وقّعت اتفاقية لتدريب ودعم وحدات حماية الشعب الكردية المصنّفة إرهابياً
- في طعنة غادرة من روسيا، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، أمس الاثنين، توقيعها اتفاقاً هو "الأول من نوعه" مع روسيا، يقضي بتدريب مقاتليها في شمال سوريا؛ في إطار "التعاون ضد الإرهاب"؛ وفق ما أكده متحدث رسمي باسمها لوكالة "فرانس برس".
وأشار المتحدث الرسمي باسم الوحدات "ريدور خليل"، إلى أن "اتفاقاً بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في إطار التعاون ضد الإرهاب، يقضي بتلقّي قواتنا تدريبات على أساليب الحرب الحديثة"؛ موضحاً أن هذا الاتفاق "هو الأول من نوعه بهذا الشكل مع روسيا"؛ برغم وجود تنسيق سابق على بعض الجبهات في حلب.
وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه الأحد ودخل الاثنين حيز التنفيذ -وفق "خليل"- فقد وصلت "قوات روسية مع ناقلات جند ومدرعات إلى منطقة جنديرس في عفرين" إحدى المقاطعات الثلاث التي أعلن الأكراد فيها إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في العام 2013.
ووصف "خليل" الاتفاق بأنه "خطوة إيجابية في إطار علاقاتنا وتحالفاتنا ضد الإرهاب في سوريا"؛ لافتاً إلى أن عملية التدريب ستبدأ قريباً من دون تحديد موعدها.
ورداً على سؤال حول كيفية التوفيق بين الدعم الأمريكي المستمر منذ سنوات والدعم الروسي الجديد، اكتفى "خليل" بالقول: "اتفاقاتنا وتعاوننا واضح، والاتفاق الأخير يأتي في إطار مكافحة الإرهاب".
وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا دعماً عسكرياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما أثبتوا فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وتمكنوا من طرده مع فصائل عربية من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا.
وتُعَد روسيا أبرز حلفاء النظام السوري، وتُقدم له منذ 30 سبتمبر 2015، دعماً جوياً، كما تنشر قواتها على جبهات عدة، ومنذ نهاية عام 2016، بدأت محادثات مع تركيا التي تُعد أبرز داعمي المعارضة السورية؛ لكنها تُصَنّف المقاتلين الأكراد بـ"الإرهابيين".
ويريد الأكراد في سوريا تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث (عفرين، والجزيرة "الحسكة"، وكوباني "عين العرب")؛ من أجل إنشاء حكم ذاتي فيها على غرار كردستان العراق؛ حيث يثير هذا الحلم امتعاض ومخاوف أنقرة.
أما خيارات تركيا الفعالة للرد على هذه الطعنة الروسية؛ فهي -بحسب مراقبين- "تفعيل الجبهات السورية وإشعالها مجدداً؛ وهو ما يؤدي إلى تعميق ورطة النظام وحلفائه الروس في سوريا؛ فلولا التنازل التركي لما سقطت حلب في أيدي الروس وإيران؛ فأنقرة هي المعنية فقط -أكثر من أي دولة- بالأزمة السورية؛ فهي تمتلك حدوداً عريضة مع الجانب السوري، وتَحَمّلت الجزء الأكبر من تَبِعات الأزمة السورية المؤلمة؛ وبالتالي لها الحق في الدفاع عن مصالحها".
ويُعَد خيار تفعيل الجبهات العسكرية في سوريا خياراً فعالاً لإرضاخ موسكو والقوى الغربية لنفوذ تركيا مجدداً، وفرض أجندتها على طاولة المفاوضات.