تقاليد الانقلابات العسكرية في الشرق الأوسط

Nighthawk

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2016
المشاركات
7,893
التفاعل
19,583 21 2
الدولة
Egypt

5794c523c36188132b8b4567.jpg


كان العسكر في الشرق الأوسط بشكل تقليدي، من الطبقات المحترمة في المجتمع وغالبا ما ظهروا على واجهة التاريخ السياسي.

والحديث لا يدور عن القادة العسكريين الذين تحولوا إلى حكام يقدر ما يدور عن المؤسسات العسكرية. على سبيل المثال، المماليك في مصر كانوا من البداية فئة عسكرية واستولوا على السلطة لاحقا وحكموا مصر حتى وقوعها في أيدي الأتراك حينما قام محمد علي باشا بالقضاء عليهم ومسحهم من وجه الأرض في عام 1811.

في الدولة العثمانية كانت عناصر الانكشارية تعتبر رسميا من عبيد السلطان، ولكن مع الزمن تحولوا إلى مؤسسة سياسية نافذة ومؤثرة حتى قضى عليهم بشكل دموي السلطان محمود الثاني عام 1826 م.

طبعا الدولة لا يمكن أن تقوم وتستمر بدون قوات مسلحة ولكن الجيش قد يتحول إلى مصدر خطر على النخبة السياسية عندما يحصل على الاستقلال الاجتماعي والاقتصادي( الانكشارية باتت تشكل الخطر على السلطان عندما تحول عناصرها من محاربين محترفين الى مالكي أراضي واقطاعيين). إذا الجيش يمكنه ضمان النصر في ساحة القتال ولكن قد يتحول في زمن السلم إلى مشكلة ولذلك إحدى المهام الرئيسية للحكام كانت دائما تكمن في عدم السماح للجيش كمؤسسة بالتحرك خارج مسؤولياتها الأساسية - ضمان أمن الدولة. ولكن الجيش طالما تحول في الكثير من الفترات إلى شاهد على فقدان السلطات المدنية لشرعيتها بسبب الفشل في الاقتصاد والسياسة الخارجية وبالتالي وقف أمام خيار حماية الدولة من الزعماء الفاشلين.

ومن نافل القول إن الصراع بين الحكام والعسكر في بلدان الشرق الأوسط استمر في العصر الحديث أيضا وهو أمر كان مرتبطا قبل كل شيء بقضايا شرعية السلطة وضبط القوات المسلحة خلال فترة السلم.

وتجدر الإشارة إلى أن الانقلاب العسكرية يعتبر الوسيلة الوحيدة تقريبا لاستلام العسكر للسلطة والحصول على صفة الطبقة الحاكمة. في بعض الاحيان كانت دول الشرق الاوسط تشهد تنفيذ مجموعة ضباط لانقلاب على مجموعة اخرى وهو ما يشبه عملية التبادل في القيادات العسكرية التي لا تعرف العمليات الديمقراطية. على سبيل المثال شهدت سوريا في الفترة 1950-1970 وقوع سلسلة من الانقلابات العسكرية كانت خلالها تتم الإطاحة بمجموعة من الضباط على يد مجموعة أخرى. في بعض الأحيان يقدم العسكر على تنفيذ انقلاب عسكري بهدف ضبط توازن القوى في البلاد عندما يبدو لهم أنه اهتز، وذلك كما جرى في تركيا في النصف الثاني من القرن الماضي.

في مقدمة الانقلابات العسكرية المشهورة والمؤثرة في الشرق الأوسط يمكن، وضع الانقلاب الذي وقع في مصر والمعروف بثورة الضباط الاحرار بقيادة جمال عبد الناصر في 1952 – (عبد الناصر ورفاقه كانوا من الضباط القادة، هو كان برتبة مقدم ورفاقه برتبة رائد).

ومع تحليل الانقلابات الاخرى في المنطقة يمكن القول إن الضباط القادة بالذات كانوا المجموعة الاكثر نشاطا في العمل الثوري لأنها الأكثر عددا والأكثر طموحا ولا تملك الامتيازات الممنوحة للجنرالات. بالإضافة لذلك من الصعب على الهيئات الأمنية ذات الشأن( التي مهمتها عادة حماية النظام القائم) مراقبة الضباط برتبة مقدم ورائد . أما الخمول الثوري السائد بين الجنرالات فيمكن تفسيره بأنهم عادة يدخلون ضمن النخبة السياسية العليا.

