رغم صحة ما قلته... اعتقد ان نسبة القلوب الطيبة في السودان اكثر....
مشكلة السودان مع مصر تاريخية ونفسية وسأتكلم بشكل غير عاطفي
1-الشعب السوداني (لنخب المثقفة والإعلاميين والعسكريين ) لديهم حساسية مفرطة وتاريخية من مصر
2- مصر اول دولة في افريقيا تعطي اقليم من اقاليمها حق تقرير المصير وهذا جنب مصر حروب وصراعات كثيرة كانت ممكن ان تحدث (مثلا اثيوبيا لم تفعلها مع ارتريا وحتى السودان لم يفعلها مع جنوبه الا بعد صراعات وحرو ب والمغرب لم تفعلها مع الصحراء وجنوب افريقيا وقتها لم تكن فعلتها مع ناميبيا وفعلتها دولة يوليو المصرية .
3- في الواقع وبعد حدوث انقلاب داخلى على انقلاب يوليو والاطاحة بأول رئيس لمصر اللواء محمد نجيب (اصوله سودانية ) ارتفعت الحساسية مع القيادات السياسية والمثقفين السودانيين ، كما ان سياسة مصر في حل الاحزاب والتوجه الديكتاتوري الشمولي الفاشل في عهد ناصر كان لا يتناسب مع السودان الديموقراطي الحزبي وقتها .
4-حلايب وشلاتين كمثلث هي اراضي مصرية 100% خلال فترة الحكم المصري الانجليزى رأت الداخلية المصرية وسلطات الانتداب البريطاني ان تكون في اقليم السودان اداريا وفقط لظروف قبلية للسكان المحليين ، وبعد استفتاء اقليم السودان واستقلاله طالب ناصر بعودة حلايب وشلاتين مرة اخري واعترضت السودان (جزء من الاعتراض هو لشعور السودان ان مصر ضعفت بسبب دخول ناصر في صدامات مع قوى كبرى واضطر ناصر والذي كانت لديه مشروعات ضخمة اهم من الصدام مع السودان كالسد العالي الي الصمت وقتها ، العدوان الثلاثي على مصر شجيته الخرطوم لكن لم تقطع علاقتها مع الدول المعتدية الاوروبية كما فعلت بعض الدول العربية وقتها !
5- السودان يشعر بقيمته وبأريحية في فترات ضعف مصر (او التي يتصور فيها خيال قادته المريض ان مصر ضعفت ودائما هم مخظئون ويخسرون ) ويمارس سياسات غريبة تجاه مصر لم يكن موقف البشير مع اثيوبيا وتحريضها على مصر الاول
6- السودان سبق اثيوبيا في رفض الاتفاقيات الدولية الخاصة بتوزيع مياه النيل كراهية في مصر وكان يثير تلك الامور في اوقات ازمان مصر (نقص وعقد نفسية وعدوانية مفرطة )
7- مع تقارب نظام النميري الديكتاتوري الفاشل مع مصر وهو في الواقع صنيعة المخابرات المصرية الناصرية وانا ضد تصدير الانقلابات في عهد ناصر والتي اوصلتنا كعرب للحالة الفاشلة التي نعيشها كان هناك كراهية وغضب شعبي سوداني كبير لمصر ، النميري يتحول سياسيا من حاكم اشتراكي بدأ في حل الاحزاب وتأميم الشركات الأجنبية والخاصة في زمن ناصر الي من يطبق الشريعة الاسلامية زمن السادات ! وفي عهده دخل الجيش المصري حلايب وشلاتين .وكان هناك مشروع قناة جونجلي مع مصر وكاد ان ينتهي لولا اشاعة الاخوان والمعارضة في السودان ان المشروع سيضر اهالي جنوب السودان ويحول المياه لمصر كرها في النميري ومصر معا وهو امر اغضب سكان الجنوب وجعلهم يثورون على النميري بالطبع كان ايضا تطبيق الشريعة من اسباب الثورة بالجنوب وكان عناك وقتها تخوف من النعارضة السودانية للتقارب مع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد والسلام وتحول مصر لحليف للولايات المتحدة (لم يقطع النميري علاقته مع مصر بع كامب ديفيد كما فعلت دول عربية كثيرة ) ان يؤدي الامر لوحدة سياسية مع مصر في النهاية تنهي استقالا السودان .
8- مع انقلاب الاخوان ووصول البشير في النهاية كانت هناك عدوانية اكبر تجاه مصر من الاخوانجية الحكام الجدد بالسودان سواء بمصادرة ممتلكات مصر بالسودان (استراحات وزرة الري ، المدارس المصرية ، فرع جامعة القاهرة بالخرطوم ) او بتدبير محاولة قتل الرئيس مبارك .
9- مبارك كان رده قوي اعاد لمصر ارض حلايب بالقوة ودعم استقلال جنوب السودان
10 - دائما وابدا يسعى السودان لوجود بديل لمصر سواء اثيوبيا او ايران او تركيا او قطر كنوع من الشعور بالاستقلالية نفسيا عن مصر وهو في ذلك يتحالف مع كل عدو لمصر باستثناء اسرائيل