خـلال تصويـر سابق عـرض إشتباكهـا وتماسهـا المـادي مـع عربـة مفخخـة
الأبرامــــز تنجــــح فــــي إختبــــار "طــــارق بــــاب الدبابــــة" tank door knocker !!
الأبرامــــز تنجــــح فــــي إختبــــار "طــــارق بــــاب الدبابــــة" tank door knocker !!
سؤال كثيراً ما يطرحه الخبراء والمتابعين لمعركة الدرع والسيف sword and shield ، ألا وهو : ما حجم الضرر الذي يمكن أن يلحقه عصف الإنفجار بدروع دبابة معركة رئيسة MBT عند حدوث انفجار قريب منها ؟؟ يبدو أن العمليات القتالية التي دارت على مدى أشهر في مدينة الموصل بين قوات الجيش العراقي من جهة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى كان فرصة جيدة للإجابة على هذا التساؤل ولو بشكل جزئي !! فقد عرض أحد التسجيلات السابقة للتنظيم حمل أسم "وعد الله" promise of Allah تصوير جوي لما يمكن تسميته بالقتال التلاحمي بين دبابة أبرامز عراقية مع عربة تابعة لتنظيم الدولة مملوءة بمئات الكيلوغرامات من المواد شديدة الإنفجار ، فضل قائدها تفجيرها مباشرة على الجانب الأيمن من مقدمة الدبابة . ورغم أن سلسلة الدبابات الأمريكية "أبرامز" M1 Abrams تستخدم ستة خزانات وقود لتغذية محركها ، اثنان منها في مقدمة مقصورة الطاقم حيث فضل قائد العربة المفخخة تفجيرها (تكون على يمين وشمال موضع استلقاء السائق) إلا أن الهجوم بلا شك كان بإتجاه أقوى نقاط الدبابة وأكثرها تحصينا ، ولم يسفر سوى عن أضرار جزئية !!
في الحقيقة مصممي الدبابات حرصوا بشكل مستمر ومتواصل على تحسين قابلياتها وقدراتها على مواجهة مقذوفات تقليدية مثل مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، ولكن ما تواجهه دبابات المعركة الآن في حروب الشروق الأوسط هو حدث إستثنائي بكل تأكيد !! دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .
الخبراء درسوا فيما سبق ولسنوات تأثير الذخيرة الثقيلة على هيكل وجسم دبابات المعركة الرئيسة ، وقدر هؤلاء أن انفجار قذيفة مدفع قوس شديدة الانفجار HE من عيار 155 ملم ، يمكن لها توليد ضغوط غازية مرتفعة جداً ولأكثر من 200-300 كيلو بار حسب نوع المادة المتفجرة وحجمها ، بالإضافة لحرارة شديدة تتجاوز حدودها 3000 درجة مئوية ، زائداً موجات صدمية shock waves (يطلق عليها أيضاً الموجات المتفجرة detonation wave) على درجة عالية من السرعة ، بحيث تتجاوز هذه معه سرعة الصوت . إذ تعمل الغازات المتوسعة والمتمددة سريعاً على الضغط باتجاه الهواء المحيط ، وتخلق موجات صدمية تتكاثر وتنتشر للخارج بسرعة تقارب سرعة الصوت أو نحو 340 م/ث . إن الموجات الصدمية المتولدة والناتجة عن الانفجار هي عبارة عن موجات ضاغطة ، والتي يرتفع فيها الضغط عن الضغط الجوي ليتجاوزه إلى الضغط الأقصى المفرط peak over-pressure خلال جزء من المليون من الثانية .. معايير الضرر المتحققة في الهدف بتأثير العصف Blast Effect الناتج عن انفجار قذيفة شديدة الانفجار يمكن تحصيلها وتحقيقها عن طريق آليتين رئيستين كما تظهر الاختبارات التجريبية تحميل الانحراف والانعطاف diffraction loading ، وتحميل الإعاقة والمقاومة drag loading . التعبير الأول يشير للطاقة الكلية الممارسة والمبذولة على جوانب وأطراف التركيب/الهدف من قبل الموجات الصدمية المتقدمة للانفجار . فالتعبير يعكس التطبيق والانتقال السريع للضغط على الهدف من جميع جوانبه أثناء مرور موجات الاهتزاز فوقه . هو مرتبط بمفهوم الانحراف لأن مقدمة الموجة التصادمية ستنحني وتنعطف حوله bend around وستغمر الهدف خلال عبورها . إن الضغوط العالية لموجات الصدمة في تحميل الانحراف ستتقدم تقريبا بشكل آني وفي نفس الوقت simultaneously من خلال عدة جوانب لجسم الهدف . الأهداف المرنة (على سبيل المثال المصنوعة من معادن) ستسحق وتهرس . الأهداف الهشة والقابلة للتكسر (على سبيل المثال المبنية من الخرسانة أو الطوب) ستتحطم وتتهشم وذلك بالاعتماد على حجم ضغوط التحميل الناتجة عن الانفجار .. المصطلح الآخر أو تعبير "تحميل الإعاقة والمقاومة" يشير إلى مقدار وحجم الطاقة المسلطة على جسم أو تركيب نتيجة الرياح العابرة التي ترافق مرور موجة عصف الانفجار . هذه الطاقة تجيء وتنتج عن الضغط الديناميكي dynamic pressure ، ومعامل الإعاقة وقابليته في هذه الحالة يعتمد على شكل التركيب أو الجسم (في الغالب السلوك يكون موجه نحو السطوح العمودية المعرضة لمقدمة الموجات الصدمية) . فأثناء جميع مراحل زيادة الضغط الإيجابية (ولفترة قصيرة من الزمن فيما بعد) التركيب أو هيكل الهدف سيخضع إلى تحميل الضغط الديناميكي الناتج عن الرياح العابرة المؤقتة transient winds التي تتبع مقدمة موجة عصف الانفجار .. بعض الأهداف المرنة نسبياً والقابلة للانثناء لا تتضرر بتأثير تحميل الانحراف . هذه الأهداف نفسها قد تكون عرضة لضرر تحميل الإعاقة . الأهداف التي لم تثبت بشكل متصلب ومحكم rigidly affixed ستقذف بقوة وقد تزاح بعيداً لبضعة أمتار . الأفراد عرضة بشكل أكبر لهذا النوع من الأضرار بالإضافة إلى التهديد الثانوي المتمثل باحتمالية الإصابة بالأجسام والحطام الآخر المقذوف والمزاح بتأثير عصف الانفجار .