24 اكتوبر 1973..ملحمة السويس الخالدة

Ahmed_EG

عضو
إنضم
25 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التفاعل
16 0 0
الوضع العسكرى غرب القناة
egyptwar1973.gif


في يوم 20 أكتوبر 1973 أصبح التواجد الإسرائيلي غرب القناة كبيرا بعد إستغلال الجيش الإسرائيلي لثغرة الدفرسوار بالعبور إلى غرب القناة، وتم تكليف فرقة (آدن) الإسرائيلية بالتقدم جنوبا إلى السويس، وكانت القوات المصرية قد نجحت في دحر الهجوم الإسرائيلي في إتجاه الإسماعيلية بواسطة اللواء 150 مظلات واللواء 15 مدرعات. وقد تكبد العدو الإسرائيلي في ذلك اليوم خسائر فادحة هي الأكبر طوال أيام حرب أكتوبر من حيث العتاد والأرواح وكان القتال يدور بجميع الأسلحة من المدفعية إلى المدرعات ومن الصواريخ إلى الطيران.
ولم يكن أمام العدو سوى إستخدام أسلوب حرب العصابات التى يجيدها وعلى الفور أندفعت أعداد قليلة من مدرعاته (من 4 إلى 7) في كل إتجاه لتشتيت القوات المصرية.
وفي اليوم نفسه قامت فرقتي (آدان) و(ماهيه) الإسرائيليتان بالتقدم نحو السويس وقطعتا طريق القاهرة-السويس.
وفي اليوم التالي قام الجنرال (آدن) بالإندفاع بفرقته المدرعة نحو السويس، ومع حلول منتصف ليلة 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار وكانت القوات الإسرائيلية وقتها على بُعد 35 كم شمال السويس. وبرغم إلتزام مصر بقرار مجلس الأمن فإن إسرائيل -كالعادة- بدأت في التحرك بإتجاه السويس كآخر مكسب يمكن أن تحققه في الحرب.
ومع منتصف ليلة 23 أكتوبر وصل لوائين مدرعين إلى مشارف المدينة في الوقت الذى كانت فيه فرقة الجنرال (ماجن) تحاول عزل السويس عن العاصمة. ورغم أن القوات الإسرائيلية فقدت نحو 200 دبابة أثناء تقدمها إلا أنها أصبحت مع نهاية ليلة 23 أكتوبر على مشارف السويس التى كانت على موعد مع التاريخ لتسجل واحدة من أعظم معارك الدفاع عن الأرض والكرامة ولتجعل من عتباتها مقبرة للغزاة.
مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر أدرك شعب السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ولذلك فقد أستعد كل من في المدينة للزود عن الأرض. ولأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية نظامية فقد أعتمد الأهالى على السلاح الخفيف. وأصبح عبئ الدفاع عن المدينة على عاتق رجال الشرطة وأبطال منظمة سيناء العربية التى كانت تضم بين جنباتها مجموعة من أروع الفدائيين.
وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا ثانيا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه أعتبارا من السابعة من صباح 24 أكتوبر.


الاستعداد للملحمة

مع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم، ولاحظوا أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن، وكما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:
- محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.
- محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.
- محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.

وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس
فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية.
وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه وعلي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.
وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.
أصبحت السويس محاصرة تماما بفرقتين مدرعتين، وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها



جنود اسرائيليون على مشارف السويس

وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض التذكارات من الشوارع.

 
بداية الملحمة..ومعركة الاربعين



فجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد بإطلاق ثلاث قذائف ار بي جي لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!.
يقول البطل محمود عواد: (بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية القى سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ "يا بو خليل يا جن")



وفتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس يصطادون الدبابات المذعورة.
وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفى أبو هاشم الذى أستشهد في 8 فبراير 1970.


قسم شرطة الاربعين واثار الاليات العسكرية المدمرة
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.


يقول محمود عواد أن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا هو مات أن يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنه بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام عواد بدفن الشهيد بنفسه.
وبعد إنتهاء حصار السويس الذى أستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامه بإخراج جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ: (أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها..)
وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان قررا أقتحام القسم من الأمام وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناة العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدا على سلم القسم ويسقط زميله فايز شهيدا بجوار الخندق داخل القسم.

وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد أنسحبت بالكامل خارج السويس بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وقام البطلان محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو.
وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود. ومنذ هذا التاريخ تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي.


يقول الجنرال حاييم هرتزوج -الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- في كتابة "حرب التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرون ).


 
شهادات ابطال الملحمة
الموضوع عباره عن تفريغ للفيلم التسجيلي ( السويس الذاكره المنسيه ) الذي تم عرضه علي قناة الجزيره بتاريخ 26 / 10 / 2005

السويس الذاكره المنسيه
عبد المنعم قناويفدائي سابق بمنظمة سيناء العربية: على طول جبهة طولها مائة وخمسة وسبعينألف متر كان في كل متر فيه بطولة أثناء عملية اقتحام قناة السويس وتسلق خطبارليف والنقط القوية، لازم إحنا نتذكر الأيام اللي عدّت دي ما عدّتشأونطة كده لازم نتذكرها.
محمود عواد– قائدمجموعة بمنظمة سيناء العربية: يعني القيادة في الفدائية مش بالشهاداتالعليا ولكن بكفاءة بعدد دخولك الأرض هناك وعدد العمليات الناجحة اللي أنتعملتها، ده في العمل الفدائي على جميع المستويات في العالم كله.
أحمد عطيفي– فدائي سابقبمنظمة سيناء العربية: لا يستطيع حد يقول إيه اللي حصل في أربعة وعشرينأكتوبر إلا إحنا، لأن إحنا اللي صنعنا أربعة وعشرين أكتوبر بفضل من اللهوفقط.
محمد سرحان– فدائيسابق: في 1967 أنا كمواطن عادي مش معقول إن مصر تنضرب، مش معقول إن مصرتنهزم، الجيش اللي كان بقى له 19 يوم عمالين نوديه في سيناء في ساعاتتدَمّر.
عبد المنعم خالد– فدائيسابق: البلد كانت.. الجيش بتاعها كان وقتها قليل فجاء الرئيس جمال عبدالناصر أعلن إن شعب خط القنال يحمل السلاح ليدافع كل واحد عن مدينته.


