تهديدات الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة
أعد هذا التقرير: مركز الاستخبارات الأميركي الوطني للجو والفضاء
بمساهمات بارزة من:
وكالة استخبارات الدفاع والصواريخ الأمريكية
و
مركز استخبارات الفضاء الأمريكي
و
مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكية
ترجمة: عبير البحرين
النتائج الرئيسية
ترى الكثير من الدول في أنظمة الصواريخ البالستية والصواريخ الجوالة أسلحة غير مكلفة فضلاً عن كونها أحد رموز القوة التي تملكها الدولة، كما أنها تمثل تهديداً في الحروب غير النظامية ضد القوات الجوية الأمريكية. والكثير من الصواريخ البالستية والجوالة تكون مزودة بأسلحة الدمار الشامل.
وقد كشفت كوريا الشمالية النقاب عن صاروخ هواسونج – 13 البالستي العابر للقارات (ICBM) في نفس الوقت الذي تقوم فيه بتطوير تايبو دونج -2 (TD-2) والذي أطلق قمراً صناعياً لأول مرة في ديسمبر 2012. كما يتم تطوير صواريخ بالستية متوسطة المدى (IRBM) وصاروخ بالستي جديد بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM).
وتستطيع إيران تطوير واختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) وقدرتها على الوصول في مداها إلى الولايات المتحدة بحلول 2015. وكانت إيران قد أطلقت بنجاح منذ عام 2008 مركبات Safir الفضائية ذات المرحلتين (SLV) وكشفت النقاب عن مركبات Simorghi الفضائية (SLV) الأكبر حجماً والتي يمكن استخدامها لاختبار تكنولوجيا الصواريخ العابرة للقارات (ICBM). كما كشفت إيران منذ عام عن الصاروخ 2010 (Qiam-I) وهو صاروخ بالستي بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM)، وهو يمثل الجيل الرابع من فتح 110 لهذه الصواريخ، وتزعم أنها تقوم بإنتاج واسع النطاق للصواريخ البالستية المضادة للسفن (ASBM). وقد عدلت إيران من صاروخ شهاب 3 البالستي متوسط المدى (MRBM) بهدف توسيع مداه وزيادة فعاليته، وتقول أنها قامت بنشر صاروخ طراز سجيل Sejjil وهو من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، المزودة بمتفجرات مجسمة ذات مرحلتين.
وتمتلك الصين أكثر أنظمة تطوير الصواريخ البالستية تنوعاً في العالم. فهي تقوم بتطوير واختبار الصواريخ الهجومية وتكوين وحدات صواريخ إضافية ورفع الكفاءة النوعية لأنظمة الصواريخ وتطوير وسائل مواجهة الصواريخ البالستية الدفاعية. وتتوسع الصين في قوة صواريخها البالستية من حيث الحجم والأنواع، وتواصل في زرع الصواريخ البالستية المزودة بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM) المزودة بأسلحة تقليدية قبالة تايوان، وتعمل على تطوير عدد من الصواريخ البالستية متوسطة المدى (MRBM) الجديدة المحمولة والمزودة بأسلحة تقليدية. ومن بين المكونات الرئيسية في البرنامج الصيني للتحديث العسكري صواريخ CSS-5 وهي صواريخ بالستية مضادة للسفن ( ASBM)، والمصممة خصيصاً للحيلولة دون القوات العسكرية للعدو من التدخل في النزاعات الإقليمية. وأضافت الصين صواريخ ( DF3IA) CSS-10 Mod 2 إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM)، كما أن هذا النوع من الصواريخ سيكون قادراً في المستقبل على استخدام رؤوس وآليات نقل متعددة الأهداف (MIRV). ومن المرجح أن عدد الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة قد يربو على 100 صاروخ في غضون السنوات الـ 15 القادمة. كما تقوم الصين بتطوير الصاروخ الجديد JL-2 وهو صاروخ بالستي يطلق من الغواصات البحرية (SLBM).