تسبق الانقلابات العسكرية عادة ظهور الظروف المحلية الدولية " المواتية". على سبيل المثال، كانت مصر قبل عام 1952 تعاني من عدم استقرار سياسي ومرارة الخسارة في الحرب الأولى ضد إسرائيل وهو ما تسبب بتدني شعبية النظام الملكي ولذلك لم يهب أحد لحمايته عندما وقع الانقلاب. وكانت الانقلابات العسكرية في الشرق الأوسط تنفذ في فترة الليل أو الصباح الباكر وذلك لتجنب مشاركة الجماهير فيها. القاعدة تقول يجب تنفيذ الثورات والانتفاضات الشعبية في النهار أو المساء أما الانقلاب العسكري ففي عمق الليل أو الصباح الباكر.

انقلاب عام 1958 في العراق جرى على خلفية شبيهة بما جرى في مصر، امتعاض من النظام الملكي وتنامي الشعور الوطني ضد الانضمام الى الاحلاف العسكرية برعاية الانكليز والامريكان. قاد الانقلاب العقيد عبد الكريم قاسم والجنرال عبد السلام عارف.

في 1 سبتمبر/ أيلول عام 1969 نفذت مجموعة من الضباط بقيادة النقيب معمر القذافي انقلابا عسكريا في ليبيا وأصبح بعد ذلك أصغر حاكم في الدول العربية من حيث السن( 27 عاما).

يمكن إضافة إلى هذه الانقلابات كذلك، الذي حدث في سوريا عام 1963 وفي الجزائر عام 1965. بعد ذلك بات العسكر يشكلون النخبة الحاكمة في معظم الدول العربية وحافظوا على هذا الوضع خلال كل القرن العشرين.

يسود بين الخبراء والمختصين اختلاف في وجهات النظر حول الدور الذي لعبه العسكر في التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في دول الشرق الاوسط. يعتبر البعض أن الأنظمة العسكرية لعبت دورا كبيرا في تحديث الشرق الأوسط، ولكنها في نهاية المطاف تفسخت وانحطت مع الزمن وتحول كبار الضباط الى طبقة اوليغارشية وغطسوا في الفساد. من المعروف أن الجنرالات كانوا يشغلون مناصب إدارية عالية في بلادهم بعد الاستقالة وتحول الجيش الى مالك كبير للعقارات والمؤسسات الانتاجية والمنشآت. بعد حلول القرن الحادي والعشرين لم يعد الجنرالات المؤسسة الوحيدة المنظمة والمتعلمة في المجتمع. لقد تطورت المؤسسات المدنية وظهرت التكنولوجيات المعلوماتية الجديدة ونما الطموح كثيرا بين الشباب وكل ذلك أدى وبشكل تدريجي لفقدان العسكر لقدرتهم على الإمساك الحكم وبالمجتمع. ولكن " الربيع العربي" الذي عقدت علبه الآمال الكبيرة في تنفيذ التغيرات الاجتماعية لم يتمكن من ضمان الانتقال من الحكم العسكري الى الادارة المدنية وتسبب انتشار الفوضى وضعف الإرادة لدى رجال السياسة، بمنح العسكر الفرصة من جديد.
 
عندما حدث انقلاب الضباط الأحرار بمصر كانت نسبتهم حوالي 9% من الجيش ..فقامو بتسريح كل الضباط الذين رتبهم فوق رتبة ناصر البكباشي (( مقدم))... وعملياً توقف الجيش عند رتبة عبد الحكيم عامر 33 سنة أنذاك نقيب ...والذي أصبح خلال 3 سنوات برتبة مشير وقائداً عاماً للجيش المصري...

وما أورده مصطفى الفقي سكرتير مبارك خلال شهادته على ثورة الضباط الأحرار :

بعد نجاح الثورة أو الحركة خشي الضباط الأحرار من هجوم 70000 من القوات البريطانية المتواجدة في القناة على القاهرة فقام علي صبري من الضباط الأحرار والتقى الملحق العسكري الجوي بالسفارة الأميركية بالقاهرة ونال دعم غير مباشر أميركياً لحركتهم في مقابل التهديد البريطاني ...وعندما طلب الملك فاروق تدخل بريطانية لانقاذ حكمه ..تدخلت أميركا ومنعتهم من ذلك...