الانخراط في منظمة سيناء العرب
--------------------------
عبد المنعم قناوي: بعد نكسة يونيو 1967 وتكونت مجموعات المقاومة الشعبية لحماية المنشآت الحيوية اللي موجودة داخل مدينة السويس.
محمود عواد: رحنا بعدكده بور توفيق نحرس بور توفيق من محاولة الإنزال فسمعت إن هيشكلوا فرقةدوريات بحرية تطلع من الميناء تقعد طول الليل تحرس شركات البترول من البحرعشان يمنعوا محاولة العدو إن هو يدمر الشركات.
عبد المنعم قناوي: دي كانت مهام بتتم يوميا من ستة مساء لستة صباحا، دوريات ليلية لتأمين السفن الراسية.
محمود عواد: ولكن برضه أنا ما كنتش مقتنع بهذا الكلام، مش مقتنع عايز أدور على أي حاجة فبدأت أسعى.
عبدالمنعم قناوي: فسمعنا عن تكوين منظمة فدائية على غرار المنظمات الفلسطينيةزي فتح وغيرها، أطلِق على هذه المنظمة منظمة سيناء العربية، فبدأالمتطوعين من أبناء السويس من المجموعات الانتحارية بالذات تنضم فرادى.
عبد المنعم خالد: ومعبحث وجرى ورمح ففهمتإن مكتب المخابرات يعني ممكن يجندني لعمل زي ده، رحتأنا المكتب هناك عندهم سألت على الضابط قالوا لي موجود إستنى، قعدت شوية،دخلت له قال لي أيوه يا عبد المنعم، قلت له أيوه يا أفندم أنت سيادتكعارفني؟ قال لي آه.. مش أنت اللي ضربت على العدو؟ قلت له أنا اللي ضربتعلى العدو، قال لي إحنا عارفين أنك راجل وطني وراجل بتحب بلدك وإحنا نحبالرجالة اللي زي دي، قلت له خلاص مادام بتحبوا الرجالة اللي زي ديوبتحبونا شوفوا لي أي مصلحة أروح أضرب العدو هناك، قال لا دخول جوه غيرالمكان اللي أنت قاعد فيه في البلد هنا، قال لي سيناء واسعة وكبيرة ومايفهموهاش إلا الناس العرب اللي جوه، قلت له تماما، قال لي فإحنا إيه.. هنعمل لك إيه.. برنامج إن شاء الله وهندخلك يا سيدي سيناء، المهم جابوا لياستمارة ومضيت على الاستمارة مليتها ومضيت ودخلت جوه أوضة كده صوروني ثلاثتصويرات، صورة من الخلف وصورة من الجانب وصورة من الأمام وقالوا لي إحناإيه هنبعت لك بس تكون في المكان والحاجات دي طبعا ما تقولش لحد عليها ديحاجات سرية بينا وبين بعضنا، قلت له لا ما تخافش، قال لي إيه رأيك تجيب ليواحد معك، قلت له ماشي أنا ما عنديش مانع، فأخذت بعضي ونزلت على الأربعينلزميلي غريب ده قلت له يا عم غريب، قال لي إيه، قلت له إيه رأيك في شغلكويس، قال لي شغل إيه؟ قلت له نروح سيناء، غريب محمد غريب أتصور وملئاستمارة وكل حاجة وجاب الألغام هيدرب غريب فدربه وأنا معاه ومش عارف إيهوقال أنتوا تروحوا ولما أعوزكم هأبقى أجيلكم خلاص يا غريب، قال له خلاص ياأفندم، خدنا بعضنا ومشينا وروّحنا وثاني يوم لقينا عربية آخر النهار جايةتعالى يا عبد المنعم تعالى هات غريب معاك وتعالى، خدنا بعضنا ورحنالقيناهم مجهزين لنا ألغام نفس عملية زرع الألغام اللي إحنا عملناها أولمرة هنعملها ثاني مرة، عدينا من منطقة ثانية وخدنا بعضنا ورحنا زرعناألغامنا وجينا، ثاني يوم بعت لي قال لي عاوزين إيه واحد كمان فأخذنا زميلبرضه لنا أسمه محمود عواد أكبر مننا برضه وأكبر مني سنا وراجل كان فيالجيش.
محمود عواد: بأقول لهإحنا يا منعم هنفضل كده قاعدين واليهود في سيناء هنسيبهم كدهيقعدوا ده هيبنوا خلاص وهيخدوا سيناء وهنفضل إحنا كده وهمّ كده، قال لييعني أنت نفسك تعمل حاجة؟ قلت له طبعا يا منعم، قال لي طب تعالى معايا،فين؟ قال لي تعالى المخابرات، فالمهم رحنا هناك قابلوني وخدوا بياناتيوجابوا لي طلب قدمته وبدؤوا يتحروا عني شهرين ثلاثة، جابوا جدود جدودي منالصعيد.. يعني المخابرات بتاعتنا مش أي واحد يخش فيها كده بتقول له أهلاوسهلا، لا سابوني لغاية ما جئت في يوم قالوا تعالى تفضل روحت قعدوا برضكمعايا حوارات هما بيعرفوا منها الإنسان وراحوا مكلفنا بمأمورية نحط فيهاألغام ودي كانت أول مأمورية أطلعها أنا وعبد المنعم خالد والله يرحمه غريبمحمد غريب، هذا الرجل برضك من فدائي 1956 زملاء الشهيد مصطفي كان راجلقلبه زي الحديد.
عبد المنعم خالد: وقالأنا عاوزكم بقه إن شاء الله تكبروا لي بقه إيه المجموعة بتاعتكم، فابتدينابقه إيه.. الحاج ميمي سرحان على سعيد الباشتلي على أبو هاشم على فايز علىأشرف على مجموعة كبيرة جدا وقعدنا نجمع وخدنا.. ابتدأت المخابرات يدربوناعلى أعلى تدريب.
محمد سرحان: أول يومرحت عادي رحت قابلت القائد سلام عليكم.. عليكم السلام قال آه طيب أقعد،الراجل قعد.. قعدوني من الساعة الثامنة صباحا لغاية الثامنة ليلا لا صلاةولا أكل ولا شرب حطوني في أوضة كبيرة كده بتاع ثمانية أمتار في عشرة أمتاروكل مثلا ثلاث ساعات يخش لي واحد عسكري معلش أصل الكابتن مش عارف راح فين،بقول لك أول يوم كده ما حطيتش حاجة في معدتي خالص، ثاني يوم قلت ياض إيه.. قالوا لي معلش أصل بيتأسف تعالى بكرة الساعة الثامنة، جئت ثاني يوم معاياسندوتش قلت يمكن أقعد عندهم نصف ساعة ولا ساعة سندوتش يعني أي حاجة، رحتزي امبارح عملوه النهارده.
أحمد عطيفي: بعد ماإحنا دخلنا والتحقنا بالعمل الفدائي بصينا لقينا زميلنا فلان دخل وفلاندخل.. قابلنا زمايلنا جوه لأنه كل واحد كان رايح برغبة منه شخصية فلماجينا نكلم المسؤول طب أنتوا عملتوا كده ليه؟ يقول لك أولا باشوف هل أنتجاي بطريقة رد فعل وقتي ولا أنت مُصِر إن أنت تكون فدائي.
محمود عواد: كانتمهمتنا إن كان في اثنين مدرعة ودبابة بيعملوا دورية كل يوم في ميعاد معينإن إحنا ندمر الوردية دي ونجيب أسير والكلام ده كان لازم يكون في وضحالنهار علشان نثبت لهم كفاءة الجندي المصري.
عبد المنعم قناوي: لأنطبعا العدو خلاص إعتاد إن المصريين بيعدوا بالليل وبيعملوا عمليتهم ويمشوافإحنا بقى في اليوم ده واجهناهم بقه والأوامر عندنا إن إحنا ننفذ العمليةبالنهار وهمّ متحركين، فإحنا عدينا طبعا زي ما قلت بالليل وفحتنا مكانللعبوة.. قوالبتي انتيمجهزة بتوصيل كهربائي على سبيل أول عربية تيجي فوقالعبوة نوصل السالب بالموجب فتنفجر العبوة، المجنزرة دي أو المعدةالأوّلانية دي هتطير في الهواء حوالي يمكن عشرة 15 عشرين متر وطبعا تقعباللي فيها.
محمود عواد: اليوم دهلما قمنا بالعملية الصبح جاء الطيران تدخّل مجرد ماا قواتنا أسقطتطائرة سكاي هوك جري الباقي كله ما وقفش لأن فاجئانا لأن العملية دي أعدتإعداد كويس، كانت المدفعية الميدانية مستعدة، المدفعية م.ط والصواريخ كلهمستعد للتدخّل وما فيش واحد فينا فُقِد أو واحد فينا أصيب إلا الزميلمحمود طه.
عبد المنعم قناوي: وزرعنا العلم المصري شرق القناة.
محمود عواد: العلم ده فضل مرفوع من 5/11/1969 لغاية ما قواتنا عبرت في 1973.
عبد المنعم قناوي: حانتساعة الخلاص وساعة الانتقام يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973لمّا حدثت المعجزة بتاعت اقتحام قواتنا لقناة السويس وتسلقها للساترالترابي اللي وصل ارتفاعه لحوالي 22 متر.
عبد المنعم خالد: بصينا لقينا سيناء دي بقه والعة طبعا الناس كلها في البلد الله أكبر.. الله أكبر قواتنا عبرت.
محمود عواد: فوجئنا بأنالطيران بيخش وبيخسر طبعا زعلنا وجريت على المكتب يا أفندي إحنا.. قالأنتم يا جماعة لسه دوركم ما جاش أصبروا بس دوركم جاي لسه.
 
