ضاعف صادراته من الطماطم والفواكه الحمراء.. المغرب ينجح في مزاحمة إسبانيا على السوق البريطاني في أول عام من "البريكست"
استطاع المغرب تجاوز إسبانيا في العديد من صادرات المواد الفلاحية الموجهة إلى المملكة المتحدة بعد السنة الأولى من خروج هذه الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، إذ رغم أن الإسبان تمكنوا نسبيا من الحفاظ على الوتيرة المعتادة لحجم الصادرات سنة 2021، إلا أن منافسيهم الجنوبيين استطاعوا كسب مساحات أكبر وخاصة في منتجات مثل الطماطم والفواكه الحمراء، في الوقت الذي تتوقع فيه مدريد متاعب أشد خلال السنوات المقبلة، بسبب قرب دخول دول أخرى على خط المنافسة.
ووفق الأرقام التي كشفت عنها الفيدرالية الإسبانية لجمعيات منتجي ومصدري الفواكه الخضار، والمعروفة اختصارا بـFEPEX، فإن إسبانيا فقدت رتبتها الثانية في لائحة مصدري الطماطم إلى بريطانيا لصالح المغرب الذي بات يُلاحق دولة أوروبية أخرى توجد في الصدارة وهي هولندا، كما استطاع المصدرون المغاربة تحقيق نمو كبير جدا في صادرات الفواكه الحمراء، تراوحت نسبته بما بين 400 و500 في المائة على اختلاف أنواع هذا الصنف من المنتجات الفلاحية التي تعد إحدى أهم المزوعات في الجنوب الإسباني.
ووفق معطيات مسؤولي FEPEX والتي نشرتها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" فإن حجم المبيعات الخارجية للخضر والفواكه للسوق البريطاني شهدت انخفاضا طفيفا بعد "البيريكست" مقابل تسجيل ارتفاع في تكاليف الإنتاج، لكنها بقيت في المستويات الطبيعية هذه السنة كون المملكة المتحدة لا زالت خامس زبون لإسبانيا، لكن المشكلة قد تُصبح مطروحة بشكل أكثر حدة ابتداء من العام المقبل بسبب المنافسة المغربية من جهة ووجود احتمال لوصول صادرات دول أخرى إلى هذا البلد
وإلى جانب الطماطم والفواكه الحمراء، يتوقع المُنتجون الإسبان اشتداد المنافسة على صادرات الحمضيات وزيت الزيون والنبيذ، باعتبارها أكثر المواد الغذائية المستوردة استهلاكا في بريطانيا والتي تُعد إسبانيا مَصدرا رئيسيا لها، لكن هذه الأخيرة تتوقع منافسة أكبر من المغرب وجنوب إفريقيا من جهة، ومن جهة أخرى تراقب مفاوضات لندن مع مصر وتركيا، خاصة وأن جميع هذه الدول تتمتع بتكاليف إنتاج منخفضة مقارنة بها.
ويُنتظر أن يعتمد المغرب على منفذ جديد وأكثر فاعلية لرفع حجم صادراته من المواد الفلاحية إلى المملكة المتحدة مستقبلا، ويتعلق الأمر بالخط البحري المباشر الرابط بين ميناء طنجة المتوسطي وميناء بول جنوب بريطانيا، والذي أكدت سفارة لندن في الرباط، أواخر شتنبر من السنة الماضية، وجود اتفاق بين المملكتين على تدشينه ليُسَهِّل حركة النقل التجارية وتنقل المسافرين.