للأسف الشديد في هذه الأزمه الغير مسبوقه والمحزنه , أثبت كلا طرفي الأزمه ( قطر X السعوديه الأمارات ) أنهما أسوء من بعضهم البعض , أنهم خصوم لأنفسهم قبل أن يكون خصوم للطرف الأخر وهذه والله حماقه بعدها حماقه ...
فالقطريون ومنذ البدايه ومنذ سنوات عديده (منذ منتصف التسعينات ) تحديدا , بدؤا يورطون أنفسهم ويدسوا أنوفهم في قضايا اقليميه ودوليه ليس لهم فيها لاناقه ولاجمل كما يقال , وليس لها أرتباط وثيق بالوضع السياسي والأمني لقطر من قريب أو بعيد ويلعبون أدوار أكبر بكثير من أمكانتهم وقدراتهم وكل ذلك من أجل الحصول على لقب (لاعب اقليمي مهم ومؤثر ) !! , وما استتبعه من خلق خصومات وعدوات من أطراف كثيره ليس لها داعي من وجهة نظري , ومااستتبعه ايضا من أنفاق أموال طائله وعبثيه كان من الأولى توجييها لوجهتها الصحيحه أي الداخل القطري ويكون المواطن القطري أولى بها ( قطر بلد صغيرجدا وغني جدا ونهضه اقتصاديه شامله ويعيش بهدوء واستقرار وبعيد عن المشاكل والقضايا الأقليميه الملتهبه نسبيا ولديه معاهدات دفاع مشتركه مع الغرب لحمايته ..فماهي حاجته الحقيقيه للدخول في مشاكل وصداع رأس هو في غنى عنها تماما !! )) تسأول فقط ...
ولم يفق سوء التصرف القطري و(عبثييته ) سوى ردة فعل خصومها الخليجيين ( السعوديه والأمارات ) في الأزمه الأخيره , فبدل من تطويق الأزمه وأقتلاع المشكل والخلاف بطرق أكثر ذكاء وحكمه وحسن تصرف ,خلقوا لنا أزمه فاقت بسوء ادارتها وأثارها الكارثيه سوء تصرفات وخطايا الجانب القطري , وفتحوا باب للشرور والتدخلات من أطراف معاديه اقليميا ودوليا واستغلالا لتوسيع الفرقه والشقه بين الأشقاء لتحطيم بنية مجلس التعاون وسلطت الأضوء وبقوه اقليميا ودوليا على هذه الدول وطبيعة العلاقات السياسيه بينها وطبيعة المشاكل فيما بينها والأستفاده من تلك التنافرات لخدمة مصالحها على حساب تلك الدول , وها نحن اليوم نلمس لم اليد التصريحات المتطايره اقليميا ودوليا التي بدئت تدخل من باب هذا الخلاف الخطير لتبدي وربما تفرض وجهات نظرها في طبيعة الحلول المقترحه , بخلاف ماسوف تصنعه على الصعيد الداخلي مابين دول المجلس نفسها من شكوك وعدوات وخلافات ستبقى مترسبه في الأنفس ليس على صعيد القيادات السياسيه والحكومات بل في نفوس الشعوب الخليجيه نفسها وماينتج عنها من تحولات جذريه في طبيعة العلاقات المستقبليه فيما بينها والتي أجزم بها لم ولن تعود نهائيا لشكلها السابق ...فأيي حماقه تلك التي أرتبكناها وصنعنها بأيدنا ..!!
الخلاصه والدروس المستفاده من هذه الأزمه الغير مسبوقه ....في أعتقادي أن هذه الازمه ذات لأبعاد الخطيره التي نعيش أرهاصاتها حاليا تعطينا دروس مجانيه كخليجين وكمتابعين يهمنا جدا مصير تلك البلدان ووحدتها واستقرارها , لقد أثبتت هذه الأزمه الطويله والمتشعبه بين طرفي الأزمه بأن نموذج وطبيعة الحكم في دول الخليجيه بأن ((المزيج ))القائم على حكم الأسري الفردي المطلق والبعيد عن مفهوم الكفاءه + الثروه الماليه الضخمه الهابطه من عوائد البترودولار الذي يخلق وهم وشعور بالقوه والنفوذ المتضخم ماينعكس أختلال في الرؤيه وصناعة القرار السياسي الرشيد ...هو مزيج متفجر وخطير وعواقبه مدمره علينا كبلدان وشعوب خليجيه وليس قاصر على تلك القيادات السياسيه ....
لقد أن الأون للشعوب الخليجيه أن تفيق من سباتها العميق والطويل وأن يكون لها كلمه وفعل قويين بالتدخل في ألية صناعة القرار السياسي في تلك البلدان اليوم قبل الغد لترشيدها وأكسابها مفهوم ( دولة المؤسسات ) العريق الذي تأخذ به دول العالم المتقدم وكل بلد محترم في العالم , بدل تفرد مجموعه من الأفراد أو الأسر بألية صنع القرار السياسي لوحدها والذي بعواقبه التفرد ونظرته القاصره يمكن أن يجر الجميع من شعوب وبلدان إلى التهلكه ومالايحمد عقباه ...
اللهم بلغت ..اللهم فاشهد ...