مشكور اخي على أن اعطيتنا من وقتك الثمين..
وهي اضافة مهمة منك، وهناك خسائر أخرى لم تذكرها...
ولكن استفهامي لم يجد إجابة إلى الآن..
فمع كل هذه الخسائر الا ان التوقعات الدولية لنمو الاقتصاد القطري كبيرة 3٪
وهو ضمن عشر اقتصاديات في التنافسية وهذا كبير جدا..!
وهذه الاحصائات لم يحصل عليها الاقتصاد السعودي.. وهو اكبر اقتصاد في المنطقة..
فهذا الأمر هو محل استغراب وحيرة! ..
أتمنى انك فهمتني الآن
بعد التحية..،
قبل أن أعطيك جوابا شافيا.. سأسئلك:هل قرأت من قبل عن مؤشر التنافسية العالمية؟ على أي أساس يقوم؟ وأي مؤشرات يقيس؟ وما أثره على الاقتصاد؟
لتسمح لي قبل الجواب أن آخذك في رحلة سريعة موجزة
عن مؤشر التنافسية العالمية.. بحسب فهمي وإطلاعي
على أي أساس يقوم ..؟
مؤشر التنافسية العالمية أساسه العام يقوم على مقدرة القطاع العام والخاص في أي دولة ما لتقديم خدمات وتوفير سلع ذات نوعية جيدة تستطيع من خلالها النفاذ إلى الأسواق العالمية.
وأي مؤشرات يقيس..؟
وهذا المؤشر أي التنافسية العالمية يقيس محاور محددة ليس كلها له ارتباط كلي بالاقتصاد، بعضه يرتبط جزئيا، وآخر ليس له علاقة أساسية بها.
وهو يرتكز حقيقة على ١٢ محور لكل واحد منها مؤشرات قياس فرعية تصل في مجموعها إلى ٩٨ مؤشر من خلالها يمكن قياس أداء الدولة التنافسي كما هو موضح في الانفوجرافيك الآتي:
ما فائدته وأثره..؟
-يرسم للقطاع العام والخاص سياسيات محددة، ويدفعها إلى اتخاذ تدابير أكبر لتعزيز تنافسية أكبر، ويمكن الشركات من عقد مقارنة بينها وبين شركات الدول الأخرى...
-يعزز الكفاءة التنافسية في القطاعات العامة والخاصة، ويرفع سقف فعالتيها في السوق المحلية والعالمية...
-الدول الذي تتمتع بتنافسية أكبر تكون أكثر جاذبية لاستثمارات
أجنبية ومحلية، وكذلك تكون أيضا قادرة على توليد وظائف أكثر لمواطني الدولة...
ما الجديد في مؤشر قطر...؟
دولة قطر منذ سنوات مضت وبالتحديد من ٢٠١١ - ٢٠١٦م
كانت تحقق مؤشرات تنافسية متقدمة ففي عام عام ٢٠١٣م حققت المركز الحادي عشر ١١ على مستوى العالم أي بفارق مركز واحد عن الحالي كما هو واضح في الرسم البياني:
إذن هي مجرد بروبجندا إعلامية قطرية تحاول من خلالها تحقيق انتصار وهمي بإرسال رسالة للعالم أجمع مفادها أنها تجاوزت مقاطعة الرباعي العربي.. وهذا كلام غير صحيح لا ينطلي على الحكومات.. ولكن عامة الناس ربما..
ويتضح ما ذكرته سابقا بشكل جلي من السؤال الافتراضي: ما هي المؤشرات التي حققتها قطر حتى اعتلت بها مراتب متقدمة في المؤشر العالمي..؟
-كفاءة الإطار القانوني.
-توافر العلماء والمهندسين.
-جودة البنية التحتية والتعليم.
-التوجه المستقبلي للحكومة.
-استخدام وانتشار خدمات الإنترنت.
-تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
-جودة التدريب المهني.
-سهولة العثور على العمالة الماهرة.
-نسبة التلاميذ إلى المدرّسين في التعليم الابتدائي.
-انتشار الحواجز غير الجمركية.
-تنوع القوى العاملة.
-جودة الطرق.
-حماية مساهمي الأقلية.
وكما تلاحظ هذه المؤشرات لا أثر لها قوي في الميزان الإقتصادي، فلن تسد عجزا ولن تحقق نموا اقتصادي.. وإنما هي مجرد محفزات ومؤشرات إيجابية لبيئة العمل..
موقف المملكة العربية السعودية في المؤشر التنافسي..؟
المملكة العربية السعودية في الست سنوات الماضية وبالتحديد ٢٠١٠ - ٢٠١٦م كانت في منطقة دافئة حيث حققت مؤشرات تنافسية جيد جدا أعلاها هو المركز السابع عشر الذي حققته في العام ٢٠١٢م
ثم بعد ذلك دخلت في سلسلة من التراجعات إلى أن وصلت إلى المركز ٤٠ في عام ٢٠١٧م والمركز ٣٩ في عام ٢٠١٨م
والسبب في هذه التراجعات هو المنتدى الإقتصادي العالمي (Wef) حيث قام في الآونة الأخيرة بتغيير منهجية قياس تنافسية الدول الذي أدى إعادة ترتيب المراكز وتراجع الكثير منها في المؤشر العام.