وتواصل كل من الهند وباكستان تطوير الصواريخ البالستية قصيرة المدى (SRBM) وطويلة المدى (LRBM). وقد تم إطلاق الصاروخ الهندي Agni IV البالستي متوسط المدى مرتين منذ عام 2010، كما قامت بأول اختبار لصاروخ Agni IV البالستي العابر للقارات (ICBM) في أبريل 2012. وتفيد التقارير بأنه يجرى تطوير صاروخ جديد طراز Agni IV وهو صاروخ طويل المدى، ويمر حالياً بمرحلة التصميم.
ولازالت روسيا تملك أكثر من 1400 رؤوس نووية يتم نشرها في الصواريخ البالستية، وهي قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن حجم قوة الصواريخ الاستراتيجية الروسية يتقلص نتيجة سياسات التحكم في انتشار الأسلحة بالإضافة إلى الموارد المحدودة لتمويل برامج التسليح، إلا أن روسيا تمضي في طريق تطوير أنظمة جديدة للصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) والصواريخ البالستية التي تطلقها الغواصات البحرية (SLBM)، ومن المتوقع أن تحتفظ بمركزها كأكبر قوة مالكة للصواريخ البالستية الاستراتيجية خارج الولايات المتحدة. وقد قامت روسيا باختبار نوع جديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) في عام 2012، وتقترب من تطوير صواريخ طراز Bulava البالستية التي يتم إطلاقها من الغواضات البحرية (SLBM). وقد أعلن المسئولون الروس بأن روسيا تعكف على برنامج لتطوير الصواريخ العابرة للقارات (ICBM) المزودة بمتفجرات سائلة.
وتعد قاذفات الصواريخ الجوالة (LACM) التي تطلق على أهداف برية من أكثر أنظمة التسليح فعالية وكفاءة والتي تمثل مصدر تهديد كبير في العمليات العسكرية. وسوف تكون هناك تسع دول أجنبية على الأقل قادرة على إنتاج هذه القاذفات الصاروخية خلال العقد القادم، وستكون هناك العديد من الصواريخ المتاحة للتصدير.
تهديدات الصواريخ البالستية والجوالة عبر التاريخ
تمثل الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة تهديداً كبيراً لقوات الولايات المتحدة وقوات حلفائها في الخارج، كما انها تهدد الأراضي الأمريكية. وتعد الصواريخ من الأسلحة التي تجذب العديد من الدول لأنه يمكن استخدامها بفعالية كبيرة ضد أنظمة الدفاع الجوي القوية للأعداء، حيث يكون الهجوم بواسطة الطائرات التي يقودها الطيارون غير عملي ومكلف للغاية.
هذا بالإضافة إلى أن الصواريخ يمكن استخدامها كقوة ردع أو كوسيلة قمع، كما أنها تتمتع بميزة إضافية تتمثل في احتياجها إلى عمليات صيانة قليلة ومتطلبات تدريب ومستلزمات لوجستية أقل من الطائرات التي يقودها طيارون. بل أنه حتى الاستخدام المحدود لهذه الصواريخ يمكن أن تكون له تداعيات مدمرة لأنه يمكن تسليحها برؤوس وأسلحة كيميائية وبيولوجية.
ويستمر تهديد الصواريخ البالستية والصواريخ الجوالة في الزيادة مع انتشار تكنولوجيا صناعة الصواريخ. فهناك ما يزيد على 20 دولة في العالم تملك أنظمة صواريخ بالستية، ومن المرجح أن تكون الصواريخ مصدر تهديد كبير في النزاعات المستقبلية التي تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها. وقد استخدمت الصواريخ البالستية في العديد من النزاعات خلال السنوات الثلاثين الماضية، من بينها الحرب الإيرانية – العراقية والحرب الأهلية في أفغانستان وحرب اليمن، وحربا الخليج الأولى والثانية في عامي 1991 و 2003، والعمليات العسكرية الروسية في الشيشان وجورجيا، ومؤخراً في الصراع الدائر في سوريا. وعلى الرغم من أن قاذفات الصواريخ التي تطلق على الأهداف البرية (LACM) لم تنتشر بعد على نطاق واسع، إلا أنه توجد 20 دولة على الأقل تستطيع امتلاك هذا النوع من الصواريخ خلال العقد التالي.
