بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
عندما كنت اتأمل بعض التصرفات وبعض الكلام فكرت بعمق لماذا يجري الذي يجري، والفلسفة كما قيل هي دراسة شيئية الشيء.
عندما تحدث الفيلسوف فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ، كنت مختلفا معه حد الافتراق، لم استطع ان اتفق معه في ان النمط الامريكي سيسود العالم وان الحرية والدموقراطية والرأسمالية ستصبغ نفسها على الأرض بحيث ينتهي تاريخ التنوع والتعدد ويصبح النمط الامريكي هو آخر شيء يجربه الانسان الى الأبد.
عندما كتب العالم السياسي صامويل هنتجنتون كتابه صراع الحضارات لم يكن يدور في خلدي أنه رأى شيئا لم نره. لم اكن اتصور ان لدى التيار المادي تصور لصراع الحضارات وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.
عندما انتقد الفيلسوف الكبير نعوم تشومسكي النظرية المادية وقال بقصورها الحقيقي في تفسير السببية والاخلاق، وجدت أن الرجل يتكلم عما يدور في عقلي ولم أجد له يوما كلمات تصوغه كما صاغه تشومسكي.
بما أنك وصلت لهذا السطر ولم تخرج من الموضوع بعد هذه الاقتباسات الغريبة، أستطيع ان اقول انك من الممكن أن تتفهم ما اقول. حديثي سيكون عن المادية وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.
الشعوب والحضارات والثقافات والدول متنوعة بطبيعتها، في تاريخها قررت هذه الثقافات ان تدمر بعضها على اتفه الاسباب، اكتشف الباحثون في علم النفس الاجتماعي في جامعة yale بعد أبحاث مطولة حقائق عن الانسان الذي ينضم الى مجموعة أكبر منه، الحقيقة الاولى ان الفرد ينضم لعقل جمعي ويتحرك من خلاله داخل المجموعة. الحقيقة الثانية ان الفرد يخالف تصرفاته الطبيعية لتكون تصرفات مقتربة حد التطابق مع اجماع المجموعة. الحقيقة الثالثة ان الفرد مستعد ان يذهب الى مديات بعيدة في الاضرار بنفسه إذا تحقق ان هذا الاضرار سيحدث ضررا لمجموعة يعتقد أنه مختلف عنها.
من خلال هذه الحقائق رغبت في صياغة نتيجة لم اكن ارغب في الوصول اليها لكنني اؤمن بحقيقتها الان، هناك مبادئ أكثر نبلا من مبادئ أخرى، وهناك شعوب أكثر نبلا من شعوب أخرى وهناك ثقافات أرفع وأجل من ثقافات أخرى.
عدم رغبتي في الوصول لهذه النتيجة يعود سببه لإيماني العميق بنظرية اجتماعية نشأت في السبعينيات واجتاحت العالم الغربي بأكمله حتى أصبحت سائدة هناك وغير قابلة للنقاش: نظرية التسامح.
أؤمن بالتسامح وان يترك للناس حرية ان يفكروا ويقولوا ويفعلوا ما يشاؤون حتى لو اختلفت معهم حتى لو كانوا حمقى يهذون بالخزعبلات.
لكن التسامح لم يعد الاداة الصحيحة للتعامل مع تصرفات باعة الوهم. باعة الوهم يستفيدون كثيرا من التسامح للترويج لبضاعتهم. التسامح معهم خطيئة في حق الذات و المجتمع.
يطل علينا باعة الوهم في اعلامهم وفي منابرهم ويغزوننا في مدوناتنا - المشهورة منها فقط - ومنتدياتنا الخ، يطلون علينا بنظريات تمت صياغتها مع سبق الاصرار والترصد لصناعة فكرة محددة عن دولنا. يقوم باعة الوهم بلزوم الطريق المباشر وغير المباشر والملتوي والمتخفي والمنافق والمؤمن وكل ما بين تلك المتناقضات ليخبرونا أننا عالة على الأمم وأنهم اسياد الكون، أننا ضعفاء وأنهم الاقوياء، وأننا في حاجتهم أبد الدهر وهم ليسوا في حاجة أحد، وأن علينا دين لهم لا يمكن قضائه ما دامت السموات والأرض وأن كل ما فعلناه في تاريخنا من حسنات وسيئات كله سواء فلا قيمة لتفاصيل الانسانية بخيرها وشرها أصلا أمام حسنات تجار الاوهام، وأن زعيم باعة الوهم على صواب لا يحتمل الخطأ وأن البقية لا يحق لهم أساسا دخول مجال المقارنة ومكانهم العبودية فهي تصلح لهم جدا.
ينهار باعة الوهم عندما نرفض الرد عليهم، ينهار باعة الوهم عندما لا نشتري بضاعتهم، ينهار باعة الوهم عندما ندير ظهورنا لتجارتهم ونمضي. عندها فقط يستخرج بائع الوهم الحيلة التي تم تدريسه اياها جيدا، الحيلة التي قلما خذلت بائع الوهم للحصول على ضحية جديدة، يخرج بائع الوهم سلاح استثارتنا واشعال حميتنا. عندما تثور يعلم بائع الوهم أنك وقعت، وأن شرائك لوهمه الذي يعرضه مجرد مسألة وقت لأن الحيل كثيرة والباب تم فتحه والزبون موجود.
يعود بائع الوهم بعد تجارته في منتدياتنا ومدوناتنا، يعود بائع الوهم بعد ان خرج علينا في التلفاز والجرآئد، يعود بائع الوهم بعد أن تظاهر طوال اليوم أمام الجميع أنه يبيع الحقيقة. يعود بائع الوهم ليضع بضاعته التي لم يستطع ترويجها اليوم في الدولاب ويستلقي لينام على فراش الحقيقة البارد دون لحاف.
يصحو بائع الوهم في اليوم التالي ليخبر الجميع انهم عالة عليه وانه سيد الكون وان الجميع مش فاهم.
احذروا باعة الوهم،،
عندما كنت اتأمل بعض التصرفات وبعض الكلام فكرت بعمق لماذا يجري الذي يجري، والفلسفة كما قيل هي دراسة شيئية الشيء.
عندما تحدث الفيلسوف فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ، كنت مختلفا معه حد الافتراق، لم استطع ان اتفق معه في ان النمط الامريكي سيسود العالم وان الحرية والدموقراطية والرأسمالية ستصبغ نفسها على الأرض بحيث ينتهي تاريخ التنوع والتعدد ويصبح النمط الامريكي هو آخر شيء يجربه الانسان الى الأبد.
عندما كتب العالم السياسي صامويل هنتجنتون كتابه صراع الحضارات لم يكن يدور في خلدي أنه رأى شيئا لم نره. لم اكن اتصور ان لدى التيار المادي تصور لصراع الحضارات وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.
عندما انتقد الفيلسوف الكبير نعوم تشومسكي النظرية المادية وقال بقصورها الحقيقي في تفسير السببية والاخلاق، وجدت أن الرجل يتكلم عما يدور في عقلي ولم أجد له يوما كلمات تصوغه كما صاغه تشومسكي.
بما أنك وصلت لهذا السطر ولم تخرج من الموضوع بعد هذه الاقتباسات الغريبة، أستطيع ان اقول انك من الممكن أن تتفهم ما اقول. حديثي سيكون عن المادية وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.
الشعوب والحضارات والثقافات والدول متنوعة بطبيعتها، في تاريخها قررت هذه الثقافات ان تدمر بعضها على اتفه الاسباب، اكتشف الباحثون في علم النفس الاجتماعي في جامعة yale بعد أبحاث مطولة حقائق عن الانسان الذي ينضم الى مجموعة أكبر منه، الحقيقة الاولى ان الفرد ينضم لعقل جمعي ويتحرك من خلاله داخل المجموعة. الحقيقة الثانية ان الفرد يخالف تصرفاته الطبيعية لتكون تصرفات مقتربة حد التطابق مع اجماع المجموعة. الحقيقة الثالثة ان الفرد مستعد ان يذهب الى مديات بعيدة في الاضرار بنفسه إذا تحقق ان هذا الاضرار سيحدث ضررا لمجموعة يعتقد أنه مختلف عنها.