ويشير السفير مراد غالب / الضباط الأحرار / سفير مصر بالاتحاد السوفيتي / خلال شهادته على العصر أن نظرة الاتحاد السوفيتي كانت أن محمد نجيب كان مدعوم بريطانيا وعبد الناصر مدعوم أميركياً

ومذكرات الرئيس محمد نجيب يشرح فيها ذلك كيف كان التدخل الأميركي لمنع بريطانيا من انقاذ حكم الملك فاروق....ويشرح كيف دعم الأميركان حركة عبد الناصر ضده



جرى تعيين الضباط الأحرار في كل المراكز الأساسية بالدولة​
 

مادام الشرق الاوسط فيه نفط و ثروات فلن يعرف اي استقرار الى يوم يبعثون

ستظل الحروب و الانقلابات و الاغتيالات قائمة​
 
5794c523c36188132b8b4567.jpg


كان العسكر في الشرق الأوسط بشكل تقليدي، من الطبقات المحترمة في المجتمع وغالبا ما ظهروا على واجهة التاريخ السياسي.

والحديث لا يدور عن القادة العسكريين الذين تحولوا إلى حكام يقدر ما يدور عن المؤسسات العسكرية. على سبيل المثال، المماليك في مصر كانوا من البداية فئة عسكرية واستولوا على السلطة لاحقا وحكموا مصر حتى وقوعها في أيدي الأتراك حينما قام محمد علي باشا بالقضاء عليهم ومسحهم من وجه الأرض في عام 1811.

في الدولة العثمانية كانت عناصر الانكشارية تعتبر رسميا من عبيد السلطان، ولكن مع الزمن تحولوا إلى مؤسسة سياسية نافذة ومؤثرة حتى قضى عليهم بشكل دموي السلطان محمود الثاني عام 1826 م.

طبعا الدولة لا يمكن أن تقوم وتستمر بدون قوات مسلحة ولكن الجيش قد يتحول إلى مصدر خطر على النخبة السياسية عندما يحصل على الاستقلال الاجتماعي والاقتصادي( الانكشارية باتت تشكل الخطر على السلطان عندما تحول عناصرها من محاربين محترفين الى مالكي أراضي واقطاعيين). إذا الجيش يمكنه ضمان النصر في ساحة القتال ولكن قد يتحول في زمن السلم إلى مشكلة ولذلك إحدى المهام الرئيسية للحكام كانت دائما تكمن في عدم السماح للجيش كمؤسسة بالتحرك خارج مسؤولياتها الأساسية - ضمان أمن الدولة. ولكن الجيش طالما تحول في الكثير من الفترات إلى شاهد على فقدان السلطات المدنية لشرعيتها بسبب الفشل في الاقتصاد والسياسة الخارجية وبالتالي وقف أمام خيار حماية الدولة من الزعماء الفاشلين.

ومن نافل القول إن الصراع بين الحكام والعسكر في بلدان الشرق الأوسط استمر في العصر الحديث أيضا وهو أمر كان مرتبطا قبل كل شيء بقضايا شرعية السلطة وضبط القوات المسلحة خلال فترة السلم.

وتجدر الإشارة إلى أن الانقلاب العسكرية يعتبر الوسيلة الوحيدة تقريبا لاستلام العسكر للسلطة والحصول على صفة الطبقة الحاكمة. في بعض الاحيان كانت دول الشرق الاوسط تشهد تنفيذ مجموعة ضباط لانقلاب على مجموعة اخرى وهو ما يشبه عملية التبادل في القيادات العسكرية التي لا تعرف العمليات الديمقراطية. على سبيل المثال شهدت سوريا في الفترة 1950-1970 وقوع سلسلة من الانقلابات العسكرية كانت خلالها تتم الإطاحة بمجموعة من الضباط على يد مجموعة أخرى. في بعض الأحيان يقدم العسكر على تنفيذ انقلاب عسكري بهدف ضبط توازن القوى في البلاد عندما يبدو لهم أنه اهتز، وذلك كما جرى في تركيا في النصف الثاني من القرن الماضي.

