لماذا يكرهون صلاح الدين الأيوبي؟!/ محمد عبد العطيم أبو طالب

أنس الدغيم :

وإنّا في زمانٍ صار فيهِ .... خسيسُ الأصلِ يطعنُ في الطَّهورِ

فيطعنُ في الصّحابةِ اِبنُ كلبٍ ... ويطعنُ في صلاحِ الدّينِ (نُوريْ)
 
رحم الله المجاهد البطل القائد صلاح الدين الايوبي
ولا يكرهه الا أعداء الاسلام من الشيعة الروافض والعلمانية
 
1543852173050.png
 
لا أحد ينكر أن صلاح الدين كان قائداً عسكرياً من طراز فريد ، وحاكما وصفه البعض بالعادل كابن جبير في رحلته لمصر ولكن مع وصفه بالحاكم العادل تم التحدث عن البيروقراطية واسلوب أخذ الذكاة في مصر من قبل عمال صلاح الدين وطريقة تعاملهم مع الحجاج والتجار المسلمين وتفتيشهم أكثر من مرة لمعرفة إن كان الحاج او التاجر يخبىء شيء لم يدفع ذكاته حتى إن ابن جبير أعتبر أسلوب عمال صلاح الدين في جمع الأموال كأسلوب جباة المكوس وتحجج بأن صلاح الدين لا يعرف ذلك ، ناهيك عن قراقوش وزيره وتجبره في الأرض من أجل جمع الضرائب والأموال وفي النهاية قد يكن هدف صلاح الدين هو جمع الأموال للجهاد ضد الصليبيين وإن أمتدح ابن جبير والذي شاهد بناء قلعة الجبل استخدام صلاح الدين للالاف من أسرى الصليبيين في أعمال سخرة مزلة لبناء قلعة صلاح الدين وأعتبره عقاب جيد لهؤلاء الصليبيين
مفيش عدل مطلق هناك اخطاء واخرى لا العدل المطلق لله فقط
 
يقول الشيخ الشيعي محمد جواد مغنية في كتابه الشيعة في الميزان:

"ولولا سياسة الضغط والتنكيل التي اتبعها صلاح الدين الأيوبي مع الشيعة لكان لمذهب التشيّع في مصر اليوم وبعد اليوم شأنٌ أي شأن، وإذا لم يكن الفاطميون على مذهب الاثني عشرية فإن هذا المذهب قد اشتد أزره، ووجد مُنطَلقاً في عهدهم، فقد عظم نفوذه، ونشطت دعاته وعملوا على نشره وتوطيده، وأقبل الناس عليه آمنين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم... ذلك أن الاثني عشرية والإسماعيلية وإن اختلفوا من جهات فإنهم يلتقون في هذه الشعائر، بخاصة في تدريس علوم آل البيت، والتفقُّه بها، وحمل الناس عليها"

(الشيعة في الميزان - محمد جواد مغنية: [ص:163] - دار التعارف للمطبوعات- بيروت - لبنان).

رابط المادة:
 

نأتي إلى الفريق الأخير من الكارهين لشخصية صلاح الدين، وهم الليبراليون والعلمانيون وكل من سار في ركاب الغرب والشيعة من المعاصرين،

ومن عجائب هؤلاء وحقدهم على صلاح الدين قول أحدهم إن صلاح الدين ما هزم الصليبين، وأنهم ما رحلوا عن القدس إلا بسبب البعوض والحنين إلى وطنهم!!

هكذا بهذه العلة "الرومانسية" يريد هذا الكاره أن يقنعنا أن صلاح الدين ما حارب ولا تعفّرت قدماه في حروبٍ دامية لأجل استنقاذ الأقصى من براثن الصليبيين.

كما ذهب آخر إلى اتهام صلاح الدين بالخيانة، وذهب ثالث إلى التسفيه من العمل الذي قام به، ومن تاريخه الجهادي الطويل، وذهب رابع إلى الطعن في أخلاقه، في محاولة من الجميع لتشويه تاريخنا، وطمس كل فضيلة فيه، وهو منهج متبع ليس مع صلاح الدين فحسب، وإنما مع كل فكرة من شأنها أن تذكرنا بانتصاراتنا ومآثر سلفنا في العمل والدعوة والجهاد، وتزكي فينا الثقة والاعتداد بالنفس.

