باعة الوهم...

Alucard 

Nothing means anything anymore
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
11 فبراير 2010
المشاركات
30,061
التفاعل
146,805 591 3
الدولة
Lebanon
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.

عندما كنت اتأمل بعض التصرفات وبعض الكلام فكرت بعمق لماذا يجري الذي يجري، والفلسفة كما قيل هي دراسة شيئية الشيء.

عندما تحدث الفيلسوف فرانسيس فوكوياما عن نهاية التاريخ، كنت مختلفا معه حد الافتراق، لم استطع ان اتفق معه في ان النمط الامريكي سيسود العالم وان الحرية والدموقراطية والرأسمالية ستصبغ نفسها على الأرض بحيث ينتهي تاريخ التنوع والتعدد ويصبح النمط الامريكي هو آخر شيء يجربه الانسان الى الأبد.

عندما كتب العالم السياسي صامويل هنتجنتون كتابه صراع الحضارات لم يكن يدور في خلدي أنه رأى شيئا لم نره. لم اكن اتصور ان لدى التيار المادي تصور لصراع الحضارات وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.

عندما انتقد الفيلسوف الكبير نعوم تشومسكي النظرية المادية وقال بقصورها الحقيقي في تفسير السببية والاخلاق، وجدت أن الرجل يتكلم عما يدور في عقلي ولم أجد له يوما كلمات تصوغه كما صاغه تشومسكي.

بما أنك وصلت لهذا السطر ولم تخرج من الموضوع بعد هذه الاقتباسات الغريبة، أستطيع ان اقول انك من الممكن أن تتفهم ما اقول. حديثي سيكون عن المادية وتفوق مبادئ على مبادئ اخرى.

الشعوب والحضارات والثقافات والدول متنوعة بطبيعتها، في تاريخها قررت هذه الثقافات ان تدمر بعضها على اتفه الاسباب، اكتشف الباحثون في علم النفس الاجتماعي في جامعة yale بعد أبحاث مطولة حقائق عن الانسان الذي ينضم الى مجموعة أكبر منه، الحقيقة الاولى ان الفرد ينضم لعقل جمعي ويتحرك من خلاله داخل المجموعة. الحقيقة الثانية ان الفرد يخالف تصرفاته الطبيعية لتكون تصرفات مقتربة حد التطابق مع اجماع المجموعة. الحقيقة الثالثة ان الفرد مستعد ان يذهب الى مديات بعيدة في الاضرار بنفسه إذا تحقق ان هذا الاضرار سيحدث ضررا لمجموعة يعتقد أنه مختلف عنها.

من خلال هذه الحقائق رغبت في صياغة نتيجة لم اكن ارغب في الوصول اليها لكنني اؤمن بحقيقتها الان، هناك مبادئ أكثر نبلا من مبادئ أخرى، وهناك شعوب أكثر نبلا من شعوب أخرى وهناك ثقافات أرفع وأجل من ثقافات أخرى.

عدم رغبتي في الوصول لهذه النتيجة يعود سببه لإيماني العميق بنظرية اجتماعية نشأت في السبعينيات واجتاحت العالم الغربي بأكمله حتى أصبحت سائدة هناك وغير قابلة للنقاش: نظرية التسامح.

أؤمن بالتسامح وان يترك للناس حرية ان يفكروا ويقولوا ويفعلوا ما يشاؤون حتى لو اختلفت معهم حتى لو كانوا حمقى يهذون بالخزعبلات.

لكن التسامح لم يعد الاداة الصحيحة للتعامل مع تصرفات باعة الوهم. باعة الوهم يستفيدون كثيرا من التسامح للترويج لبضاعتهم. التسامح معهم خطيئة في حق الذات و المجتمع.

