أغبياء غلاة الكرد ...بنادق لقتل نفسها وشعبها
خلال العقود الماضية عرف العالم مصطلح " بنادق للإيجار" وجسّد المصطلح بتفاصيله الفلسطيني أبو نضال " صبري البنا" الذي نقل بندقيته من الكتف الأيمن إلى الأيسر ثم الظهر وما بينهما، فعام مع الطاغية حافظ أسد، وآخر مع القذافي ، وثالثً مع صدام حسين، وهكذا ولكن خلال السنوات الماضية ربما سيكون مصطلح جديد خاص بغلاة الكرد الذين أُبتلي بهم إخواننا وأهلنا الأكراد الذين عاشوا لقرون مع الشام والعراق فكانوا خير شركاء في زمني السلم والحرب، المصطلح الجديد الذي سيلاحقهم " بنادق لقتل نفسها وشعبها" فهل ثمة أغبى من أن يقع المرء في حفرة حفرها بنفسها ومن صنع يديه أكثر من مرة.
على مدى التاريخ الشامي الحديث أدرك قادة الكرد الحقيقيون أن مشكلتهم في حزب البعث الذي حرمهم من جنسية سورية، وعاملهم معاملة إذلال، بينما كانوا قبل وصول البعث إلى السلطة وقبل أن تُبتلى به الشام عربها وكردها، كانوا رؤساء للشام، وعاشوا في أعرق الأحياء الشامية ولا داعي لذكر أسماء رؤساء ورؤساء حكومات كردية حكمت الشام لسنوات مديدة، لكن ذلك كله قبل أن تُبتلى الشام بالطائفيين القتلة، بيد أن العجيب أن يثق غلاة الكرد المجرمين ممن اختطفوا الحلم الكردي بالحرية والعيش بكرامة وعزة كما عاشها أجدادهم قبل سرقة هؤلاء الغلاة الحلم الكردي، فيثقوا بمن خدعهم وباعهم إن كان من الطائفيين الأسديين أو من خلال قادتهم الغلاة.
أقدم طاغية الشام المؤسس حافظ أسد على الضحك على عبد الله أوجلان لسنوات فأوهمه أنه يدعمه ويدعم حلمه في تركيا، وما أدرك الأحمق أنه لو كان حافظ حريصاً عليه لمنح الكرد في الشام جنسية واعترف بوجودهم، وهو ما ينعمون به منذ فترة طويلة في تركيا، ومع هذا آثر أوجلان أن يكون بندقية للإيجار أولاً جرياً على سيرة أبي نضال، ثم استحدث سيرته الخاصة به في أن يكون بندقية لقتل نفسه وشعبه، فباعه حافظ أسد للأتراك، واليوم يكرر خلفه صالح مسلم ويخدع شعبنا الكردي، والأعجب أنه يخدعهم بأن بشار هو من سيأتي لهم بالحرية فيتحالف معه ويبيع كل الأكراد لعيونه، وينقلب على ثورة الشعب العربي والكردي، وينقلب على إرث مشعل تمو رحمه الله وكل القادة السياسيين الكرد الشرفاء، ويختطف الحلم الكردي، فوقف معه في خندق واحد بالحسكة والقامشلي وحلب ضد الثوار الشرفاء، وحين تحين ساعة الحقيقة يبيع بشار ومن خلفه الكرد ويبيعهم معه الأميركيون ويرغمونهم على العودة إلى شرقي الفرات فرضخوا لهم بإشارة بسيطة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
هل ثمة أحمق من هكذا قيادة، لقد تنازلت حكومة العدالة والتنمية للكرد، وأصرت لعقود أن يكونوا جزءاً من النسيج التركي فيها، ولكن الحماقة أعيت من يداويها فراح غلاتهم يبحثون عن حرية متوهمة لدى الصفويين في طهران وهم الذين لاحقوا قيادات كردية معتدلة مثل قاسلمو فقتلوه بالغرب، فإن كان هذا حال المعتدل، فكيف سيكون حال غيرهم لو تمكنوا منهم، هل يرجو الحر حريته عند من جعله عبداً ؟!
ليس أمام إخواننا الكرد إلا أن يعرفوا عدوهم من صديقهم، وأول أعدائهم هم غلاتهم المجرمون الذين يسوقونهم من مجزرة إلى أخرى، والذين يبعدونهم يوماً بعد آخر عن حاضنتهم الحقيقية ومحيطهم السني الذي كان نعم المحيط لقرون، وهذا الإبعاد إنما يهدف إلى جعلهم بندقية إيجار لصالح غيرهم، فها هو الروسي يتخلى عنهم، وها هو الأميركي يبيعهم وقبله القاتل المجرم بشار أسد، كل هذا بعد أن سرق أمثال صالح مسلم الحلم الكردي الحقيقي بالالتحام مع الشعب السوري في ثورة الكرامة من اليوم الأول، لا مناص أمام الشعب الكردي من أن يُعرّي هذه القيادات العفنة، ويسلم الراية إلى قادة الكرد الحقيقيين ورثة مشعل تمو وغيره، ثم الالتحام مع ثورة الشعب السوري الحقيقية للتخلص من الظلم، فمن أوجب الواجبات بعد انتصار الثورة الشامية حصول إخواننا الكرد على حقوقهم كالشامي والعربي، فهم من حفظ الشام وحفظوا الدين أيام صلاح الدين.
لا يوجد عاقل واحد يثق بغير شعبه وبغير محيطه، ومحيط الكرد كمحيط العرب متعلق ببعضه، ومن تغطى بغير ردائه برد وتجمد، والخطوة الأولى تكمن بنزع الشرعية عن قيادات مجرمة لا همّ لها إلا اقتلاع المكون الكردي عن محيطه وبيعه في سوق نخاسة العبيد والمحتلين.
http://www.orient-news.net/ar/news_show/121420/أغبياء-غلاة-الكرد-بنادق-لقتل-نفسها-وشعبها