بسم الله الرحمن الرحيم
دراسات عديدة تتوقع زوالا قريبا للكيان الصهيوني نظرا لكونه أساسا كيانا غير شرعي فرض فرضا على وطن و قام على استيطان أقوام غريبة على شعب في أرضه ، و بالإضافة إلى كونها حقيقة قرآنية و حديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عن معركة فاصلة بين المسلمين و اليهود ، و بعيدا عن أي تأويل غير موضوعي يحدد عمر الكيان بالأيام و الساعات ، أطرح الآن هذه الدراسة المنقولة للفائدة من باحث اسرائيلي ركز على عدة جوانب ديموغرافية و اقتصادية ، إستنتج من خلالها دمارا قريبا للكيان الصهيوني من عوامل داخلية ، و لاحظوا أنه يلمح بخبث إلى أن حل المشكل يكمن في نقل العاصمة من تل أبيب إلى القدس ...
ليس جديدا ما يقوله ارنون سوفير, دولة تل أبيب لم تقم هذا الأسبوع ولا مؤخرا, في "خارج البلاد" كما تسمى القدس بلغة الإسرائيليين تم وضع المخططات الإستراتيجية ل"دولة تل أبيب", ليست حديثة دول تل أبيب, "من الخضيرة لجديرا" ,تسمى إسرائيل بحسب كثيرين, الجنوب ليس هنا, ولا الشمال, فقط حين وصلت الصواريخ إلى حيفا حيث تسكن نخبة بيضاء صار الشمال مهما, حين تتوقف الصواريخ في كريات شمونة وما حولها بالإمكان تحمل كل شئ.
في الجنوب أي على الطرف الجنوبي من "دولة تل أبيب" ,تسقط الصواريخ بهدوء, من حين لآخر يفطن الإعلام والسياسة أن هناك أناسا يسكنون في هذا المكان ,فقط يذكرون, لكن في تل أبيب "الحياة الحقيقية",أو في دولتها, في المركز ,في القلب في شارع ديزينغوف الذي اختاره الإسرائيليون رمزا ليس فقط لتل أبيب بل للإسرائيلية .
1- محرض ديموغرافي من النوع السئ
ليس جديدا ما يقوله ارنون سوفير, محرض ديموغرافي من النوع السيئ, ليس جديدا ما يقوله لكن هو بالذات يقول الأشياء بقوة اكبر, ويحملها أكثر مما تحتمل.
في إسرائيل تحسب الأشياء بميزان الأمن, بشكل صاف ,أما سوفير فيحسبها بالأنفاس’ الديموغرافيا والناس والأرحام.
"شعب إسرائيل" كما يرى سوفير ,"يتجمع في تل أبيب ويترك الأطراف القومية ,المعطيات تصرخ من كل سطر ومن كل لوحة ,هذا يحدث في كل العالم لكن ما يحث هناك لا يجوز أن يحدث في إسرائيل ,عندما تسمح إسرائيل بذلك فإنها تجلب على نفسها الهلاك".
83 عاما عمر سوفير, وما زال يصرخ, ويحذر من حالة مريبة للغاية يعتقد هو أنها ستجلب الدمار على إسرائيل وليس أرحام العرب في الجليل وبين البحر والنهر هي التي تخيف "أستاذ الترانسفير" بامتياز ارنون سوفير ,بل الجغرافيا الهزيلة, والبحث عن أماكن مريحة للسكن, بعيدا عن حياة التقشف على الإطراف ,في صحراء النقب وفي مرتفعات الجليل.
"دولة تل أبيب- خطر على إسرائيل" هو عنوان كتاب لارنون سوفير صدر حديثا عن جامعة حيفا, حيث يحذر سوفير من خطر العرب منذ سنوات؟
يمحور سوفير همه في منطقه بدرجة خطورة عالية, ليس العرب ولا ديموغرافيا العرب هي التي تقلقه الآن بل دولة تترك إطرافها وتعود إلى المركز ,لتبحث عن الحياة والرفاه والسهولة, مجتمع يهرب من حيث يجب أن يبني إلى حيث ما هو قائم, دولة تل أبيب التي تضم تل أبيب تمتد من الخضيرة شمال تل أبيب حتى اشدود في الجنوب الغربي وتصل إلى موديعين شرقا على أبواب القدس.
