استقبل مساء أمس الأول، الوزير الأول، عبد المالك سلال، بمقر الوزارة الأولى، الجنرال دافيد رودريغز، القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا ”أفريكوم” الذي أدى زيارة إلى الجزائر في سياق انعقاد الدورة الثالثة للحوار الثنائي الاستراتيجي الجزائري- الأمريكي. وتناول اللقاء بين المسؤولين ظاهرة الإرهاب والمسائل المرتبطة بإفريقيا، وعلى رأسها الوضع المضطرب في ليبيا والأزمة في شمال مالي والانفلات الأمني على الحدود، فضلا عن تدارس التعاون الثنائي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال محاربة الإرهاب. وأوضح بيان لمصالح الوزير الأول أن سلال وضيفه ”تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل المرتبطة بالوضع الأمني بالقارة الإفريقية والمنطقة بصفة خاصة”. علاوة على ذلك، تطرق الطرفان إلى ”آخر التطورات في منطقة الساحل خاصة في ليبيا وكذا إلى الجهود المبذولة لإعادة السِلم والاستقرار”. وأضاف ذات المصدر أن اللقاء الذي جرى بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل سمح للطرفين بالتطرق إلى ”القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك”. وأوضحت مصادر متابعة أن السلطات الأمريكية ”تعكف على دعم قدرات وحدات من الجيش الجزائري في مجال مكافحة الإرهاب وذلك من خلال وحدة أفريوكم”. وأبرزت المصادر أن التدريب الأمريكي لوحدات من الجيش الجزائري سوف يشمل عدة وظائف عسكرية، منها ”القيادة المسيرة عن طريق الكومبيوتر والتحكم والاتصال والاستعلام العسكري، وأخيرا المراقبة والاستطلاع، مما يعزز تنسيق عملياتها بفعالية ”وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الجزائر واحدة من البلدان الأساسية في شمال إفريقيا لمكافحة الإرهاب في المنطقة الإفريقية، حيث تتاخم حدودها الجنوبية للبلاد منطقة الساحل التي انتعشت فيها أنشطة القاعدة وجماعات متطرفة موالية لها أو تحمل نفس عقيدتها. وتراقب الولايات المتحدة الأمريكية المنطقة الإفريقية التي أدرجتها ضمن منطقة مصالحها الاستراتيجية من خلال قواعد عسكرية موجودة في أوروبا من بينها تلك الرابضة بإسبانيا، غير أن واشنطن تحذوها رغبة قوية في إنشاء قواعد لها في إفريقيا لتكون أكثر قدرة على التحكم فيما تعتبره تهديدات لمصالحها بالمنطقة. ويرفض الاتحاد الإفريقي بقيادة دول مثل الجزائر وجنوب إفريقيا السماح للولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية بأراض إفريقية وتطرح في المقابل بدائل عسكرية يتولاها الاتحاد الإفريقي وتدعمها أمريكا. وتتميز العمليات العسكرية التي تشنها منذ أسابيع قوات الجيش، بالتنسيق مع مختلف أسلاك الأمن، بأنها تتم بإشراف مباشر وميداني من طرف قادة النواحي العسكرية وعدد من الجنرالات الذين يتابعون من قرب سير عمليات التمشيط في معاقل الإرهاب في الولايات والمناطق الحدودية.
http://www.elbilad.net/article/detail?id=56547