يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وقالوا: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم".»
[11] الأيوبيون نفسهم اختلفوا في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى
بني أمية وحين بلغ ذلك الملك
العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب قال: "كذب إسماعيل ما نحن من
بني أمية أصلاً"،
[11] أما الأيوبيون ملوك
دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون
غطفان وقد أحضر هذا النسب على
المعظم عيسى بن أحمد صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود.
[11]
وقد شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه "الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية"
[12] ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: "ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب".
كما أن الحسن بن داود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي محمد بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عوف بن أسامة بن بيهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نَشبَة بن غيظ بن مرة بن عوف بن
لؤي بن
غالب بن
فهر بن
مالك بن
قريش .
وكان نجم الدين والد صلاح الدين قد انتقل إلى
بعلبك حيث أصبح واليًا عليها مدة سبع سنوات وانتقل إلى
دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث أمضى فترة شبابه في بلاط
الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير
دمشق.
[13] إن المصادر حول حياة صلاح الدين خلال هذه الفترة قليلة ومبعثرة، لكن من المعروف أنه عشق
دمشق عشقًا شديدًا، وتلقى
علومه فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه أنه كان عالمًا
بالهندسة الإقليديةوالرياضيات المجسطية وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية،
[14] وتنص بعض المصادر أن صلاح الدين كان أكثر شغفًا بالعلوم الدينية
والفقه الإسلامي من
العلوم العسكرية خلال أيام دراسته.
[15] وبالإضافة إلى ذلك، كان صلاح الدين ملمًا
بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب
والشعر، فحفظ ديوان الحماسة
لأبي تمام عن ظهر قلب، أيضًا أحب
الخيول العربية المطهمة، وعرف أنقى سلالاتها دمًا.
[14]