في مقدمة الانقلابات العسكرية المشهورة والمؤثرة في الشرق الأوسط يمكن، وضع الانقلاب الذي وقع في مصر والمعروف بثورة الضباط الاحرار بقيادة جمال عبد الناصر في 1952 – (عبد الناصر ورفاقه كانوا من الضباط القادة، هو كان برتبة مقدم ورفاقه برتبة رائد).

ومع تحليل الانقلابات الاخرى في المنطقة يمكن القول إن الضباط القادة بالذات كانوا المجموعة الاكثر نشاطا في العمل الثوري لأنها الأكثر عددا والأكثر طموحا ولا تملك الامتيازات الممنوحة للجنرالات. بالإضافة لذلك من الصعب على الهيئات الأمنية ذات الشأن( التي مهمتها عادة حماية النظام القائم) مراقبة الضباط برتبة مقدم ورائد . أما الخمول الثوري السائد بين الجنرالات فيمكن تفسيره بأنهم عادة يدخلون ضمن النخبة السياسية العليا.

تسبق الانقلابات العسكرية عادة ظهور الظروف المحلية الدولية " المواتية". على سبيل المثال، كانت مصر قبل عام 1952 تعاني من عدم استقرار سياسي ومرارة الخسارة في الحرب الأولى ضد إسرائيل وهو ما تسبب بتدني شعبية النظام الملكي ولذلك لم يهب أحد لحمايته عندما وقع الانقلاب. وكانت الانقلابات العسكرية في الشرق الأوسط تنفذ في فترة الليل أو الصباح الباكر وذلك لتجنب مشاركة الجماهير فيها. القاعدة تقول يجب تنفيذ الثورات والانتفاضات الشعبية في النهار أو المساء أما الانقلاب العسكري ففي عمق الليل أو الصباح الباكر.

انقلاب عام 1958 في العراق جرى على خلفية شبيهة بما جرى في مصر، امتعاض من النظام الملكي وتنامي الشعور الوطني ضد الانضمام الى الاحلاف العسكرية برعاية الانكليز والامريكان. قاد الانقلاب العقيد عبد الكريم قاسم والجنرال عبد السلام عارف.

في 1 سبتمبر/ أيلول عام 1969 نفذت مجموعة من الضباط بقيادة النقيب معمر القذافي انقلابا عسكريا في ليبيا وأصبح بعد ذلك أصغر حاكم في الدول العربية من حيث السن( 27 عاما).

يمكن إضافة إلى هذه الانقلابات كذلك، الذي حدث في سوريا عام 1963 وفي الجزائر عام 1965. بعد ذلك بات العسكر يشكلون النخبة الحاكمة في معظم الدول العربية وحافظوا على هذا الوضع خلال كل القرن العشرين.

يسود بين الخبراء والمختصين اختلاف في وجهات النظر حول الدور الذي لعبه العسكر في التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في دول الشرق الاوسط. يعتبر البعض أن الأنظمة العسكرية لعبت دورا كبيرا في تحديث الشرق الأوسط، ولكنها في نهاية المطاف تفسخت وانحطت مع الزمن وتحول كبار الضباط الى طبقة اوليغارشية وغطسوا في الفساد. من المعروف أن الجنرالات كانوا يشغلون مناصب إدارية عالية في بلادهم بعد الاستقالة وتحول الجيش الى مالك كبير للعقارات والمؤسسات الانتاجية والمنشآت. بعد حلول القرن الحادي والعشرين لم يعد الجنرالات المؤسسة الوحيدة المنظمة والمتعلمة في المجتمع. لقد تطورت المؤسسات المدنية وظهرت التكنولوجيات المعلوماتية الجديدة ونما الطموح كثيرا بين الشباب وكل ذلك أدى وبشكل تدريجي لفقدان العسكر لقدرتهم على الإمساك الحكم وبالمجتمع. ولكن " الربيع العربي" الذي عقدت علبه الآمال الكبيرة في تنفيذ التغيرات الاجتماعية لم يتمكن من ضمان الانتقال من الحكم العسكري الى الادارة المدنية وتسبب انتشار الفوضى وضعف الإرادة لدى رجال السياسة، بمنح العسكر الفرصة من جديد.
السؤال الاهم هل الانقلابات العسكرية كانت مفيدة ولا كانت غير ذلك على الشعوب العربية
فكرة استخدام القوى للتحكم فى مقاليد الدولة هل هذا شئ جيد ولا لا
 