دور الفدائيين في سد ثغرة الدفرسوار
---------------------------
أحمد عطيفي: وبدأت الحرب ماشية كويسة جدا.. جدا إلى أن تدخلت القوات الأميركية تدخل مباشر.

عبد المنعم قناوي
: لما العدو الإسرائيلي تمكن إن هو يعمل الثغرة في منطقة الدفرسوار وعَبَر القناة غربا.


أحمد عطيفي
: لما إحنا
عرفنا إن العدو هيحاول يقتحم السويس قلنا لازم نواجهه بأسلحة مضادةللمدرعات أسلحتنا المضادة للمدرعات موجودة في القواعد بتاعتنا على خليجالسويس وما تمكناش إن إحنا نروح نجبها، كان في الوقت ده كان عندنا الشيخ حافظ سلامة قال لنا إن إحنا نروح نشيل بعض الشهداء فعرفنا إن الشهداء الليبيكونوا موجودين والمصابين بيخدوهم يودّوهم المستشفي وياخدوا منهم السلاحوبالفعل رحنا في المستشفى ولقينا غرفة اسمها غرفة التسليح اخدنا منهااربجيه واحد هو اللي وجدناه مضاد للدبابات وثلاث صواريخ له واخدناه ورحنابيت زميلنا الفدائي محمود عواد وقعدنا نفكر لو العدو دخل هنتصرف معاه أزايونواجهه أزاي.

محمود عوا
د: أما عرفنا
خلاص لازم نستعد وأنا كده لقيت واحد جاي لابس أفرول مموه، عيل تقريبامن الصاعقة وماسك اربجيه سفن بتلسكوب وجديد لانج وجره في الأرض.

أحمد عطيفي
: فمحمود عواد زميلنا بيقول له يا أبني هاتوه قال له ده بتاع واحد زميلي استشهد وده عهده
.

محمود عواد
: فقلت له طب ممكن يعني الاربجيه ده ونكتب لك وصل قال لي وصل راح رماه لي
.

أحمد عطيفي
: بقى معانا اثنين اربجيه والذخيرة بتاعتهم
.

