بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تقرير خاص وحصري بعنوان: "أزمة قطر مع الصواريخ المهّربة إليها أفضت إلى فرض حظر التسليح عليها". التقرير يسلط الضوء على صواريخ المجاهدين الأفغان "ستينغر" سُربت سراً إلى قطر في عام 1988، وما تلتها من تداعيات وأحداث كثيرة ما بين الأعوام 1988 وحتى بُعيد تحرير الكويت 1992.
التقرير يكشف عن خبايا وأسرار كثيرة وقعت في عام 1988 إلى 1992. وهو من إعدادي، وتجميعي للمصادر، وترجمتي، وقد أخذ مني الكثير من الجهد والوقت، فأرجوا ألا يبخس حقي، وأتمنى من المواقع التي دأبت على سرقة محتويات هذا المنتدى أن يتكرموا لطفاً وكرماً بذكر المصدر حتى لا يفقدوا المهنية والمصداقية، وأحيي المواقع والصحف التي نقلت في الماضي من بعض تقاريرنا وأشارت إلى المصدر، لكم احتراماتي وتقديري.
وأعتذر عن الحجم الكبير للتقرير، حاولت كثيراً أن أختصر، برغم أن بحوزتي المزيد من المعلومات والمصادر لكن آثرت عدم إطالة التقرير أكثر مما هو عليه.
راجية أن ينال التقرير على قبولكم واستحسانكم.
عبير البحرين
أزمة قطر مع الصواريخ المهرَّبة إليها أفضت إلى فرض حظر التسليح عليها
إعداد وترجمة: عبير البحرين
اسْتِهْلاَلُ
منذ مايو 2017 وقطر تشهد أزمة حادة غير مسبوقة، لكن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، فالشد والجذب يمتد لعقود وتعود إلى ما قبل استقلال إمارة قطر عن بريطانيا في عام 1971، وتعمقت التوترات بعد استيلاء الأمير السابق حمد بن خليفة على الحكم في عام 1995 إثر انقلابه على والده، وبروز الرغبة القطرية في ممارسة دور لتصبح لاعباً اقليمياً، ورسم مسار مضاد يقود في نهاية المطاف إلى المواجهة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما المملكة العربية السعودية، وقد ساهم هذا الدور في خرق المنظومة الخليجية وتهديد الأمن القومي لجيرانها (السعودية والإمارات والبحرين).
وحينما تفجّرت الأزمة القطرية الحالية، كان الإرهاب هو كلمة السر التي تتبعتها وسائل الاعلام ومراكز سبر الأفكار Think Tank في محاولة منهم لفهم سبب تسارع وتيرة الأمور، دون فصلها عن جذورها. العديد من الصحف ومراكز الدراسات، الغربية والعربية، نشرت تقارير ودراسات عن ارتباط وعلاقة قطر بالجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة ودول مارقة مثل إيران، وأوضحت تلك العلاقات والارتباطات في مواضع كثيرة، بيد أن ثمة حقائق ووقائع في غاية الخطورة حدثت في ثمانينيات القرن الماضي، لم تطرح في تغطيات الأزمة القطرية الحالية.
وفي محاولة منا للفهم العميق لجذور الخلاف مع قطر؛ قمنا بالغوص في أعماق البحث، وحصلنا على أرشيف التقارير والأوراق البحثية والتشريعات القانونية التي سنَّها الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي. ومن بين هذه التقارير "التقرير السنوي للدول" الصادر عن دائرة أبحاث الكونغرس Congressional Research Service، حيث لاحظت في كل عام تكرار بضعة سطور في الفقرة المتعلقة بالعلاقات العسكرية والأمنية بين قطر والولايات المتحدة من التقرير السنوي لدولة قطر. تلك السطور قليلة، إلا أنها في غاية الأهمية والخطورة، فقد فتحت أمامي الآفاق للمزيد من البحث لمعرفة خفاياها وأسرارها.
المفاجأة عند قيامنا بالمزيد من البحث، وجدتُ أنني أمام كم هائل من المعلومات التي من الممكن أن تشكل مادة لأطروحة الدكتوراه أو الماجستير. تلك المعلومات وضحّت أن قطر منذ عام 1988 لغاية بعيد تحرير الكويت (1992)، أي نحو 3 سنوات، ارتكبت انتهاكات وخيانات جسيمة ضد مجلس التعاون الخليجي، وعّرضت الأمن القومي لدوله للخطر، وخرقت المنظومة الخليجية، رغم أن مجلس التعاون الخليجي غطاءها الذي كان بمثابة المظلة لها، ولكنها حاولت ثقبها بخياناتها. خيانات قطر ضد مجلس التعاون الخليجي منذ الثمانينيات وتهديد أمن دوله عبر انتهاجها استراتيجية خاصة بها وتتقاطع مع المصالح الإيرانية، ونهجها لسلوك شاذ ومغاير عن شقيقاتها، وعلى ضوء تلك الاستراتيجية الخاصة بها تم رسم وتحديد أطر العلاقات الأميركية القطرية.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على وقائع وأحداث حدثت في ثمانينيات القرن الماضي، على رأسها حصول قطر في عام 1988 على صواريخ "ستينغر" بطرق غير قانونية، مهرّبة إليها إما من المجاهدين الأفغان وعناصر القاعدة أو من الحرس الثوري الإيراني، وثم ما تلته من تداعيات وما نجمت عنه من أضرار بالمنظومة الخليجية.
والتقرير ينقسم إلى خمسة أقسام رئيسية: 1 – أزمة صواريخ "ستينغر" Stinger الأفغانية المهرَّبة إلى قطر في عام 1988؛ 2 – فرض حظر التسليح والتعاون الدفاعي الأميركي على قطر من 1989 إلى 1991؛ 3 – الاتجاه نحو جمهورية الصين الشعبية، ونوايا قطرية لشراء صواريخ "سيلك وورم" Silkworm من جمهورية الصين الشعبية في عام 1988، لابتزاز الدول الخليجية سياسياً وعسكرياً، وبالتحديد لإبتزاز الصفقات العسكرية الأميركية لمملكة البحرين، ولمناكفة صفقة صواريخ "رياح الشرق" السعودية إثر ظهورها للعلن؛ 4 - الاتجاه نحو الاتحاد السوفيتي ونوايا قطرية لإنشاء قاعدة عسكرية سوفيتية على أراضيها إبان الحرب الأفغانية؛ 5 – رفع الحظر الأميركي عن قطر بُعيد تحرير الكويت، وتفاهمات سرية مع الولايات المتحدة، وتوقيع اتفاقية أمنية دفاعية مع أميركا في عام 1992 مهدت لانشاء قاعدة العديد الجوية الأميركية ومعسكر السيلية الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية خارج الولايات المتحدة.
هذا تقرير خاص وحصري بعنوان: "أزمة قطر مع الصواريخ المهّربة إليها أفضت إلى فرض حظر التسليح عليها". التقرير يسلط الضوء على صواريخ المجاهدين الأفغان "ستينغر" سُربت سراً إلى قطر في عام 1988، وما تلتها من تداعيات وأحداث كثيرة ما بين الأعوام 1988 وحتى بُعيد تحرير الكويت 1992.
التقرير يكشف عن خبايا وأسرار كثيرة وقعت في عام 1988 إلى 1992. وهو من إعدادي، وتجميعي للمصادر، وترجمتي، وقد أخذ مني الكثير من الجهد والوقت، فأرجوا ألا يبخس حقي، وأتمنى من المواقع التي دأبت على سرقة محتويات هذا المنتدى أن يتكرموا لطفاً وكرماً بذكر المصدر حتى لا يفقدوا المهنية والمصداقية، وأحيي المواقع والصحف التي نقلت في الماضي من بعض تقاريرنا وأشارت إلى المصدر، لكم احتراماتي وتقديري.
وأعتذر عن الحجم الكبير للتقرير، حاولت كثيراً أن أختصر، برغم أن بحوزتي المزيد من المعلومات والمصادر لكن آثرت عدم إطالة التقرير أكثر مما هو عليه.
راجية أن ينال التقرير على قبولكم واستحسانكم.
عبير البحرين
أزمة قطر مع الصواريخ المهرَّبة إليها أفضت إلى فرض حظر التسليح عليها
إعداد وترجمة: عبير البحرين
اسْتِهْلاَلُ
منذ مايو 2017 وقطر تشهد أزمة حادة غير مسبوقة، لكن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، فالشد والجذب يمتد لعقود وتعود إلى ما قبل استقلال إمارة قطر عن بريطانيا في عام 1971، وتعمقت التوترات بعد استيلاء الأمير السابق حمد بن خليفة على الحكم في عام 1995 إثر انقلابه على والده، وبروز الرغبة القطرية في ممارسة دور لتصبح لاعباً اقليمياً، ورسم مسار مضاد يقود في نهاية المطاف إلى المواجهة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما المملكة العربية السعودية، وقد ساهم هذا الدور في خرق المنظومة الخليجية وتهديد الأمن القومي لجيرانها (السعودية والإمارات والبحرين).
وحينما تفجّرت الأزمة القطرية الحالية، كان الإرهاب هو كلمة السر التي تتبعتها وسائل الاعلام ومراكز سبر الأفكار Think Tank في محاولة منهم لفهم سبب تسارع وتيرة الأمور، دون فصلها عن جذورها. العديد من الصحف ومراكز الدراسات، الغربية والعربية، نشرت تقارير ودراسات عن ارتباط وعلاقة قطر بالجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة ودول مارقة مثل إيران، وأوضحت تلك العلاقات والارتباطات في مواضع كثيرة، بيد أن ثمة حقائق ووقائع في غاية الخطورة حدثت في ثمانينيات القرن الماضي، لم تطرح في تغطيات الأزمة القطرية الحالية.
وفي محاولة منا للفهم العميق لجذور الخلاف مع قطر؛ قمنا بالغوص في أعماق البحث، وحصلنا على أرشيف التقارير والأوراق البحثية والتشريعات القانونية التي سنَّها الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي. ومن بين هذه التقارير "التقرير السنوي للدول" الصادر عن دائرة أبحاث الكونغرس Congressional Research Service، حيث لاحظت في كل عام تكرار بضعة سطور في الفقرة المتعلقة بالعلاقات العسكرية والأمنية بين قطر والولايات المتحدة من التقرير السنوي لدولة قطر. تلك السطور قليلة، إلا أنها في غاية الأهمية والخطورة، فقد فتحت أمامي الآفاق للمزيد من البحث لمعرفة خفاياها وأسرارها.
المفاجأة عند قيامنا بالمزيد من البحث، وجدتُ أنني أمام كم هائل من المعلومات التي من الممكن أن تشكل مادة لأطروحة الدكتوراه أو الماجستير. تلك المعلومات وضحّت أن قطر منذ عام 1988 لغاية بعيد تحرير الكويت (1992)، أي نحو 3 سنوات، ارتكبت انتهاكات وخيانات جسيمة ضد مجلس التعاون الخليجي، وعّرضت الأمن القومي لدوله للخطر، وخرقت المنظومة الخليجية، رغم أن مجلس التعاون الخليجي غطاءها الذي كان بمثابة المظلة لها، ولكنها حاولت ثقبها بخياناتها. خيانات قطر ضد مجلس التعاون الخليجي منذ الثمانينيات وتهديد أمن دوله عبر انتهاجها استراتيجية خاصة بها وتتقاطع مع المصالح الإيرانية، ونهجها لسلوك شاذ ومغاير عن شقيقاتها، وعلى ضوء تلك الاستراتيجية الخاصة بها تم رسم وتحديد أطر العلاقات الأميركية القطرية.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على وقائع وأحداث حدثت في ثمانينيات القرن الماضي، على رأسها حصول قطر في عام 1988 على صواريخ "ستينغر" بطرق غير قانونية، مهرّبة إليها إما من المجاهدين الأفغان وعناصر القاعدة أو من الحرس الثوري الإيراني، وثم ما تلته من تداعيات وما نجمت عنه من أضرار بالمنظومة الخليجية.
والتقرير ينقسم إلى خمسة أقسام رئيسية: 1 – أزمة صواريخ "ستينغر" Stinger الأفغانية المهرَّبة إلى قطر في عام 1988؛ 2 – فرض حظر التسليح والتعاون الدفاعي الأميركي على قطر من 1989 إلى 1991؛ 3 – الاتجاه نحو جمهورية الصين الشعبية، ونوايا قطرية لشراء صواريخ "سيلك وورم" Silkworm من جمهورية الصين الشعبية في عام 1988، لابتزاز الدول الخليجية سياسياً وعسكرياً، وبالتحديد لإبتزاز الصفقات العسكرية الأميركية لمملكة البحرين، ولمناكفة صفقة صواريخ "رياح الشرق" السعودية إثر ظهورها للعلن؛ 4 - الاتجاه نحو الاتحاد السوفيتي ونوايا قطرية لإنشاء قاعدة عسكرية سوفيتية على أراضيها إبان الحرب الأفغانية؛ 5 – رفع الحظر الأميركي عن قطر بُعيد تحرير الكويت، وتفاهمات سرية مع الولايات المتحدة، وتوقيع اتفاقية أمنية دفاعية مع أميركا في عام 1992 مهدت لانشاء قاعدة العديد الجوية الأميركية ومعسكر السيلية الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية خارج الولايات المتحدة.
التعديل الأخير: