بسم اللَّـه الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا باللَّـه العلىّ العظيم
إذا كان ما حدث فى تركيا إنقلابًا ومؤامرة علمانية.. أو تخطيطًا من أية دولة كانت.. فنحن ضدها 100% بلا أدنى شك.. بإذن اللَّـه تعالى ـ
أما إذا كانت انتفاضة من الجيش.. فإن دوافعها قد تكون فى جملة الأخطاء السياسية التى ارتكبها الرئيس ورئيس الوزراء مؤخرًا.. عندما قرروا ـ فجأة ـ التصالح مع روسيا التى طالما أهانت الجيش التركى بعد التدخل الروسى فى سوريا.. وهذا ما قد يبرر اشتراك الطيار الذى أسقط الطائرة الروسية فى التحرك العسكرى.. وكثير من أفراد القوات الجوية خصوصًا.. فالجيش حساس جدًا للتقلبات السياسية الحادة.. وهو ما اعترى السياسة التركية بشكل غريب فى الآونة الأخيرة.. حتى أن روسيا اثنت ورحبت برئيس الوزراء الجديد وكأن هناك سابق معرفة!ـ
لا يجب لأحد أن ينسى أن تركيا بالذات كانت سبب أزمة كوبا المعروفة بين أميركا والاتحاد السوفيتى.. بمعنى أن أميركا قد لا يمكنها احتمال خسارة تركيا التى ربما تكون آخر حليف مستقر لها فى الشرق الأوسط.. ومن الصعب أن تقوم أميركا باحتلال تركيا.. ولكن قد يتوقع حدوث تحرك أميركى إنجليزى عسكرى مفاجئ.. والهبوط إما لسوريا.. أو ربما بالتحديد فى المنطقة بين تركيا ودمشق لمعادلة الفراغ الجيوسياسى الحادث.. لأن البديل هو مزيد من الصعود الروسى والتقلص الغربى لنحو قد يكشف العمق الغربى بعد سقوط كتلة كبيرة ضعيفة فى براثن التأثير الروسى الإيرانى ـ
ويمكن فهم الغضب الغربى فى إطار أن تركيا تمتلك جيشًا غربيًا عضوًا فى الناتو.. وبالتالى فإن التقارب المفاجئ مع روسيا كانت غلطة سياسية لم تستطع أميركا وحلفاءها أن يفسروها فى إطار موقع تركيا فى منظومة القوى الغربية!.. وكثير من المسلمين أثار هذا التقارب غضبهم أيضًا.. وقد تكون القوات الجوية التركية هى أسرع الأطراف استجابة.. بلا وعى أو تخطيط على ما يبدوـ
لقد ترددت كثيرًا قبل أن أكتب هذا التحليل.. ولكن.. كان يجب أن أكتبه على كل حال.. لأن إضعاف تركيا سيقوى جبهة لا يرغب المسلمين فى تقويتها.. أثناء الصراعات القائمةـ
والمطلوب أنه إذا كان هذا عملاً داخليًا بسبب سوء السلوك السياسى وسوء التفسير وردود الأفعال العسكرية.. فإنه يفضل الوصول إلى حلول سريعة تصالحية بين الجيش والقيادة.. دون إسقاط تهم الدم.. حتى لا تخسر تركيا جيشها وتهينه فى نفوس الشعب.. كما يجب على القيادة أن تراجع التخبط السياسى الذى اعتراها مؤخرًا وربما يكون أفقدها ثقة كثير من أنصارها ـ
واللَّـه غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون
تركيا اللتي تتحدث عنها
تبي ترجع اذا حدث الانقلاب !
الافضل بقاء الحكم كي لاتعود كما هي سابقاً
التعديل الأخير: