كفوو عليك من اول المشتركين بالقناة بأذن الله
يشرفني.
المواطن السعودي تحديدا لم يعد مسموح له من بعض الاشقاء العرب ومن جهات تقود حملات شرسة على وجدانه ان يفرح بحسنات وطنه. الضخ الرهيب الذي نراه منذ ايام جمال عبدالناصر وحتى هذه الدقيقة يعمل بشكل شرس وانتحاري ومذعور لكي لا يشعر المواطن السعودي بنبل بلده وصفاء تاريخه الشريف ورفعة وسؤدد مجتمعه.
نحن لسنا شعبا قاوم استعمار فعاش في قوقعته الى الابد. نحن ليس لدينا امراض وجدانية. نحن حقيقة لا نكره احد ولا نحقد على احد وخيرنا اقرب من شرنا وصفحنا اقرب من نقمتنا. نحن تجمعنا على الاسلام وتعلمنا واستثمرنا في انفسنا بحلول بسيطة دون ان يكون هناك ردة فعل وجدانية رافضة لمحيطنا. انا اقول ولا زلت اقول ان المجتمع السعودي لا زال يكتشف نفسه وهناك من يعلم هذه الحقيقة ويحاول توجيه هذه الفترة التاريخية من حياتنا لتفريغ كل شيء من مضمونه.
اقول لك على قصة اثارت حفيظتي. كنت اتكلم عن فصاحة قبائل وسط الجزيرة العربية مثل عبتيبة ومطير وسبيع. وقلت ان احد اصدقائي في كلية اللسانيات في جامعة الملك سعود يعكف على قاموس اللهجات وفي منتصف البحث توقف عند لهجات هذه القبائل لانه لم يستطع ان يضيف كلماتها لقاموس جديد فالكلمات فصيحة جدا. مثلا هناك كلمة "أبك" تقولها بعض القبائل, وهذه الكلمة فصيحة بشكل مخيف لانها بقيت 1400 سنة دون ان تتغير ومعناها "وأبوك" والمقصد منها التعجب كما جاء في حديث ابو جهل مع ابو طالب لما قال لهم ان محمدا يقول اطيعوني على امر واحد تملكون الفرس وتدين لكم الروم, فقال ابو جهل: "وأبوك" عشرا (اي سنطيعك في عشرة وليس في واحد ان كان هذا ما ينصرنا فقال صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله فقاموا ينفضون ثيابهم يقولون (أجعل الآلهة إلاها واحدا إن هذا لشيء عجاب).
ثم واصلت في الحديث عن لهجة غامد وزهران وفصاحتها ثم تحدثت عن لهجة قطان وشمر الخ الخ. فقاطعني أحد الاخوة العرب قائلا, ليس لكم فضل فالذي كتب وألف في اللغة هم الفرس والعراقيين.
رددت عليه وقلت له: اخي مالذي ضايقك في مدحي للسعوديين حتى جعلك تنقب في التاريخ لتفرغ هذه المزية من مضمونها؟ لماذا كلما مدحنا انفسنا بشيء حقيقي لا فيه كذب ولا اعتداء على احد تقومون بمحاولة تفريغ كل حسناتنا من مضمونها؟ لماذا؟
قال لي انه لا يقصد ولكن وجب ذكر الفضل لاهل الفضل. اخبرته انني متأكد انه لا يقصد وان ردة فعله هذه ردة فعل ميكانيكية روبوتية لم يفكر فيها وانا متأكد من ذلك فانت تعرضت لحملة تجهيل في بلدك على مدار قرن كامل صنعت وجدانك المريض. انت عاجز عن الفهم وهذا ليس ذنبك على الاطلاق. انت لا تستطيع ان تفهم اننا شيء وانتم شيء اخر تماما تماما. خلفياتنا التاريخية والثقافية وأولوياتنا الاجتماعية هي النقيض لما تحملون ولهذا تحاولون تقزيمنا عند كل فرصة. اعانكم الله على انفسكم.
لاحظ كل حسنة سعودية او حسنة لابناء جزيرة العرب يتم التعامل معها بتوتر ونفاذ صبر. هذا هو تركة القومية العربية ولا تلام الشعوب فواجبنا تنويرها بنفس الجهد الذي ننور به انفسنا.
القناة التي سانشئها ان شاء الله ستهتم بهذا الجانب لا اكثر.
عذرا على الاطالة.