يتواجد في هذه المنطقة معظم السكان اليهود لإسرائيل كما تتركز غالبية القوة الاقتصادية والإعلامية في إسرائيل ,كما يتواجد في هذه المنطقة نشاط قطري كبير غني بالمعرفة والمال,الأمر الذي يحول المنطقة إلى "حيز لشفط الإطراف", كما يسميها سوفير.
لكن في ذات الوقت الذي يشفط به المركز الإطراف ,تنهار الإطراف وتصبح أكثر ضعفا ,وتتقلص الدولة حيث أن "إسرائيل كدولة يهودية تتركز بالأساس بين جاديرا والخضيرة وفي منطقة الساحل الأمر الذي يحول النقب والجليل إلى منطقتين مع أكثرية غير يهودية بشكل واضح".
2 - جزيرة من الغربنة
يرى سوفير إن إسرائيل نجحت بتطوير اقتصاد بمستوى الدول المتطورة "جزيرة من الغربنة", لكن هذه الجزيرة تتواجد في منطقة واحدة.
ظاهرة التجمع في المدن الكبيرة ليست ظاهرة إسرائيلية, إنها ظاهرة عالمية ,لكن مثل هذه العملية في مدن مثل باريس ولندن لا يمس في سيادة هذه الدول لان حدودها معترف بها من قبل المجتمع الدولي ولا احد يثير تساؤلات حول سيادة هذه الدول.
الحالة الإسرائيلية شاذة ,بحسب سوفير,"لان المركز والقلب الإسرائيلي هو يهودي – صهيوني وعلى إطرافه يتواجد سكان عرب بعدد كبير من المسلمين بالأساس التي لا تتماثل مع القلب من الناحية القومية –السياسية, وأكثر من ذلك فان جزء من هؤلاء السكان يرون بالدولة عدوا, الذي حول العرب من أكثرية إلى أقلية وهي المسئولة من جهتها عن الضياع التاريخي لمئات القرى عام 1948".
يتحدث سوفير عن المواجهة بين العرب واليهود في إسرائيل كجزء من مواجهة قومية على الأرض و ثقافية تحدث كل الوقت "يعترف العرب في إسرائيل بإسرائيل كدولة لكنهم يرفضون طبيعتها العرقية ويعرفون أنفسهم كغير صهيونيين وكمعارضين للصهيونية ,العرب في إسرائيل الذين يشككون في حق إسرائيل في الوجود ككيان صهيوني- يهودي يعتبرون ذلك عاملا معاديا للدولة".
ويستعرض سوفير الانتشار الجغرافي المختلف للعرب واليهود "يتركز اليهود بالأساس حول تل أبيب فيما يتركز العرب على الإطراف والحدود . في منطقة الجبل الحدودية المثلث والجليل المركزي والنقب الشمالي وهناك جزء آخر من الشعب الفلسطيني يغلق على إسرائيل من جهة الشرق ,وهكذا يتواجد اليهود مسجونين من قبل الفلسطينيين من الجليل الأعلى وحتى قطاع غزة".
بالنسبة للفروق بين المجموعتين يرى سوفير أن "الفروق الاجتماعية والاقتصادية بين المجموعتين كبيرة, وان سد الفجوات بينها ستستمر سنوات هذا إن حصل أصلا" .
3- أكثرية يهودية في منطقة المركز
في منطقة المركز هناك أكثرية كبيرة لليهود تصل إلى "92% من السكان مقابل 8% للعرب لكن في باقي المناطق مثل منطقة الساحل الشمالي والمناطق الجبلية في الجليل ومنطقة الجبل والنقب الشمالي فان اليهود يتركونها أو أنهم لم يصلوا إليها قط الأمر الذي يؤدي إلى ضعف السيادة اليهودية " .
بالمقابل فانه في كل مناطق الأطراف فان "العرب وبالأساس المسلمين زادوا بإعداد مطلقة ونسبية في وقت فيه السكان اليهود الذين بقوا ضعفوا اقتصاديا واجتماعيا, ويتجمع السكان اليهود في الحيز القديم - جديد الذي يمتد من مدينة الخضيرة في الشمال إلى اشكلون في الجنوب وحتى المنطقة العربية من القدس شرقا, وفي بعض المناطق مثل مركز الجليل ووادي عارة وشمال النقب والجزء الشرقي من مدينة القدس (التي احتلت عام 1967) فان العرب هم أكثرية حاسمة".