محمود عواد
: جاء لنا
بقى يوم 23 وحسينا بقه الناس جاية.. في ذعر الناس جاية تجرى من هنا ومنهنا، الناس تجرى تروح لغاية كده وترجع تيجي ثاني وحالة من الهلع والفزعالناس بخاصة اللي جاية من الجناين، من جميع أصناف الشعب عساكر قلعةهدومها، مدنيين، ستات، مجانين، ستات عيالها تايهة مش عارفة راحت فين، أمزي المجنونة ماشية تلطم، طبعا بدأت تيجي لنا ناس في يوم 23 وتقول لنا إحناعاوزين نقاتل شباب حلوة زي المهندس محمد البهنسي ده مهندس جارنا هنا دهطلع يوم معانا 24 كان بيقاتل زيه زي أي فدائي موجود وبرضك وغيره وغيره،فالمهم جينا اجتمعنا إن إحنا هنعمل كمائن اليهود يا جماعة هيدخلوا، اليهودفين، كان عندنا الشهيد أشرف ده كان بسم الله ما شاء الله عليه كان كده هوضئيل الجسم ولكن كان فيه قوة مائة واحد.. يعني العمل اللي يقوم به يساوىمائة واحد ده قالي لي أنا قفلت شارع عرابي بالعربيات.. لمّيت العربياتالمضروبة وقفلت شارع عرابي وسبنا لهم شارع الجيش مفتوح لأن همّ عمّالينيركزوا على الشوارع كلها وسايبين الشارع ده سليم اللي همّ هيدخلوا منهوالدبابات دلوقتي واقفة في المثلث.

عبد المنعم خالد
: يوم 24 أكتوبر حوالي الساعة ستة فوجئنا لقينا الطيران دوّى في السماء عندنا عمال يدُك في البلد دك تدمير شامل
.

محمد سرحان
: فالساعة
ستة ونصف الصبح سلمنا على بعض كلنا وقلنا ربما ما نشوفش بعض وفعلا حصلولغاية دلوقتي اللي راح استشهد ما شوفناهوش ونتمنى من ربنا إنه يلحقنا بهميعني.

محمود عواد
: الصبح بدري
إتوزعنا إلى أربع كمائن على طريق الجيش واتفقنا إن ما حدش يضربإلا لما يدخلوا و يجوا عندي أو عند الشهيد إبراهيم سليمان إن إحنا نبدأ نضربونتعامل معاهم وكانت الكمائن واحد كده وواحد عكسه، . وبعيدة عن بعض ولما نسمع كلمة الانفجار وكلمة الله أكبر الكل هينطلق ويضرب.

محمد سرحان
: الدبابات
اللي هي داخلة دي كانت رافعة علم الجزائر والمغرب وجايبين حاجة.. المصفحاتنص جنزير دي من فوق مفتوحة فجايبين دميات.. دمي وملبسينها عساكر وممسكنهاأي حاجة كده.

عبد المنعم خالد
: علشان
يخدوعنا ونضرب عليهم ونظهر أماكننا فين، فالمهم ما حدش فينا ضرب ودخلناهم وعديناهم لغاية لما دخلت الدبابات الثقيلة وبرضه قلنا محدش يضرب لما إيهأول دبابة توصل عند أول كمين.

أحمد عطيفي
: بالفعل بصينا لقينا فيه اشتباك حصل في النسق الأوّلاني، حصل اشتباك، حصل ضرب، حصل انفجارات
.

محمود عواد
: هنا كان في
دوشمة خرسانية من سنة 1956 وكانت مليانة ورق وزبالة ولكن من براها منسقفها حطيت الاربجيه أول دبابة دخلت السويس أصبتها بفضل الله هوغيرت مكاني وقفت على ناصية الشارع ده وراقبت الدبابات الثانية اللي جايةلقيت ثاني دبابة جت وقفت والمدفع متصوب على الدوشمة دي وضربت الدوشمةلغاية ما نسفتها ولعت فيها النيران لأن الورق اللي فيها والأكياس الليفيها فغيرت مكاني ورحت جري من عند الأجزخانة وكملت الطلقتين اللي معايافأصبت بهم دبابتين ولكن.. يعني الضرب فيهم ما كنش مؤثر لأنهم كانو منالدبابات سنتريون أصبهم آه لكن ما وقفوش.

أحمد عطيفي
: بصينا
لقينا إبراهيم سليمان جاي بيقول يا عطيفي تعالوا بالاربجيه اللي معاكم فيخط الدفاع الأول، قلنا له ما أنتوا هناك، قال إحنا ضربنا ولكن همّ مشهيجوا من عندكم همّ ماشيين في خط واحد بالفعل قمنا وجرينا على المنطقةاللي هي بجوار سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) وكان عبارة عن جنينة فيها خندق بتاع أفرادركبنا فوقه وبدأنا نقاتل المدرعات ضربت أنا دانة بالاربجيه السفن علىدبابة ماركتها أو الموديل بتاعها باتون 48 أ 3 أصبتها ولكن لم تدمرتدمير كامل وكملت المشي من الاستعجال في الحرب أنا مسكت الاربجيه منالماسورة بطريقة خطأ أيدي اتحرقت الشمال فأديت الاربجيه لزميلنا الشهيدإبراهيم محمد سليمان وإبراهيم محمد سليمان كان اللي فاضل معانا صاروخيندانتين فقط راح قاعد وجت الموجة التانية من الدبابات كانت دبابات ماركةسنتريون سبعة راح قاعد على الخندق وراح ضارب دبابة وكانت أول دبابة تدمَرفي السويس، اللي كان من كتر غرورهم كانوا فاتحين المغازل بتاعت السواق بماإن المفروض في العمليات ما تتفتحش، لمّا دخلت الصاروخ بتاع الاربجية بتاعإبراهيم سليمان دخل شال رقبة السواق.

محمد سرحان
: دماغ السواق دي أكنك شلتها بسيف بقت في الأرض زي الكرة، .. قائد الدبابة وقع
.

محمود عواد
: فالجثة لما سقطت جوه حصل عند بقية الطقم فزع ورعب وده بتاع ربنا الوعد اللي وعدنا بيه سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب
.

أحمد عطيفي
: ولكن
الدبابة ما أنفجرتش وقفت فحبوا يتعاملوا معانا طلعوا واحد يطلع بيضرببالمدفع النص بوصة،طلقات نص بوصةبيضربوا بها الأفراد ودي طلقات خارقة حارقة.

