تجميع أول توربين غازي سعودي في مركز سيمنز للطاقة بالدمام
الدمام، مايو 26، 2016
أصبح التوربين الغازي العملاق في مركز سيمنز للطاقة بالدمام، الذي يُعد شاهدًا على الدقة الهندسية العالية مكتملًا وجاهزًا لتسليمه إلى مشروع أرامكو السعودية الضخم في مدينة جازان الاقتصادية.
ولكن هذا التوربين ليس مجرد جهاز آخر لتوليد الطاقة الكهربائية في أرامكو السعودية فحسب، بل هو أول توربين تُجمع أجزاؤه في المملكة العربية السعودية بسواعد سعودية شابة. وقد أشادت حكومة المملكة وأرامكو السعودية بهذا الإنجاز الذي ينسجم مع تطلعات رؤية المملكة الاقتصادية الطموحة 2030، ويقف في الحين نفسه شاهدًا حيًا على نجاح برنامج (اكتفاء).
وستُجمع في المركز في مقره في الدمام خمسة توربينات غازية أخرى- وهي معدات بالغة الضخامة وذات تقنية عالية تُعد بمثابة القلب النابض في محطات توليد الكهرباء - وذلك لمشروع جازان. وقد أشاد معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، في حفل التدشين الذي أقيم هذا الأسبوع بهذه الجهود ووصفها بالمثال على "القيادة".
تحقيق القيمة محليًا
تتخذ أرامكو السعودية من خلال برنامج (اكتفاء) إجراءات فاعلة لتحقيق مزيد من القيمة على الصعيد المحلي بما يكفل مواكبة التغيرات المتسارعة التي تشهدها المملكة والارتقاء بازدهار مستقبلها، فالبرنامج يهدف لتوفير فرص عمل للأعداد المتزايدة من المواطنين وتحفيز التنوع الصناعي.
وكانت أرامكو السعودية وسيمنز والشركة السعودية للكهرباء قد أعلنت في عام 2011م التزامهم بإنشاء مركز سيمنز للطاقة في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، التي تعد مجمعًا صناعيًا تديره الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن).
وقد اكتسب حفل تدشين تجميع أول توربين غازي سعودي هذا الأسبوع أهمية كبيرة برعاية معالي الوزير الفالح، وبحضور رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، ورئيس شركة سيمنز أ. جي. وكبير إدارييها التنفيذيين، السيد جو كيسر، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في المملكة، السيد بوريس روغه. بالإضافة إلى عددٍ من الشخصيات من حكومة المملكة ومن كلتا الشركتين.
التحوُّل الكبير
ويأتي هذا الإنجاز بعد شهر تقريبًا من إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، رؤية المملكة العربية السعودية 2030، كما أشار الفالح في كلمته التي قال فيها إن إنجاز سيمنز يقدِّم برهانًا على أن كل عناصر التمكين لتحويل الرؤية إلى حقيقة متوفرة في المملكة. وسيكون لبرنامج التحوُّل الوطني الذي سيطلق قريبًا دور في تبيان تفاصيل أكثر حول الرؤية.
وقال الفالح: "العنصر الأول والأهم من هذه العناصر هو الموارد البشرية؛ والتي تُعنى بها مجموعة ناجحة من الشراكات القائمة لتطويرها وتَطْرُقُ سُبلًا جديدةً ومبتَكَرةً لتدريب شباب المملكة. أما العنصر الثاني فهو البنية التحتية"، مشيرًا إلى ما تهيأ لهيئة المدن الصناعية من "بُنى تحتية متكاملة مكَّنت لصناعات قائمة ومزدهرة". أما العنصر الثالث لنجاح الرؤية فهو التكامل "حيث يتم الربط بين قطاعات مختلفة من النشاط الاقتصادي ليعزِّزَ جدوى بعضِها بعضَا، وقد رَبَطَت المملكةُ اليومَ وللمرة الأولى بين قطاعات التعدين والتصنيع والطاقة وبين الطلب على منتجاتها".
وقد هنأ الفالح في كلمته أثناء الحفل شركة سيمنز، واستعرض كيف يتواءم تركيب أول توربين غاز عملاق في المملكة العربية السعودية مع تطلعاتها الرامية إلى تحقيق التحوُّل في مناخها الاقتصادي وتوفير الفرص للشباب السعودي.