في سورية كانت اميركا وبريطانية وفرنسة تقيم كل سنة انقلابا وهذه نبذة عن الانقلابات الناجحة واهدافها:


بعد الحرب العالمية الثانية دخلت أمريكا في اللعبة ، وأرادت السيطرة على العالم العربي بواسطة الجيش ، فدبرت المخابرات الأمريكية أول انقلاب في سوريا ( حسني الزعيم ) عام (1949م) ، ثم انقلاب ( عبد الناصر ) عام (1952م) ، وصارت أمريكا تدير العالم العربي بواسطة وكالة المخابرات الأمريكية ، وعملائها من كبار الضباط في العالم العربي ، وحالت أمريكا دون وصول الإسلاميين إلى الجيش ، لتتمكن من استخدامه كأداة في يدها لرسم سياستها وتنفيذها في المنطقة ، وقد نجحت أمريكا في هذا الجانب نجاحاً كبيراً.

يقول ( فان دام ) : ( فضل الفرنسيون تجنيد الأقليات الدينية والعرقية كالدروز والإسماعيليين والمسيحيين والأكراد والشراكسة فيما يسمى بالقوات الخاصة للشرق الأدنى ، والتي تطورت فيما بعد لتصبح القوات المسلحة السورية واللبنانية ).

ويتابع (فان دام ) فيقول : ( إن العائلات العربية السنية الثرية صاحبة الأراضي والعائلات ذات النشاط التجاري التي قادت الحركة القومية العربية أثناء الاحتلال الفرنسي قد دعمت بصورة غير مباشرة الاتجاه نحو التمثيل القوي لأعضاء الأقليات في الجيش السوري ، وذلك برفضها إرسال أولادها للتدريب العسكري ، حتى كضباط ، في قوة لاح لها أنها تخدم المصالح الامبريالية الفرنسية ، كما احتقرت الجيش كمهنة ، واعتبرت الكلية العسكرية بحمص كما وصفها (باترك سيل ) مكاناً للكسالى أو المتخلفين أكاديمياً أو المغمورين اجتماعياً ، .... وقد فضل هؤلاء تسديد البدل النقدي لرسوم الإعفاء من الخدمة العسكرية ) .

الجيش يسيطر على سوريا :

==============

في ( 30 /3 / 1949م ) قام قائد الجيش الجنرال حسني الزعيم بانقلاب عسكري ، اعتقل رئيس الجمهورية ، ورئيس الوزراء ، وقد ساعده في هذا الانقلاب أكرم الحوراني ، ثم حل المجلس النيابي الذي كان يرأسه فار س الخوري ، ثم أصدر أمراً في اليوم الثاني عين نفسه رئيساً للدولة ، ثم تولى السلطتين التشريعية والتنفيذية . والمهم أنه كان مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية ( ولم تكن قوية يومها) ، بينما كانت معظم المنطقة خاضعة للنفوذ الانجليزي.

يقول أكرم الحوراني : ( لم يمض الأسبوع الأول على الانقلاب إلا وكانت جميع أبعاده الداخلية قد توضحت بصورة نهائية ، وذلك بقيام الحكم العسكري ، والقضاء على أي أمل بحكم دستوري ديموقراطي ، بل والقضاء على كل معالم الحياة الديموقراطية ، وإقامة أقسى أنواع الديكتاتوريات العسكرية ، وأصبحت البلاد تدار بشكل يشبه حتى بالأشخاص ماكانت تدار به في عهد مجلس المديرين أيام الانتداب الفرنسي ، وأصبح الزعيم يتمتع بما يتمتع به المفوض السامي ، ويدير البلاد بواسطة مجلس الأمناء العامين ).

يقول أكرم الحوراني (2/943) : ( ...وكيف أن كوبلاند الذي ظهر فيما بعد أنه الموجه لانقلاب حسني الزعيم كما ذكر في كتابه لعبة الأمم كان من أبرز المدافعين في معركة التنافس بين الأمريكيين والبريطانيين في الشرق الأوسط .... وبعد إبرام اتفاقيتي التابلاين والنقد ظهرت بوضوح أغراض الانقلاب الفرنسية الأمريكية ...) .

