بسم الله الرحمن الرحيم
- برع الصهاينة في تزوير التاريخ و تشويه الحقائق بالتوازي مع البكاء و الشكاوي بمبرر و دونه ...
- قضية الهولوكوست التي يدعي بني صهيون أن النازية قضت على 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية 2 هي أضخم كذبة في التاريخ الحديث و سبق و أن فندها مؤرخون عديدون و لكن قليل منهم من تجرأ و أعلن أبحاثه علنا - كما حدث للمفكر الفرنسي الراحل روجي غارودي- لأن الصهاينة شرعوا في عدة بلدان غربية قانون يعاقب بشدة من ينكر الأمر و بشكل يجعله منبوذ طيلة حياته مع إلصاق تهمة "معاداة السامية" الغريبة ( و مثال ألمانيا التي كانت تتمنى لو أنها دولة افريقية في طريق النمو على أن تخضع في كل الأوقات لإبتزاز بني صهيون).
- هذا الموضوع المنقول للفائدة، يشرح بالتفصيل كيف ظهرت قضية الهولوكوست، و كيف استغلها و مايزال يستغلها الصهاينة لخداع الناس في الغرب.
يُستخدَم مصطلح «الإبادة» في العصر الحديث ليدل على محاولة القضاء على أقلية أو طائفة أو شعب قضاء كاملاً. ويُطلَق مصطلح «إبادة اليهود» (بالإنجليزية: إكستيرمينيشن أوف ذا جوز extermination of the Jews) في الخطاب السياسي الغربي على محاولة النازيين التخلص أساساً من أعضاء الجماعات اليهودية في ألمانيا وفي البلاد الأوربية (التي وقعت في دائرة نفوذ الألمان) عن طريق تصفيتهم جسدياً (من خلال أفران الغاز). وتُستخدَم أيضاً كلمة «جينوسايد » genocide وهي من مقطعين «جينو» من الكلمة اللاتينية «جيناس »genus» بمعنى «نوع» و«كايديس» caedes بمعنى «مذبحة».
وتُستخدَم أيضاً عبارة «الحل النهائي» للإشارة إلى «المخطط الذي وضعه النازيون لحل المسألة اليهودية بشكل جذري ونهائي ومنهجي وشامل عن طريق إبادة اليهود، أي تصفيتهم جسدياً».
ويُشار إلى الإبادة في معظم الأحيان بكلمة «هولوكوست» وهي كلمة يونانية تعني «حرق القربان بالكامل» (وتُترجم إلى العبرية بكلمة «شواه»، وتُترجم إلى العربية أحياناً بكلمة «المحرقة»). وكانت كلمة «هولوكوست» في الأصل مصطلحاً دينياً يهودياً يشير إلى القربان الذي يُضحَّى به للرب، فلا يُشوى فقط بل يُحرق حرقاً كاملاً غير منقوص على المذبح، ولا يُترك أي جزء منه لمن قدَّم القربان أو للكهنة الذين كانوا يتعيشون على القرابين المقدمة للرب. ولذلك، كان الهولوكوست يُعّدُّ من أكثر الطقوس قداسة، وكان يُقدَّم تكفيراً عن جريمة الكبرياء. ومن ناحية أخرى، كان الهولوكوست هو القربان الوحيد الذي يمكن للأغيار أن يُقدِّموه.
ومن العسير معرفة سر اختيار هذا المصطلح، ولكن يمكننا أن نقول إن المقصود عموماً هو تشبيه « الشعب اليهودي » بالقربان المحروق أو المشوي وأنه حُرق لأنه أكثر الشعوب قداسة. كما أن النازيين، باعتبارهم من الأغيار، يحق لهم القيام بهذا الطقس. أو ربما وقع الاختيار على هذا المصطلح ليعني أن يهود غرب أوربا أُحرقوا كقربان الهولوكوست في عملية الإبادة النازية ولم يبق منهم شيء، فهي إبادة كاملة بالمعنى الحرفي. ولكن حينما تستخدم الجماعات المسيحية الأصولية (الحرفية) في الولايات المتحدة كلمة «هولوكوست» فهي تركز على جريمة الكبرياء، إذ ترى أن الإبادة عقاب عادل حاق باليهود بسبب صلفهم وغرورهم وكبريائهم.
ويُشار إلى الإبادة أحياناً بأنها «حُربان» وهي كلمة عبرية تُستخدَم للإشارة إلى «هدم الهيكل»، فكأن الشعب اليهودي هنا هو الهيكل، أو البيت الذي يحل فيه الإله، والإبادة هي تهديم بيت الإله. وهذه الكلمة تُدخل حادثة الإبادة التاريخ اليهودي المقدَّس.
