الأرض الباليستية.. عمالقة الدفاع الصاروخي في العالم

YOOBA

عضو مميز
إنضم
3 أغسطس 2016
المشاركات
1,703
التفاعل
6,053 0 0
reality;ord=4684665311423.408;dc_seg=456318144






آخر تحديث: 2017/4/23 الساعة 17:09 (مكة المكرمة) الموافق1438/7/27 هـ











424

250


محرر سياسي


«أنابيب الغاز الطائرة»، هكذا أهل لندن إلى صواريخ "ﭬي-22" الألمانية التي بدأت في التساقط على مدينتهم في سبتمبر/أيلول عام 1944، حين نجح النازيون في احتلال هولندا وتنصيب منصة إطلاق صواريخ في مدينة لاهاي موجهة لبريطانيا -أهم بلدان الحلفاء في الحرب العالمية الثانية- وكان برنامج الصواريخ النازي آنذاك الأول من نوعه في العالم، في حين اقتصرت أسلحة الحلفاء جوًا على إلقاء القنابل فقط.



كانت صواريخ ﭬـي-2، على العكس من القنابل، تسقط دون سابق إنذار أو ضوضاء نظرًا لسرعتها الفائقة لسرعة الصوت، ومن ثم حاول بعض المسؤولين أن يعزوا الدمار الذي أحدثته في البداية إلى انفجارات بأنابيب أو محطات الغاز الكائنة على الأرض في إنجلترا، لكن شواهد تلك الصواريخ في الهواء بين العامة، ووقوعها في أماكن بلا خطوط أنابيب أو محطات غاز، أدى مع الوقت لنشأة تلك الإشارة التهكمية -نوعًا ما- على تأكيدات الحكومة بأن «هتلر لا يسعه أن يصل إلى لندن». لقد وصل هتلر بالفعل عبر تلك "الأنابيب الطائرة" الغريبة تمامًا على التكنولوجيا الأوروبية والعالمية في ذلك الوقت.

300

صاروخ في2 الألماني الذي أعيد بناءه من صاروخ الحرب العالمية الثانية الذي تبرع به الجيش الأميركي


multi-mapicon.png
رويترز

كان صاروخ ﭬـي-2 جزءًا من ألمانيا لإنتاج الأسلحة "الخارقة أو العجيبة" (Wunderwaffe)، وكان يحتوي على "موتور" بداخله ليتمكن من الاستمرار صعودًا لأكثر من ثمانين كيلومتر فوق سطح الأرض، علاوة على نظام توجيه نحو الهدف بمدى يصل لأكثر من 150 كيلومتر.

لم تكن مفاجأة أن اشتعل السباق بين الأميركيين والروس فور انتهاء الحرب العالمية للحصول على تلك التكنولوجيا الصاروخية "العجيبة"، فنجح الروس في الحصول على بقايا مصانع الصواريخ النازية حين احتلوا ألمانيا، ونجح الأميركيون بدورهم في استقطاب معظم العلماء الألمان ممن عملوا على برنامج الصواريخ النازي. رويدًا رويدًا، بدأت تظهر بصمات صاروخ ﭬـي-2 على الولايات المتحدة وروسيا، بما في ذلك الصواريخ المخصصة لبحوث الفضاء والهبوط على القمر، بيد أن انطلاق سباق الصواريخ بين قطبي الحرب الباردة سرعان ما فتح الباب أمام سباق آخر: سباق التسلّح لتدشين منظومات دفاع مُضادة لتلك الصواريخ، ليستطيع كل منهما حماية سمائه مما جرى للعاصمة البريطانية في الحرب العالمية.


الأميركان والروس: الصدارة الباقية
لا يزال إرث البرنامج الصاروخي الألماني يُملي علينا اليوم صدارة الأميركيين والروس عسكريًا بشكل عام، وفي مجال منظومات الدفاع الصاروخي والجوي بشكل خاص، فمنظومة الدفاع الصاروخي تتكوّن حتى اليوم من محطات رادار بالإضافة لإشارات من الأقمار الصناعية تتمكن من رصد أية صواريخ أو طائرات أو أجسام مُعادية لها، ثم منصات لإطلاق الصواريخ المنوطة باعتراض تلك الأجسام قبل وصولها إلى أهدافها.

