعادة المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم داعش، مقابل تعزيز ودعم أسهم بغداد ومصداقيتها في المنطقة.
وأشار تقرير للصحيفة إلى أنه "الأشهر الـ6 الأخيرة من العام الجاري شهدت لقاءات بين كبار المسؤولين من العراق والسعودية، ركزت على إخراج العراق من "دائرة فلك" جارتها القوية المنافسة العتيدة للسعودية، إيران، التي تنامى تأثيرها ونفوذها في البلاد منذ غزو العراق عام 2003.
وأضاف التقرير أنه "لطالما كان العراق والسعودية خصمين في المنطقة، إلا أن زيارة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر إلى الرياض الأسبوع الماضي تلتها زيارة أخرى إلى الإمارات قد أذابت جليد العلاقات بين الطرفين، فتحسّنت العلاقات بفضل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين".
وتابعت الصحيفة أنه" ومع اقتراب موعد الانتخابات العراقية العام المقبل، شدد كل من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري، على ضرورة تمكين السنة وإعادة حقوقهم بعدما خسروا الكثير من مزاياهم ومكانتهم إثر سقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسن، مشيرة إلى أن ذلك يعد أمرا أساسيا في خطط الإعمار".
واوضحت الصحيفة ان "الصدر كان له دور بارز في الحرب الطائفية التي عصفت بالعراق بين عامي 2004 و2008، وكانت علاقاته بإيران متينة قوية، لكن وصوله إلى العاصمة السعودية يسلط الضوء على مستوى جديد من التعاون بين البلدين قد تبرز فيه الرياض بدور قيادي هام بإعادة إعمار المدن ذات الأغلبية السنية كالموصل والفلوجة والرمادي وتكريت".
وبهذا الخصوص يقول وزير الدولة السعودي السابق، سعد الجبري، إن "هذه الزيارة خطوة مهمة نحو ضمان عودة العراق إلى الكنف العربي وضمان حصول ذلك بدعم الشركاء الأصدقاء. هذا يحتّم وضع حد لمحاولات طهران المستمرة للهيمنة على العراق ونشر الطائفية"، ويضيف إن "تعاوناً أوسع بين الرياض وبغداد سيقود الطريق لدعم إقليمي أكبر للعراق في المنطقة، خاصة من طرف دول الخليج، وهذا ضروري بعد استعادة الموصل من داعش بالتزامن مع تطلع العراق نحو إعادة الإعمار الوطني".
وأردف الجبري "جدير بالملاحظة كذلك أن زيارة الصدر تميزت بجانب عملي وآتت ثماراً ومنافع فورية مثل إعادة فتح المعابر الحدودية ودعم النازحين والمهجرين الداخليين، فضلاً عن احتمال تعيين سفير جديد وافتتاح قنصلية في النجف. كل هذه إشارات واضحة على أن ثمة رغبة صريحة قوية على خلق علاقة استراتيجية تجمع البلدين وتعود عليهما بالنفع المشترك".
وأكد أن "الوضع في العراق يهم المنطقة كلها أمنياً واقتصادياً وسياسياً، ولهذا فمن الطبيعي للقيادة السعودية أن تبحث عن قنوات سياسية خارجية لتدعم العراق في هذه اللحظة الحرجة، إن هذه الزيارة خطوة واضحة في هذا الاتجاه. مقتدى الصدر قائد محترم ذو نفوذ كبير، وهو يدرك أن مستقبل العراق يكمن في كنف العالم العربي، ولطالما عبر الصدر مراراً عن قلقه من تعاظم نفوذ إيران في العراق".
وختم قائلا "سيحتاج العراق بالتأكيد إلى دعم كبير إقليمي ودولي لجهود إعادة الإعمار خاصة لمدن كالموصل والفلوجة والرمادي، فلو نظرنا إلى هذا الأمر في ظل تجدد شباب السياسة السعودية الخارجية وواضعين في الحسبان أهمية العلاقة السعودية-العراقية تاريخياً، لما اندهشت من رؤية استثمارات سعودية كبيرة في جهود إعادة الإعمار إضافة إلى القيادتين الإقليمية والدولية في هذا الصدد".
من جانبه أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، عبدالباري الزيباري، إلى أن العلاقة بين البلدين تتنامى الآن أكثر من أي وقت مضى، وهذا بفضل الإدارة الأميركية الجديدة التي تساعد السعودية ودول الخليج على إعادة بناء علاقاتها مع بقية المنطقة، لافتا إلى أن بغداد ترحب بأي تمويل أجنبي أو إقليمي، لأنها ستكون "خطوة ذكية" من الدول العربية والأجنبية، حسب تعبيره.
وأفاد رئيس مركز الفكر السياسي ببغداد، إحسان الشمري، أن "هذه بداية جديدة وصفحة جديدة للعلاقات العراقية السعودية، في الماضي كانت العلاقات متوترة على شعرة، خاصة أثناء فترة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أما الآن وقد وجد السعوديون في العبادي، شخصية سياسية غير طائفية فهم مستعدون للعمل سوية، كما أنهم ما عادوا يركّزون على الشرخ الشيعي-السني".
وتابع أن "العراق حاليا يريد العودة إلى الكنف العربي ونافذة الوطن العربي هي المملكة العربية السعودية"، مبينا ان التمويل الذي يأتي الآن لإعادة بناء البلاد هو بادرة حسن نية وهي طريقتهم في إظهار التضامن مع العراقيين لعلمهم أن البلاد تمر بأزمات اقتصادية عصيبة.
في الوقت نفسه يرى كبار المسؤولين السعوديين في الرياض، التي خطت لنفسها أجندة إصلاحية ثقافية واقتصادية طموحة، أن إعادة بناء المناطق العراقية السنية فرصة سانحة لتكون جزءاً من خطوات أوسع لوضع حد لإيران ولجمها وتأكيد دور ونفوذ المملكة بعد انحسار وتبدد تنظيم داعش.
الجدير بالذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين بغداد والرياض كانت معدومة طيلة الـ 25 عاما الماضية، حتى العودة غير الموفقة لمبعوث سعودي عام 2015 أثارت سلسلة اتهامات لاذعة للسعودية بمسؤوليتها عن العنف المسلح في العراق، لكن زيارة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، إلى الرياض العام الماضي أعادتا العلاقات، كما أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قام بزيارة إلى بغداد التي شهدت في الفترة الأخيرة تخفيف نبرة تحميل الرياض اللوم على تصاعد العنف "الجهادي".
( المصدر )
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=2&ved=0ahUKEwjG6rPAyuPVAhUJbFAKHZucCFgQFggNMAE&url=http://www.skypressiq.net/2017/8/19/%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF&usg=AFQjCNGNQf5okrwargK4SMNOnxbqfTJq8Q