رابط المادة:
 
الاحظ في الاونة الاخيرة ظهور حثالة من كل حزب وطائفة اذا ارادوا تسويق مشروع وعارضهم احد او كرهوا احد هاجموا رموز الامة
البعض يهاجم معاوية رضي الله عنه ليحرض على الثورات ويصف كاتب وحي رسول الله بالملك القامع ووصل في بعضهم بالاستنقاص حتى من بعض الاحاديث الصحيحة التي لاتوافق مشروعهم السياسي ويهاجمون الامويين والعباسيين على حد سواء
فهناك تيارات وحركات ابرزها
من كره رمزية صلاح الدين واتخاذ سيرته في قمع الفاطميين واخفاء اثرهم يهاجمه ويسبه
من كره السعودية يهاجم الشيخ محمد بن عبد الوهاب
من كره العرب هاجم الفتوحات العربية ووصفهم بالهمج
وهكذا كل ماظهر ناعق ليسوق لنفسه هاجم رموز الامة
هناك قاعدة اساسية لايوجد كامل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده في المرتبة صحابته الكرام رضي الله عنهم وهناك عبر تاريخ الامة رموز من رجال مجاهدين ومن علماء مصلحين ومجددين للدعوة هولاء لااحد فيهم منزه عن الخطاء لكن عظم ماقدموه للاسلام والمسلمين يغطي كل عيب لهم فلا يحق لسقط القوم تصيد الثغرات ومهاجمتهم ليسوق لفكرة في راسه أيا كانت
 
رحم الله صلاح الدين ويسر لنا من يسير على خطاه و يسر لنا مساندته ومؤازرته و إستعادة بيت المقدس و كل الأمة الإسلامية
اللهم أمين يا رب العالمين
 

وهناك من تكلم عن عقيدة صلاح الدين والزنكيين وغيرهم :


نقتبس التالي من مؤلفاتهم :


أهم أسباب انتشار مذهب الأشاعرة في العالم الإسلامي فيمكن تلخيصها في الأمور التالية:

1- أفول نجم المعتزلة، مع ظهور المذهب الأشعري كخصم لمذهبهم (2) .

2- نشأة المذهب الاشعري في حاضرة الخلافة العباسية "بغداد"، ولا شك أن أنظار الناس في شتى الأقطار تتجه في الغالب إلى دار الخلافة، ففيها الفقهاء, والمحدثون, والمقرئون، كما أنها من أهم البلدان التي يرحل إليها العلماء ليسمعوا الروايات أو يحدثوا فيها بمروياتهم، فلما نشأ المذهب الأشعري في بغداد وهي على هذه الحالة كثر المتلقون لهذا المذهب، الناقلون له إلى كل مكان، وهذا – مثلاً – بخلاف مذهب الماتريدي الذي نشأ في زمن الأشعري لكنه كان في بلاد ما وراء النهر فلم ينتشر كانتشار المذهب الأشعري (3) .

3- تبني بعض الأمراء والوزراء لمذهب الأشاعرة واحتضان رجالهم له، ومن أبرز هؤلاء:

أ- الوزير نظام الملك الذي تولى الوزارة لسلاطين السلاجقة، فتولى الوزارة لألب أرسلان وملكشاة مدة ثلاثين سنة، من سنة 455-485هـ والسلاجقة جاءوا على أثر البويهيين الشيعة الذين كانوا يوالون الدولة الفاطمية الباطنية،

ولما استولى السلاجقة على بغداد وقضوا عليهم للبويهين الشيعة سنة 447هـ لم تمض سنوات قليلة حتى حدثت فتنة البساسيري – أحد القواد الأتراك الموالين لبني بويه – وكان ذلك سنة 450هـ، وكان من آثارها أن احتل بغداد وأعلن الخطبة للخليفة المستنصر بالله العلوي العبيدي، وأمر بأن يؤذن بحي على خير العمل، وعزل الخليفة العباسي القائم بأمر الله وكتب عليه عهداً أن لا حق له في الخلافة ولا لبني العباس, وأرسل العهد إلى الخليفة الفاطمي في القاهرة،

وقد استمرت فتنة البساسيري سنة كاملة حتى قضى عليها السلاجقة وأعيد الخليفة العباسي.