ويقول خالد العظم في مذكراته : " ربما نظرت الولايات المتحدة بتعاطف إلى أي فرد يتعهد بزوال المعارضة في البرلمان ، ونيل التصديق على اتفاقية التابلاين، وقد تكون شجعت حسني الزعيم على تنفيذ انقلابه ". وقد بنى العظم استنتاجه على أن الزعيم سرعان ما صدق الاتفاقية في 16/آيار/1949، قبل انقضاء أقل من شهرين على وقوع الانقلاب . وأكد ذلك مايلز كوبلاند في كتابه ( لعبة الأمم ) ، حيث قال : " كان انقلاب حسني الزعيم من إعدادنا وتخطيطنا ، فقد قام فريق العمل السياسي بإدارة ( الرائد ميد ) ، ومن خلال صداقته مع الزعيم ، بإيحاء فكرة الانقلاب العسكري ، حيث وضعت السفارة الأمريكية في دمشق كامل الخطة " ... ومن ثم وصف كوبلاند حسني الزعيم بقوله : " كنا ننشد ضالتنا في رجل متعطش إلى تسلم السلطة .. ولكن دراسة نفسية مجردة لسلوك الزعيم أظهرت أنه لم يكن - مجنون سلطة - إلى الحد المطلوب ، فقد كان يرضى بالمظاهر الخارجية ، وما كان ليقلقه أن يبقى تابعاً لنا طالما كنا نتمثل له قياماً كلما دخل علينا، ونخاطبه بلفظ( صاحب الفخامة ).


الانقلاب الثاني : سامي الحناوي في (14/8/1949م) :
=============

تحرك الجيش وقبض على حسني الزعيم ومحسن البرازي وأعدمهما حالاً ، وسلّم الحكم للمدنيين ، وبقي الجيش يشرف على الأمور ، ويراقب الحكم ، وكان الخط الجديد للحكم الاتجاه نحو العراق والعمل على وحدة الهلال الخصيب ، تحت النفوذ البريطاني. بعدما كانت سياسة حسني الزعيم واضحة الاتجاه نحو النفوذ الأمريكي .

والحقيقة أن القيادة العراقية كانت قد رتبت للانقلاب، واتفقت مع الضابط السوري الطيار (عصام مريود)، لتكون طائراته على أهبة الاستعداد لنقل الانقلابيين إلى بغداد إذا فشلت تلك المحاولة، وسرت شائعة قوية بين الناس ورجال الصحافة أنّ اغتيال حسني الزعيم ومحسن البرازي، لم يكلف الوصي على عرش العراق(عبد الإله ) ونوري السعيد أكثر من مائة ألف دينار، وزعت بمعرفة أحد المقربين جداً من الحناوي، على المتآمرين، وقد انكشف دور العراق برد الفعل الفوري ، إذ أرسل كلٌ من الملك عبد الله، ونوري السعيد بتهانيهما مع وفودهما إلى الزعيم الجديد في دمشق فور نجاح الانقلاب .


الانقلاب الثالث : حركة العقداء أو انقلاب الشيشكلي الأول :
============

في (17/12/1949) وحد عدد من الضباط الكبار (عقداء ) صفهم بقيادة العقيد أديب الشيشكلي ، واعتقل سامي الحناوي وعديله أسعد طلس ، والهدف هو قطع الطريق على مشروع الهلال الخصيب ( الوحدة مع العراق الملكية ) ، تحت اسم المحافظة على النظام الجمهوري . وشكلت وزارة مدنية كان أكرم الحوراني وزيراً للدفاع فيها . واستمرت الأمور بيد المدنيين حتى الانقلاب الرابع .


الانقلاب الرابع : أديب الشيشكلي (2/12/1951م) :
============

انقلب الشيشكلي على العقداء وجعل نفسه رئيساً للجمهورية وشكل حركة التحرير ، وأراد الشيشكلي أن يقضي على النفوذ الانجليزي ، ويحقق المصالح الأمريكية ، بالاتساق مع ثورة مصر (1952م ،وحل الشيشكلي الأحزاب ، واضطهد قادتها ، وخاصة الإخوان المسلمون .