يحذر سوفير من انه "إذا استمر هذا الاتجاه فان إسرائيل ستحقق بنفسها قرار التقسيم من العام 1947,واسوأ من ذلك فإنها ستجد نفسها أمام خطة موريسون - جرايدي التي كانت في بداية سنوات الأربعين التي أدخلت الكيان اليهودي في حيز ضيق في المنطقة الساحلية فقط والتي ستكون الحياة بها غير محتملة بسبب الكثافة والفوضى".
يقارن سوفير بين إسرائيل ونيويورك في الولايات المتحدة حيث يرى انه "وبخلاف نيويورك التي لديها حيز وجود قائم ما بعد حدودها فانه في الحالة الإسرائيلية يتم الحديث عن حيز ضيق لا يستطيع الدفاع عن نفسه مقابل الفلسطينيين المعادين ,وبعكس كل العمليات العولمية فان :"إسرائيل لا تستطيع أن توافق على اتجاهات التجمع في مركزها على حساب الأطراف وفي ذات الوقت تأمل أن لا يتم قضم حدود سيادتها الصهيونية - اليهودية بشكل تدريجي".
ويستنتج أن استمرار تجمع السكان اليهود في المركز والقلب التل-ابيبي يعتبر مسا في إسرائيل, ويحذر من انه في حال "لم تتوقف هذه العملية فان النهاية ستكون مريبة لكل المشروع الصهيوني لان دولة تل أبيب لا تستطيع الاستمرار بدون خلفية."
4- بقينا أطرافا
"منذ قيام إسرائيل قامت حكومات إسرائيل بسياسات توزيع ونشر السكان : اقامة تجمعات جديدة وتقوية مناطق قديمة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة ,وتخلل ذلك عملية جذب النشاط الاقتصادي وبالأساس بالصناعة إلى منطقة الإطراف واستثمار في المواصلات من اجل تقوية طريق التواصل بين المركز والإطراف".
في العام 1967 سكن 37% من سكان إسرائيل اليهود في الأطراف ,لكن تراجعت النسبة بعد عقدين إلى 25% ,وقد أعادت الهجرة من دول الاتحاد السوفييتي سابقا القوة إلى الأطراف ولكن آنيا ,حيث توقف هذا الاتجاه في الفترة الممتدة 1995-2004 حيث هاجر سكان في جيل الشباب بالأساس إلى المركز وتركت في الأطراف سكانا كبارا في السن وضعافا".
يربط سوفير فيما حصل أو يحصل مع قوى السوق التي استجابت لها الخطط والمخططون, حيث يرى أن المخططات التي وضعتها الدولة كان من المفروض أن تقود مشاريع قومية (في الصناعة والمواصلات والبيئة) من اجل توزيع ونشر السكان لكنها تفضل الحفاظ على الوضع القائم والخنوع لقوى السوق ذات الرؤيا قصيرة المدى ,ويرى أن فرصة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي في بداية سنوات التسعين تم إضاعتها وتم التركز في الخطط في منطقة تل أبيب الكبرى".
يرى سوفير انه كلما "تجمعت إسرائيل في منطقة تل أبيب فان ظروف الحياة فيها تنهار ويرافق هذه العملية عملية يتركز بها الأغنياء في جزر غنى ورفاه وعليه فان اتخاذ القرارات القومية تميل باتجاه جزر الغنى" ,مشيرا إلى أن "الخوف هو انه إذا لم نزعزع هذه الجزر لن نستطيع منع الكارثة الكامنة في هذه العملية أحادية الاتجاه".
لا يتركز المركز فحسب ,لا يتحول إلى مكان كثيف السكان والمال فقط بل كثيف المشاكل أيضا ,وعلاجه يحتاج وقتا طويلا ، المشاكل به يتم علاجها بسرعة اكبر من معالجتها في مناطق الإطراف .
5- ما هو جيد لتل أبيب جيد لإسرائيل
يرى سوفير انه وعلى مدار سنوات كانت هناك وجهة نظر سائدة في البلاد تقول أن "ما هو جيد لتل أبيب جيد لإسرائيل ",وقد اعتمدت هذه الرؤيا على وجهة نظر تقول أن المدينة المركزية والقوية ستسبح باتجاه الأطراف بشكل تدريجي وتقويها ,"لم تنجح هذه النظرية ولم تحقق على ارض الواقع ونجاحها الوحيد يكمن في إقامة مراكز تجارية واستيطان حول تل أبيب من منطقة شفاييم والشارون شمالا".
