رأس الخيمة : حصة سيف الشحي
حارب سهيل الشقيق الوحيد الذي بقي على قيد الحياة ويحمل اسم أسرة الشهيد، بعد أن توفي مؤخراً شقيقه علي الأكبر منه يقول: كنا حين استشهد أخي الأصغر منا سناً وهو آخر العنقود في الأسرة، نسكن في فريج البيام بمنطقة المنيعي، كانت المنازل حينها من «العرش»، ولم تكن المنازل الأسمنتية لها وجود في المنطقة، حيث سكنا فيها أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وبنيت مدرسة في المنطقة ذاتها، التي كنا نسكن فيها، سميت لاحقاً باسم مدرسة سالم بن سهيل، على اسم الشهيد، رحمه الله.
قبل أكثر من أربعة عقود وفي الثلاثين من نوفمبر من عام 1971، قبل إعلان ولادة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة دولتنا بيومين، استشهد الشرطي سالم سهيل خميس الدهماني، دفاعاً عن علم بلاده، التي استأمنته الجزيرة، للحفاظ على النظام والأمن فيها، هو وخمسة من زملائه، لكن رفضه إنزال العلم، مقابل إصرار الجنود الإيرانيين المسلحين بصنوف مختلفة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة على إنزاله، فضحى بحياته على ثرى بلاده الطاهر.
قصة استشهاده ستظل راسخة في تاريخنا وجغرافيتنا إلى أن نستعيد الأرض، التي احتلت، قصة استشهاده تحكى وتتردد بين الأجيال في المدارس، لاسيما في المدرسة التي حملت اسمه في المنيعي، المنطقة التي ينتمي إليها الشهيد، حيث عاش وترعرع.
من منطقة المنيعي التابعة لرأس الخيمة، على بعد أكثر من 140 كيلومتراً، جنوبي الإمارة، نعود بذاكرة الوطن إلى قصة سالم بن سهيل، وموقفه البطولي على أرض جزيرة طنب الكبرى المحتلة، حيث شهدت المنطقة الجبلية مرابع طفولته وصباه وشبابه، وفيها ذكريات من عاشوا معه، وشهدوا واقعة استشهاده.