أتفق معك في كل ما قلت بإستثناء بعض النقاط... الحق ماشاء الله عندك إطلاع و عارف حقائق الأمور إلي صايرة و كتبت إلي مكنتش نبي نكتبه بخصوص حكومة الوفاق و إنبطاحها لحفتر و تسليمه المدن و المناطق
عموما أول نقطة أختلف معك فيها هوا إن سيطرة حفتر علي ليبيا " مسألة حتمية " لو كانت هذه المشاركة بتاريخ 3/4/2019 كنت رح نوافقك الرأي بنسبة 100%... " الأن رح أذكر تفاصيل أول أيام الحرب و طبعا هكذا تفاصيل لا تنقلها القنوات و المواقع... " يوم 4/4 الأرتال الي دخلت غريان نعتها الهالك خليفة العبيدي " بأرتال لا نهاية لها " و هذه حقيقة فالإستطلاع رصد ما يزيد عن 2000 بين ألية و مدرعة... في هذا الوقت كان الغرب الليبي و بالأخص " مدن فبراير " في حالة صدمة ، وهم في هذه الحالة أرسل حفتر وفود جلسة مع كل مدينة و قوة و كتيبة.. و كل ما يجلسوا مع حد يبينوله إن " الأمر مرتب و الكل وافقوا علي عدم المواجهة و مزال انت بس " و هذا كان ليه تأثير كبير جدا ، و في صباح يوم 4/4 قبل المواجهة حدث إجتماع في مدينة الزاوية بين أمراء الكتائب و أعيان قبائل المدينة هل تصدق إنه في هذا الإجتماع الأغلبية قرر عدم المواجهة ؟ نعم هي نفس مدينة الزاوية التي قدمت الالاف المقاتلين و مئات الشهداء للدفاع عن طرابلس... و في أغلب المدن حدث نفس الأمر في طرابلس قرر قادة قوة الردع الخاصة و كتيبة ثوار طرابلس عدم المواجهة و إلتزام المقرات و جنزور نفس الشئ أمر كتيبة فرسان جنزور ناجي قنيدي قرر التسليم ، في غريان عادل دعاب لم يكتفي بالتسليم بل إنضم لحفتر و في ليلة و ضحايا تحول من مليشيا إلي جيش.. ، في مصراتة الجميع كان في صدمة و أطلق بعض المنبطحين جملة " مناش محاربين " زليتن و الخمس و ككلة و مسلاتة و نالوت و جادو و كاباو و يفرن... جميع هذه المدن كانوا في عالم أخر ولا كإنه في حرب علي الأبواب ، في وسط كل هذا التشرذم و الجبن و الخيانة أشخاص ينعدوا علي أصابع اليد الواحدة وهم صفوة الصفوة فضلوا المواجهة علي الخنوع و رسموا بدمائهم مسار الأحداث اللتي نعيشها اليوم و منهم الشهيد عثمان حمزة أمر السرية 92 في كتيبة ثوار طرابلس إجتمع مع أفراد سريته علي عجل ومن ثم قرر الإنشقاق علي الكتيبة و الخروج من طرابلس لمواجهة أرتال حفتر التي لا نهاية لها في الهيرة " مجرد سرية عدد أفرادها لا يتعدوا 100 مقاتل " و هوا في طريقه إلي الهيرة توقف علي العزيزية و إجتمع مع الشهيد عبدالسلام أبوستة أمر سرايا المجلس العسكري الزنتان و الذي هوا أيضا قرر المقاومة و خرجوا سويا و تمركزوا في الهيرة لملاقات أرتال حفتر أسفل جبل غريان و بالفعل حدثت أول مواجهة في الهيرة و لكن لم يستطيعوا الصمود إلا لساعات و إنسحبوا و سط كثافة نارية لا يمكن مجابهتها... وفي هذه الأثناء خرجت الكتيبة 107 التي تتبع حفتر من صبراتة بإتجاه طرابلس و وصلوا إلي بوابة 27 غرب طرابلس و كان المخطط إنهم يدخلوا جنزور و منها إلي مناطق غرب العاصمة غوط الشعال و السياحية... طبعا هم إتفقوا مع أمر كتيبة فرسان جنزور أن يفتح لهم الطريق كما أسلفت و لكن عندها حدث أول منعطف في الحرب و هوا إن محمود بن رجب أمر كتيبة الكيلاني في الزاوية إلتف علي قوات حفتر وهم في بوابة 27 قبيل دخولهم إلي جنزور و أسر أفراد الكتيبة إلي عددهم 128 و غنم