في إسرائيل تحدث عمليتان متوازيتان ,تكثيف الوجود اليهودي في منطقة المركز أو منطقة تل أبيب الكبرى مقابل مجموعة يهود كبيرة نسبيا وضعيفة تسكن مع مجموعة عربية فقيرة وكبيرة لديها ثقة عالية بالنفس.
الانطباع حول الإطراف هو سلبي الأمر الذي يصعب من عملية إعادة نشر السكان من جديد ,كما إن الأملاك والعقارات التي كان من المفروض نقل يهود إليها تنتهي أو تقل "
وابرز ما يستنتجه سوفير في ذات السياق هو أن "الأمل أن تزحف تل أبيب الكبرى باتجاه الإطراف مثل الزحف منها إلى هرتسليا مثلا ترتبط في خطأ بتقدير لائحة الأوقات لموعد أو لوقت الزحف الممكن باتجاه الأطراف البعيدة, وكل ما يحدث هناك حاليا هو انه وعدا الزيادة الطبيعية للعرب في ارض إسرائيل هناك توسع وانتشار واسع لهذا القطاع في كل مناطق الإطراف وبالأساس في النقب الشمالي هذه عملية تغلق على دولة تل أبيب وتقلصها حتى اللحظة التي ستنهار بها".
ويجري سوفير الموازنة, أو الموازنة الخطرة في نظره ,العرب وانتشارهم مقابل دولة تل أبيب حتى يصل إلى حد وصف الحالة إلى مأساة كبيرة "لدولة اليهود" ,"زحف المركز باتجاه الأطراف بطيء ,في وقت أن تعاظم العرب في الأطراف يحدث بسرعة وعليه فانه تنتج حقائق غير قابلة للقلب التي تكمن بها كارثة للدولة اليهودية ", في جبال الجليل وفي منطقة المرج وعكا ونهاريا هناك هجرة وسط الشباب باتجاه تل أبيب ,في منطقة الجليل الجبلية وفي النقب الشمالي لا توجد علامات نمو مشابهة لتلك التي في منطقة المركز ,الصورة الاجتماعية - الاقتصادية هناك في غاية الصعوبة وحتى يصل الزحف إلى الأطراف لن يبقى هناك يهود وتتسارع عملية الانهيار".
دراسات عديدة تتوقع زوالا قريبا للكيان الصهيوني نظرا لكونه أساسا كيانا غير شرعي فرض فرضا على وطن و قام على استيطان أقوام غريبة على شعب في أرضه ، و بالإضافة إلى كونها حقيقة قرآنية و حديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عن معركة فاصلة بين المسلمين و اليهود ، و بعيدا عن أي تأويل غير موضوعي يحدد عمر الكيان بالأيام و الساعات ، أطرح الآن هذه الدراسة المنقولة للفائدة من باحث اسرائيلي ركز على عدة جوانب ديموغرافية و اقتصادية ، إستنتج من خلالها دمارا قريبا للكيان الصهيوني من عوامل داخلية ، و لاحظوا أنه يلمح بخبث إلى أن حل المشكل يكمن في نقل العاصمة من تل أبيب إلى القدس ...
ليس جديدا ما يقوله ارنون سوفير, دولة تل أبيب لم تقم هذا الأسبوع ولا مؤخرا, في "خارج البلاد" كما تسمى القدس بلغة الإسرائيليين تم وضع المخططات الإستراتيجية ل"دولة تل أبيب", ليست حديثة دول تل أبيب, "من الخضيرة لجديرا" ,تسمى إسرائيل بحسب كثيرين, الجنوب ليس هنا, ولا الشمال, فقط حين وصلت الصواريخ إلى حيفا حيث تسكن نخبة بيضاء صار الشمال مهما, حين تتوقف الصواريخ في كريات شمونة وما حولها بالإمكان تحمل كل شئ.
في الجنوب أي على الطرف الجنوبي من "دولة تل أبيب" ,تسقط الصواريخ بهدوء, من حين لآخر يفطن الإعلام والسياسة أن هناك أناسا يسكنون في هذا المكان ,فقط يذكرون, لكن في تل أبيب "الحياة الحقيقية",أو في دولتها, في المركز ,في القلب في شارع ديزينغوف الذي اختاره الإسرائيليون رمزا ليس فقط لتل أبيب بل للإسرائيلية .