محمود عواد
: لقيت أربعة
من زملاتي واقفين و دبابة واقفة والبرج بتاعها الماسورة متوجهةعليهم وهمّ واقفين عمالين يقاتلوا اللي هو الزميل البطل أحمد عطيفيوالشهيد إبراهيم سليمان والزميل البطل محمد سرحان وكان معاهم محمد البهنسي.

أحمد عطيفي
: محمود عواد
كان في الناحية التانية من السكة الحديد شاور لنا نخف الضرب راحوا مطلعينرشاش النص بوصة قفلوا عليهم البرج وبدؤوا يضربونا بالمدفع المائة وسبعةمللي بتاع الدبابة، طلعت منه بالفعل قذيفة لكن الحركة الميكانيكية بتاعتهامتمتش والمدفع نزل على الأرض.

محمود عواد
: أنا شايف
بقه إيه اليهود يحطوا أيدهم على البرج كده يجوا يطلعوا يلاقوا الطلقات ينزلوا تاني، رحت بفضل الله شاورت لزملاتي كان معايا قنابل يدوية وكنتخلاص خلصت الذخيرة وكان معايا اللي هو فتحي سباق ده اللي بيشيل لي الذخيرةمَسّكته الاربجيه وجريت شاورت لهم أنا من الشارع اللي هنا وهمّ من الشارعهناك ورحت بفضل الله طالع فوق الدبابة ورحت رامي كان البرج مفتوح همّبيحاولوا يخرجوا منه ورحت رامي قنبلة.

أحمد عطيفي
: وده أدى
إلى انفجارها انفجار تام، دي لما قفلت السكة بدأت كل الدبابات والمدرعاتوالعربيات النص جنزير وخلافه بدأ يقف وراءها لأن قفلت السكة وهمّ عارفينزي ما إحنا دارسين وهما دارسين الإسرائيليين إن أي مدرعة تقف في مدينةيعني قبر متحرك هتنضرب بسهولة.

محمود عواد
: كلهم جم
بقوا يركنوا الدبابات يمين يا إما يقفلوا على نفسهم ويقعدوا يضربوابالمدفع زي ما تيجي بطيخي مرة فوق مرة تحت أو يجروا يهربوا يستخبوا فيالبيوت.

أحمد عطيفي
: أنا كنت
واقف في صالة قطع التذاكر بتاعت سينما رويال وبصيت لقيت فيه دبابة واقفة.. مدرعة واقفة جانبي فشلت القنبلة ورمتها فيها اللي مات مات واللي عاش حبيستخبى فبيستخبى في المكان اللي أنا واقف فيه فكانت لحظة ما فيش متر ونصفلدرجة إني لما ضربته وقتل وقع عليهّ اللحظة دي كانت بتبقى إزاي . ديبتتم في جزء من الثانية لكن بتبقى للإنسان فينا شعوره إيه الشعور بيبقى فيلحظة سمو، السمو اللي أنت فيها عايز تقاتل كويس جدا عايز تقتل أكبر عددممكن علشان تموت بثمن فكان الموت جميل لأن أنت بتشوف زملائك في لحظة كانمعك في لحظة مات واستشهد وكانت دي أكبر أمل لنا وده اللي خلانا دخلنامنظمة سيناء تبع المخابرات الحربية
 
التعديل الأخير:
معركة قسم الأربعين
------------------
محمود عواد: كان المؤسف ان جميع أقسام السويس رفعت الأعلام البيضاءبأمر المحافظ في ذلك الوقت ، نزّلت علم مصر ورفعت العلم الأبيض وده اللي شجع اليهود إن هو يدخل قسم الأربعين عشان يتحامى فيه لأنالقسم ده قلعة.

أحمد عطيفي
: هو عبارة
عن مبنى يحوطه شوارع من الأربع جهات يعني ممكن إنه يتم الدفاع عنه بسهولةوبالفعل إحنا جئنا قتلنا كل الناس اللي حوالين البيوت واللي حوالين قسمالأربعين وقلنا نهاجم قسم الأربعين.

محمد سرحان
: لما احتلوا القسم كان يجب إن إحنا نحاول نفك حصار القسم ده بأي طريقة
.

عبد المنعم قناوي
: بدأت
بقى المعركة بدأ كل زميل يؤدي الواجب اللي عليه بأمانة منهم اللي سقط فيالأول ومنهم اللي قعد في الآخر واتسقطوا.

أحمد عطيفي
: إبراهيم
أصلا كان بطل من أبطال الجمباز قال أنا استروني بالنيران وأنا هأنط أبقىجوه القسم والشهيد فايز يدخل من الباب اللي ورا والشهيد أشرف يدخل منالباب اللي قدام ويخطط له إبراهيم لسه بيطير في الجو وبينط راح واخد دفعةرشاش في صدره نام فوق السور، سبناه هنعمل له إيه، أشرف دخل وفايز سمعناقتال بينهم وبين الإسرائيليين القتال وقف استشهدوا همّ كمان، قعدنا نقاتلإلى أن قلنا نضرب القسم ده بأي شكل ضربناه وبشكل عنيف جدا راحوا مطلعينلنا عسكري كانوا أسرينه من عساكر الشرطة وقالوا إن همّ عايزين يسلموا بسنضمن لهم حياتهم.

محمد سرحان
: قلت له يا محمود خد الراجل ده وديه لمحمود عواد لأن كان محمود عواد أتصاب وراح المستشفى يعملوا له شوية إيه إسعافات
.

محمود عواد
: جايب لي
واحد شويش مطلعين الشويش ده علشان عاوزين يسلموا، اليهود عايزين يسلموا بسبيقولوا له إيه.. إحنا مش هنسلم للصاعقة اللي بره، هو ما فيش صاعقة برهولا ناس ولا واحد فينا لابس أفارولات دأنا لابس بروفر عادي وكوتشي.