لذلك جاءت دولة السلاجقة لتنصر أهل السنة ضد أهل الرفض والبدعة، والوزير نظام الملك السلجوقي من أعظم وزرائهم أثراً وخطراً, وكانت له جهود عظيمة في حرب الحركات الباطنية والإسماعيلية, وتحدث عنها طويلاً في كتابه المشهور (سياست نامة) أو (سير الملوك) (4) ، ومن أهم آثاره المدارس النظامية التي أنشئت في مدن عديدة منها: البصرة، وأصفهان، وبلخ، وهراة، ومرو، والموصل، وأهمها وأكبرها المدرسة النظامية في نيسابور وفي بغداد، وقد جعلهما مع أوقافهما وقفاً على أصحاب الشافعي أصلاً وفرعاً (5) ، وكان نظام الملك معظماً للصوفية وللقشيري والجويني وغيرهما من أعلام الأشعرية، وقد كان هؤلاء يلقون دروسهم في هذه المدارس على المذهب الشافعي، ويدرسون أصول العقيدة الأشعرية، فكان لذلك دور عظيم في نشرها (6) .

ب- المهدي بن تومرت، مهدي الموحدين، توفي سنة 524هـ، فقد دعا إلى المذهب الأشعري وتبناه وكان له دور عظيم في نشره (7) .

ج- نور الدين محمود بن زنكي، الذي جاهد الصليبيين، وقد ولد سنة 511هـ وتوفي سنة 569هـ (8) ، وكان من آثاره أنه بنى أكبر دار للحديث في دمشق ووكل مشيختها إلى ابن عساكر صاحب (تبيين كذب المفتري) (9) ، كذلك أنشأ في حلب سنة 544هـ المدرسة النفرية النورية، وكانت للشافعية، وتولى التدريس فيها قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري (10) وكان أحد أساتذة المدرسة النظامية في نيسابور، وكان أحد أعلام أهل الكلام على المذهب الأشعري، وفي عهد نور الدين بدأت صلة قطب الدين مسعود بصلاح الدين الأيوبي، وتوثقت فيما بعد – كما سيأتي -.

ولا شك أن لهذه المدارس، والمدارس النظامية، متمثلة بأولئك العلماء الذين درسوا فيها أثراً عظيماً في مقاومة التيار الباطني الإسماعيلي،

ومعلوم أن من أعظم آثار نور الدين وصلاح الدين القضاء على الدولة الفاطمية الباطنية في مصر، حيث حلت محلها دولة سنية حكمها صلاح الدين الأيوبي نائباً لنور الدين ثم مستقلاً بعد وفاته – رحمهم الله -.


د- صلاح الدين الأيوبي:، يقول المقريزي: "وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية" (11) .


ثم يقول المقريزي عن المذهب الأشعري: "فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبدالملك بن عيسى بن درباس الماراني على هذا المذهب قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على إلتزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك" (12) ، وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة (13) ، فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور (أساس التقديس) – الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية – للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615هـ (14) .

أما ابنه لصلاح الدين الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبين سلطان العلماء العز بن عبدالسلام – وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة (15) .


4- ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية, والمالكية المتأخرين، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني، والشيرازي، والجويني، والقشيري، والبغدادي، والغزالي، والرازي، والآمدي، والعز ابن عبدالسلام، وبدر الدين ابن جماعة، والسبكي، وغيرهم كثير، ولم يكن هؤلاء أشاعرة فقط، بل كانوا مؤلفين ودعاة إلى هذا المذهب، ولذلك ألفوا الكتب العديدة، وتخرج على أيديهم عدد كبير من التلاميذ.

كما انتشر في أنحاء عديدة بواسطة هؤلاء، ففي الحجاز انتقل إليه المذهب الأشعري بواسطة أبي ذر الهروي (16) ، كما انتقل عن طريقه إلى المغرب عن طريق المغازبة الذين كانوا يأتون إلى الحج، وكان ممن له أثر في نشره في المغرب بين المالكية أبو بكر الأبهري، والباقلاني وتلامذته (17) ، والباجي, وابن العربي (18) وغيرهم، كما دافع كل من ابن أبي زيد القيرواني، وأبي الحسن القابس عن الأشعري (19) .

ويذكر المقريزي أنه قد انتشر في العراق نحو سنة 380هـ، وانتقل منه إلى الشام (20) ، وممن انتشر على يديه في الشام أبو الحسن عبدالعزيز بن محمد الطبري المعروف بالدمل (21) .

وفي العصور المتأخرة كان لتبني كثير من دور العلم والجامعات عقيدة ومذهب الأشاعرة دور في نشره، ومن أهمها الجامع الأزهر في مصر مع ما له من مكانة علمية في العالم الإسلامي.