1- محرض ديموغرافي من النوع السئ
ليس جديدا ما يقوله ارنون سوفير, محرض ديموغرافي من النوع السيئ, ليس جديدا ما يقوله لكن هو بالذات يقول الأشياء بقوة اكبر, ويحملها أكثر مما تحتمل.
في إسرائيل تحسب الأشياء بميزان الأمن, بشكل صاف ,أما سوفير فيحسبها بالأنفاس’ الديموغرافيا والناس والأرحام.
"شعب إسرائيل" كما يرى سوفير ,"يتجمع في تل أبيب ويترك الأطراف القومية ,المعطيات تصرخ من كل سطر ومن كل لوحة ,هذا يحدث في كل العالم لكن ما يحث هناك لا يجوز أن يحدث في إسرائيل ,عندما تسمح إسرائيل بذلك فإنها تجلب على نفسها الهلاك".
83 عاما عمر سوفير, وما زال يصرخ, ويحذر من حالة مريبة للغاية يعتقد هو أنها ستجلب الدمار على إسرائيل وليس أرحام العرب في الجليل وبين البحر والنهر هي التي تخيف "أستاذ الترانسفير" بامتياز ارنون سوفير ,بل الجغرافيا الهزيلة, والبحث عن أماكن مريحة للسكن, بعيدا عن حياة التقشف على الإطراف ,في صحراء النقب وفي مرتفعات الجليل.
"دولة تل أبيب- خطر على إسرائيل" هو عنوان كتاب لارنون سوفير صدر حديثا عن جامعة حيفا, حيث يحذر سوفير من خطر العرب منذ سنوات؟
يمحور سوفير همه في منطقه بدرجة خطورة عالية, ليس العرب ولا ديموغرافيا العرب هي التي تقلقه الآن بل دولة تترك إطرافها وتعود إلى المركز ,لتبحث عن الحياة والرفاه والسهولة, مجتمع يهرب من حيث يجب أن يبني إلى حيث ما هو قائم, دولة تل أبيب التي تضم تل أبيب تمتد من الخضيرة شمال تل أبيب حتى اشدود في الجنوب الغربي وتصل إلى موديعين شرقا على أبواب القدس.
يتواجد في هذه المنطقة معظم السكان اليهود لإسرائيل كما تتركز غالبية القوة الاقتصادية والإعلامية في إسرائيل ,كما يتواجد في هذه المنطقة نشاط قطري كبير غني بالمعرفة والمال,الأمر الذي يحول المنطقة إلى "حيز لشفط الإطراف", كما يسميها سوفير.
لكن في ذات الوقت الذي يشفط به المركز الإطراف ,تنهار الإطراف وتصبح أكثر ضعفا ,وتتقلص الدولة حيث أن "إسرائيل كدولة يهودية تتركز بالأساس بين جاديرا والخضيرة وفي منطقة الساحل الأمر الذي يحول النقب والجليل إلى منطقتين مع أكثرية غير يهودية بشكل واضح".
2 - جزيرة من الغربنة
يرى سوفير إن إسرائيل نجحت بتطوير اقتصاد بمستوى الدول المتطورة "جزيرة من الغربنة", لكن هذه الجزيرة تتواجد في منطقة واحدة.
ظاهرة التجمع في المدن الكبيرة ليست ظاهرة إسرائيلية, إنها ظاهرة عالمية ,لكن مثل هذه العملية في مدن مثل باريس ولندن لا يمس في سيادة هذه الدول لان حدودها معترف بها من قبل المجتمع الدولي ولا احد يثير تساؤلات حول سيادة هذه الدول.
الحالة الإسرائيلية شاذة ,بحسب سوفير,"لان المركز والقلب الإسرائيلي هو يهودي – صهيوني وعلى إطرافه يتواجد سكان عرب بعدد كبير من المسلمين بالأساس التي لا تتماثل مع القلب من الناحية القومية –السياسية, وأكثر من ذلك فان جزء من هؤلاء السكان يرون بالدولة عدوا, الذي حول العرب من أكثرية إلى أقلية وهي المسئولة من جهتها عن الضياع التاريخي لمئات القرى عام 1948".
يتحدث سوفير عن المواجهة بين العرب واليهود في إسرائيل كجزء من مواجهة قومية على الأرض و ثقافية تحدث كل الوقت "يعترف العرب في إسرائيل بإسرائيل كدولة لكنهم يرفضون طبيعتها العرقية ويعرفون أنفسهم كغير صهيونيين وكمعارضين للصهيونية ,العرب في إسرائيل الذين يشككون في حق إسرائيل في الوجود ككيان صهيوني- يهودي يعتبرون ذلك عاملا معاديا للدولة".