أحمد عطيفي
: ومحمود خد
العسكري ده وراح لقائد المخابرات قال له عايزين يسلموا نفسهم قال له يرمواأسلحتهم من الشبابيك ويرفعوا راية بيضاء وإحنا نضمن حياتهم، العسكري رفضيرجع لأن همّ شرطين إن هو يرجع قلنا ما فيش فائدة نضرب القسم بقنابل حارقةبحيث إن إحنا نخلص منه بأي شكل وبالفعل قعدنا نضربه بقنابل حرقة قدرنانخلص منه كل ده والمدرعات كلها واقفة دايره مواتيرها دايره.

محمود عواد
: بعد كده
جاءت لي التعليمات .. قال لي متخلوش مدرعات دايرة لأحسن يتسللواتاني وهيستعملوها أحرقوها وكانت يعني العملية دي حلوة جدا لأنها رعبتاليهود رعب رهيب جدا( فيما بعد في كتاب التفصيل قالوا إن هم شافوا جنودصاعقة عمالقة ولهم أنياب.)

أحمد عطيفي
: كل اللي دخل السويس ما خرجش
.

محمود عواد
: ناس كتير اتكلموا مع فضيلة الشيخ حافظ سلامة علشان إزالة الساتر فهو من رأيهبيقول إن المعركة لم تنتهي بعد، المبنى الوحيد في السويس اللي ما زالالساتر الواقي من القذائف اللي كانت بتيجي من جانب العدو الإسرائيلي حولمسجد الشهداء.

أحمد
عطيفي: مسجد الشهداء أول حرب 1967 كان قائم بدور الدعوة لتشجيع الجنودوتعريفهم بدينهم وتعريفهم بفضل الجهاد وإلى أخره لغاية لما جاءت سنة 1973إحنا علمنا إن الشيخ حافظ كان في القاهرة وعلشان يجيء من القاهرة للسويسكان الطريق أتقطع فجاء هو على عربية بتاعت مدفع لغاية لما دخل السويس، لمادخل السويس علاقاته كويسة بكل الناس العسكريين بقوا يجيؤون يتكلموا معهالحرب بدأ لمّا الحصار بدأ بقى كم كبير من العسكريين والرتب العسكريةوالعسكريين العاديين داخل المسجد، كان الشيخ حافظ اللي عنده الذخيرة أوعنده سلاح يوديه المسجد، إحنا عايزين ذخيرة أو عايزين حاجة نروح نأخذ منالمسجد، فبقى حركة اتصال لما جاء اليهود عشان يقولوا إن هم عايزين يهاجمواالبلد اللي رد عليهم المسجد بتاع الشهداء من خلال الميكروفون.

عبد المنعم قناوي
: بالنسبة للشهداء هنا في السويس ما فيش شارع ولا حارة ولا زقاق إلا لما سقطفيها شهيد واثنين وثلاثة لأنه دي كانت اشتباكات شبه يومية طوال الستةسنوات اللي هي المدة من 1967 إلى 1973.

محمود عواد
: كلهم نِعم
الوفاء ونِعم الإخلاص.. يعني أخلص الناس اللي قضت فعلا وكانوا بيطلبواالشهادة همّ الشهيد مصطفى أبو هاشم وأخوه الشهيد أحمد أبو هاشم والشهيدإبراهيم سليمان والشهيد أشرف عبد الدايم والشهيد فايز حافظ أمين والشهيدمحمد محمد يوسف والشهيد سعيد البشتلي، هؤلاء الشهداء زملائنا غير أصدقائنااللي انضموا إلينا واستشهدوا.. يعني دول ناس كانت مخلصة وهم أحياء عندربهم يرزقون.

أحمد عطيفي
: الشهيد
إبراهيم والشهيد أحمد أبو هاشم لما جاءت الحرب بدأت تبقى لصالحنا 100% ومافيش أي غبار على إن الضفة الشرقية في أيدينا الله هي الحرب هتنتهي وما فيشحد فينا هيستشهد مش معقول.

محمود عواد
: بكى قال لي
يا واد يإبراهيم جاءت قامت الحرب وهتخلص ومش هتنول الشهادة.. يعني بقى يشتمنفسه، ليه يا رب فيعمل إيه؟ لمّا جاء الشهيد أحمد حمدي راح مقلع الشهيدأحمد حمدي الآيش بتاعه وراح حاطت له الآيش بتاعه علشان يستبارك به لأن لقىنقطة دم هنا، دم شهيد علشان ينول الشهادة وفعلا نال الشهادة وأعظم شهادة،إبراهيم سليمان واخد أكتر من أربعين طلقة في جسمه، الأوضه دي كان بيقيمفيها الشهيد السيد أحمد أبو هاشم لأن هو أسمه مركب رحمة الله عليه، قامفوجئنا به جاء على الزجاج هنا وراح كاتب.. كان الزجاج كله تراب وراح كاتببصبعه أسامي أولاده ويمكن كنا لأول مرة نعرف أسامي بناته بنتينه الاثنينوابنه حمادة وكتبهم هنا، فضلوا أكتر من سنة وهمّ مكتوبين على الزجاج هنا.

أحمد عطيفي
: إحنا دفنا
الناس دي بسرعة في أثناء الحرب علشان الأمراض والطاعون بعد كذا وتسعين يومكنا كاتبين وصية للشيخ حافظ سلامة إنه يدفنا دفن شرعي طلّع جثة الشهيدإبراهيم علشان يدفنها دفن شرعي لقيناه وأنا شفته بعيني رأسي كأنه نائمبالضبط.

محمود عواد
: لما تلاقي
واحد أنت دفنه بأيدك بعد ثلاثة وتسعين يوم بتفتح تربته تلاقيه نائم لسهمبتسم وذقنه كأنه واحد متوضئ، وشه وأيديه كأنه متوضئ، لسه متوضئ ومبتسموالريحة اللي طلعت من القبر بتاعه لا يمكن هشمها ولا شمتها قبل كده،فالشهيد إبراهيم يعني والشهيد سعيد والشهداء عموما هم الخيرة بتاعتنا بقوللك وبصدق يعني ربنا اختار الخيرة الصادقة مننا.
 