وفي الوقت الراهن، تُستخدَم كلمة «هولوكوست» في اللغات الأوربية للإشارة إلى أية كارثة عظمى. فيشير الصهاينة، على سبيل المثال، إلى «الزواج المختلط» بين اليهود بأنه «الهولوكوست الصامت» (بالإنجليزية: سايلانت هولوكوست silent Holocaust). وحينما يُصعِّد العرب من مقاومتهم للمستوطنين الصهاينة فإنهم ـ حسب المصطلح الصهيوني ـ يهددونهم بالهولوكوست. ( [1]).
يرد في وسائل الإعلام الغربية رقم «ستة ملايين» باعتباره عدد ضحايا الإبادة النازية لليهود. وقد استقر الرقم تماماً حتى أصبح من البدهيات، ولكن هناك رفضاً مبدئياً للرقم في الأوساط العلمية اليهودية وغير اليهودية.
وقد ناقش جارودي هذه الأكذوبة من عدة نواحي في كتابه الأساطير المؤسسة ،وذكر أن معظم الكتاب والمؤرخين لم يعثروا على أي وثيقة تدل على أن ما أطلق عليه مصطلح "الحل النهائي "للمسألة اليهودية يعني إبادتهم ،بل إن هناك إشارات كثيرة من بينها الرسائل المتبادلة بين القادة النازيين تدل على أن الحل النهائي هو تهجير اليهود خارج ألمانيا وأوربا وترحيلهم إلى مدغشقر مثلاً ،بل إن الأوامر الذي يقال إن هتلر أصدرها بشأن إبادة اليهود عام 1941 ،لا يوجد أي نص مكتوب ينص صراحة إلى تنفيذ عملية الابادة بالغاز ،ولا يوجد بالمثل أي أمر بوقف هذه العملية في 1944م ( [2]).
ففي الرسالة التي وجهها هملر إلى هتلر في حزيران عام 1940 يذكر أنه يتمنى أن يرى المسألة اليهودية وقد سويت تماماً بفضل تهجير جميع اليهود إلى افريقيا أو احدى المستعمرات( [3])
وأما ما يذكر من أن مؤتمر فانسي الذي عقد في يناير 1942 قرر فيه الابادة لليهود ،فلم يثبت أن مسألة التخلص من اليهود قد نوقشت في هذا المؤتمر ،وكل ما فيه هو الإشارة إلى نقل اليهود إلى أوربا الشرقية( [4] ).
وقد افتقرت محاكم المسؤولين النازيين إلى معظم وسائل المعلومات التي تتوافر عادة في أي محاكمة عادية ،وكان ينقصها التعرف على الأثار التي خلفها الجناة وأدوات الجريمة،وهي غرف الغاز،وقد ذكر القاضي ستيفن بينتر الأمريكي الموفد إلى موقع داخاو النازي في ألمانيا أنه مكث 17 شهراً فيه ولم يعثر على أي غرفة غاز فيها ،بل ما كان يعرض على أنه غرفة غاز لم يكن إلا غرفة لحرق جثث الموتى
وفي محكمة نورمبرج عام 1946 لمحاكمة النازيين ،تبنت هذه المحكمة أحكامها على أقوال الشهود ،لعدم وجود أي اثباتات مكتوبة أو وثائق يُعتد بها،،ويلاحظ من شهادات بعضهم عن وجود غرف الغاز أنها لم تكن مستمدة مما شاهدوه بأعينهم ولكن من أقوال سمعوها ([5] ).
ومن أهم هذه الشهادات شهادة رودلف هس القائد السابق لمعسكر أوشفيتس النازي حتى سنة 1943 ،والذي صرح فيها أن عدد الضحايا اليهود الذين أعدموا وأبيدوا بالغاز والأفران الحارقة بلغ مليونين ونصف المليون شخص ومن مات جوعاً وبالوباء نصف مليون ،وتبين بعد ذلك أن هذه الشهادة أخذت تحت التعذيب ([6] ).
وهناك شهادات يتضح فيها المغالطات والأكاذيب ،ومن ذلك شهادة أحد ضباط الأمن الخاصة النازية أمام المحكمة العسكرية في نورمبرج عام 1946 ،يقول فيها أنه كان يقتل يومياً 600 ألف شخص في المعسكرات النازية الثلاثة (بلزك وتريبلنكا وسوبيبور) ولو سلمنا بهذا الرقم لبلغ اجمالي عدد الضحايا 25 مليون شخص!