وتضطلع القوات الجوية للولايات المتحدة، بالتعاون مع الأجهزة العسكرية الأخرى. بمسئولية مواجهة التهديد الصادر عن الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة بواسطة سياسة الردع والقمع إذا استلزم الأمر. وسياسة القمع تتضمن شن هجمات على أنظمة الصواريخ قبل إطلاقها وأثناء تحليقها، وأيضا الهجوم على المنشآت والبنية التحتية الداعمة لهذه الصواريخ. وتتضمن الوثيقة الحالية معلومات حول بعض أنظمة الصواريخ البالستية وقاذفات الصواريخ الحالية والمتوقعة لدى القوات الأجنبية. وقد تم استخدام قاذفات الصواريخ والصواريخ البالستية لأول مرة بواسطة ألمانيا عند هجومها على أهداف في بريطانيا وشمال أوروبا بقاذفات الصواريخ طراز 1-V والصواريخ البالستية طراز 2-V أثناء الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن هذه الصواريخ لم تكن دقيقة الصنع، إلا أنها أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الضحايا في دول الحلفاء.
الرؤوس الحربية والأهداف
يمكن تسليح الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة برؤوس حربية تقليدية أو غير تقليدية. فرؤوس الحرب التقليدية يتم حشوها بمتفجرات كيميائية مثل TNT. وتعتمد على تفجير المتفجرات وما يترتب على ذلك من شظايا الجسم المعدني الخارجي كآلية من آليات القتل. أما رؤوس الحرب غير التقليدية فتشمل أسلحة الدمار الشامل (النووي والبيولوجي والكيميائي) ورؤوس حرب لا تتسبب في القتل، وهي نوع جديد من رؤوس حربية مصممة بهدف إبطال فعالية المعدات وليس إيقاع الأذى بالأفراد. ويمكن تجميع رؤوس الحرب التقليدية والبيولوجية والكيميائية في رؤوس فردية وفي الفرعية (قنابل صغيرة متعددة يتم إطلاقها من مستوى مرتفع لتنتشر على مساحة واسعة).
وتصلح رؤوس الحرب التقليدية للإستخدام على أهداف محددة. فعلى سبيل المثال، تستخدم الذخائر الفرعية لإحداث حفر في مدارج هبوط وإقلاع الطائرات أو في تدمير المركبات المسلحة. فرؤوس الحرب المخترقة penetrator التي تستخدم عدداً قليلاً نسبيا من المتفجرات يحيط بها جسم معدني ثقيل يمكن أن تخترق هياكل صلبة، مثل الغرف المحصنة تحت الأرض، لتدمير محتوياتها.
وهناك العديد من الصواريخ البالستية طويلة المدى والصواريخ البالستية الموجهة لأهداف برية LACM تحمل رؤوساً نووية. ومعظم هذه الرؤوس النووية مزودة بقوة تفجيرية تزيد في قوتها من عشر إلى مئات المرات على القنابل الذرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
وتعد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ذات جاذبية خاصة للكثير من دول العالم الثالث لأنها أكثر سهولة من الأسلحة النووية، كما أن العديد من الدول التي تملك برامج أسلحة كيميائية وبيولوجية لديها صواريخ بالستية وقاذفات الصواريخ الجوالة. ولا يعد عامل الدقة مهماً عند استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق الحضر أو مناطق التمركز المكثف للقوات المسلحة. ويمكن تجميع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في ذخائر فرعية لكي تنتشر على مساحات واسعة، كما أنها قادرة على إحداث خسائر فادحة منها نشر الذعر والفوضى بين المدنيين فضلاً عن إضعاف العمليات العسكرية المعادية.