من خلال هذه الحقائق رغبت في صياغة نتيجة لم اكن ارغب في الوصول اليها لكنني اؤمن بحقيقتها الان، هناك مبادئ أكثر نبلا من مبادئ أخرى، وهناك شعوب أكثر نبلا من شعوب أخرى وهناك ثقافات أرفع وأجل من ثقافات أخرى.
عدم رغبتي في الوصول لهذه النتيجة يعود سببه لإيماني العميق بنظرية اجتماعية نشأت في السبعينيات واجتاحت العالم الغربي بأكمله حتى أصبحت سائدة هناك وغير قابلة للنقاش: نظرية التسامح.
أؤمن بالتسامح وان يترك للناس حرية ان يفكروا ويقولوا ويفعلوا ما يشاؤون حتى لو اختلفت معهم حتى لو كانوا حمقى يهذون بالخزعبلات.
لكن التسامح لم يعد الاداة الصحيحة للتعامل مع تصرفات باعة الوهم. باعة الوهم يستفيدون كثيرا من التسامح للترويج لبضاعتهم. التسامح معهم خطيئة في حق الذات و المجتمع.
يطل علينا باعة الوهم في اعلامهم وفي منابرهم ويغزوننا في مدوناتنا - المشهورة منها فقط - ومنتدياتنا الخ، يطلون علينا بنظريات تمت صياغتها مع سبق الاصرار والترصد لصناعة فكرة محددة عن دولنا. يقوم باعة الوهم بلزوم الطريق المباشر وغير المباشر والملتوي والمتخفي والمنافق والمؤمن وكل ما بين تلك المتناقضات ليخبرونا أننا عالة على الأمم وأنهم اسياد الكون، أننا ضعفاء وأنهم الاقوياء، وأننا في حاجتهم أبد الدهر وهم ليسوا في حاجة أحد، وأن علينا دين لهم لا يمكن قضائه ما دامت السموات والأرض وأن كل ما فعلناه في تاريخنا من حسنات وسيئات كله سواء فلا قيمة لتفاصيل الانسانية بخيرها وشرها أصلا أمام حسنات تجار الاوهام، وأن زعيم باعة الوهم على صواب لا يحتمل الخطأ وأن البقية لا يحق لهم أساسا دخول مجال المقارنة ومكانهم العبودية فهي تصلح لهم جدا.
ينهار باعة الوهم عندما نرفض الرد عليهم، ينهار باعة الوهم عندما لا نشتري بضاعتهم، ينهار باعة الوهم عندما ندير ظهورنا لتجارتهم ونمضي. عندها فقط يستخرج بائع الوهم الحيلة التي تم تدريسه اياها جيدا، الحيلة التي قلما خذلت بائع الوهم للحصول على ضحية جديدة، يخرج بائع الوهم سلاح استثارتنا واشعال حميتنا. عندما تثور يعلم بائع الوهم أنك وقعت، وأن شرائك لوهمه الذي يعرضه مجرد مسألة وقت لأن الحيل كثيرة والباب تم فتحه والزبون موجود.
يعود بائع الوهم بعد تجارته في منتدياتنا ومدوناتنا، يعود بائع الوهم بعد ان خرج علينا في التلفاز والجرآئد، يعود بائع الوهم بعد أن تظاهر طوال اليوم أمام الجميع أنه يبيع الحقيقة. يعود بائع الوهم ليضع بضاعته التي لم يستطع ترويجها اليوم في الدولاب ويستلقي لينام على فراش الحقيقة البارد دون لحاف.
يصحو بائع الوهم في اليوم التالي ليخبر الجميع انهم عالة عليه وانه سيد الكون وان الجميع مش فاهم.
احذروا باعة الوهم،،