ويشير الكتاب النوي اليهودي الأمريكي إلى أن عدد اليهود في بلدان أوربا الخاضعة للسيطرة الألمانية بلغ في عام 1941 ،ثلاثة ملايين ومئة وعشرة ألاف وسبع مائة واثنين وعشرين 1,110722،بما في ذلك اليهود في ألمانيا ،فكيف يباد منهم إذن ستة ملايين( [7])
وفي تقرير ما يُعرف باسم (جيرشتاين ) أنه شاهد ذات مرة أشخاصاً يتراوح عددهم بين 700 -800 شخص مكدسين وقوفً في غرفة مساحتها 25 متراً مربعاً أي أنه كان هناك أكثر من 28 شخصاً في كل متر مربع!([8] )
وشهادة الطبيب المجري ميكلوس نيزلي والذي كان طبيباً في معسكر أوشفيتس النازي ،والذي ادعى فيها أن طول غرفة من غرف الغاز كان يبلغ 200 م ،بينما تقول الوثائثق التي قدمت للمحاكمة إن مساحات غرف الغاز كانت كالتالي 210م مربع و400م مربع و580م مربع ،وإذا سلمنا بالرقم الذي ذكره عن طول الغرفة لوجب أن يكون عرض هذه الغرف على التوالي هو 1,05، 2م ،2,90 م ،وهو أمر لا يعقل ،وعندما يقال إن ثلاثة ألاف شخص كانوا يدخلون هذه الغرف ويسيرون فيها بحرية وأنه كانت هناك أعمدة في الوسط ومقاعد على الجانبيين ([9] ).
أما بالنسبة لسلاح الجريمة وهو ما يعرف بأفران الغاز والتي كان يستخدم في ها الغاز المعروف باسم (زيكلون ب )،فقد ذكر أنه كان يوجد غرف غاز متنقلة وهي عبارة عن شاحنات يقال إن ألاف الأشخاص قد أبيدوا داخلها وذلك بتوجيه أنابيب طرد العادم إلى داخل الشاحنات،ولم يثبت وجود مثل هذه الشاحنات .
أما خرافة الصابون البشري ،فأول من روج لها فيزنتال في سلسلة مقالات نُشرت في صحيفة الجماعة اليهودية في النمسا (الطريق الجديد) في عام 1946 ،وذكر في مقالاته أنه سمع بذلك لأول مرة في نهاية عام 1942 في بولندا،وقد سمي هذا الصابون باسم rjf ،وقد رد على هذه الخرافة متحف الابادة النازية في اسرائيل (ديافاشيم) والذي أكد رسمياً أن النازيين لم يستخدموا جثث اليهود في صنع الصابون ،وكل ما في الأمر أن ألمانيا كانت تعاني خلال سنوات الحرب من نقص حاد في المواد الدهنية نومن ثم وُضع انتاج الصابون تحت إشراف الحكومة ،وكانت تُنقش على قطع الصابون الأحرف الثلاثة rjf،وهي اختصار عبارة ألمانية تعني (إدارة الرايخ للمواد التموينية الدهنية)،ولكن البعض فسر هذه الأحرف الثلاثة خطأ على أنها تعني دهن يهودي صاف ،ثم انتشرت الشائعة بعد ذلك بسرعة البرق( [10]).
أما بالنسبة للغاز المستخدم في عملية الابادة المزعومة ،فمن المعروف أن تكلفة مثل هذا الغاز مكلفة جداً ،ويجب تهوية الغرفة التي يستخدم فيها هذا الغاز بعد عشر ساعات على الأقل ،ويجب أن تكون الغرفة محكمة .
وقد قام بعض المهندسين الأمريكيين ويدعى لوشتر بزيارة ما يسمى غرف الغاز في المعسكرات النازية ،وقدم تقريراً سنة 1988م ، أكد فيه استحالة أن تكون هذه الغرف الموجود في المعسكرات النازية قد اتخدمت لقتل بشر بالغاز ،لأنها لا تصلح لذلك ،وفيها مخاطرة على حياة جميع الموجودين في الأماكن المحيطة ،وعلى رأسهم النازيين أنفسهم( [11])
أما بالنسبة للمحارق ،فلابد من التأكيد على أن وجود أعداد كبيرة من الأفران في المعسكرات النازية لا يُعد برهاناً على مقولات الابادة ،إذ كان الغرض منها هو محاولة الحد من انتشار وباء التيفوس ،وتوجد محارق مماثلة في جميع المدن الكبرى في أوربا كباريس ولندن( [12] ).
