استمرار الصراع في البحر الأحمر يضع ميناء طنجة أمام فرصة اقتصادية "تاريخية"
صورة: و.م.ع
هسبريس - حمزة فاوزي
الجمعة 19 يناير 2024 - 21:00
لا تزال حركة السفن العالمية تواجه “العراقيل” خلال طريقها بالبحر الأحمر، في ظل استمرار الضربات الأمريكية والهجومات الحوثية؛ ما خلق “تأثرا بليغا” لقناة السويس المصرية. وهذا المعطى من الممكن أن يكون “إيجابيا” على ميناء طنجة المتوسط.
وفق وكالة رويترز، نقلا عن كريستوف كاستانير رئيس ميناء مرسيليا، فإن “استمرار الحرب في البحر الأحمر يضع احتمال توجه السفن العالمية نحو المغرب قادمين من رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق البديل في الوقت الحالي، على أن تأتي سفن أخرى إلى المملكة من أجل نقل المواد عبر البحر الأبيض المتوسط”.
ويعتبر هذا التوجه، الذي يأتي في سياق النقاش العالمي حول “سبل خفض” تكاليف النقل في الطريق البحرية الجديدة، “ضربة جيدة” لميناء طنجة المتوسطي، الذي يعرف “نجاحا باهرا” حتى قبل الحرب في البحر الأحمر، إذ من الممكن، وفق خبراء، أن “يضاعف من حجم الحاويات التي يستقبلها، رغم الضغط الكبير والمتوقع”.
من خلال معاينة هسبريس لحركة الملاحة البحرية ليوم 19 يناير 2024 عبر موقع ” marrine traffic”، تزامنا مع استمرار التصعيد بين الحوثيين والقوات الأمريكية، استقبل ميناء طنجة المتوسطي، خلال الـ24 ساعة الماضية، 35 سفينة، مع توقعات بقدوم 63 سفينة في الوقت المقبل.
وفي سياق المنافسة التي يعرفها ميناء طنجة المتوسطي مع قناة السويس المصرية وموانئ الجارة الإسبانية، خلف الصراع في البحر الأحمر نتائج وخيمة على مصر؛ فقد أوردت وكالة “بلومبورغ” أن حركة العبور في قناة السويس تراجعت بشكل كبير بمعدل (49 حركة عبور في الأسبوع).
عوائد جزئية
عبد الخالق التهامي، أستاذ باحث في كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية بجامعة محمد السادس، قال إن “الحرب في البحر الأحمر من الممكن أن تعود بالنفع على ميناء طنجة المتوسطي؛ لكن ذلك سيكون ظرفيا”.
وأوضح التهامي لهسبريس أن “ميناء طنجة يعول عليه، في الفترة الحالية والمقبلة في ظل هذا الصراع الحاصل، أن يمتص التكلفة الإجمالية لنقل البضائع والسلع العالمية عبر السفن؛ لأن المرور عبر الرجاء الصالح يضخم هاته التكلفة مقارنة بقناة السويس”.
ولفت الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن “ميناء طنجة سيعود بالنفع على الاقتصاد المغربي في هاته الظرفية؛ لكن ذلك يجب أن لا يغفل عنا الارتفاع المرتقب في السلع المستوردة من آسيا”.
وأضاف أستاذ باحث في كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية بجامعة محمد السادس أن “الربح سيكون جزئيا بالنسبة للمغرب، حيث إن نسبة رسو السفن قد ترتفع في الأسبوع بحوالي 20 في المائة، في ظل نفورها عن موانئ أخرى بسبب هذا الوضع”.
وشدد التهامي على أن “الصراع في البحر الأحمر من الممكن أن يدفع بالمغرب إلى تقليص الواردات من آسيا في ظل الارتفاع المرتقب للتكلفة الناجمة عن طول المسافة الجديدة نحو رأس الرجاء الصالح”.
فرصة تاريخية
من جانبه، سجل خالد حمص، خبير اقتصادي، أن “الحرب في البحر الأحمر هي فرصة اقتصادية تاريخية لميناء طنجة المتوسطي، والذي هو في الأصل لديه أداء جد عال”.
وأورد حمص لهسبريس أن “هذا الصراع بالمنطق الاقتصادي سيزيد من عمليات الرسو والحاويات في ميناء طنجة المتوسطي، وسيحيي طريقا بحريا جد مهمة كانت تأتي من آسيا نحو رأس الرجاء الصالح ثم إلى المغرب، على أن تصل الحاويات إلى البلدان الأوروبية”.
وأشار الخبير الاقتصادي عينه إلى أن “مثل هاته الفرص تبين أهمية تسارع الجهود المغربية من أجل إنجاز ميناء الأطلسي بالداخلة، الذي من المرتقب أن يلعب أدوارا جد مهمة كتلك التي يؤديها ميناء طنجة”.
واستطرد المتحدث ذاته بأن “المنافسة التي يعرفها ميناء طنجة مع موانئ إسبانية وقناة السويس المصرية تشكل الحرب في البحر الأحمر فرصة مهمة لكي يستغلها بالمنطق الاقتصادي التنافسي”.