قليل من التفكير سيجعل أي شخص بالغ عاقل يدرك ركاكة هذهـ المسرحية وكمية التناقضات الموجودة في نصوصها
أردوغان ليس حديث عهد بالحكم وغشيم كمرسي والإخوان في مصر مثلا عندما استلموا زمام الأمور هو موجود على رأس الهرم منذ 2003 ومتمكن جدا من مؤسسات الدولة وإن كان يعاني من بعض الخصوم كغولن أو في مجلس القضاء وتمكن بهذهـ المسرحية الصغيرة من إزاحتهم ومهد الطريق لأتباعه وجعل الشعب التركي هو من يحارب منافسيه
الرهان على الشعب أمر جميل جدا لكن ماشاهدناهـ ببساطة هو تلاعب بالشعب وهز ثقته بالجيش والتأثير على ولاء الجيش نفسه وتماسكه تمهيدا لإعادة هيكلته وكل هذا تحت غطاء مكافحة الكيان الموازي !
لماذا انطلق الموالين لأردوغان بأحكامهم والتي حفوظها جيدا منذ اللحظات الأولى للمسرحية وبدأوا يقدمون الإنقلابيين على أنهم يتبعون لجهات معينة كحركة الخدمة مثلا رغم عدم وجود تفاصيل مؤكدة ولاتحريات أو تحقيقات وبدأت الحكومة اعتقالاتها بشكل ممنهج وبسرعة ! واستخدمت قوات موالية لها ولم تترك الأمر لجهات الإختصاص
هذا التصعيد الداخلي لايدل إلا على استهداف واضح للتعددية الحزبية لتقوية نظام الرجل الواحد البطل والزعيم السياسي والإسلامي الوحيد وسيصبح سوبر أردوغان الوعاء الوحيد الذي يجمع السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ولاأستبعد أن يظهر مستقبلا عبر السكايبي أو أي تطبيق آخر ليعلن عن إعادة هيكلة بعض الأجهزة بمايخدم مصالحه ومن ثم يوزع القبلات على كل من خرج لدعمه وحارب منافسيه نيابة عنه وساهم بإشغال البقية عن قضايا أخرى أكثر أهمية كإتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني الوظيفي والرضوخ للروس ومحاولة استعادة العلاقات مع النظام المجرم في سوريا الخ...