وقد ذكر المؤرخ الإسرائيلي يهودا باور، مدير قسم دراسات الهولوكوست في معهد دراسات اليهود في العصر الحديث التابع للجامعة العبرية، أن الرقم ستة ملايين لا أساس له من الصحة، وأن الرقم الحقيقي أقل من ذلك. وبيَّنت بحوث المؤرخ الفرنسي جورج ويلير أن العدد الإجمالي لمن أُبيدوا في أوشفيتس من اليهود وغير اليهود ليس أربعة ملايين وإنما هو 1.6 مليون وحسب، وأن هؤلاء لم يقضوا حتفهم من خلال أفران الغاز وحسب وإنما أيضاً بسبب الجوع والمرض والموت أثناء التعذيب والانتحار. ومما يجدر ذكره أن من يتبنون رقم ستة ملايين وغيره من الأرقام لا يشيرون من قريب أو بعيد إلى ظاهرة اختفاء اليهود من خلال عوامل طبيعية مثل :
الزواج المختلط وسوء التغذية والغازات والأوبئة (التي تتزايد بسبب ظروف الحرب).
وبغض النظر عن الرقم مليون أو الأربعة أو الستة ملايين،فإن ثمة خللاً أساسياً في المنطق الصهيوني يمكن تلخيص بعض جوانبه فيما يلي:
1 ـ التركيز على اليهود بالذات دون الجماعات الأخرى. فمع أن اليهود عانوا، مثلهم في ذلك مثل غيرهم من ضحايا النازية، إلا أن سياسة هتلر في الإبادة كانت موجهة أيضاً نحو الغجر والكاثوليك والمعارضين السياسيين والمرضى والمتخلفين عقلياً والسلاف عامة والبولنديين والروس على وجه الخصوص. وقد بلغ عدد ضحايا الحرب ما بين خمسة وثلاثين مليوناً وخمسين مليون، وخسر الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية ما بين سبعة عشر وعشرين مليوناً بين مدنيين وعسكريين، وخسر البولنديون نحو خمسة ملايين بعضهم من اليهود. وخسر الصينيون ما يزيد على عشرة ملايين ماتوا جوعاً أو قتلاً على يد الاحتلال الياباني.
2 ـ التركيز على المدنيين دون العسكريين. ومع ذلك، فإنه من بين العشرين مليون سوفيتي الذين قُتلوا في الحرب، كان هناك أربعة ملايين ونصف مليون مدني والباقون من العسكريين، ناهيك عن عدة ملايين من الألمان أرسلهم هتلر للموت في ساحة القتال. كما كان هناك كثيرون من جنود الحلفاء ضمن من قُتلوا في الحرب. ويجب ألا ننسى الجنود من الأفارقة والآسيويين الذين جُندوا، رغم أنفهم، ليشتركوا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث كانوا يوضعون في الصفوف الأمامية باعتبارهم مادة بشرية رخيصة.
3 ـ التركيز على الماضي دون الحاضر، وعلى ملايين اليهود الذين هلكوا قبل نحو نصف قرن، دون اهتمام مماثل بالملايين التي أُبيدت بعد ذلك. فقد فقدت كمبوتشيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية نحو مليوني شخص، وفَقَدت الجزائر أكثر من مليون شخص، وفقدت أفغانستان منذ الغزو السوفيتي عام 1978 نحو مليون قتيل، فضلاً عن مليوني مهاجر داخل البلد وخمسة ملايين مهاجر إلى خارجها حتى صاروا يمثلون نصف مجموع اللاجئين في العالم.
4 ـ وهناك، بطبيعة الحال، مشكلة ملايين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم والذين يخضعون لظروف إرهابية شبه دائمة.
لكن التشكيك في مدى دقة الرقم (الستة ملايين) لا يعني بحال من الأحوال التشكيك في الجريمة النازية ذاتها، فالجريمة النازية هي إحدى جرائم الحضارة الغربية الحديثة العديدة التي لا يمكن التهوين من شأنها ( [13] ).
[1] - المسيري،موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية،ج2،ص585-588.
[2] -الأساطير المؤسسة ،ص136-138.
[3] -جارودي، الأساطير المؤسسة ،ص154.
[4] - جارودي، الأساطير المؤسسة ،ص157.
[5] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص167-168.
[6] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص169-171.
[7] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص213.
[8] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص174.
[9] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص175.
[10] -جارودي، الأساطير المؤسسة،ص188-190.
[11] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص190-192.
[12] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص219.
[13] - المسيري،موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية،ج2،ص667-668.