ويستعرض سوفير الانتشار الجغرافي المختلف للعرب واليهود "يتركز اليهود بالأساس حول تل أبيب فيما يتركز العرب على الإطراف والحدود . في منطقة الجبل الحدودية المثلث والجليل المركزي والنقب الشمالي وهناك جزء آخر من الشعب الفلسطيني يغلق على إسرائيل من جهة الشرق ,وهكذا يتواجد اليهود مسجونين من قبل الفلسطينيين من الجليل الأعلى وحتى قطاع غزة".
بالنسبة للفروق بين المجموعتين يرى سوفير أن "الفروق الاجتماعية والاقتصادية بين المجموعتين كبيرة, وان سد الفجوات بينها ستستمر سنوات هذا إن حصل أصلا" .
3- أكثرية يهودية في منطقة المركز
في منطقة المركز هناك أكثرية كبيرة لليهود تصل إلى "92% من السكان مقابل 8% للعرب لكن في باقي المناطق مثل منطقة الساحل الشمالي والمناطق الجبلية في الجليل ومنطقة الجبل والنقب الشمالي فان اليهود يتركونها أو أنهم لم يصلوا إليها قط الأمر الذي يؤدي إلى ضعف السيادة اليهودية " .
بالمقابل فانه في كل مناطق الأطراف فان "العرب وبالأساس المسلمين زادوا بإعداد مطلقة ونسبية في وقت فيه السكان اليهود الذين بقوا ضعفوا اقتصاديا واجتماعيا, ويتجمع السكان اليهود في الحيز القديم - جديد الذي يمتد من مدينة الخضيرة في الشمال إلى اشكلون في الجنوب وحتى المنطقة العربية من القدس شرقا, وفي بعض المناطق مثل مركز الجليل ووادي عارة وشمال النقب والجزء الشرقي من مدينة القدس (التي احتلت عام 1967) فان العرب هم أكثرية حاسمة".
يحذر سوفير من انه "إذا استمر هذا الاتجاه فان إسرائيل ستحقق بنفسها قرار التقسيم من العام 1947,واسوأ من ذلك فإنها ستجد نفسها أمام خطة موريسون - جرايدي التي كانت في بداية سنوات الأربعين التي أدخلت الكيان اليهودي في حيز ضيق في المنطقة الساحلية فقط والتي ستكون الحياة بها غير محتملة بسبب الكثافة والفوضى".
يقارن سوفير بين إسرائيل ونيويورك في الولايات المتحدة حيث يرى انه "وبخلاف نيويورك التي لديها حيز وجود قائم ما بعد حدودها فانه في الحالة الإسرائيلية يتم الحديث عن حيز ضيق لا يستطيع الدفاع عن نفسه مقابل الفلسطينيين المعادين ,وبعكس كل العمليات العولمية فان :"إسرائيل لا تستطيع أن توافق على اتجاهات التجمع في مركزها على حساب الأطراف وفي ذات الوقت تأمل أن لا يتم قضم حدود سيادتها الصهيونية - اليهودية بشكل تدريجي".
ويستنتج أن استمرار تجمع السكان اليهود في المركز والقلب التل-ابيبي يعتبر مسا في إسرائيل, ويحذر من انه في حال "لم تتوقف هذه العملية فان النهاية ستكون مريبة لكل المشروع الصهيوني لان دولة تل أبيب لا تستطيع الاستمرار بدون خلفية."
4- بقينا أطرافا
"منذ قيام إسرائيل قامت حكومات إسرائيل بسياسات توزيع ونشر السكان : اقامة تجمعات جديدة وتقوية مناطق قديمة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة ,وتخلل ذلك عملية جذب النشاط الاقتصادي وبالأساس بالصناعة إلى منطقة الإطراف واستثمار في المواصلات من اجل تقوية طريق التواصل بين المركز والإطراف".
في العام 1967 سكن 37% من سكان إسرائيل اليهود في الأطراف ,لكن تراجعت النسبة بعد عقدين إلى 25% ,وقد أعادت الهجرة من دول الاتحاد السوفييتي سابقا القوة إلى الأطراف ولكن آنيا ,حيث توقف هذا الاتجاه في الفترة الممتدة 1995-2004 حيث هاجر سكان في جيل الشباب بالأساس إلى المركز وتركت في الأطراف سكانا كبارا في السن وضعافا".