أعد هذا التقرير: مركز الاستخبارات الأميركي الوطني للجو والفضاء
بمساهمات بارزة من:
وكالة استخبارات الدفاع والصواريخ الأمريكية
و
مركز استخبارات الفضاء الأمريكي
و
مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكية
ترجمة: عبير البحرين
النتائج الرئيسية
ترى الكثير من الدول في أنظمة الصواريخ البالستية والصواريخ الجوالة أسلحة غير مكلفة فضلاً عن كونها أحد رموز القوة التي تملكها الدولة، كما أنها تمثل تهديداً في الحروب غير النظامية ضد القوات الجوية الأمريكية. والكثير من الصواريخ البالستية والجوالة تكون مزودة بأسلحة الدمار الشامل.
وقد كشفت كوريا الشمالية النقاب عن صاروخ هواسونج – 13 البالستي العابر للقارات (ICBM) في نفس الوقت الذي تقوم فيه بتطوير تايبو دونج -2 (TD-2) والذي أطلق قمراً صناعياً لأول مرة في ديسمبر 2012. كما يتم تطوير صواريخ بالستية متوسطة المدى (IRBM) وصاروخ بالستي جديد بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM).
وتستطيع إيران تطوير واختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) وقدرتها على الوصول في مداها إلى الولايات المتحدة بحلول 2015. وكانت إيران قد أطلقت بنجاح منذ عام 2008 مركبات Safir الفضائية ذات المرحلتين (SLV) وكشفت النقاب عن مركبات Simorghi الفضائية (SLV) الأكبر حجماً والتي يمكن استخدامها لاختبار تكنولوجيا الصواريخ العابرة للقارات (ICBM). كما كشفت إيران منذ عام عن الصاروخ 2010 (Qiam-I) وهو صاروخ بالستي بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM)، وهو يمثل الجيل الرابع من فتح 110 لهذه الصواريخ، وتزعم أنها تقوم بإنتاج واسع النطاق للصواريخ البالستية المضادة للسفن (ASBM). وقد عدلت إيران من صاروخ شهاب 3 البالستي متوسط المدى (MRBM) بهدف توسيع مداه وزيادة فعاليته، وتقول أنها قامت بنشر صاروخ طراز سجيل Sejjil وهو من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، المزودة بمتفجرات مجسمة ذات مرحلتين.
وتمتلك الصين أكثر أنظمة تطوير الصواريخ البالستية تنوعاً في العالم. فهي تقوم بتطوير واختبار الصواريخ الهجومية وتكوين وحدات صواريخ إضافية ورفع الكفاءة النوعية لأنظمة الصواريخ وتطوير وسائل مواجهة الصواريخ البالستية الدفاعية. وتتوسع الصين في قوة صواريخها البالستية من حيث الحجم والأنواع، وتواصل في زرع الصواريخ البالستية المزودة بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM) المزودة بأسلحة تقليدية قبالة تايوان، وتعمل على تطوير عدد من الصواريخ البالستية متوسطة المدى (MRBM) الجديدة المحمولة والمزودة بأسلحة تقليدية. ومن بين المكونات الرئيسية في البرنامج الصيني للتحديث العسكري صواريخ CSS-5 وهي صواريخ بالستية مضادة للسفن ( ASBM)، والمصممة خصيصاً للحيلولة دون القوات العسكرية للعدو من التدخل في النزاعات الإقليمية. وأضافت الصين صواريخ ( DF3IA) CSS-10 Mod 2 إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM)، كما أن هذا النوع من الصواريخ سيكون قادراً في المستقبل على استخدام رؤوس وآليات نقل متعددة الأهداف (MIRV). ومن المرجح أن عدد الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة قد يربو على 100 صاروخ في غضون السنوات الـ 15 القادمة. كما تقوم الصين بتطوير الصاروخ الجديد JL-2 وهو صاروخ بالستي يطلق من الغواصات البحرية (SLBM).
