اخي الفاضل ، لنفهم ما يدور في تركيا بشكل افضل من وجهة نظري ، يجب معرفة التحولات العميقة التي صاحبت ظهور الاحزاب الدينية والتحول من العلمانية الى الاحزاب الدينية او الاخوان كما يحلو لبعض الاخوة تسميته في تركيا ، نقطة قوة السياسة التركية فيما بعد مرحلة العلمانية هو النجاح الاقتصادي اللافت الذي حققته تلك الاحزاب والعمل النشط والدؤوب لسنوات متواصلة ، معلوم كم هي واسعة تلك الطفرة الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها السياسة التركية خلال الخمس عشرة سنة الماضية في تركيا ، ومن هنا ادركت المؤسسة العسكرية التركية اهمية الاستسلام لقيادة الاحزاب السياسية وان عليها كمؤسسة عسكرية تسليم قيادة البلاد لها ، .من هنا بدأت مشاكل تركيا الخارجية .... لاحظ ايضا الطفرة التكنولوجية والصناعية التي رافقت صعود نجم السياسة التركية الحالية
مع اضافة البعد التاريخي لتركيا العثمانية ، رأت اوروبا في تركيا مشروع منافس كبير يجب تحطيمه ، كيف لا وهو الذي طرق ابواب اوروبا لعدة عقود ، ومن هنا جاء الانقلاب بالتوافق بين عدة دول غربية وبقايا المؤسسة العسكرية في تركيا ، وبالرغم من ان البعض يرى ان الانقلاب كان مجرد مسرحية للاستيلاء على كل ما تبقى الا انه اظهر حب الشعب التركي لاردوكان واركان حكمه ولا ينكر احد ان من انقذ اردوكان من السقوط والاعدام كان الشعب التركي ومؤسسات الدولة الموالية له ، لا ننسى هنا ان تركيا تم دفعها اكثر من مرة لمواجهة روسيا وايران مجتمعتان في سوريا ، على اساس انها عضو في حلف الناتو وبمجرد اسقاط القاذفة الروسية تخلى الناتو عن تركيا وتم سحب صواريخ الباتريوت وتم سحب الاسلحة النووية من قاعدة انجرلك الجوية ... اذا بالنسة للغرب واوروبا تحديدا وبغض النظر عمن يحكم تركيا كان يجب التخلص من تركيا عبر ضربها بطرف ثالث ، ومن كان افضل من روسيا لضربه بتركيا والتخلص من العدوين
لو كان احدنا بدلا من اردوكان لكان تصرف تقريبا بنفس الطريقة ، عندما يتم رفض انظمام بلدك للاتحاد الاوروبي لعدة عقود رغم ان القيادة كانت علمانية ، وعندما يتم التآمر على اقتصادك ، وعندما يتم دفعك لمواجهة عدو لحلف الناتو ثم يتم التخلي عنك في منتصف الطريق فعليك جديا ان تراجع سياستك الخارجية ، ومع كل الاسف لم يكن امام تركيا بدائل كثيرة ، ادارة اوباما القت تركيا في احضان روسيا بعد ان ساعدت تركيا على اذلالها من خلال اسقاط الطائرة ، ثم تخلت عن تركيا بالكامل وقد كشف ظهرها امام روسيا ، ولم يكن هناك حلفاء اقوياء من العرب في المنطقة مع وجود خلاف كبير مع مصر ، وخلاف مع ايران وعداء مع نظام الاسد ... ماذا يمكن ان ننتظر من اردوكان ؟؟؟؟
اتمنى ان نفتح نقاش في موضوع منفصل عن تركيا ومتابعة النقاش هناك ان احببت اخي العزيز
كما اتمنى ان اكون قد افدتك في بعض مما يدور في خلدك اخي الفاضل والحبيب
تقبل اجمل تحياتي
صح السانك، تحليل في منتهى الدقة والموضوعية،،