لم تمنع مقاتلة F-16 عن العربية السعودية كما يتردد, بل كانت الظروف غير مناسبة لإتمام الصفقة التي كان من المحتمل توقيعها في 1997.
* أحد الظروف التي جعلت العربية السعودية تتوقف عن المضي بالصفقة كان متعلقاً بشكاوى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك لويس فريه والمدعي العام الأميركي جانيت رينو تتعلق بعدم تعاون المحققين السعوديين معهم بشأن حادثة تفجبر الشاحنة التي قتل فيها 19 أميركياً.
* الظرف الآخر "وهو كان أمراً غبياً نوعاً ما" هو الإشاعات في وسائل الإعلام التي كانت تروج لصفقة مقاتلات F-16 السعودية على أنها مكافأة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ومحاولة لرأب الصدع على المشاكل المتزايدة في العلاقات السعودية-الأميركية عقب تحقيقات تفجيرات أبراج الخبر.
* أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت وزير الدفاع السعودي السابق الأمير سلطان يمتنع عن المضي في الصفقة كان تصريح الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أثناء المؤتمر الصحفي المشترك في فبراير 13 عام 1997 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينجامين ناتانياهو.
حيث علق الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون على الصفقة المحتملة في المؤتمر قائلاً :
" لدى الولايات المتحدة الأميركية والعربية السعودية علاقات دفاعية طويلة ومهمة جداً والتي إستمرت إلى يومنا هذا".
ثم أضاف قائلاً :
" أي قرار أتخذه بخصوص صفقة مقاتلات F-16 السعودية يجب أن يتسق مع إلتزامنا الأول, وهو أن لا نفعل شيئاً من شأنه أن يقوض التفوق النوعي لدولة إسرائيل في الشرق الأوسط".
* عقب مضي عشرة أيام على هذا التصريح, قال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأميركية آنذاك الأمير بندر بن سلطان إبن وزير الدفاع السعودي للصحفيين في مكتبه في العاصمة الأميركية واشنطن :
" لا يوجد أي قرار نهائي بخصوص الصفقة".
ثم قال أن وفد الأمير سلطان إلى الولايات المتحدة الأميركية لن يناقش هذا الأمر مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون لأن العربية السعودية "ليست مستعدة لإقتناء المقاتلة".
* أضاف تصريح مسؤول سعودي لم يذكر اسمه مزيداً من الشك والغموض بخصوص الصفقة.
حيث قال أن لصحيفة Wall Street Journal أن إقتصاد بلاده آخذ بالتحسن بسبب إرتفاع أسعار النفط, ولا نريد إساءة إدارة هذا التحسن بشراء صفقة طائرات ضخمة.
* خلال هذه الفترة التي شهدت تصريحات المسؤولين السعوديين والأميركيين بخصوص الصفقة الوشيكة الحدوث.
أعلن مسؤولون إسرائيليون وجماعات الضغط التابعة لهم في الكونجرس الأميركي أنهم يتوقعون شيئاً مقابل التوقف عن ممارسة الضغوط على الصفقة.
وإتضح أن ما يريده الإسرائيليون في المقابل هو السماح لدولة إسرائيل بالحصول على مقاتلة F-22 Raptor وصواريخ JSOW.
* العرض الإسرائيلي المقابل كان ينظر إليه على أنه علامة ضعف, حيث عارضت دولة إسرائيل صفقتين سابقتين للعربية السعودية في ما مضى.
- صفقتين كانت صفقة طائرات E-3 Sentry للإنذار المبكر AWACS.
- الصفقة الثانية كانت صفقة مقاتلات التفوق الجوي F-15.
ولم تتمكن جماعات الضغط المؤيدة لدولة إسرائيل "اللوبي الإسرائيلي" على إيقاف الصفقتين.
* صفقة مقاتلات F-16 السعودية كانت ضخمة جداً وتساعد الإقتصاد الأميركي بشكل ملحوظ.
حيث كانت قيمتها التقديرية حوالي 30$ مليار دولار أميركي.
هذه الصفقة كانت ستساعد في توظيف الآلاف من الأميركيين.
* عقب هذه الأحداث, كان يتوقع أن العربية السعودية سوف تقوم بطلب مقاتلات F-16 رسمياً في 1998 أو 1999.
* يستنتج من عدم المضي السعودي في صفقة مقاتلات F-16 في ذلك الوقت, أنهم تخلوا عن الصفقة لمنع فرص حصول دولة إسرائيل على مقاتلات F-22 Raptor وذخائر JSOW المتقدمة.
http://www.wrmea.org/1997-april-may...linton-statement-threaten-saudi-f-16-buy.html