وبعد ازدواج الصلاحيات بين الجيش والسلطة المدنية، أُعلن في راديو دمشق في 29/تشرين الثاني/1951م، البلاغ رقم (1) ، تسلم بموجه الشيشكلي زمام السلطتين التشريعية والتنفيذية، وحل البرلمان واعتقل أعضاء الوزارة الجديدة، برئاسة الدواليبي، وعين اللواء فوزي سلو رئيساً للدولة، وشكلت وزارة جديدة . وقد وقع اختيار الشيشكلي على فوزي سلو، ليتسنى له من خلاله أن يمارس الحكم المطلق، دون أن يظهر تحت الأضواء الكاشفة .



الانقلاب الخامس : _(25/2/1954م)
============

قاده النقيب مصطفى حمدون حموي من أتباع أكرم الحوراني ، وكان بإمكان العقيد أديب الشيشكلي سحق قوات الانقلاب ؛ لكنه فضل عدم إراقة الدماء ، وغادر البلاد .

واجتمع الشيشكلي بمستشاريه وأركان قيادته ولاسيما الزعيم ( شوكت شقير ) رئيس الأركان العامة ، في 25/شباط/1954، فأشار معظمهم بسحق المؤامرة، وكانت تؤيدهم قوات ضخمة، ترابط في درعا والسويداء وقطنا والقابون والجبهة، إضافة إلى قوات الهجانة • إلا أن الرئيس الشيشكلي آثر الاستقالة حقناً للدماء، وطلب من أنصاره التفاهم مع الآخرين . وغادر دمشق مع مجموعة من أنصاره، متوجهاً إلى لبنان، ثم توجه إلى السعودية فالبرازيل وأذيع نص الاستقالة ؛ الذي بعث به لدى مغادرته، إلى رئيس مجلس النواب وفيها : " رغبة مني في تجنب سفك دماء الشعب الذي أحبّ، والجيش الذي ضحيت بكل غال من أجله، والأمة العربية التي حاولت خدمتها بإخلاص صادق، أتقدم باستقالتي من رئاسة الجمهورية، إلى الشعب السوري المحبوب ، وقد أغفلت إذاعة دمشق إيراد الأسطر الأولى من رسالة الاستقالة التي وضح فيها، بأنه قادر على إلحاق الهزيمة بالثائرين، ولكن على حساب إحداث تمزقات في الجيش ، ومما جاء في الرسالة أيضاً : " قام بعض ضباط الجيش مدفوعين بتأثيرات حزبية بالثورة، في بعض المناطق السورية في محاولة لإسقاط النظام الدستوري الحاضر، وكان من الميسور أن أقمع هذه الحركة... " .


كان قسم كبير من الضباط المتمردين من الدروز والعلويين وكان العلويون حاقدين لمقتل أحد زعمائهم غيلة وهو الضابط محمد ناصر في شهر تموز/1950م، كما عانى الدروز من قمع ثورتهم على يد الشيشكلي .

وعادت البلاد إلى الحكم الدستوري كما كانت قبل الشيشكلي . واستمر الحكم الديموقراطي في سوريا ، تحت توجيه الجيش حتى قيام الوحدة حيث حلت الأحزاب ، وأقام عبد الناصر حكماً فردياً شمولياً .

والحقيقة أن الجيش أصبح حجر الزاوية في الحياة السياسية السورية ، منذ عهد حسني الزعيم، وأضحى سبباً من أسباب التسلط والإرهاب، في وجه السياسيين والأمة عموماً ... فقد أصبح كل ضابط مهما تكن إمكانياته ، يمني نفسه باحتلال مبنى الإذاعة ، وإذاعة البلاغ رقم (1) لو تيسرت له شلة من الأصحاب. ومن ثم تسلل ضباط البعث والأقليات ليحكموا البلاد حكماً تعسفياً، في العقود التالية .

وخلال هذه المرحلة، بدأت تكتلات كبار الضباط تبرز بقوة .. فهم يكرهون حزب الشعب، ولذلك لجأوا إلى الرئيس عبد الناصر لإقامة الوحدة بين مصر وسوريا، وليتخلصوا من الصراع بين كتل الضباط، فذهبوا سراً ودون علم الحكومة، وألحوا على عبد الناصر إعلان الوحدة وبسرعة ([23]) .

