مقاله جميله من ا.د خالد سمير
سذاجة المعارضة
تدور نقاشات حاليا فى الاحزاب و القوى السياسية حول ما يسمى بانتخابات الرئاسة.
يتوهم البعض انه يمكن ان تجرى انتخابات فى مصر و يفوز فيها مرشح مدنى ذو كفاءة
أحاول ان اذكرهم انه لا يمكن ان تكون هناك انتخابات الا بشروط ثلاثة : ١. تكافؤ الفرص بين المرشحين . ٢. حيادية مؤسسات الدولة و لجنة الانتخابات . ٣. قدرة الناخبين على التصويت الحر.
و هذه الشروط من المستحيلات الثلاثة حاليا فالجائع يصوت لصالح من يعطيه البون …. و لجنة الانتخابات لا ترى الرشاوى و لا ترى ان احد المرشحين قد تتكلف حملته مئات الملايين و اجهزة الدولة فاسدة و منحازة و بعضها كالشرطة يكتب الشعار الانتخابى لأحد المرشحين على السيارات و الأبنية
…. صور احد المرشحين المحتملين تملأ الشوارع طوال الوقت رغم الصمت الانتخابى الذى يفرضه القانون و الإعلام يطبل له ليل نهار و ينفى تماما وجود اى مشاكل و اذا وجدت فهى بسبب حرب ااوكرانيا أو حرب فيتنام و دونا عن كل بلاد العالم لا يعتبر جمع المسئول للأموال و هو فى السلطة و التصرف فيها من التربح السياسي و استغلال السلطة !
عن اى انتخابات يتحدثون و رئيس الوزراء يعلن امس مع اكبر موجة جوع و فقر تضرب البلاد فى تاريخها عن استطلاعات رأى يدعى انها اشارت الى ارتفاع نسبة رضاء المواطنين عن الحكومة
عن اى انتخابات يتحدثون و لنا سنة كاملة ننتظر بدء ما سمى بالحوار الوطنى الذى ترفض السلطة ان تحاور فيه المعارضة و ترفض الالتزام بنتائجه إن حدث
الشئ الوحيد الذى يمكن ان يفيد هو الحوار مع العسكريين حول كيفية تخارجهم من السلطة و الحياة السياسية بعد النتائج الكارثية لسيطرتهم على الحكم طوال ٧٠ عاما آن كان منهم من يهمه مستقبل الوطن و أحوال الشعب. فهل يمكن ان نرى او نسمع عن ذلك فى يوم من الأيام ؟