يطل علينا باعة الوهم في اعلامهم وفي منابرهم ويغزوننا في مدوناتنا - المشهورة منها فقط - ومنتدياتنا الخ، يطلون علينا بنظريات تمت صياغتها مع سبق الاصرار والترصد لصناعة فكرة محددة عن دولنا. يقوم باعة الوهم بلزوم الطريق المباشر وغير المباشر والملتوي والمتخفي والمنافق والمؤمن وكل ما بين تلك المتناقضات ليخبرونا أننا عالة على الأمم وأنهم اسياد الكون، أننا ضعفاء وأنهم الاقوياء، وأننا في حاجتهم أبد الدهر وهم ليسوا في حاجة أحد، وأن علينا دين لهم لا يمكن قضائه ما دامت السموات والأرض وأن كل ما فعلناه في تاريخنا من حسنات وسيئات كله سواء فلا قيمة لتفاصيل الانسانية بخيرها وشرها أصلا أمام حسنات تجار الاوهام، وأن زعيم باعة الوهم على صواب لا يحتمل الخطأ وأن البقية لا يحق لهم أساسا دخول مجال المقارنة ومكانهم العبودية فهي تصلح لهم جدا.

ينهار باعة الوهم عندما نرفض الرد عليهم، ينهار باعة الوهم عندما لا نشتري بضاعتهم، ينهار باعة الوهم عندما ندير ظهورنا لتجارتهم ونمضي. عندها فقط يستخرج بائع الوهم الحيلة التي تم تدريسه اياها جيدا، الحيلة التي قلما خذلت بائع الوهم للحصول على ضحية جديدة، يخرج بائع الوهم سلاح استثارتنا واشعال حميتنا. عندما تثور يعلم بائع الوهم أنك وقعت، وأن شرائك لوهمه الذي يعرضه مجرد مسألة وقت لأن الحيل كثيرة والباب تم فتحه والزبون موجود.

يعود بائع الوهم بعد تجارته في منتدياتنا ومدوناتنا، يعود بائع الوهم بعد ان خرج علينا في التلفاز والجرآئد، يعود بائع الوهم بعد أن تظاهر طوال اليوم أمام الجميع أنه يبيع الحقيقة. يعود بائع الوهم ليضع بضاعته التي لم يستطع ترويجها اليوم في الدولاب ويستلقي لينام على فراش الحقيقة البارد دون لحاف.

يصحو بائع الوهم في اليوم التالي ليخبر الجميع انهم عالة عليه وانه سيد الكون وان الجميع مش فاهم.


احذروا باعة الوهم،،
 
ما تقصده يسمى فى الفلسفة بالدوجماطيقية / dogmatic أو العقل المغلق و تتسم بعدة سمات منها على سبيل المثال :استئثار و احتكار الحقيقة، نفي الآخر ، ثقافة التسلط و التآمر ، الانغلاق على نظام قيم معين ، ثقافة التبرير، عدم الرغبة في فتح قنوات للحوار وعدم البحث عن الأرضية المشتركة لتوحيد الصف
و تعرف بانها سمة تتسم بها كل فرقة أو مذهب أو فلسفة تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة بشكل شامل، ولا تقر بأنها قد تحتمل شيئًا من الخطأ أو النقص، وتقطع بأن ما تحوزه من معارف ومعتقدات لا يقبل النقاش ولا التغيير، حتى وإن تغيرت الظروف التاريخية، فهي مقدسة ومنزهة عن أي نقد ، رغم أن هذه المعتقدات والآراء غير مبرهن عليها ببراهين قاطعة من العقل أو الواقع

المشلكة ان الكل يتحدث باسم الحقيقة و ينفى عن نفسه "الوهم" رغم ان لا احد يمتلك الحقيقة و "الوهم" اصبح سمة سائدة عند الناس
كمن يملك نصف الحقيقة و يحاول ان يجبر الناس على الاخذ بها فتكون النتيجة انقسام الناس بين احمق و منافق
كنت اتمنى لو كان موضوعك عن قيمة الحرية و احترام الرأى الاخر بدلا الاطناب المفرط و الاسهاب فى التلاحن و تكرار صدوى ل "بائع الوهم" و التكلف بعبارات منمقة ظاهرها عبرة و باطنها فتنة و فرقة
على ذكر الوهم و الحقيقة و "الكلام المنمق" , سؤال
هل الحقيقة معطى أم بناء ؟
 