يربط سوفير فيما حصل أو يحصل مع قوى السوق التي استجابت لها الخطط والمخططون, حيث يرى أن المخططات التي وضعتها الدولة كان من المفروض أن تقود مشاريع قومية (في الصناعة والمواصلات والبيئة) من اجل توزيع ونشر السكان لكنها تفضل الحفاظ على الوضع القائم والخنوع لقوى السوق ذات الرؤيا قصيرة المدى ,ويرى أن فرصة الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفييتي في بداية سنوات التسعين تم إضاعتها وتم التركز في الخطط في منطقة تل أبيب الكبرى".
يرى سوفير انه كلما "تجمعت إسرائيل في منطقة تل أبيب فان ظروف الحياة فيها تنهار ويرافق هذه العملية عملية يتركز بها الأغنياء في جزر غنى ورفاه وعليه فان اتخاذ القرارات القومية تميل باتجاه جزر الغنى" ,مشيرا إلى أن "الخوف هو انه إذا لم نزعزع هذه الجزر لن نستطيع منع الكارثة الكامنة في هذه العملية أحادية الاتجاه".
لا يتركز المركز فحسب ,لا يتحول إلى مكان كثيف السكان والمال فقط بل كثيف المشاكل أيضا ,وعلاجه يحتاج وقتا طويلا ، المشاكل به يتم علاجها بسرعة اكبر من معالجتها في مناطق الإطراف .
5- ما هو جيد لتل أبيب جيد لإسرائيل
يرى سوفير انه وعلى مدار سنوات كانت هناك وجهة نظر سائدة في البلاد تقول أن "ما هو جيد لتل أبيب جيد لإسرائيل ",وقد اعتمدت هذه الرؤيا على وجهة نظر تقول أن المدينة المركزية والقوية ستسبح باتجاه الأطراف بشكل تدريجي وتقويها ,"لم تنجح هذه النظرية ولم تحقق على ارض الواقع ونجاحها الوحيد يكمن في إقامة مراكز تجارية واستيطان حول تل أبيب من منطقة شفاييم والشارون شمالا".
في إسرائيل تحدث عمليتان متوازيتان ,تكثيف الوجود اليهودي في منطقة المركز أو منطقة تل أبيب الكبرى مقابل مجموعة يهود كبيرة نسبيا وضعيفة تسكن مع مجموعة عربية فقيرة وكبيرة لديها ثقة عالية بالنفس.
الانطباع حول الإطراف هو سلبي الأمر الذي يصعب من عملية إعادة نشر السكان من جديد ,كما إن الأملاك والعقارات التي كان من المفروض نقل يهود إليها تنتهي أو تقل "
وابرز ما يستنتجه سوفير في ذات السياق هو أن "الأمل أن تزحف تل أبيب الكبرى باتجاه الإطراف مثل الزحف منها إلى هرتسليا مثلا ترتبط في خطأ بتقدير لائحة الأوقات لموعد أو لوقت الزحف الممكن باتجاه الأطراف البعيدة, وكل ما يحدث هناك حاليا هو انه وعدا الزيادة الطبيعية للعرب في ارض إسرائيل هناك توسع وانتشار واسع لهذا القطاع في كل مناطق الإطراف وبالأساس في النقب الشمالي هذه عملية تغلق على دولة تل أبيب وتقلصها حتى اللحظة التي ستنهار بها".
ويجري سوفير الموازنة, أو الموازنة الخطرة في نظره ,العرب وانتشارهم مقابل دولة تل أبيب حتى يصل إلى حد وصف الحالة إلى مأساة كبيرة "لدولة اليهود" ,"زحف المركز باتجاه الأطراف بطيء ,في وقت أن تعاظم العرب في الأطراف يحدث بسرعة وعليه فانه تنتج حقائق غير قابلة للقلب التي تكمن بها كارثة للدولة اليهودية ", في جبال الجليل وفي منطقة المرج وعكا ونهاريا هناك هجرة وسط الشباب باتجاه تل أبيب ,في منطقة الجليل الجبلية وفي النقب الشمالي لا توجد علامات نمو مشابهة لتلك التي في منطقة المركز ,الصورة الاجتماعية - الاقتصادية هناك في غاية الصعوبة وحتى يصل الزحف إلى الأطراف لن يبقى هناك يهود وتتسارع عملية الانهيار".