- برع الصهاينة في تزوير التاريخ و تشويه الحقائق بالتوازي مع البكاء و الشكاوي بمبرر و دونه ...
- قضية الهولوكوست التي يدعي بني صهيون أن النازية قضت على 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية 2 هي أضخم كذبة في التاريخ الحديث و سبق و أن فندها مؤرخون عديدون و لكن قليل منهم من تجرأ و أعلن أبحاثه علنا - كما حدث للمفكر الفرنسي الراحل روجي غارودي- لأن الصهاينة شرعوا في عدة بلدان غربية قانون يعاقب بشدة من ينكر الأمر و بشكل يجعله منبوذ طيلة حياته مع إلصاق تهمة "معاداة السامية" الغريبة ( و مثال ألمانيا التي كانت تتمنى لو أنها دولة افريقية في طريق النمو على أن تخضع في كل الأوقات لإبتزاز بني صهيون).
- هذا الموضوع المنقول للفائدة، يشرح بالتفصيل كيف ظهرت قضية الهولوكوست، و كيف استغلها و مايزال يستغلها الصهاينة لخداع الناس في الغرب.
يُستخدَم مصطلح «الإبادة» في العصر الحديث ليدل على محاولة القضاء على أقلية أو طائفة أو شعب قضاء كاملاً. ويُطلَق مصطلح «إبادة اليهود» (بالإنجليزية: إكستيرمينيشن أوف ذا جوز extermination of the Jews) في الخطاب السياسي الغربي على محاولة النازيين التخلص أساساً من أعضاء الجماعات اليهودية في ألمانيا وفي البلاد الأوربية (التي وقعت في دائرة نفوذ الألمان) عن طريق تصفيتهم جسدياً (من خلال أفران الغاز). وتُستخدَم أيضاً كلمة «جينوسايد » genocide وهي من مقطعين «جينو» من الكلمة اللاتينية «جيناس »genus» بمعنى «نوع» و«كايديس» caedes بمعنى «مذبحة».
وتُستخدَم أيضاً عبارة «الحل النهائي» للإشارة إلى «المخطط الذي وضعه النازيون لحل المسألة اليهودية بشكل جذري ونهائي ومنهجي وشامل عن طريق إبادة اليهود، أي تصفيتهم جسدياً».
ويُشار إلى الإبادة في معظم الأحيان بكلمة «هولوكوست» وهي كلمة يونانية تعني «حرق القربان بالكامل» (وتُترجم إلى العبرية بكلمة «شواه»، وتُترجم إلى العربية أحياناً بكلمة «المحرقة»). وكانت كلمة «هولوكوست» في الأصل مصطلحاً دينياً يهودياً يشير إلى القربان الذي يُضحَّى به للرب، فلا يُشوى فقط بل يُحرق حرقاً كاملاً غير منقوص على المذبح، ولا يُترك أي جزء منه لمن قدَّم القربان أو للكهنة الذين كانوا يتعيشون على القرابين المقدمة للرب. ولذلك، كان الهولوكوست يُعّدُّ من أكثر الطقوس قداسة، وكان يُقدَّم تكفيراً عن جريمة الكبرياء. ومن ناحية أخرى، كان الهولوكوست هو القربان الوحيد الذي يمكن للأغيار أن يُقدِّموه.
ومن العسير معرفة سر اختيار هذا المصطلح، ولكن يمكننا أن نقول إن المقصود عموماً هو تشبيه « الشعب اليهودي » بالقربان المحروق أو المشوي وأنه حُرق لأنه أكثر الشعوب قداسة. كما أن النازيين، باعتبارهم من الأغيار، يحق لهم القيام بهذا الطقس. أو ربما وقع الاختيار على هذا المصطلح ليعني أن يهود غرب أوربا أُحرقوا كقربان الهولوكوست في عملية الإبادة النازية ولم يبق منهم شيء، فهي إبادة كاملة بالمعنى الحرفي. ولكن حينما تستخدم الجماعات المسيحية الأصولية (الحرفية) في الولايات المتحدة كلمة «هولوكوست» فهي تركز على جريمة الكبرياء، إذ ترى أن الإبادة عقاب عادل حاق باليهود بسبب صلفهم وغرورهم وكبريائهم.
ويُشار إلى الإبادة أحياناً بأنها «حُربان» وهي كلمة عبرية تُستخدَم للإشارة إلى «هدم الهيكل»، فكأن الشعب اليهودي هنا هو الهيكل، أو البيت الذي يحل فيه الإله، والإبادة هي تهديم بيت الإله. وهذه الكلمة تُدخل حادثة الإبادة التاريخ اليهودي المقدَّس.
