يقول منتقدو الطائرة الشبح المقاتلة بي-2 ذات الجناحين الشبيهين بجناحي الخفاش، إن تكاليفها عالية جدا حيث إن ثمنها يبلغ ملياري دولار أمريكي للواحدة.
غير أن شكلها المخادع لأجهزة الرادار، يمكِّن من تفادي رصدها، كما أن لها قدرة افتراضية على التخفي من أعدائها على الأرض.
وقد قادت هذه الطائرات عمليات القصف في كوسوفو وأفغانستان، ويمكن أن تفعل الشيء ذاته إذا قامت الحرب مع العراق.
وقد كانت لـبي بي سي فرصة قل نظيرها لزيارة هذا الوحش في عرينه، في قاعدة وايتمان السرية والضخمة في ميزوري.
وتوجد لدى القوات الجوية الأمريكية 21 طائرة من هذا النوع، لكن الأشخاص الذين يقودونها يعتقدون بأن طائرات بي-2 قد أحدثت ثورة في القدرات القتالية للقوات الجوية في بلادهم.
وتتولى إدارةَ هذه الطائرات الوحدة 509 التي أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية لتسيير مهام إطلاق القنابل الذرية على اليابان.
وتتمثل مهمة الوحدة رقم 509 في "الدقة وسعة الحمولة والطيران لمسافات طويلة والتخفي". ويقول طيارو بي-2 إن كل هذه المقومات متوافرة في هذا الطراز
ويشار إلى أن طائرات بي-2 تعتبر الشقيقة الكبرى للطائرات من طراز اف-17 الشبح، التي استخدمت بنجاح في حرب الخليج عام 1991، لكن في الوقت الذي كانت فيه هذه الأخيرة قادرة على التخفي وحمل قنابل تزن ألفي رطل موجهة بأشعة الليزر، فإن بي-2 :
صممت بناء على تكنولوجيا الطائرات الشبح
قادرة على حمل 16 قنبلة موجهة عبر الأقمار الاصطناعية، يمكن إطلاق كل واحدة منها على هدف معزول عن أهداف نظيراتها.
يمكنها ان تصل إلى أي موقع في العالم انطلاقا من قاعدتها في ميزوري.
ولأسباب أمنية، طلب منا أن نسمي أعضاء أطقم الطائرات بألقابهم المهنية فقط.
وأوضح الكابتن "زولو" أن تدمير أهداف ما في الماضي كان يحمل في طياته خطرا كبيرا على حياة من يقودون الطائرات.
لكنه استطرد قائلا:"الآن إننا نفكر بمنطق مفاده كم هدفا يمكن أن تقصفه هذه الطائرة بمفردها".
ويقول الميجر "بيتا"، وهو قائد طائرة آخر، إنه بالنظر إلى قدرة بي-2 على التخفي، فإن مهمتها تتمثل في أن تكون الأولى التي تضرب الدفاعات الثقيلة لدى العدو.
ويضيف "بيتا":" إننا نمهد السبيل، فنحن نستهدف الدفاعات الجوية المندمجة، وبنيات القيادة، وأنظمة الإنذار المبكر، وكل شيء يسهل على بقية الطائرات القدوم والقيام بمهامها".
ويشار إلى أن طائرات بي-2 قامت إلى الآن بعملياتها من قاعدة ميزوري. وتتمثل نقطة ضعفها الأساسية في بطئها، فطلعة واحدة إلى أفغانستان تطلبت منها أربعا وأربعين ساعة واستنزفت قدرات طاقمها. لكن ذلك العائق ربما سائر إلى زوال.
جاهزة للقتال
ويبحث مسؤولو الوحدة 509 في إمكانية إيجاد ثلاث قواعد متقدمة لـ بي-2 ، إحداها في فيرفورد بمنطقة جلوسترشير ببريطانيا، والأخريان في جزيرة دييجو جارسيا البريطانية في المحيط الهندي وأيضا جزيرة جوام. كما تستعد لإنشاء مخابيء مؤقتة لحماية الإطار الخارجي الحساس لطائرات بي-2، وهو إطار يقاوم موجات الرادار.
ومن شأن ذلك أن يجعلها قريبة من الأهداف المرجح أن تتعرض للقصف، وتتمكن بالتالي من إلقاء مزيد من المتفجرات وفق الحاجة. وهذا أمر يمكن أن يطبق على العراق.
وإذا افترضنا أن طائرات بي-52 قادت أولى الهجمات المفترضة على العراق، فما الذي يعتقده قائدو هذه الطائرات بخصوص المواجهة المحتملة؟.
يقول الكابتن "زولو" احد طياري هذه المقاتلة : إننا لا نخفي رؤوسنا في الرمال. فبصفتنا جزءا من القوات المسلحة، أنا مدرك بكل تأكيد للاحداث الجارية. وأوضح لأسرتي وأصدقائي أنه بالنسبة لي ليس ثمة جندي محترف يرغب في خوض الحرب. لكن إذا ما طلب منه بلده أن يفعل ذلك، فإنه ليس هناك محارب يقبل أن يتخلف. وهذا ما أعتقد أن غالبيتنا يشعرون به هنا".
وفي هذه الأثناء، تتواصل التدريبات، ويتمرس الرجال على تحميل قنابل ليس من عيار ألفي رطل فقط، بل أيضا قنابل زنتها خمسة آلاف رطل من نوع "مدمرة الموانع"-بانكر باستر-، أو أيضا "مدخلة البهجة على الجموع".
وطائرة بي-2 تحمل ثمانية من هذا النوع من القنابل.