على مدار ثلاثين عامًا بين 1972 و2002، التزم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، والتزم بموجبها الطرفان بامتلاك منظومتين فقط للدفاع الصاروخي، وألا تحتوي كل منظومة على أكثر من مئة صاروخ، بيد أن تنامي الخطرين الإيراني والكوري الشمالي، وكذلك مخاطر استخدام الجماعات المسلحة لأجسام تستطيع اختراق المجال الجوي الأميركي، دفع بالرئيس جورج بوش الابن للانسحاب من الاتفاقية عام 2002، ومن ثم إنهاؤها فعليًا، ليعود للعالم سباق منظومات الدفاع الصاروخي.

لاعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي قد تنطلق من كوريا الشمالية أو إيران أو روسيا كذلك، وهو نظام مخصص لحماية أراضي الولايات المتحدة دون غيرها، ويضُم حاليًا ثلاثين صاروخًا لاعتراض الصواريخ، 26 منها في ولاية ألاسكا وأربعة في كاليفورنيا، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 44 بنهاية العام الحالي.



على صعيد تحالفاتها الدولية ومنظوماتها المسموح بتصديرها للخارج، تمتلك الولايات المتحدة نظام "أيجيس" للدفاع الصاروخي البحري، وتتمتع بغطائه البحري إلى جانب دول عدة من في آسيا وأوروبا أبرزها اليابان، والتي تشارك في بحوث تطوير نظام "أيجيس" بنفسها، ودول حلف الناتو. يتميز نظام أيجيس بمجموعة منصات إطلاق صواريخ وأجهزة رادار يتم تنصيبها على السفن والمدمّرات الحربية، ويستهدف النظام بالأساس الصواريخ "التكتيكية" أي القصيرة ومتوسطة المدى، الولايات المتحدة اليوم 333 سفينة مزودة بنظام أيجيس، 16 في المحيط الهادي، و17 بالمحيط الأطلنطي.



بالعودة إلى الدفاع الأرضي، تشتهر الصناعات العسكرية الأميركية بنظام PAC-33 والذي تم استخدامه على نطاق واسع بين بلدان حلف الناتو، ويوجد حاليًا في ألمانيا وإسبانيا واليونان ، وفي إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ، حيث نجح في إيقاف صواريخ صدام حسين أثناء حرب الخليج، وفي قطر والكويت والإمارات أيضًا، وهو نظام مخصص لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وقد حلف الناتو بطارية باتريوت في تركيا مؤخرًا لتأمين غلافها الجوي ضد أية هجمات من الأراضي السورية، هذا وتملك الولايات المتحدة اليوم حوالي 1100 منصة إطلاق صواريخ باتريوت، وقد أنتجت سابقًا 1280.



أخيرًا، نصل للنظام الأمريكي الأحدث والأكثر كفاءة، نظام "ثاد" الدفاعي THAAD، المخصص لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة على ارتفاعات عالية تصل لمئتي كيلومتر خارج الغلاف الجوي للأرض، كوريا الجنوبية على الأرجح أول من يحصل عليه خارج الولايات المتحدة وفق الأخبار المنشورة مؤخرًا نتيجة للأخطار المتزايدة من برنامج كوريا الشمالية الصاروخي، الأمر الذي أثار حفيظة الصين نظرًا لإمكانيات أجهزة الرادار التابعة لنظام ثاد في على محيطه الذي يشمل شمالي الصين، وكانت أول دولة عربية تحصل على تدريب لقواتها لاستخدام نظام ثاد وإن لم تحصل عليه بعد.

300

صورة لجهاز ثاد الدفاعي لاعتراض الصواريخ خلال عملية تجربة ناجحة


multi-mapicon.png
رويترز

بالانتقال إلى روسيا، تمتلك ترسانة موسكو إس-4000، والذي يُعَد مكافئًا لنظام ثاد الأمريكي، وقد وضعت روسيا منظومتها الأحداث إس-400 في مناطق متفرقة بولاياتها الغربية، لا سيّما مقاطعة كالينينغراد الواقعة بين بولندا ودول البلطيق، ووضعت منظومة أخرى في شبه جزيرة القرم بعد الاستحواذ عليها، ومن ثم تتيح لها السيطرة على أجواء البحر الأسود بشكل شبه كامل، كما وضعت واحدة في مدينة اللاذقية السورية في ديسمبر/كانون الأول عام 2015.