وتواصل كل من الهند وباكستان تطوير الصواريخ البالستية قصيرة المدى (SRBM) وطويلة المدى (LRBM). وقد تم إطلاق الصاروخ الهندي Agni IV البالستي متوسط المدى مرتين منذ عام 2010، كما قامت بأول اختبار لصاروخ Agni IV البالستي العابر للقارات (ICBM) في أبريل 2012. وتفيد التقارير بأنه يجرى تطوير صاروخ جديد طراز Agni IV وهو صاروخ طويل المدى، ويمر حالياً بمرحلة التصميم.
ولازالت روسيا تملك أكثر من 1400 رؤوس نووية يتم نشرها في الصواريخ البالستية، وهي قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن حجم قوة الصواريخ الاستراتيجية الروسية يتقلص نتيجة سياسات التحكم في انتشار الأسلحة بالإضافة إلى الموارد المحدودة لتمويل برامج التسليح، إلا أن روسيا تمضي في طريق تطوير أنظمة جديدة للصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) والصواريخ البالستية التي تطلقها الغواصات البحرية (SLBM)، ومن المتوقع أن تحتفظ بمركزها كأكبر قوة مالكة للصواريخ البالستية الاستراتيجية خارج الولايات المتحدة. وقد قامت روسيا باختبار نوع جديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM) في عام 2012، وتقترب من تطوير صواريخ طراز Bulava البالستية التي يتم إطلاقها من الغواضات البحرية (SLBM). وقد أعلن المسئولون الروس بأن روسيا تعكف على برنامج لتطوير الصواريخ العابرة للقارات (ICBM) المزودة بمتفجرات سائلة.
وتعد قاذفات الصواريخ الجوالة (LACM) التي تطلق على أهداف برية من أكثر أنظمة التسليح فعالية وكفاءة والتي تمثل مصدر تهديد كبير في العمليات العسكرية. وسوف تكون هناك تسع دول أجنبية على الأقل قادرة على إنتاج هذه القاذفات الصاروخية خلال العقد القادم، وستكون هناك العديد من الصواريخ المتاحة للتصدير.
تهديدات الصواريخ البالستية والجوالة عبر التاريخ
تمثل الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة تهديداً كبيراً لقوات الولايات المتحدة وقوات حلفائها في الخارج، كما انها تهدد الأراضي الأمريكية. وتعد الصواريخ من الأسلحة التي تجذب العديد من الدول لأنه يمكن استخدامها بفعالية كبيرة ضد أنظمة الدفاع الجوي القوية للأعداء، حيث يكون الهجوم بواسطة الطائرات التي يقودها الطيارون غير عملي ومكلف للغاية.
هذا بالإضافة إلى أن الصواريخ يمكن استخدامها كقوة ردع أو كوسيلة قمع، كما أنها تتمتع بميزة إضافية تتمثل في احتياجها إلى عمليات صيانة قليلة ومتطلبات تدريب ومستلزمات لوجستية أقل من الطائرات التي يقودها طيارون. بل أنه حتى الاستخدام المحدود لهذه الصواريخ يمكن أن تكون له تداعيات مدمرة لأنه يمكن تسليحها برؤوس وأسلحة كيميائية وبيولوجية.
ويستمر تهديد الصواريخ البالستية والصواريخ الجوالة في الزيادة مع انتشار تكنولوجيا صناعة الصواريخ. فهناك ما يزيد على 20 دولة في العالم تملك أنظمة صواريخ بالستية، ومن المرجح أن تكون الصواريخ مصدر تهديد كبير في النزاعات المستقبلية التي تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها. وقد استخدمت الصواريخ البالستية في العديد من النزاعات خلال السنوات الثلاثين الماضية، من بينها الحرب الإيرانية – العراقية والحرب الأهلية في أفغانستان وحرب اليمن، وحربا الخليج الأولى والثانية في عامي 1991 و 2003، والعمليات العسكرية الروسية في الشيشان وجورجيا، ومؤخراً في الصراع الدائر في سوريا. وعلى الرغم من أن قاذفات الصواريخ التي تطلق على الأهداف البرية (LACM) لم تنتشر بعد على نطاق واسع، إلا أنه توجد 20 دولة على الأقل تستطيع امتلاك هذا النوع من الصواريخ خلال العقد التالي.