ترتيب دول الخليج العربي لعام ٢٠١٨م في مؤشر التنافسية العالمية
واليوم ولله الحمد في عام ٢٠١٩م شهدت المملكة العربية العربية السعودية تقدم لافتا حيث قفزت ١٣ مركزا مرة وحدة بعلامة مميزة لم تشهدها أي دول أخرى من دول العالم لتحتل بذلك المرتبة السادس والعشرين ٢٦ في مؤشر التنافسية بدلا من ٣٩ في العام الماضي ٢٠١٨م..
وهذه المرتبة وضعتها في المرتبة السابعة 7 من بين مجموعة دول العشرين G20 متفوقة على اقتصادات متقدمة في العالم، مثل كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا وإندونيسيا والهند وروسيا والمكسيك وتركيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والأرجنتين.
وللسعودية خطط واعدة وأهداف مستقبلية في مؤشر التنافسية العالمية ضمن رؤية السعودية Vision 2030
فهي تتطلع إلى تحقيق المركز العاشر ١٠ بإذن الله تعالى..
بعد هذا السرد.. الآن أعود إلى الرد على مشاركتك بالتفصيل:
وهناك خسائر أخرى لم تذكرها...
نعم صحيح أعلم ذلك.. وقد بينت في أول مشاركتي أني لا أسعى لتقصي الحقائق كلها وجمع جميع الخسائر..فلا مانع من أن تذكرها أنت لاحقا في مشاركات قادمة..
ولكن استفهامي لم يجد إجابة إلى الآن..
فمع كل هذه الخسائر الا ان التوقعات الدولية لنمو الاقتصاد القطري كبيرة 3٪
وهو ضمن عشر اقتصاديات في التنافسية وهذا كبير جدا..!
وهذه الاحصائات لم يحصل عليها الاقتصاد السعودي.. وهو اكبر اقتصاد في المنطقة..
دعني أقلب عليك السؤال.. الصين الكل يؤمن أنها ثاني أكبر وأقوى اقتصاد في العالم.. ومع ذلك كله هي في مراكز متأخرة في مؤشر التنافسية العالمية كما هو واضح في الرسم البياني :
فهل يعني ذلك أن قطر أفضل منها لاحتلالها مرتبة متقدمة في المؤشر التنافسي هههه.. هذا ضرب من الجنون.
فهذه المؤشرات لا يصلح اخضاعها في المقارنات الاقتصادية.. لنقول دولة كذا أفضل من الأخرى لتقدمها في مؤشر كذا..
إذا مقارنتك أخي بين المملكة العربية السعودية وقطر ليست عادلة.. لماذا..؟
الممكلة العربية السعودية دولة مترامية الأطراف وذات جغرافية ضخمة وعدد سكاني كبير يربو على ٣٠ مليون نسمة..
بالمقابل دولة قطر صغيرة جدا جغرافيا نسبة إلى المملكة وعدد سكانها قليل جدا لا يتجاوز ٢ مليون نسمة..
فعندما نقارن بين الدولتين مثلا في أحد المؤشرات السابقة التي ذكرتها.. ولنأخذ مثلا [
مؤشر مستوى جودة الطرق]
كم تحتاج المملكة من أموال تنفقها لترتقي بجودة الطرق إلى مؤشر تنافسي بالنسبة إلى قطر..
ولتأخذ بالحسبان عدد المحافظات والمدن والقرى والأحياء .. عدد طرق السفر الداخلية والدولية.. المساحة الجغرافية للدولة.. لا وجه للمقارنة ألبتة..
ولنأخذ مثال آخر [
مؤشر مستوى جودة التعليم]
فإن عملية الإصلاح والارتقاء والتطوير في المؤسسات التعليمية الضخمة بالنسبة للمرافق وعدد الطلاب والمعلمين والموظفين.. وتحقيق مخرجات تنافسية عالية يحتاج إلى وقت أطول وجهد أكبر ومال أكثر مقارنة بالنسبة إلى المؤسسة التعليمية صغيرة الحجم.
وهذه الاحصائات لم يحصل عليها الاقتصاد السعودي.. وهو اكبر اقتصاد في المنطقة..
فهذا الأمر هو محل استغراب وحيرة! ..
أتمنى انك فهمتني الآن
هذه الأرقام لم يحصل عليها الاقتصاد الصيني وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.. فإذا تأملت في كلامي السابق فحينئذ لا وجه للغرابة والحيرة..
وبالمختصر المفيد الخسائر الحاصلة في الاقتصاد القطري والتي ذكرتها سابقا حقيقة واقعية.. وهذه المؤشرات لا أثر لها قوي في الاقتصاد بالمدى القريب..
ولكيلا يخرج الموضوع عن مساره.. ستكون هذه آخر مشاركة لي في هذه الجزئية..
تحية