رحم الله الخليفة المجاهد محمد الفاتح، فنحن نحبه لجهادة وقتاله أعداء الإسلام، وفتحه للقسطنطينية، التي جعلها في حوزة الإسلام، فجزاه الله خير الجزاء.
لكن الحق أحب إلينا من محمد الفاتح رحمه الله، فالحديث الذي يستشهد به الكثير من الناس "فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش" رواه أحمد وغيره وهو حديث ضعيف، ضعفه جمع من أهل العلم وعلى رأسهم الألباني، والأشاعرة والماتردية يحتجون به على صحة مذهبهم وكذلك المتصوفة، بحكم أن الدولة العثمانية ماتريدية صوفية.
فالحديث ضعيف لا يصح.
قال أحمد شاكر رحمه الله ( فتح القسطنطينية المبشر به فى الحديث سيكون فى مستقبل قريب أو بعيد يعلمه الله عز وجل , وهو الفتح الصحيح لها , حين يعود المسلمون إلى دينهم الذى أعرضوا عنه , وأما فتح الترك الذى كان قبل عصرنا هذا ,فإنه كان تمهيدا للفتح الاكبر ,ثم هى قد خرجت بعد ذلك من أيدى المسلمين , منذ أعلنت حكومتهم هناك أنها حكومة غير إسلامية وغير دينية , وعاهدت الكفار أعداء الإسلام , وحكمت أمتها بأحكام القوانين الوثنية الكافرة , وسيعود الفتح الإسلامى لها إن شاء الله , كما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ) انتهى حاشية عمدة التفسير عن ابن كثير "2/256" اختصار وتحقيق الشيخ أحمد شاكر.
والفتح المشار إليه في آخر الزمان لا يكون بالسلاح بل بالتكبير والتسبيح والتهليل كما جاء الحديث في صحيح مسلم، ويكون بعد الملحمة الكبرى.
فالخلاصة أن الحديث ضعيف لا يصح، وكذلك يخالف الاحاديث الأقوى منه سنداً كما في صحيح مسلم.