هذه أهم أسباب انتشار المذهب الأشعري، وهي تدل على مدى تغلغل هذا المذهب بين الناس، وإن كانت الجمهرة الغالبة للمسلمين تؤمن بهذا الدين وعقيدته بإجمال, وتعظم السلف ومنهجهم، لأنها لا تعرف المداخل الكلامية والقضايا العقلية التي يعتمدها أهل الكلام. (22)
 

وهناك من تكلم عن عقيدة صلاح الدين والزنكيين وغيرهم :


نقتبس التالي من مؤلفاتهم :


أهم أسباب انتشار مذهب الأشاعرة في العالم الإسلامي فيمكن تلخيصها في الأمور التالية:

1- أفول نجم المعتزلة، مع ظهور المذهب الأشعري كخصم لمذهبهم (2) .

2- نشأة المذهب الاشعري في حاضرة الخلافة العباسية "بغداد"، ولا شك أن أنظار الناس في شتى الأقطار تتجه في الغالب إلى دار الخلافة، ففيها الفقهاء, والمحدثون, والمقرئون، كما أنها من أهم البلدان التي يرحل إليها العلماء ليسمعوا الروايات أو يحدثوا فيها بمروياتهم، فلما نشأ المذهب الأشعري في بغداد وهي على هذه الحالة كثر المتلقون لهذا المذهب، الناقلون له إلى كل مكان، وهذا – مثلاً – بخلاف مذهب الماتريدي الذي نشأ في زمن الأشعري لكنه كان في بلاد ما وراء النهر فلم ينتشر كانتشار المذهب الأشعري (3) .

3- تبني بعض الأمراء والوزراء لمذهب الأشاعرة واحتضان رجالهم له، ومن أبرز هؤلاء:

أ- الوزير نظام الملك الذي تولى الوزارة لسلاطين السلاجقة، فتولى الوزارة لألب أرسلان وملكشاة مدة ثلاثين سنة، من سنة 455-485هـ والسلاجقة جاءوا على أثر البويهيين الشيعة الذين كانوا يوالون الدولة الفاطمية الباطنية،

ولما استولى السلاجقة على بغداد وقضوا عليهم للبويهين الشيعة سنة 447هـ لم تمض سنوات قليلة حتى حدثت فتنة البساسيري – أحد القواد الأتراك الموالين لبني بويه – وكان ذلك سنة 450هـ، وكان من آثارها أن احتل بغداد وأعلن الخطبة للخليفة المستنصر بالله العلوي العبيدي، وأمر بأن يؤذن بحي على خير العمل، وعزل الخليفة العباسي القائم بأمر الله وكتب عليه عهداً أن لا حق له في الخلافة ولا لبني العباس, وأرسل العهد إلى الخليفة الفاطمي في القاهرة،

وقد استمرت فتنة البساسيري سنة كاملة حتى قضى عليها السلاجقة وأعيد الخليفة العباسي.


لذلك جاءت دولة السلاجقة لتنصر أهل السنة ضد أهل الرفض والبدعة، والوزير نظام الملك السلجوقي من أعظم وزرائهم أثراً وخطراً, وكانت له جهود عظيمة في حرب الحركات الباطنية والإسماعيلية, وتحدث عنها طويلاً في كتابه المشهور (سياست نامة) أو (سير الملوك) (4) ، ومن أهم آثاره المدارس النظامية التي أنشئت في مدن عديدة منها: البصرة، وأصفهان، وبلخ، وهراة، ومرو، والموصل، وأهمها وأكبرها المدرسة النظامية في نيسابور وفي بغداد، وقد جعلهما مع أوقافهما وقفاً على أصحاب الشافعي أصلاً وفرعاً (5) ، وكان نظام الملك معظماً للصوفية وللقشيري والجويني وغيرهما من أعلام الأشعرية، وقد كان هؤلاء يلقون دروسهم في هذه المدارس على المذهب الشافعي، ويدرسون أصول العقيدة الأشعرية، فكان لذلك دور عظيم في نشرها (6) .

ب- المهدي بن تومرت، مهدي الموحدين، توفي سنة 524هـ، فقد دعا إلى المذهب الأشعري وتبناه وكان له دور عظيم في نشره (7) .

ج- نور الدين محمود بن زنكي، الذي جاهد الصليبيين، وقد ولد سنة 511هـ وتوفي سنة 569هـ (8) ، وكان من آثاره أنه بنى أكبر دار للحديث في دمشق ووكل مشيختها إلى ابن عساكر صاحب (تبيين كذب المفتري) (9) ، كذلك أنشأ في حلب سنة 544هـ المدرسة النفرية النورية، وكانت للشافعية، وتولى التدريس فيها قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري (10) وكان أحد أساتذة المدرسة النظامية في نيسابور، وكان أحد أعلام أهل الكلام على المذهب الأشعري، وفي عهد نور الدين بدأت صلة قطب الدين مسعود بصلاح الدين الأيوبي، وتوثقت فيما بعد – كما سيأتي -.