رُغم الإعلان عن صفقات عدة لبيع منظومة إس-400، لم تقُم روسيا حتى الآن بتسليمها لأي بلد، وتتضمن الصفقات المُعلنة حتى الآن صفقة مع الصين وأخرى مع الهند، علاوة على جارية من جانب تركيا مؤخرًا، لا تزال التكهنات قائمة حيال إمكانية إتمامها من عدمه، بالنظر لعدم قدرة تركيا على إدماج إس-400 في منظومتها الدفاعية المنتمية بالكامل لحلف الناتو.



"نظام هونغ تشي-9 هو أفضل ما أنتجته الصين في السنوات الأخيرة ويُعد قفزة بالنسبة للصناعات العسكرية الصينية، وهو ما دفع بلدان عدة للاهتمام بالحصول عليه."

في الترسانة الروسية أيضًا توجد إس--300 ﭬـي-4، والمكافئة لنظام باتريوت الأميركي، وهي أكثر كفاءة في اعتراض الصواريخ على ارتفاعات منخفضة تصل حتى 60 كيلومترًا، وبمدى يصل لأربعة كيلومترات، وبامتلاكها لتلك النُسخة من إس-300 وإس-400، فإن الأجواء المحمية بهاتين المنظومتين تصبح شبه منيعة ضد معظم أنواع الصواريخ والطائرات، باستثناء الطائرتين المقاتلتين الأميركيتين الأحدث إف-22 وإف-35، بالإضافة لقاذفة القنابل بي-2، إلا أنه يمكن لتواجد تلك المنظومات الدفاعية بشكل كثيف أن يعمل على عرقلة عمل تلك الطائرات الشبحية الثلاث.



تتحصن إذًا سماوات الأميركيين والروس وحلفائهما بتلك المنظومات المنيعة، والمتربعة على عرش الدفاع الصاروخي في العالم حتى اللحظة -وربما لوقت طويل- بيد أن الصناعات العسكرية تجري على قدم وساق في ثلاثة دول أخرى بآسيا للحاق بالركب: الصين والهند و"إسرائيل".



الصين والهند: قُطبي آسيا
لا نعرف على وجه التحديد كيف حصلت الصين على نُسخة من بطارية باتريوت الدفاعية الأميركية، لكن المؤكد أنها واحدة اليوم حصلت عليها إما عن طريق "الإسرائيليين"، والذين نفوا قيامهم بذلك، أو الألمان كما رجّح محللون آخرون. باعتبارها غريمًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، لا تُعَد الصين سوقًا لأي من المنتجات العسكرية الأميركية بأي حال، لكن نجاحها في الحصول على بطارية باتريوت في التسعينيات أتاح لها أن تمزج بينه وبين تكنولوجيا إس-300 الذي تحصلت عليه من روسيا، لتخرج "هونغ تشي-"99 الأفضل لديها حتى اليوم.


يستطيع نظام هونغ تشي-9 أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار (درونز) والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى والقنابل الموجهة، بيد أن البعض يعتبر هذا النظام أقل كفاءة من نظيره الروسي حتى مع احتوائه على جزء من منظومة باتريوت، وهو ما في استمرار اعتماد الصين على ما لديها من قطع إس-300 الروسية، والتي تملك منها ثلاث قطع أرضية وواحدة بحرية لحماية الشواطئ الصينية.



نظام هونغ تشي-9 هو أفضل ما أنتجته الصين في السنوات الأخيرة ويُعد قفزة بالنسبة للصناعات العسكرية الصينية، وهو ما دفع بلدان عدة للاهتمام بالحصول عليه، أبرزها تركيا مطلع العقد الحالي، حيث بدأت مشاوراتها مع شركة CPMIEC الصينية بالفعل عام 20133 مقابل قيام الشركة بإنتاجها جزئيًا مع شركات تركية، إلا أن الصفقة توقفت في الأخير، في حين تستمر تركيا في النظر حيال شراء إس-400 الروسي أو نظام أستر الفرنسي-الإيطالي.



لصاروخ مشابه له عام 20155 يُعتقد بأنه هونغ تشي-199 وإن لم يكن الأمر مؤكدًا، علاوة على بحوث جارية لإنتاج "هونغ تشي-"26، المكافئ لصاروخ SM-3 الذي تستخدمه أميركا كجزء من منظومة أيجيس البحرية، وهونغ تشي-29 الذي يعد مكافئا لنظام باتريوت، في اتجاه واضح لمواكبة التكنولوجيا الأميركية، الغريم الرئيسي للصين الآن، تكمّله صفقات الصينيين مع الروس للحصول على ما تفتقده الترسانة الصينية من الصناعات الروسية مثل إس-300.



