القاعدة الصناعية تدمرت في التسعينات لأسباب موضوعية، لأن الصناعة اللتي تأسست على إديولوجيا اشتراكية انهارت كما انهار كل المعسكر الشرقي. حدث مع الجزائر ما حدث لمصر، لكن الفرق، أن مصر (نسبيا) تعلمت الدرس، أما
لا دخل للمعسكر الشرقي... في القاعدة الصناعية.... انت تخلط الأمور...
النهج الاشتراكي كان لا بد منه في الجزائر.
تذكر أن الجزائر كانت قد استقلت حديثا... و البلد كله كان ملك لأشخاص و هيئات غير جزائرية.. كل شيء كان ملكا لغير الجزائريين....
لعلمك.. ان اول زيارة لرئيس الجمهورية الجزائرية المستقلة حديثا.. لخارج الوطن.. كانت.. إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. في زمن جون كينيدي..... ثم حدث التصحيح الثوري و تم انتهاج الاشتراكي كان لإعادة كل شيء إلى الجزائر الدولة أولا...
ثم بدأت موجة التأميم...و مصادرة الأراضي...... و المصانع.. الخ... اغلقت شركة رونو الفرنسية مصنعها لصناعة السيارات في الجزائر سنة 1968.. لحتمية التأميم... الذي طال كذلك الشركات البترولية الفرنسية في الجزائر.
مع موجة التأميم.. تم استقدام مخططين لرسم خارطة للإقتصاد الجزائري،.. ريعي ام صناعي... تم إقرار الصناعي.. و كان مُنظروا النسيج الصناعي.. من الألمان و أكاديمي فرنسي اسمه Gérard de Bernis ، الذي له مفهوم " الصناعات المصنعة"
" l'industrie industrialisante"
مختصره.. البداية بنسيج الصناعات الثقيلة الذي بدوره سيأسس إلى صناعات متوسطة ثم صغيرة... بمعنى.
صناعات الصلب - - > صناعات الميكانيكية - الخ.
موازاتا مع كل هذا بدأ بناء الجامعات لرفع المستوى العلمي للفرد الجزائري.. الذي كان مُغيب تماما عن المنظومة العلمية إبان الاحتلال الفرنسي و اعداده للعقود القادمة للتسيير و المسؤولية.
موجات خوصصة الشركات الوطنية.. كانت حتمية و لكن.. الظرف الزمني لم يساعد.. و الحالة العالمية كذلك... مع أخطاء جسيمة ارتكبت على طول المشوار.
الدول الاشتراكية لما تدخل في أزمة.. تبدأ في خوصصة الشركات الوطنية... و بذلك تحرر السوق..
الحالة الجزائرية.. تزامنت مع الحالة السياسية السيئة في البلاد و بروز الفكر الإرهابي المتطرف... ثم حرب شعواء على الارهاب و فوضى.. تم استهداف المصانع فيها بطريقة متعمدة.. من الارهابيين او قوى أخرى تريد جعل البلد سوق إستهلاكية فقط... ثم أزمة سيولة.. ثم تم الذهاب إلى صندوق النقد الدولي... و شروطه التي كانت اساسا في غلق المصانع و تسريح العمال.. مقابل القرض.
هته هي القصة الصناعية الجزائرية و اختصار لها.... انتم فقط.. لا تعلمون شيءا.. فقط تتكلمون من دون فهم.
واقع الجزائر اليوم مختلف جدا... مع تعلم الدروس بالطريقة الصعبة... و أيضا.. الشعب الجزائري.. الحمد لله شعب مُطعم ضد الارهاب.... لذلك بوادر نهظة جديدة صحيحة....في الافق القريب.. حلم مشروع.. الله يكمل بخير.
بالله عليكم... لا تتكلموا من غير معرفة.