الصاروخ جو / أرض ( Black Shaheen ) هو الاسم الذي أطلقته الشركة الأوروبية متعددة الجنسيات المنتجة له بعد نجاحها في تصديره الى القوات الجوية لدولة الامارات العربية المتحدة لتصبح الدولة العربية الوحيدة المسلحة به ، و ثاني دولة الى جانب اسرائيل في الشرق الأوسط التي سلحت بها قواتها الجوية . و بات الاسم ( Black Shaheen ) يطلق على الطراز المصدر الى خارج الدول المساهمة في هذه الشركة ، و كانت الامارات قد طالبت اطلاق اسم ( الصقر الجوال ) عليه . و الصاروخ ( Black Shaheen ) صاروخ كروز - طواف - يطلق من الطائرة من مسافات بعيدة لأجل تدمير الأهداف الحيوية الثابتة و التي تكون دائما محاطة بغابة متطورة من أنظمة الدفاع الجوي تجعل من وصول القاذفات اليها شيء مستحيل . و قد سلح الاماراتيون طائراتهم من كراز ( ميراج - 2000 ) بهذا الصاروخ المتطور ، الذي يمتلك قدرات تخفي عالية للغاية تجعل من الصعب على أجهزة الرادار رصده . و لهذا الصاروخ إسمان رسميان يتم تداولهما داخل القوات الجوية لتلك الدول المساهمة بالشركة الأوروبية ، هما : ( Storm Shadow ) أو ( Scalp ) و يكمن الفارق الوحيد بينهما في منشأ الطائرة التي سيسلح بها ، فيحمل الإسم ( Storm Shadow ) مع الطائرات بريطانية الصنع ، بينما يطلق عليه الاسم ( Scalp ) عند تسليح الطائرات فرنسية الصنع به .
هذا و قد دخل الصاروخ الخدمة الفعلية لأول مرة منذ مطلع عام 2003 لدى القوات الجوية الملكية البريطانية ، التي استخدمته خلال الطلعات الجوية لقاذفاتها عند غزو العراق في نفس العام و باتت تسلح به حاليا أيضا القوات الجوية لدى كل من ايطاليا و اليونان و فرنسا ، و يتميز بامكانية عمله مع عدد كبير من القاذفات و القاذفات المقاتلة الحديثة الموجودة بالترسانات العالمية ، مثل : ( التورنيدو ) و ( رافال ) و ( الميراج - 2000 ) و ( اليورو فايتر تايفون ) ، اضافة الى الطائرة الأمريكية الحديثة ( F - 35 JSF ) و تتلخص مواصفاته في أن طوله يبلغ ( 5,1 ) أمتار و قطره ( 16,6 ) سنتيمتر و باع جناحيه ( 3 ) أمتار ، و تتعدى سرعة طيرانه ( 0,8 ) ماخ و يزيد مداه على ( 250 ) كيلومتر . و يزن ( 1,3 ) طن و يوجه ذاتيا عن طريق نظام GPS ، و هو مزود عند مقدمته بباحث ألي عالي الدقة و الحساسية لكشف الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن الهدف و الهيئات الطبيعية و الصناعية ، كما يقوم بالتعرف عند نهاية خط مروره على هدفه بشكل تلقائي ، طبقا لبيانات الهدف التي سبق برمجتها و ربطه عليها . يسلح الصاروخ برأس مدمرة تقليدية ثنائية الشحنة ، تعتمد في ادائها على طاقة الحركة . كما انه يعمل بنظرية اضرب و انس ، لذا يمكن اطلاقه من طائرة طاقمها من طيار واحد فقط . حيث لا يتطلب منه بعد الاطلاق في اتجاه الهدف أي تتبع أو تصحيح المسار ، بل يعمل الصاروخ باستقلالية تامة .
يتميز الصاروخ ( Black Shaheen ) بخط مرور منخفض جدا يهبط اليه فور اطلاقه من الطائرة ، و تسمح أنظمته الملاحية المتطورة بالتعرف على التضاريس الأرضية أثناء طيرانه و تفاديها ، بناء على ما تم برمجته عليه مسبقا . أضف الى ذلك الدقة المتناهية في تحديد هدفه و النقطة الواجب عليه مهاجمته منها ، لأجل تحقيق أعلى اصابة به و تدميره دونما الحاق أي ضرر بالمنطقة المحيطة به ، اذا ما كان الهدف الحيوي المعادي داخل الكتلة السكانية . يعمل الصاروخ و يحقق مهمته بكفأة متناهية ، بغض النظر عن الظروف الجوية المتباينة المحيطة بخط مروره . يبقى أن أشير الى أن الشركة المنتجة له نجحت خلال الأسابيع القليلة الماضية ، في بلوغ العينة البحثية لأولى لطراز من هذا الصاروخ يطلق من القطع البحرية . سيحمل الإسم ( Scalp Naval ) و مولت بحوثه وزارة الدفاع الفرنسية ، و المخطط تسليح الفرقاطات و الغواصات الفرنسية به ، و سيتيح مهاجمة الأهداف الحيوية في عمق أرض العدو من البحر .