وفي الوقت الراهن، تُستخدَم كلمة «هولوكوست» في اللغات الأوربية للإشارة إلى أية كارثة عظمى. فيشير الصهاينة، على سبيل المثال، إلى «الزواج المختلط» بين اليهود بأنه «الهولوكوست الصامت» (بالإنجليزية: سايلانت هولوكوست silent Holocaust). وحينما يُصعِّد العرب من مقاومتهم للمستوطنين الصهاينة فإنهم ـ حسب المصطلح الصهيوني ـ يهددونهم بالهولوكوست. ( [1]).
يرد في وسائل الإعلام الغربية رقم «ستة ملايين» باعتباره عدد ضحايا الإبادة النازية لليهود. وقد استقر الرقم تماماً حتى أصبح من البدهيات، ولكن هناك رفضاً مبدئياً للرقم في الأوساط العلمية اليهودية وغير اليهودية.
وقد ناقش جارودي هذه الأكذوبة من عدة نواحي في كتابه الأساطير المؤسسة ،وذكر أن معظم الكتاب والمؤرخين لم يعثروا على أي وثيقة تدل على أن ما أطلق عليه مصطلح "الحل النهائي "للمسألة اليهودية يعني إبادتهم ،بل إن هناك إشارات كثيرة من بينها الرسائل المتبادلة بين القادة النازيين تدل على أن الحل النهائي هو تهجير اليهود خارج ألمانيا وأوربا وترحيلهم إلى مدغشقر مثلاً ،بل إن الأوامر الذي يقال إن هتلر أصدرها بشأن إبادة اليهود عام 1941 ،لا يوجد أي نص مكتوب ينص صراحة إلى تنفيذ عملية الابادة بالغاز ،ولا يوجد بالمثل أي أمر بوقف هذه العملية في 1944م ( [2]).
ففي الرسالة التي وجهها هملر إلى هتلر في حزيران عام 1940 يذكر أنه يتمنى أن يرى المسألة اليهودية وقد سويت تماماً بفضل تهجير جميع اليهود إلى افريقيا أو احدى المستعمرات( [3])
وأما ما يذكر من أن مؤتمر فانسي الذي عقد في يناير 1942 قرر فيه الابادة لليهود ،فلم يثبت أن مسألة التخلص من اليهود قد نوقشت في هذا المؤتمر ،وكل ما فيه هو الإشارة إلى نقل اليهود إلى أوربا الشرقية( [4] ).
وقد افتقرت محاكم المسؤولين النازيين إلى معظم وسائل المعلومات التي تتوافر عادة في أي محاكمة عادية ،وكان ينقصها التعرف على الأثار التي خلفها الجناة وأدوات الجريمة،وهي غرف الغاز،وقد ذكر القاضي ستيفن بينتر الأمريكي الموفد إلى موقع داخاو النازي في ألمانيا أنه مكث 17 شهراً فيه ولم يعثر على أي غرفة غاز فيها ،بل ما كان يعرض على أنه غرفة غاز لم يكن إلا غرفة لحرق جثث الموتى
وفي محكمة نورمبرج عام 1946 لمحاكمة النازيين ،تبنت هذه المحكمة أحكامها على أقوال الشهود ،لعدم وجود أي اثباتات مكتوبة أو وثائق يُعتد بها،،ويلاحظ من شهادات بعضهم عن وجود غرف الغاز أنها لم تكن مستمدة مما شاهدوه بأعينهم ولكن من أقوال سمعوها ([5] ).
ومن أهم هذه الشهادات شهادة رودلف هس القائد السابق لمعسكر أوشفيتس النازي حتى سنة 1943 ،والذي صرح فيها أن عدد الضحايا اليهود الذين أعدموا وأبيدوا بالغاز والأفران الحارقة بلغ مليونين ونصف المليون شخص ومن مات جوعاً وبالوباء نصف مليون ،وتبين بعد ذلك أن هذه الشهادة أخذت تحت التعذيب ([6] ).
وهناك شهادات يتضح فيها المغالطات والأكاذيب ،ومن ذلك شهادة أحد ضباط الأمن الخاصة النازية أمام المحكمة العسكرية في نورمبرج عام 1946 ،يقول فيها أنه كان يقتل يومياً 600 ألف شخص في المعسكرات النازية الثلاثة (بلزك وتريبلنكا وسوبيبور) ولو سلمنا بهذا الرقم لبلغ اجمالي عدد الضحايا 25 مليون شخص!
ويشير الكتاب النوي اليهودي الأمريكي إلى أن عدد اليهود في بلدان أوربا الخاضعة للسيطرة الألمانية بلغ في عام 1941 ،ثلاثة ملايين ومئة وعشرة ألاف وسبع مائة واثنين وعشرين 1,110722،بما في ذلك اليهود في ألمانيا ،فكيف يباد منهم إذن ستة ملايين( [7])
وفي تقرير ما يُعرف باسم (جيرشتاين ) أنه شاهد ذات مرة أشخاصاً يتراوح عددهم بين 700 -800 شخص مكدسين وقوفً في غرفة مساحتها 25 متراً مربعاً أي أنه كان هناك أكثر من 28 شخصاً في كل متر مربع!([8] )
وشهادة الطبيب المجري ميكلوس نيزلي والذي كان طبيباً في معسكر أوشفيتس النازي ،والذي ادعى فيها أن طول غرفة من غرف الغاز كان يبلغ 200 م ،بينما تقول الوثائثق التي قدمت للمحاكمة إن مساحات غرف الغاز كانت كالتالي 210م مربع و400م مربع و580م مربع ،وإذا سلمنا بالرقم الذي ذكره عن طول الغرفة لوجب أن يكون عرض هذه الغرف على التوالي هو 1,05، 2م ،2,90 م ،وهو أمر لا يعقل ،وعندما يقال إن ثلاثة ألاف شخص كانوا يدخلون هذه الغرف ويسيرون فيها بحرية وأنه كانت هناك أعمدة في الوسط ومقاعد على الجانبيين ([9] ).
أما بالنسبة لسلاح الجريمة وهو ما يعرف بأفران الغاز والتي كان يستخدم في ها الغاز المعروف باسم (زيكلون ب )،فقد ذكر أنه كان يوجد غرف غاز متنقلة وهي عبارة عن شاحنات يقال إن ألاف الأشخاص قد أبيدوا داخلها وذلك بتوجيه أنابيب طرد العادم إلى داخل الشاحنات،ولم يثبت وجود مثل هذه الشاحنات .
أما خرافة الصابون البشري ،فأول من روج لها فيزنتال في سلسلة مقالات نُشرت في صحيفة الجماعة اليهودية في النمسا (الطريق الجديد) في عام 1946 ،وذكر في مقالاته أنه سمع بذلك لأول مرة في نهاية عام 1942 في بولندا،وقد سمي هذا الصابون باسم rjf ،وقد رد على هذه الخرافة متحف الابادة النازية في اسرائيل (ديافاشيم) والذي أكد رسمياً أن النازيين لم يستخدموا جثث اليهود في صنع الصابون ،وكل ما في الأمر أن ألمانيا كانت تعاني خلال سنوات الحرب من نقص حاد في المواد الدهنية نومن ثم وُضع انتاج الصابون تحت إشراف الحكومة ،وكانت تُنقش على قطع الصابون الأحرف الثلاثة rjf،وهي اختصار عبارة ألمانية تعني (إدارة الرايخ للمواد التموينية الدهنية)،ولكن البعض فسر هذه الأحرف الثلاثة خطأ على أنها تعني دهن يهودي صاف ،ثم انتشرت الشائعة بعد ذلك بسرعة البرق( [10]).
أما بالنسبة للغاز المستخدم في عملية الابادة المزعومة ،فمن المعروف أن تكلفة مثل هذا الغاز مكلفة جداً ،ويجب تهوية الغرفة التي يستخدم فيها هذا الغاز بعد عشر ساعات على الأقل ،ويجب أن تكون الغرفة محكمة .
وقد قام بعض المهندسين الأمريكيين ويدعى لوشتر بزيارة ما يسمى غرف الغاز في المعسكرات النازية ،وقدم تقريراً سنة 1988م ، أكد فيه استحالة أن تكون هذه الغرف الموجود في المعسكرات النازية قد اتخدمت لقتل بشر بالغاز ،لأنها لا تصلح لذلك ،وفيها مخاطرة على حياة جميع الموجودين في الأماكن المحيطة ،وعلى رأسهم النازيين أنفسهم( [11])
أما بالنسبة للمحارق ،فلابد من التأكيد على أن وجود أعداد كبيرة من الأفران في المعسكرات النازية لا يُعد برهاناً على مقولات الابادة ،إذ كان الغرض منها هو محاولة الحد من انتشار وباء التيفوس ،وتوجد محارق مماثلة في جميع المدن الكبرى في أوربا كباريس ولندن( [12] ).