ولا شك أن لهذه المدارس، والمدارس النظامية، متمثلة بأولئك العلماء الذين درسوا فيها أثراً عظيماً في مقاومة التيار الباطني الإسماعيلي،

ومعلوم أن من أعظم آثار نور الدين وصلاح الدين القضاء على الدولة الفاطمية الباطنية في مصر، حيث حلت محلها دولة سنية حكمها صلاح الدين الأيوبي نائباً لنور الدين ثم مستقلاً بعد وفاته – رحمهم الله -.


د- صلاح الدين الأيوبي:، يقول المقريزي: "وأما العقائد فإن السلطان صلاح الدين حمل الكافة على عقيدة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي، وشرط ذلك في أوقافه التي بديار مصر كالمدرسة الناصرية بجوار قبر الإمام الشافعي من القرافة، والمدرسة الناصرية التي عرفت بالشريفية" (11) .


ثم يقول المقريزي عن المذهب الأشعري: "فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر كان هو وقاضيه صدر الدين عبدالملك بن عيسى بن درباس الماراني على هذا المذهب قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على إلتزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك" (12) ، وإذا كان قطب الدين مسعود قد ألف لصلاح الدين عقيدة (13) ، فإن الفخر الرازي قد ألف كتابه المشهور (أساس التقديس) – الذي نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية – للملك العادل محمد بن أيوب بن شادي أخو صلاح الدين. المتوفى سنة 615هـ (14) .

أما ابنه لصلاح الدين الأشرف بن العادل فقد مال إلى الحنابلة وأهل السنة في العقيدة، وجرت بينه وبين سلطان العلماء العز بن عبدالسلام – وهو أشعري – مناقشة ومحنة طويلة (15) .


4- ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية, والمالكية المتأخرين، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني، والشيرازي، والجويني، والقشيري، والبغدادي، والغزالي، والرازي، والآمدي، والعز ابن عبدالسلام، وبدر الدين ابن جماعة، والسبكي، وغيرهم كثير، ولم يكن هؤلاء أشاعرة فقط، بل كانوا مؤلفين ودعاة إلى هذا المذهب، ولذلك ألفوا الكتب العديدة، وتخرج على أيديهم عدد كبير من التلاميذ.

كما انتشر في أنحاء عديدة بواسطة هؤلاء، ففي الحجاز انتقل إليه المذهب الأشعري بواسطة أبي ذر الهروي (16) ، كما انتقل عن طريقه إلى المغرب عن طريق المغازبة الذين كانوا يأتون إلى الحج، وكان ممن له أثر في نشره في المغرب بين المالكية أبو بكر الأبهري، والباقلاني وتلامذته (17) ، والباجي, وابن العربي (18) وغيرهم، كما دافع كل من ابن أبي زيد القيرواني، وأبي الحسن القابس عن الأشعري (19) .

ويذكر المقريزي أنه قد انتشر في العراق نحو سنة 380هـ، وانتقل منه إلى الشام (20) ، وممن انتشر على يديه في الشام أبو الحسن عبدالعزيز بن محمد الطبري المعروف بالدمل (21) .

وفي العصور المتأخرة كان لتبني كثير من دور العلم والجامعات عقيدة ومذهب الأشاعرة دور في نشره، ومن أهمها الجامع الأزهر في مصر مع ما له من مكانة علمية في العالم الإسلامي.


هذه أهم أسباب انتشار المذهب الأشعري، وهي تدل على مدى تغلغل هذا المذهب بين الناس، وإن كانت الجمهرة الغالبة للمسلمين تؤمن بهذا الدين وعقيدته بإجمال, وتعظم السلف ومنهجهم، لأنها لا تعرف المداخل الكلامية والقضايا العقلية التي يعتمدها أهل الكلام. (22)

مشاركة جدا رااااااائعة
بارك الله فيك على نشر المعلومة ، في الحقيقة لم يكن لدي أي علم بهذه المعلومات و لا أخفيك اخي الكريم أننا نحتاج إلى أشخاص مثلك يبحث فيما كُتب عن التاريخ و بصراحة سنحتاج إلى البحث في جميع المصادر المتاحة فقد تم تحريف و زيادة و حذف المعلومات التاريخية عبر العصور


شكرا لك أخي الكريم و تقبل تحياتي
 
عودة
أعلى