وأضاف الفالح: "أودُّ أن أتوجَّه بالشكر للسيد جو كيسر وفريق الإدارة في شركة سيمنز على ما أبدوه من حس قيادي، فقد زار مجلس إدارة شركة سيمنز أرامكو السعودية عام 2011م، حيث اجتمع أعضاء مجلسي إدارة الشركتين ليومين وزرنا خلالهما مناطق مختلفة في المملكة، وحلّقنا فوق الرقعة الصناعية الكبيرة التي تتمتع بها بلادنا، وأخبرتهم أن المملكة ستتجه إلى مزيد من التصنيع لتحقق أضعاف ما حققناه من صناعة مذهلة على مدى 80 عامًا".
تنمية هائلة
وكان الفالح قد وعد أن تشهد المملكة العربية السعودية تنمية صناعية "هائلة" على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة، قائلًا: "لن تقتصر التنمية على القطاع الصناعي، ولا على قطاع الطاقة عمومًا من نفط وغاز وطاقة كهربائية تقليدية وغير تقليدية، بل ستمتدُّ أيضًا إلى مجالات جديدة تعتمد على إبداع السعوديين والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، التي سترفد المملكة بقدرات تنافسية مع الشركاء الأجانب لإيجاد مناخ اقتصادي أكثر تنوعًا وحيوية وتنافسية، ومناخًا اقتصاديًا مجزيًا في المملكة للجميع. وستستفيد جميع الأطراف المعنية وفي طليعتهم الشباب السعودي الذين يستحقون أفضل الفرص، كما سيستفيد بالقدر نفسه وبالدرجة نفسها من الأهمية المستثمرون الذين يختارون الرهان الصحيح ويراهنون على أن المملكة ستوفر الظروف المناسبة للرخاء والاستثمار والنمو ليحققوا عوائد مالية مجزية نظير ما راهنوا عليه".
وأضاف معالي الوزير أن المملكة مستعدة لإثبات ما تصبو إليه والشروع في التحول الاقتصادي الكبير، حيث قال: "سنثبت في المملكة كل كلمة قلناها، وأكرر أن رؤية المملكة 2030 ما هي إلا باكورة هذا التحول الكبير الذي سيحدث على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة. لقد أثبتت سيمنز على مدى العقود الثمانية الماضية أنها شريك وصديق للمملكة وأنا واثق بأن سيمنز ستُشارك بصورة أكبر في رؤية المملكة وتحولها وستكون أكثر التزامًا بهما وسنجني سويًا ثمار هذا المستقبل الواعد".
"ولا بد أن أقول في هذا المقام أن سيمنز أوفت بوعودها منذ اللقاءات التي عقدت عام 2011م. وما نشهده الآن مجرد غيض من فيض، فخلال عملي كوزير للصحة سابقًا كانت سيمنز ملتزمة بالقدر نفسه بقطاع الصحة وهناك عديد من الأمثلة الأخرى الشاهدة على ذلك. لقد ذكرتُ التقنية المتقدمة وتنمية الموارد البشرية، ونحن نتطلع للمزيد فيما نمضي سويًا في هذه المسيرة الحافلة".
تعزيز (اكتفاء)
ومن جانبه، تحدث أمين الناصر عن الأهداف المهمة لبرنامج (اكتفاء) في أرامكو السعودية، فقال: "يهدف البرنامج إلى مضاعفة نسبة سلع وخدمات الطاقة المنتجة محليًا، وتوفير فرص عمل ممتازة للسعوديين، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف المليئة بالتحديات إلا بالتعاون والعمل معًا. ونرى أن هناك شراكة مزدهرة مع شركة سيمنز من خلال مركزها للطاقة بالدمام والتي جنينا أولى ثمارها اليوم معًا".
وأطلقت سيمنز برنامجًا لتدريب الكفاءات السعودية الشابة على تقنيات التوربينات الغازية داخل المملكة وخارجها، ويُعيَّن خريجو البرنامج في مركز الطاقة بالدمام لكي يمثلوا حلقة في سلسلة الجيل المقبل من الخبراء الذين سيرسمون ملامح مستقبل صناعة الطاقة في المملكة.
وقال جو كيسر: “تمثل رؤية المملكة 2030 عزمًا طموحًا للتحول في المملكة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ونحن على ثقة بأن هذه الرؤية من أكثر الإنجازات أهمية في تاريخ المملكة المعاصر منذ اكتشاف النفط".
وقد قام معالي المهندس خالد الفالح وعدد من كبار الشخصيات بتفقد مرفق سيمنز والتقوا بالشباب السعوديين الذين أسهموا في تجميع أول توربين غازي يُصنع في المملكة.