منهم 40 ألية و عند هذه اللحظة أفاق الجميع من الصدمة و شافوا إن هذا الجيش الذي لا يقهر بالإمكان هزيمته و إنه ليس بتلك القوة التي خيلت لهم و علي الفور خرجت كتائب طرابلس من مقراتها بإتجاه جنوب طرابلس " بإستثناء قوة الردع الذين دخلوا الحرب شهر 6 " و من جهة أخري خرجت قوة مكافحة الإرهاب من تاجوراء لمواجهة الرتل في سوق الخميس و بالفعل حدثت المواجهة و واصل حفتر إبتلاع المناطق و وصل للمطار و قصر بن غشير و عين زارة و وادي الربيع و ولو تبي الحق القادة الميدانيين التابعين لحفتر كانوا حمقي فعوض الدفع بكل قوتهم في نقطة واحدة لإحداث ثغرة في خطوط دفاع القوة المدافعة يدخلوا من خلالها لطرابلس " كتائب طرابلس كانوا ضعفاء في الأصل و عدد المقاتلين الذين فزعوا تلك الليلة لا يتجاوزوا بضعة مئات " و لكنهم عوض ذالك تلكئوا و أخذوا يسيطرون علي مناطق ضواحي طرابلس و يمشطون ما سيطروا عليه و كأن الوقت في صالحهم ! عند هذه النقطة فزعت أغلب كتائب و مدن الغرب و ذهبوا لطرابلس و إنتشروا في محاورها و سدوا الثغرات و باقي سير الأحداث معروفة... و لأكون صادق لو ضغط حفتر قليلا و دخل طرابلس قبل فزعت باقي المدن فلم يكن لتحدث مواجهات لإسترجاعها أو حتي مقاومة في باقي المدن كما يتوقع البعض بل حرفيا جميع المدن بلا إستثناء كانت سترسل أعيانها ورح يوقفوا طوابير أمام مقر حفتر في الرجمة للحفاظ علي مصالحهم.. صدقتي من لم يدخل لطرابلس في ذالك الوضع المثالي لن يدخلها الأن ، أما نقطة الخلاف الثانية هي اللواء أسامة الجويلي صحيح قد يكون عنده أخطاء و أحد هذه الأخطاء تهميش الكتائب الأمازيغية لأسباب قبلية و عدم دعمهم بالسلاح و الذخيرة مثلهم مثل باقي الكتائب وهوا الأمر الذي تسبب بإنسحابهم من محور الطويشة و ترك المنطقة خالية بدون علم الغرفة و بالفعل تقدم حفتر و سيطر علي منطقة الطويشة المهمة جدا بسبب هكذا أخطاء غبية ، و رغم كل هذا هوا بالتأكيد ليس خائن.. كيف يكون خائن وهوا من قدم 7 من قادة كتائبه و حوالي 250 من مقاتليه " و هم بالمناسبة كلهم أبناء عمومته من الزنتان " شهداء في هذه الحرب ولولاهم لما تم إسترجاع العزيزية و الساعدية و الزهراء و باقي مناطق ورشفانة و هجوم الوطية أتوقع جاء بضغط من أناس كانوا طوال الأشهر الماضية يتهموا في الجويلي " بحماية أبناء قبيلته في الوطية " و إنه هوا الي مانع الهجوم عليها و الغريب نفس الناس اهما أمس بعد فشل الهجوم و التعثر الي صار قعدوا يعيطوا و يتهموا في الجويلي بالخيانة و إنه سبب هذا الهجوم و خسارة المناطق... ، محمد الحداد و سالم جحا خونة بلا شك ولا تهمهم الا مصالحهم الشخصية و طبعا باشاغا و المشري و السراج كذالك لا يريدون هزيمة حفتر عسكريا و يريدون التفاوض معه طبعا هذا أمر ليس بغريب لأن هكذا شخصيات ضعيفة لا يمكنهم البقاء في السلطة الا في وسط تفاوضي ولا ننسي أنهم نفسهم قبل الحرب كانوا رح يجلسوا مع حفتر في غدامس و رح يخششوه لطرابلس بصفته " قائد عام الجيش " ورح يعطوه حتي منصب وزير الدفاع.. و رغم كل هذا الإنبطاح خانهم و أراد كل شئ لنفسه ، طبعا الأغلبية مش راضية علي هكذا قيادات خونة و منبطحيين و لكن الله غالب إنفرضوا علينا فرض و أي محاولة للتغيير حاليا رح تشق الصف و رح تزيد الوضع سوء...
و عذرا علي الإطالة