رسم خريطة فك الاشتباك الأول
----------------------
أحمد عطيفي: بدأنا طيبنعمل إيه في خلال من يوم 25 اللي هو مائة يوم حصار ويمكن المائة يوم ديفيه كثير من الناس مفقودة عندهم من الناحية التاريخية إحنا بدأنا نحاول معالمراقبين الدوليين نرسم خريطة اللي هي بتاعت فك الاشتباك الأول، فبقيناماشيين مع المراقبين الدوليين وإحنا أصلا مش رسميين إحنا أصلا فدائيين لانمت لأي قوات مسلحة بصلة.

عبد المنعم خالد: فطبعاقال لك مين يروح ودوا إيه واحد من الفدائيين ده يروح ويخلص معهم، فراحميمي سرحان الحاج ميمي ومعه طبعا ضابط بس هو ما يعرفش إن هو كان ضابط،فابتدوا همّ.. الحاج ميمي قال لك لا إحنا عاوزين نجمع عددنا كله.

محمد سرحان: فوصلنالحته قدام مننا اليهود وفيه حتة ترعة صغيرة اسمها ترعة المغربي فو أنارايح عاوز أوصل للهدف فمحمود عواد وزمايلنا كان فيه ذرة مزروع فأنا إيهيجي البوليس الدولي معاه الخريطة وإحنا معانا الخريطة بتاعتنا فيجي محمودعواد أقول إيه يا محمود يا عواد يطلعوا التسع أنفار من الزرع.

عبد المنعم خالد: يجي ثابت على المكان إنه هو فيه إيه قوات مصرية نبتدي نلحق نجري لمكان ثاني.

محمد سرحان: المرة ديأقول أطلع يا عبد المنعم يا خالد يطلعوا همّ التسعهفيكتب مصريلا ياواد مائة متر فمائة متر مشينا حوالي ستمائة متر، فالراجل بص لقى التسعةهما الشطرنج اللي عمالين يخشوا الزرع ويطلعوا.

عبد المنعم خالد: بسخلف في الأسماء يا عبد المنعم، يا محمود، يا غريب.. محمد غريب، الله طيبدي الناس هي هي، فجاء واحد من قوات الطوارئ الدولية الله أعلم بقى إذا كانهو بقى يهودي أو إيه ملته بالظبط.

محمد سرحان: بيقول ليأنتكوماندوزقلت لهلابص لي كده بتعجب قال ليانت كوماندوزقالت لهلا برضه يهز دماغه كده عجب فبيقول ليكومانددوزقلت لهاه قال ليلو سمحت روح بعيديعني من فضلك معالسلامة، كل الرشاشات محطوطة في صدري على بُعد بس أنا معايا البوليسالدولي المهم ده موقف من المواقف وعملنا وقف إطلاقالنار وحط البوليس الدولي حط إن هنا بس إيه بقى تحت الترعة ما قدرتش أعديالترعة لأن ما كنش فيه كوبري، خلصنا من هنا لفيت لحته ثانية عدينا الترعةمن حته ثانية وخلاص وقف إطلاق النار ومشينا على كده واتحطت على الخريطةوروّحنا.

أحمد عطيفي: وقت الحصاركان من أعظم الأيام زي ما إحنا قلنا، أولا نمرة واحد بالنسبة للمعيشة إحناكمجموعة فدائيين كسرنا مخزن بتاع أكل وأخذناه علشان نجيب نستقطب به ناسيجوا معانا لأن إحنا عددنا كان صغير، المياه.. بدأت المياه يتفتح بير،جابوا الناس القدام الكبار العواجيز اللي كانوا في السويس قالوا كان فيهبير فين.. لقوا بير في محل كان بتاع واحد جزماتي، قالوا كان هنا زمان كانفيه بير من مثلا من مائة سنة.

عبد المنعم خالد: لغاية لما قوات الطوارئ والصليب الأحمر اتفقوا مع العدو يدخلوا لنا ميه وأكل وحاجات دي.

أحمد عطيفي: بعد فكالاشتباك الثاني تم الاتفاق عن طريق الأمم المتحدة وبقى يجي لنا كل يوم منالقاهرة عربيات نقل بتحمل مواد تموينية بيتراوح عددها من ثلاثين إلىأربعين عربية كل يوم، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فيها جميع أنواعالأكل، جميع أنواع الفاكهة، كانوا الإسرائيليين تعبانين زينا ما عندهمشبرضه أكل ولا ميه ولذلك كانوا أحيانا يحاولوا يسرقوا صناديق من العربياتاللي جايه.

عبد المنعم خالد: ابتدينا بقى إيه في المائة يوم دول بقى طبعا فيه وقف إطلاق نار إحناما عندناش طبعا حاجه اسمها وقف إطلاق نار إحنا مالنا الجيش يقف أنا مانقفش إحنا ناس فدائيين ولازم ندافع عن البلد والقوات الإسرائيلية بقتمعانا في البلد دلوقتي بقى أمر واقع لازم لنموت لنموتهم، فابتدت الوطنيةفي البلد تزيد حتى اللي ما كنش شايل سلاح ابتدى يشيل سلاح ووزعنا مجموعات،اللي مش مضمونين لينا ناس مدنيين، بقالين، اللي موجود في البلد كله ابتدىبقى إيه.. نعمل مجموعات وبالليل نتسحب نروح مثلا لحته اللي اسمها الزرايرنضرب منها.

أحمد عطيفي: جبنا عربيةبتاعة اللي بيشيلوا عليها صناديق الكاكولا وجبنا أحد الشباب الله يدي لهالصحة اسمه عبد الله اللحام وقلنا له الحم لنا عجل هنا والعربية دي كانتبتاعة رواش بتاع الفول بيحط عليها كاكولا ورحنا لحم لنا عليها قاعدة مدفعرشاش نص بوصة وبدأنا نحط عليها الرشاش وناس تركب وناس تزق ونضرب بها وإحنابنجري علشان ما نستهلكش الوقود اللي في البلد وأحيانا علشان نستخبى منالاستطلاع الإسرائيلي نحط الأسلحة والذخيرة تحت ونحط جراكن ميه عليهاوبطاطين على العربية دية ونعمل نفسنا رايحيين نملا ميه من أي مكان ونروحالمكان نبدأ نضربه، كنا كل يوم بنعمل حوالي خمس ست عمليات في المائة يوماللي موجودين.