وقد ذكر المؤرخ الإسرائيلي يهودا باور، مدير قسم دراسات الهولوكوست في معهد دراسات اليهود في العصر الحديث التابع للجامعة العبرية، أن الرقم ستة ملايين لا أساس له من الصحة، وأن الرقم الحقيقي أقل من ذلك. وبيَّنت بحوث المؤرخ الفرنسي جورج ويلير أن العدد الإجمالي لمن أُبيدوا في أوشفيتس من اليهود وغير اليهود ليس أربعة ملايين وإنما هو 1.6 مليون وحسب، وأن هؤلاء لم يقضوا حتفهم من خلال أفران الغاز وحسب وإنما أيضاً بسبب الجوع والمرض والموت أثناء التعذيب والانتحار. ومما يجدر ذكره أن من يتبنون رقم ستة ملايين وغيره من الأرقام لا يشيرون من قريب أو بعيد إلى ظاهرة اختفاء اليهود من خلال عوامل طبيعية مثل :
الزواج المختلط وسوء التغذية والغازات والأوبئة (التي تتزايد بسبب ظروف الحرب).
وبغض النظر عن الرقم مليون أو الأربعة أو الستة ملايين،فإن ثمة خللاً أساسياً في المنطق الصهيوني يمكن تلخيص بعض جوانبه فيما يلي:
1 ـ التركيز على اليهود بالذات دون الجماعات الأخرى. فمع أن اليهود عانوا، مثلهم في ذلك مثل غيرهم من ضحايا النازية، إلا أن سياسة هتلر في الإبادة كانت موجهة أيضاً نحو الغجر والكاثوليك والمعارضين السياسيين والمرضى والمتخلفين عقلياً والسلاف عامة والبولنديين والروس على وجه الخصوص. وقد بلغ عدد ضحايا الحرب ما بين خمسة وثلاثين مليوناً وخمسين مليون، وخسر الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية ما بين سبعة عشر وعشرين مليوناً بين مدنيين وعسكريين، وخسر البولنديون نحو خمسة ملايين بعضهم من اليهود. وخسر الصينيون ما يزيد على عشرة ملايين ماتوا جوعاً أو قتلاً على يد الاحتلال الياباني.
2 ـ التركيز على المدنيين دون العسكريين. ومع ذلك، فإنه من بين العشرين مليون سوفيتي الذين قُتلوا في الحرب، كان هناك أربعة ملايين ونصف مليون مدني والباقون من العسكريين، ناهيك عن عدة ملايين من الألمان أرسلهم هتلر للموت في ساحة القتال. كما كان هناك كثيرون من جنود الحلفاء ضمن من قُتلوا في الحرب. ويجب ألا ننسى الجنود من الأفارقة والآسيويين الذين جُندوا، رغم أنفهم، ليشتركوا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث كانوا يوضعون في الصفوف الأمامية باعتبارهم مادة بشرية رخيصة.
3 ـ التركيز على الماضي دون الحاضر، وعلى ملايين اليهود الذين هلكوا قبل نحو نصف قرن، دون اهتمام مماثل بالملايين التي أُبيدت بعد ذلك. فقد فقدت كمبوتشيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية نحو مليوني شخص، وفَقَدت الجزائر أكثر من مليون شخص، وفقدت أفغانستان منذ الغزو السوفيتي عام 1978 نحو مليون قتيل، فضلاً عن مليوني مهاجر داخل البلد وخمسة ملايين مهاجر إلى خارجها حتى صاروا يمثلون نصف مجموع اللاجئين في العالم.
4 ـ وهناك، بطبيعة الحال، مشكلة ملايين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم والذين يخضعون لظروف إرهابية شبه دائمة.
لكن التشكيك في مدى دقة الرقم (الستة ملايين) لا يعني بحال من الأحوال التشكيك في الجريمة النازية ذاتها، فالجريمة النازية هي إحدى جرائم الحضارة الغربية الحديثة العديدة التي لا يمكن التهوين من شأنها ( [13] ).
[1] - المسيري،موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية،ج2،ص585-588.
[2] -الأساطير المؤسسة ،ص136-138.
[3] -جارودي، الأساطير المؤسسة ،ص154.
[4] - جارودي، الأساطير المؤسسة ،ص157.
[5] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص167-168.
[6] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص169-171.
[7] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص213.
[8] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص174.
[9] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص175.
[10] -جارودي، الأساطير المؤسسة،ص188-190.
[11] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص190-192.
[12] - جارودي، الأساطير المؤسسة،ص219.
[13] - المسيري،موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية،ج2،ص667-668.