رائع كعادتك ، لم اكمل الموضوع لاعرف مقصدك ، يوما بعد يوم تثبت للجميع انك افضل وافضل وافضل
 
مصدر رزقهم ما يبيعونه بطبيعة الحال، لكني لا أتعجب حينما يكون مصدر الرزق أيضا مصدر عزة وفخر لهم

"اكذب حتى يصدقك الناس وتصدق نفسك"
 
هل جربت يوما أن تقول لبائع الوهم أنه يبيع الوهم؟


من منطلق تجربة لا أنصحك لأنه قد خصص بضع بضاعته من أجلك .


كن منافسا له، ولا تصارحه ولا تبيع كبيعه لأن منافستك له لا تعني أن تبيع .
 
بدلا الاطناب المفرط و الاسهاب فى التلاحن و تكرار صدوى ل "بائع الوهم" و التكلف بعبارات منمقة ظاهرها عبرة و باطنها فتنة و فرقة

سامحك الله.

رغم ان لا احد يمتلك الحقيقة

خطأ.

هل الحقيقة معطى أم بناء ؟

الله أعلم.
 
يصيح بائع الوهم بأقصى ما يستطيع حتى تتقطع اوداجه من الصياح عندما نهمل اتهاماته ولا ندافع عن انفسنا. يتسائل بائع الوهم عن حياتنا وعيشتنا وتقاليدنا ونجاحاتنا واحترامنا لذاتنا. يتسائل كثيرا كيف ينغص ذلك؟ كيف يجعلنا نشتري من عنده؟

الحل الذي كان يستعمله لم يعد ينفع. لم يعد احد يستيجب له عندا يعارض من اجل المعارضة عندما يطلب من الناس اقناعه بأنهم صح ويرفض هو الاقتناع. يعيش بائع الوهم على طريقتين في الحياة لتنغيص الفرحة بالنجاحات:

الاولى: يخبرك بأنه ليس نجاح وينتظر منك ان تدخل معه في النقاش لتحاول إقناعه. عندها يطير قلبه فرحا فقد وقعت! بائع الوهم يهمه أن تبقى طوال عمرك حبيسا مدافعا عن نفسك تتمنى أن يقتنع بحجتك. ولن يقتنع ابدا. يتمنى بائع الوهم منك ان تشتري وهمه الى الابد. ان تبقى تفاوضه في نجاحاتك وجمال حياتك طوال عمرك. أن يبقيك رهينة عنده تشرح له كيف ان ابنآئك المتعلمين فعلا متعلمين وليسوا أميين.

الثانية، اذا اهملت نقاشه وتوقفت عن شرح نفسك له، يغار بائع الوهم كثيرا من الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات والفخر بالانجاز. لا يتحمل ان تخرج من دائرة اقناعه. فيقوم باهانتك بشكل لم تتخيل انه موجود. يشتمك بائع الوهم بكل ما اوتي من شراسة والدمعة تكاد تخرج من عينيه. فهذه هي الخطوة الاخيرة لكي يجرك لبضاعته. إن أهملته ولم يقدر على استفزازك، عرف بائع الوهم أنك لن تكون زبونه أبد الأبدين وأنك نجوت منه كما ينجو المؤمن من غابة الشياطين. عندها سيناصبك العداء ولن يتهاون معك أبدا لأنك صحوت من الوهم وأصبحت لا تحتاج إليه ولا لبضاعته.


عندها وعندها فقط، تستطيع ان تركل بائع الوهم، فأهميته المصطنعة غابت ولم يعد سوى بائع متجول عائل مستكبر لا قيمة حقيقية له أمام فخرك بذاتك.

تذكر أخي المحترم، ليس كل فعل يتطلب منك رد فعل.

يا بائع الوهم ذق ما يجرح فؤادك فوالله لن اعطيك ما تريد،
 
عودة
أعلى