وتضطلع القوات الجوية للولايات المتحدة، بالتعاون مع الأجهزة العسكرية الأخرى. بمسئولية مواجهة التهديد الصادر عن الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة بواسطة سياسة الردع والقمع إذا استلزم الأمر. وسياسة القمع تتضمن شن هجمات على أنظمة الصواريخ قبل إطلاقها وأثناء تحليقها، وأيضا الهجوم على المنشآت والبنية التحتية الداعمة لهذه الصواريخ. وتتضمن الوثيقة الحالية معلومات حول بعض أنظمة الصواريخ البالستية وقاذفات الصواريخ الحالية والمتوقعة لدى القوات الأجنبية. وقد تم استخدام قاذفات الصواريخ والصواريخ البالستية لأول مرة بواسطة ألمانيا عند هجومها على أهداف في بريطانيا وشمال أوروبا بقاذفات الصواريخ طراز 1-V والصواريخ البالستية طراز 2-V أثناء الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن هذه الصواريخ لم تكن دقيقة الصنع، إلا أنها أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الضحايا في دول الحلفاء.
الرؤوس الحربية والأهداف
يمكن تسليح الصواريخ البالستية والمقذوفات الجوالة برؤوس حربية تقليدية أو غير تقليدية. فرؤوس الحرب التقليدية يتم حشوها بمتفجرات كيميائية مثل TNT. وتعتمد على تفجير المتفجرات وما يترتب على ذلك من شظايا الجسم المعدني الخارجي كآلية من آليات القتل. أما رؤوس الحرب غير التقليدية فتشمل أسلحة الدمار الشامل (النووي والبيولوجي والكيميائي) ورؤوس حرب لا تتسبب في القتل، وهي نوع جديد من رؤوس حربية مصممة بهدف إبطال فعالية المعدات وليس إيقاع الأذى بالأفراد. ويمكن تجميع رؤوس الحرب التقليدية والبيولوجية والكيميائية في رؤوس فردية وفي الفرعية (قنابل صغيرة متعددة يتم إطلاقها من مستوى مرتفع لتنتشر على مساحة واسعة).
وتصلح رؤوس الحرب التقليدية للإستخدام على أهداف محددة. فعلى سبيل المثال، تستخدم الذخائر الفرعية لإحداث حفر في مدارج هبوط وإقلاع الطائرات أو في تدمير المركبات المسلحة. فرؤوس الحرب المخترقة penetrator التي تستخدم عدداً قليلاً نسبيا من المتفجرات يحيط بها جسم معدني ثقيل يمكن أن تخترق هياكل صلبة، مثل الغرف المحصنة تحت الأرض، لتدمير محتوياتها.
وهناك العديد من الصواريخ البالستية طويلة المدى والصواريخ البالستية الموجهة لأهداف برية LACM تحمل رؤوساً نووية. ومعظم هذه الرؤوس النووية مزودة بقوة تفجيرية تزيد في قوتها من عشر إلى مئات المرات على القنابل الذرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
وتعد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ذات جاذبية خاصة للكثير من دول العالم الثالث لأنها أكثر سهولة من الأسلحة النووية، كما أن العديد من الدول التي تملك برامج أسلحة كيميائية وبيولوجية لديها صواريخ بالستية وقاذفات الصواريخ الجوالة. ولا يعد عامل الدقة مهماً عند استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق الحضر أو مناطق التمركز المكثف للقوات المسلحة. ويمكن تجميع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في ذخائر فرعية لكي تنتشر على مساحات واسعة، كما أنها قادرة على إحداث خسائر فادحة منها نشر الذعر والفوضى بين المدنيين فضلاً عن إضعاف العمليات العسكرية المعادية.
التعديل الأخير: