رجل أعمال وجنرالان يحاولون السيطرة على ترامب وإدارة السياسة أمام موسكو
================
2017-4-14 |
خدمة العصر
كتب المحلل العسكري في القناة العبرية العاشرة، ألون بن دافي، في صحيفة "معاريف" أن وزير الخارجية ريكس تالرسون ومستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس، هم جمهوريون عنيدون، أخذوا المبادرة ويحاولون وضع ترامب تحت السيطرة.
في إسرائيل، وفقا لتقديرات المحلل الإسرائيلي، يقتنعون أن روسيا منحت الضوء الأخضر للأسد من أجل الهجمة الكيميائية في خان شيخون. وفي البيت الأبيض يقولون الشيء نفسه، رغم أن ماتيس والبنتاغون أقل قناعة. وفقا لتقديراته، فإن تبادل الاتهام الشديد بين موسكو وواشنطن صنع الأزمة، ولكن يبدو أن لدى إدارة ترامب مستويين من السياسة الخارجية: المستوى الكلامي، الذي يجد تعبيره في تويتر، والمستوى العملي الذي يديره أشخاص مثل تالرسون. وكانت هناك فجوة أيضا لدى روسيا بين تصريحات الكرملين الشديدة وبين التسامح تجاه ترامب في وسائل الإعلام الروسية، التي يسيطر عليها بوتين كما هو معروف.
وقال إن "تالرسون" رجل أعمال بارد المزاج، أدار في السابق شركة تصل أرباحها إلى أكثر من الناتج القومي في إسرائيل، وقد أُرسل إلى موسكو، وخلافا للتصريحات الروسية بأنه غير مرغوب فيه، حظي بلقاء مدة ساعتين مع بوتين. وفي نهاية اللقاء أُعيد التنسيق الجوي بين الدولتين، فهذه ليست أزمة حقيقية.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن قصف سوريا كان فرصة بالنسبة لترامب لإزالة الاشتباه بأن روسيا تقوم باستخدامه وابتزازه. نظريات المؤامرة المشوشة في الانترنت أخذت الأمر بعيدا، وكأن الهجمة الكيميائية والرد الأمريكي خُطط لهما في موسكو، وروسيا اختارت عدم إسقاط الصواريخ الأمريكية؟
إن غيمة الاشتباه حول صلة ترامب مع روسيا لم تختف تماما. فعندما نقرأ تبادل الأحاديث بين البيت الأبيض والكرملين، يتضح أن هناك أمرا خفيا عن الأنظار. وعند اعتقال القرصان الالكتروني في اسبانيا وتقدم التحقيق في علاقة ترامب وروسيا، تتكدَر هذه الغيمة أكثر.
الأمر الذي يخشى منه بوتين هو وجود رئيس أمريكي يفعل به ما فعله للولايات المتحدة: تهديد استقراره من خلال الكشف عن فساده، لذلك مهم لبوتين بقاء ترامب في منصبه، فهذه ضمانة له. قد يهاجمه بالتصريحات من أجل نفي صلته به، كما أورد المحلل الإسرائيلي، ولكن في الوقت نفسه يقدم له انتصارات سياسية لضمان بقائه. على هذه الخلفية تزداد أهمية الثلاثة، رجل أعمال وجنرالين، كي يُمكَنوا الولايات المتحدة من إدارة سياسة مستقلة بقدر المستطاع أمام موسكو.
وكتب أن "تالرسون" سافر إلى موسكو من أجل فحص إمكانية التفاهمات المستقبلية، وفي هذا الأمر، لدى الولايات المتحدة ليونة للتنازل في موضوع أوكرانيا والقرم، الذي لا يعنيها أبدا، ولكن طموح روسيا بأن يقوم ترامب بتفكيك الناتو، تبخر.
ورأى أن التوقعات من القمة الأولى، كما تبدو الأمور، بين ترامب وبوتين حول صفقة دولية كبيرة ما زالت سابقة لأوانها. فستكون هناك خلافات كثيرة ويمكن أن يُتوصل إلى بعض التفاهمات، بما في ذلك الصراع السوري. روسيا قد لا تلتزم فعليا بالأسد، فالمهم لها أن تبقى سوريا تحت رعايتها. وقد تحدث مسؤولون في الإدارة الأمريكية، بعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة، لنظرائهم في إسرائيل، وقالوا إن الرئيس ترامب يبحث عن ساحة مناسبة لإظهار القوة فيها أمام المجتمع الدولي.
ما زال من الصعب معرفة إذا كان ترامب سينجح في تجاوز العقبات الداخلية، استنادا لتقديرات المعلق الإسرائيلي، فهو ما زال يعيش أزمة أمام معظم وكالات الاستخبارات الأمريكية.