على الناحية الأخرى من آسيا، تمتلك الهند نظامين للدفاع هُما منظومة "بريتفي" للدفاع الجوي PAD، والمخصصة لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية من 50 إلى 80 كيلومتر، ومنظومة دفاع الجو المتطورة AAD، والمخصصة لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات منخفضة حتى ثلاثين كيلومتر على الأكثر، بيد أنها تظل بعيدة عن منافسة الصين بصناعتها المحلية في هذا المجال، ومن ثم تعتمد جزئيًا على ما تمتلكه من منظومة إس-300 الروسية. لتتمكن من مواكبة عمالقة مجال الدفاع الصاروخي والجوي.


"إسرائيل واحدة من أهم خمس دول على خارطة الدفاع الصاروخي ببرامجها الدفاعية المختلفة، وهو أمر تفرضه طبيعتها كدولة صغيرة في محيط جغرافي وديمغرافي تعتبره تل أبيب عدوًا أو منافسًا لها."

قامت الهند بتدشين شراكة عسكرية وطيدة مع إسرائيل خلال التسعينيات، وأعلن الطرفان آنذاك عن بدء العمل على منظومة دفاع جوي يتم تصنيعها داخل الهند بمساعدة إسرائيلية هي "باراك 88"، بالإضافة إلى ما أعربت عنه الهند من اهتمام بامتلاك نُسخة من منظومتي القبة الحديدية والسَهم الإسرائيليتين في السنوات الأخيرة، لمواجهة ما تعتبره تنسيقًا عسكريًا استراتيجيًا رفيعًا بين الصين وباكستان، حيث تمتلك الأخيرة برنامجًا صاروخيًا لا يستهان به، علاوة على ما تمتلكه إيران أيضًا في الجوار الهندي.



رُغم التقارب بينها وبين الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين، تظل الصناعات العسكرية الهندية معتمدة بشكل رئيسي على شراكتها الوطيدة مع الروس منذ الحرب الباردة، حيث تُعد الهند أكبر مُشتر للسلاح الروسي في العالم اليوم، ومن ثم ينتظر الهنود أن يكونوا أول من يحصل على نُسخة من منظومة إس 400 الروسية حين يبدأ تنفيذ صفقات بيعها المُعلن عنها خلال السنوات القليلة الماضية، وإن كان اهتمامهم بما ستجود به الصناعات العسكرية الإسرائيلية عليهم أكبر الآن نظرًا لتخصص إسرائيل في مواجهة أخطار شبيهة بما يواجه الهنود.


"إسرائيل": القزم الدؤوب
ليست ثمة مبالغة في القول بأن "إسرائيل" واحدة من أهم خمس دول على خارطة الدفاع الصاروخي ببرامجها الدفاعية المختلفة، وهو أمر تفرضه طبيعة إسرائيل كدولة صغيرة في محيط جغرافي وديمغرافي تعتبره تل أبيب عدوًا أو منافسًا لها، وكذلك الصراعات المختلفة التي تشتبك بها "إسرائيل" باستمرار. بدءًا من حروب العصابات مع حماس وحزب الله، وحتى عدائها الرئيس مع النظام الإيراني.

تمتلك "إسرائيل" حاليًا منظومة القبة الحديدية الشهيرة من إنتاج شركة رفائيل لأنظمة الدفاع المتطورة، والمخصصة لمواجهة صواريخ مداها من 4 إلى 70 كيلومترًا، وقد ذاع صيتها بعد أدائها الجيد أثناء الحروب الأخيرة مع حماس لحوالي 900 بالمئة من الصواريخ القادمة من قطاع غزة، بحسب زعم الإسرائيليين، مما دفع بدول عدة لطلب شرائها، منها ، والتي تواجه في صراعها مع أرمنيا تمتُّع الأخيرة بأحدث الصواريخ الروسية.



f9ab4d8c-8a05-46b6-998f-007c7de61ea6



تمتلك "إسرائيل" أيضًا نظام الشعاع الحديدي المتطور الذي يعمل بأشعة الليزر لاستهداف الصواريخ التي يقل مداها عن سبعة كيلومترات، ويقوم باستهداف الصاروخ عبر أشعة ليزر نحوه ليتم تسخينه ومن ثم تدميره، علاوة على نظام الذي تنتجه شركة رفائيل بالتعاون مع شركة رايثيون الأميركية للأهداف ما بين 70 إلى 300 كيلومتر، والمنتظر أن يحل محل منظومة باتريوت الموجودة في إسرائيل حاليًا حين يكتمل إنتاجه واختباره بشكل شامل.