عبدالمنعم قناوي: أثناء محاولة العدو الغاشمة أنه هو يحتل السويس وحصارالمائة يوم شاءت الأقدار إن أنا أكون في مأمورية فوق سلسلة جبال عتاقة،المهمة دي كانت لاستطلاع القوات اللي جاءت تحاصر مدينة السويس، ظليتاستطلع قوات العدو طوال المائة يوم من فوق جبل عتاقة وإن القيادة العسكريةفي القاهرة يعني استفادت من المعلومات اللي أنا كنت بأبعتها لهم عن طريقجهاز اللاسلكي اللي كان موجود معايا وكذلك.. يعني قيادة الجيش الثالثالميداني عندما اكتشفت نقطة ملاحظة للعدو كان بالقرب من القيادة وبلغت فيذلك الوقت اللواء رحمة الله عليه عبد المنعم المصري قائد الجيش الثالثعلمت فيما بعد بعد انتهاء الحصار أنه هو أصدر أوامره في ذلك اليوم ونقلالقيادة بالكامل لمركز تبادلي آخَر عند الكيلو 51 ويجي صباح أول ضوء اليومالتالي تيجي طيارات العدو المعادية من طراز الفانتوم والاسكاي هوكوالميراج تدك المواقع العسكرية لكن دون أن تحدث لهم لا خسائر لا فيالأرواح ولا في المعدات، المعيشة كانت صعبة لأنه إحنا كنا في أكتوبرونوفمبر وديسمبر لغاية 29 يناير 1974، كل ده الكام شهر دول كان عز البردإزاي الواحد كان بينام، كان بينام كده يعني خلسة وكان الواحد لما بينامكان بينام زي الكلب يحط دماغه بين رجليه ويفضل ينفخ لغاية لما يبقى فيهيعني دفء بسيط جدا يا دوب العين تغفل كده ولكن الهوى لمّا بيقوم بيروحالواحد صاحي ثاني، المياه لمّا كان بينزل الندى والواحد كان بيأخذ الميهمن الصخور اللي بتتكون فيها قطرات الندى ويشرب رغم صعوبة الحياة ولكن ديكانت أسعد أيام في حياتي.

أحمد عطيفي: بالنسبةلنا كمجموعة فدائيين منظمة سيناء نحمد الله ونشكر فضله إن إحنا دخلناالعمل الفدائي لله وإن إحنا كنا سوايسة اللي شفناه في نكسة 1967 وشفناالبهدلة بتاعة الجيش بتاعنا خلتنا عايزين ننتقم لينا ولشرفنا.

عبد المنعم قناوي: تمتكريمنا في حفل كان يحضره رحمة الله عليه المشير أحمد بدوي وزير الدفاعالأسبق في سنة 1980، تم تكريمنا من قبل وزارة الداخلية من خلال الاحتفالبأعياد الشرطة، تكريمنا سنويا من خلال يوم المحاربين القدماء وضحاياالحرب، من خلال إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بتبعت طبعا ناس تحجسواء من أسر الشهداء أو مَن هم مازالوا على قيد الحياة.

أحمد عطيفي: إلا إنإحنا إلى الآن لم نجازى على هذا العمل من أي مكان في الدولة ولم نأخذ أيميزة في الدولة ولكن بنقول ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله زالوانفصل، السيدة جيهان السادات جاءت واحتفلت وراحت مديه كل واحد شهادةاستثمار بعشرة جنيه.

عبد المنعم قناوي: والواحد مش عايز من الدنيا حاجه.. يعني الواحد قدم يعني اللي ربنا قدره بهفي سبيل الله وفي سبيل الوطن وكفاية إن ربنا أكرمنا وانطبقت علينا الآيةالكريمة اللي بتقول بسم الله الرحمن الرحيم {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌصَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.

محمود عواد: وطبعاالحاجات دي اتعملت أولا بفضل الله علشان ما نبقاش جاحدين وننكر فضل اللهلأنه {ومَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} {إن تَنصُرُوااللَّهَ يَنصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

أحمد عطيفي: إحناالنهارده منا اللي سواق أتوبيس، منا اللي سباك، منا اللي هو مدرس في مجالالبترول، زي ما إحنا موجودين ما فيناش ولا واحد بقى مليونير ما فيناش ولاواحد بقى صاحب مصانع ما فيناش ولا واحد وصل إلى مراكز عليا لأننا لسناوصوليين ولكن عملنا للبلد وإن شاء الله يكون عملنا خالص لوجه الله.

محمود عواد: لله الأمر في ذلك.. يعني له الحكمة في ذلك.. يعني علشان نعيش ونشوف المرارةونشوف اللي شوفناه
 
لكم كنت مغرما بهؤلاء الأبطال المجهولين الذين حملوا على أكتافهم أخر معارك حرب رمضان الكبرى و هي معركة السويس التي تأكد للإسرائيليين منها أن الشعب المصري لا يقل عن جيشه ضراوة ...
و لعل هذا ما يجب أن نهتم به فهؤلاء الأبطال أعضاء منظمة سيناء العربية من المدنيين الذين تم تدريبهم تدريبات راقية للغاية في الصاعقة و الاستطلاع أثبتوا أنهم من أفضل المقاتلين عند الحاجة .
و يلاحظ شيئا هاما بالنسبة لهؤلاء الأبطال ...
أولا : أنهم جميعا من أبناء مدينة السويس ..أي أن المخابرات الحربية تعمدت تجنيد أفراد من المدينة نفسها لأنهم الأكثر معرفة و دراية بمدينتهم .
ثانيا : أنهم جميعا كانوا أبطالا رياضيين قبل إلتحاقهم بالمنظمة فمنهم الملاكم ( سعيد البشتلي) و لاعب الجمباز (إبراهيم سليمان) و أبطال رفع الأثقال و كمال الأجسام ( تقريبا باقي أعضاء الفرقة )..هؤلاء الأبطال لم ينالوا حقهم من التكريم الذي يستحقوه و لكن يكفي أنهم بالنسبة للعديد من الشباب الذي سمع عنهم يعتبرون مثالا يحتذى .
أكرم الله الحي منهم و رحم الله الشهداء و المتوفين
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى