الجماعه قوه
الحرب مكلفه للغايه تأكل من الحاضر الكثير وتستدين من المستقبل.السلام الحقيقي ينعش الحاضر ويبني المستقبل ويعطي أملا للانسان بواقع أفضل.والآمل خير طاقه لانطلاق الفرد والبلد.
لكن للسلام تكلفته الاقتصاديه الباهضه,باستثناء بلاد قليله تقع في اطراف العالم,وقد حصنها موقعها غير المهم فتبتعد المخاطر عنها, مثل ايرلندا الدوله الغير مسلحه تقريبا.
الدول العربيه تقع في قلب العالم لذلك سلامها وامنها مكلفان للغايه في وقت الحرب او وقت السلام,وهنا علامات استفهام كبيره حول قدرتها على التنميه.
الخيارات كثيره,لكن الخيار السليم هو تشكيل تحالف دفاعي عربي.وهذا ماأدركه مؤسسو الجامعه العربيه في الاربعينات وبداية الخمسينات حيث وقعو اتفاقية دفاع مشترك,بل هذا هو خيار الدول الآوربيه والولايات المتحده بعد الحرب العالميه الثانيه.واخيرا,هذا هو خيار دول الخليج العربيه حيث تتجه رويدا الى تشكيل قوه اقليميه.
يبدو ان الآمن الجماعي هو لغة العصر,فهو يردع الاعتداءات من الخارج,وفي الوقت نفسه يوجد حاه من الآمن بين أعضاء المجموعه.والآهم أنه يوزع تكلفة انشاء قوه دفاعيه مناسبه على اعضاء المجموعه, خصوصا تكاليف الاستشعار والآنذار المبكر والاستخبارات الالكترونيه والسواتل وغيرها.وفوق ذلك, يتيح لهذه البلدان تشكيل قوه بحريه مشتركه تلعب دورا دفاعيا مهما في الممرات والخلجان.ناهيك بالصناعات الحربيه المشتركه.
الخلاصه أن للسلام تكلفته الباهضه أيضا.اذ ينبغي بناء قوه دفاعيه نوعيه رادعه تتألف من أسلحه متقدمه ليس بمقدور دوله واحده تحمل تكاليفها, الا اذا كانت متحالفه مع دوله عظمى لديها المقدره على اعطاء السلاح مجانا, كالولايات المتحده مثلا. فقط الآحلاف الاقليميه هي الحل حيث تتوزع المخاطر والتكلفه الباهضه بدلا من ان تتركز على نقطه واحده.
**************************
صناعه لصيانة السلاح
أهم ركن دفاعي على الاطلاق وجود صناعه لصيانة السلاح وتجديده وتحديثه.من دون هذه الصناعه يتأكل السلاح ويختفي في غضون سنوات قليله. وبوجود هذه الصناعه يمتد عمر السلاح على ربع وثلث قرن موفرا المليارات من الدولارات.
من الخبراء الدفاعيين من يفضل للدول النميه التركيز على صناعة الصيانه والتجديد والتحديث بدلا من اضاعة الوقت والجهد والمال في صيانة السلاح.فبامكان صناعه كهذه تحويل سلاح قديم الى سلاح حديث بتكلفه تقل بالطبع عن تكلفة السلاح الجديد.
ومن الخبراء من يعتقد بأن الحرب الالكترونيه و الحرب الالكترونيه المضاده, والمضاده للمضاده,هي صناعه في حد ذاتها وليست فقط احد افرع القوات المسلحه.
أذا, صناعتان لابد من وجودهما في اي جيش:الصيانه والحرب الالكترونيه.بدونهما لايمكن للجيش أن يكون مستعدا.
****************************
ثم هناك وجهة نظر أخرى هي حرب الشعب, أي قيام الشعب بحرب ازعاج واستنزاف للمحتلين, أو استغلال الكثافه السكانيه لرد المعتدين,وغيرها. وهي بحد ذاتها حرب تردع أي طرف عن التفكير بمجرد الاعتداء على طرف يجيد شعبه حرب العصابات. مفكرون ستراتيجيون يعتبرونها الحل الوحيد لجبه جيش متقدم تابع لدوله عظمى متقدمه. لايفيد بناء الترسانات اذا كان العدو دوله متقدمه كبرى.
أهمية حرب الشعب أنها غير متوقعه بكافة أبعادها.العدو غير مرئي هو في كل زاويه وتحت اي شجره, روحه القتاليهعاليه,لايملك مايخسره سوى الحياه في ادنى معانيها.لاتستطيع قوه في العلم أن تجد حلا عسكريا لحرب الشعب.هكذاعلمنا التاريخ.ولعلها حرب الفقراء.هي رادعه,من دون شك,لكن اذا حدثت فهي مكلفه جدا للدوله والشعب والبنى التحتيه الآساسيه وغيرها.
****************************
خيار السلام
خيار السلام لايعني اطلاقا التخلي عن السلاح والتسليح وبناء جيش رادع.مصر التي وقعت اتفاق سلان مع اسرائيل بنت جيشا قويا نوعيا وكميا, علما أن ستراتيجيتها العليا هي بالتحديد:عدم اللجوء الى استعمال القوه العسكريه او التلويح بها أو القيام بمظاهرات عسكريه الافي حالة تعرضها للعدوان.
مسألة بناء قوه عسكريه عربيه رادعه هي المسأله الآولى في العالم العربي .والادعاء بوجود حلول جاهزه لها خارج التعاون الجماعي او الاقليمي هو نوع من لعبة شبكات الكلمات المتقاطعه, حيث تتداخل فيها التكلفه الاقتصاديه الثقيله مع متطلبات التصنيع وغيرها,حتى قيل أن تكلفة بنا جيش حديث تعادل التكلفه الاقتصاديه للحرب نفسها... ففي الجماع قوه.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: