سجّل جنود المملكة العربية السعودية - المشاركون في الدفاع عن الجبهة الأردنية إبّان حرب إسرائيل ضد دول عربية عام 1967 - أروع الصور البطولية في ميادين الشرف آنذاك.
وكان للرقيب عبدالرحمن مفرح بن فرحة الشمراني شرف إسقاط طيارة ميراج إسرائيلية من خلال كتيبة المضادات الأرضية التي كان يعمل بها.
"سبق" زارت المواطن عبدالرحمن الشمراني بمنزله في قرية عجبة شمران التابعة لمركز البشائر، شمالي منطقة عسير، وتحدّث عن تفاصيل مشاركته وزملائه جنود القوات المسلحة السعودية في الدفاع عن أرض فلسطين المحتلة والجبهة الأردنية عندما خاضوا معارك ضد جنود الاحتلال الصهيوني في حرب الأيام الستة عام 1967.
وقال "الشمراني" إنه كان مُكلّفًا بالعمل في منطقة البحر الميّت بدولة الأردن وتم تكليفه بالانتقال للعمل في محافظة الكرك الملاصقة لحدود دولة فلسطين، مضيفًا؛ أن ثلاث طائرات إسرائيلية من نوع ميراج هاجمت مواقعهم فجر أحد الأيام ودمّرت رادارًا يعود للقوات المصرية.
وأردف بالقول: عقب ذلك بدأنا بالاشتباك مع طيران العدو وذلك بإطلاق الذخيرة الحية من الدفاعات الأرضية باتجاه أجسام طيارات العدو وبحمد الله أصبت إحدى الطائرات وسقطت بمزرعة تبعد عنا نحو ثلاثة كيلو مترات بمحافظة الكرك الأردنية وعُثر على قائدها الطيار - برتبة رائد - متوفى وتم تسليمه إلى القوات الأردنية التي بدورها سلّمته للصليب الأحمر الدولي وتم الإفراج عن 70 أسيرًا عربيًا لدى الاحتلال الصهيوني مقابل تسليم جثة الطيّار الإسرائيلي.
واستطرد: تم تكريمي حينها وزملائي بكتيبة الدفاعات الأرضية من قِبل وزارة الدفاع ذلك بترقيتنا استثنائيًا، مضيفًا أن زميلهم الشاعر هادي بن محمد بن ربعان اليامي أنشأ قصيدة حينها بهذه المناسبة قال فيها:
جند ابن صهيون مثل الشياطين
يوم على المزار شنّوا صباحه
قمنا لهم واحنا على الحق صلفين
وقام يتقلّب شاكي من جراحه
واهل الكرك قاموا على لوعة النار
وتقسّموا الميراج قسمة فراحه
واختتم: بادر بعض أهالي محافظة الكرك الأردنية بتقاسم أجزاء طائرة الميراج الإسرائيلية المتحطمة والاحتفاظ بها في منازلهم كشاهد على بطولة القوات المسلحة السعودية.
يُذكر أن عملاً بطوليًا مماثلاً قام به النقيب طيّار "عائض الشمراني" عام 1991 عندما تصدّى بطائرته F-15C ، لثلاث طائرات عراقية مقاتلة وأسقط اثنتين منها وفرّت الثالثة في مدة لم تتجاوز 30 ثانية.