وكان قد تم اتفاق بين الضباط لاقتسام المراكز الأساسية في الجيش على النحو التالي :

- العقيد عفيف البزري : رئيساً للأركان - العقيد أمين النفوري : نائباً لرئيس الأركان - المقدم مصطفى حمدون : رئيساً للشعبة الأولى (شؤون الضباط) - المقدم عبد الحميد السراج : رئيساً للشعبة الثانية (أمن القوات المسلحة) - المقدم أحمد عبد الكريم : رئيساً للشعبة الثالثة (العمليات والتدريب) - المقدم أكرم ديري : قائداً للشرطة العسكرية ، وكان هؤلاء يمثلون التكتلات الثلاثة الرئيسية كتلة النفوري وفيها طعمة العودة الله ، وأحمد عبد الكريم وجادو عز الدين،كتلة السراج ومعه البعثيون كتلة الضباط الدمشقيين : وتضم أكرم ديري ورفاقه .

كما تضاعف عدد المنضمين للكلية العسكرية في حمص خلال فترة الاستقلال (1946 - 1958م) ، والقادمين من الأرياف ، والطبقات الفقيرة وخاصة من أبناء الأقليات الطائفية ، فقد وجدت هذه الفئات من الطوائف (العلوية - الدروز – والإسماعيلية) فرصتها الذهبية في الانضمام لتلك الكلية العسكرية في حمص ، نظراً لضيق المجالات الأخرى السياسية والاقتصادية أمامها([26]) ، ولذلك أصبحت أغلبية المنضمين إليها من أبناء هذه الأقليات الطائفية ، بينما انشغل أهل السنة وشبابهم في العمل التجاري ، الذي كان يدر عليهم أرباحاً كبيرة .. كان وجود هؤلاء النفر في إدارة الكلية ، قد جعلهم يتحكمون في سياسة القبول للمتقدمين الجدد ، بذلك صارت الأكاديمية العسكرية في حمص بؤرة خطيرة للنمو والتوالد في النفوذ الطائفي ، وهذا لم يمنع بطبيعة الحال وجود بعض الضباط السنة في الكلية المذكورة .

الانقلاب السادس : انقلاب الانفصال (28/9/1961م)
=============

قامت مجموعة من الضباط الدمشقيين بانقلاب عسكري فصلوا فيه الوحدة التي قامت بين سوريا ومصر واستمرت ثلاث سنوات ونصف . ثم سلمّ الحكم للمدنيين ، انتخب مجلس نيابي شاركت فيه كافة القوى السياسية ( الإخوان المسلمون ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الشيوعيون ، المستقلون ) .

وكانت هذه آخر الفترات الديموقراطية التي عاشتها سوريا حتى اليوم .

ويتميز انقلاب الانفصال بأنه يختلف عن غيره ، بأن الانقلابيين كان هدفهم فصل الوحدة ، ولم يكن هدفهم استلام الحكم ، وقد اتضح ذلك خلال فترة الانفصال التي دامت سنة ونصف فقط .

وهذا لايعني تبرئتهم من الذنب ، فلو بقيت الوحدة على مآسيها لجنبوا سوريا ويلات السبعينات والثمانينات التي راح ضحيتها قرابة مائة ألف مواطن سوري أو يزيد ، معظمهم من خيرة أبناء البلد .

كما أن استمرار الوحدة وترسيخها مطلب إسلامي وعربي وإقليمي ومعنى ذلك أن قادة انقلاب الانفصال سُخروا بوعي أو غير وعي من أعداء هذه الأمة للقضاء على أول وآخر وحدة شهدناها في حياتنا . وبالتالي فإن الجيش السوري كان وبالاً على أمتنا العربية ، حرمنا من هدف غال كنا نسعى إليه وهو الوحدة ، كما أنه جر على سوريا الخراب والفساد كما سنرى .



[/QUOTE]
 
السؤال الاهم هل الانقلابات العسكرية كانت مفيدة ولا كانت غير ذلك على الشعوب العربية
فكرة استخدام القوى للتحكم فى مقاليد الدولة هل هذا شئ جيد ولا لا
سؤال غريب مريب
اذكر اي دولة حدث فيها انقلاب عسكري ثم استولى العسكر على الحكم فيها كان هذا مفيدا لها و لشعبها ؟؟
 
عودة
أعلى