af134f8f-6d5b-419c-a269-75eb5078211f



تملك "إسرائيل" كذلك منظومة الدفاعية، والتي أنتجت منها السهم-1 والسهم-22 خلال التسعينيات وتم تفعيلهما عام 2000 ضد الصواريخ بعيدة المدى، والأهم منظومة السهم-3 التي أنتجت مؤخرا من شركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية بالاشتراك مع شركة بوينغ الأميركية عام 2008، وتستطيع اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي، وهي تكنولوجيا تحتاجها "إسرائيل" نظرًا لاعتقادها بإمكانية استهدافها من جانب إيران بصاروخ يحمل رأسًا نوويًا، ومن ثم ضرورة التخلص منه بعيدًا عن الأجواء قدر الإمكان.

b499e476-b3f4-4c1b-97ea-75499aa72b7a



تحرص "إسرائيل" أكثر من غيرها على مواجهة مستويات مختلفة من المخاطر دفعتها لامتلاك تلك المنظومات المتنوعة، فهي مهتمة بشكل خاص بما تمتلكه إيران من ناحية، التي تمتلك أحد أقوى الصاروخية في العالم، ويصل مداها إلى ألفي كيلومتر تغطي بلدان الخليج كلها وجنوب روسيا وشرق أوروبا وتركيا وإسرائيل وشمالي مصر ومعظم نطاق آسيا الوسطى، علاوة على دول عدة تتمتع أو تمتعت بعلاقات وطيدة مع روسيا مثل نظام الأسد في سوريا حاليًا، ونظامي صدام العراقي وعبد الناصر المصري سابقًا، وهو ما دفعها والولايات المتحدة معًا لتطوير أنظمتهما الدفاعية لعقود طويلة، ولا يزال دافعًا لاستمرار الشراكة بينهما في مواكبة التكنولوجيا الصاروخية الروسية وإن لم تكن "إسرائيل" عدوًا للروس.



في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، قامت "إسرائيل" على مواجهة نظام الدفاع الروسي إس-3000 المملوك لقبرص، بعد قيام روسيا بالشروع في تسليم أجزاء منه لإيران، حيث قالت مصادر -أثناء تدريبات إسرائيلية يونانية مشتركة جرت آنذاك- بأن بطارية إس-300 الروسية الموجودة على جزيرة كريت اليونانية تم تشغيلها أثناء التدريبات، هذا وتجدر الإشارة لأن إيران تمتلك المصنوعة محليًا من نظام إس-3000 باسم "باوار-"3733، وإن كان يعد أقل كفاءة من نظيره الروسي بطبيعة الحال، وقد أجرت قبل أسبوعين لنظام إس-3000 بالفعل بعد تسلمه من روسيا في فبراير/شباط الماضي.


يرسم هؤلاء الخمسة الكبار إذًا معالم سباق الدفاع الصاروخي، وبينما يستمر تربع الأميركيين والروس بفارق واضح عن الصين، ومن بعدها بفارق مماثل أيضًا الهند، تبرز "إسرائيل" كلاعب مهم في الوسط بعلاقات متعددة، أبرزها شراكة تقليدية مع الولايات المتحدة تجعل الصناعات العسكرية الإسرائيلية في النهاية أكثر انتماءً لمنظومة الدفاع الأميركية-الأوروبية، وكذلك شراكة جديدة مع الهند تحاول بها الأخيرة سد الفجوة بينها وبين الصين.

بينما يستمر الروس في التزام سياسة أكثر انفتاحًا في تزويد القوى غير الغربية بالتكنولوجيا الروسية، كما يفعلون مع الصين والهند وإيران، أملًا في خلق شراكة مماثلة للشراكة بين الولايات المتحدة وأوروبا واليابان و"إسرائيل" تميل بالكفة لصالحهم، بينما يستمر التفوّق الأمريكي عليهم في مناحٍ عسكرية عدة.

 
هذا ليس صاروخ بالستي :D

هذا نظام type 92 الياباني المضاد للالغام والافراد.
الصورة للاستدلال, وكاتبة المقال ليست خبيرة عسكرية كما هو واضح
الصور من إختيار ادارة التحرير وليس كاتب المقال



مشاهدة المرفق 78006
[/QUOTE]
 
عودة
أعلى