"استعراض العلم" يدشن الاحتفالات الجماهيرية بالثورة العربية الكبرى
يحتفل الأردن الرسمي والشعبي بـ"ربيع العروبة" الذي انطلق في العاشر من حزيران (يونيو) 1916، عندما أطلق الشريف الحسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى، لتحرير العرب من عتمة القرون، وتمكينهم من اللحاق بركب الحضارة والمدنية والعلم والدولة الحديثة بشروطها الدستورية.
كان العالم يتشكل وترسم حدود الدول والأمم بالبارود والدم، بينما العرب كانوا يشكلون أغلبية مضطهدة، تحت حكم بني عثمان الذين خسروا الولايات الأوروبية، نتيجة مشاركتهم في الحرب العالمية الأولى.
ومن بعد العثمانيين، وقع العرب، تحت عسف الطورانيين الترك، الذين اختطفوا الخلافة وشككوا بقواعد الإسلام وأصوله، وأزاحوا اللغة العربية، وصبوا جام غضبهم على شعوب الأمة العربية وأحرارها وزعمائها، في مسعى لتحويلهم لمجرد رعايا في دولة تركية خالصة.
في هذه الأجواء، كان الشريف الحسين بن علي وأنجاله الأمراء وحولهم أحرار العرب ومفكروهم، يهيئون الظروف ويرسمون من هوامش السياسة الدولية، مساحة مواتية لانطلاق ربيع العروبة الحقيقي للحرية والاستقلال.
وتحل مئوية الثورة العربية الكبرى، في جو عربي مشحون وتفجرات على مساحة الوطن العربي، مدفوعة برؤى ملتبسة حول شكل الدولة، بما يشكل انحرافا عن الرؤية التي أسست لها النهضة العربية الكبرى نحو الدولة الدستورية، التي ترعى مصالح المواطنين وتقودهم للحداثة كأمة مجيدة.
وبما يليق بالذكرى، يشهد الثاني من حزيران (يونيو) المقبل، مراسم "استعراض العلم"، بمشاركة نحو الف شخص من مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، ومن المقرر أن يحضر هذه المناسبة التي ستقام في ميدان الراية في الديوان الملكي الهاشمي نحو 5 آلاف مدعو.
وتبدأ المراسم عند الساعة الرابعة في أرض الميدان، بينما تنطلق كوكبة من الخيالة والهجانة على الطريق المؤدي إلى بوابة الديوان الملكي الهاشمي.
وتتكون فقرات الاستعراض العسكري من مراسم عسكرية فنية وجمالية، وأداء معزوفات موسيقية من التراث الموسيقي العسكري الوطني والعالمي، تُبرِز الإرث العريق والانضباط والاحترافية للقوات المسلحة، واتصاله الوثيق بالثورة العربية الكبرى ونضالها.
ويُختتم الاستعراض بتحليق طائرات عسكرية قديمة، كان لها دور كبير في التاريخ العسكري الأردني وأخرى حديثة، إظهارا للتطور الذي يشهده الجيش العربي.
وفي اليوم التالي، تبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 8:30 مساء فعاليات الاحتفال الشعبي للعاصمة عمان، الذي كرس كيوم مفتوح للعائلة الأردنية.
واعتبارا من تموز (يوليو) المقبل، تبدأ احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى في كل المحافظات، وفي السفارات والبعثات الأردنية في الخارج.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أن الثورة العربيّة الكبرى جاءت للتخلّص من الهيمنة والاضطهاد الذي فرض على العرب لعقود طويلة، وقد كان لدى العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي، رؤية واضحة وأهداف محدّدة، تخدم مصير الأمّة، وتؤسّس لبناء كيان وحدوي، يخدم مستقبل الشعوب العربيّة ويلبّي تطلّعاتها.
وأشار الى أنه بفضل ذلك، تحقّق تكاتف العرب حول مفجِّر الثورة وقائدها، وبفضل التفافهم حول مصيرهم المشترك المرتبط، بقيم الوحدة والحريّة والحياة الفضلى.
وقال المومني لـ(بترا) إن الثورة العربيّة الكبرى، هي أوّل مشروع نهضوي لتوحيد الأمّة وترسيخ كيانها، وهي منجزٌ قومي وديني هاشمي، من حقّنا كأردنيين أن نفخر به، وأن نخلّد ذكراه في ظلّ ما تشهده الأمّة من ويلات وحروب وكوارث دمويّة.
ولفت الى أن الأردن تعامل مع كلّ هذه الأحداث بعقلانيّة وروية، استناداً إلى حكمة قيادته ووعي شعبه، الذي كان له أبلغ الأثر في تعزيز منظومة الأمن والاستقرار وسط محيط ملتهب.
وقال المومني إن الجميع يعلم أنّ الثورة العربيّة الكبرى، انطلقت لتحرير الأمّة من براثن الظلم والاضطهاد، وهذا ما تحقّق آنذاك، كما أنّها كانت بمنزلة اللبنة الأساسيّة في بناء الدولة، اذ تأسست إمارة شرق الأردن آنذاك، كجزء لا يتجزأ من مشروع وحدة الأمّة النهضوي.
وأكد أن الدولة استمرت منذ ذلك الوقت، بمسيرة البناء والتحديث، فتحقّقت نهضة شاملة في مختلف الميادين، ليكون الأردن بذلك علامة فارقة، وسط إقليم عربي يعاني من التجزئة، ولم يستكمل مشروعها الواحد الذي صاغه الهاشميون، وبذلك يكون من واجبنا كأردنيين، أن نحيي مئويّة الثورة العربيّة الكبرى وقيمها وارثها وأن نفاخر به.
http://www.alghad.com/articles/9388...-الاحتفالات-الجماهيرية-بالثورة-العربية-الكبرى
يحتفل الأردن الرسمي والشعبي بـ"ربيع العروبة" الذي انطلق في العاشر من حزيران (يونيو) 1916، عندما أطلق الشريف الحسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى، لتحرير العرب من عتمة القرون، وتمكينهم من اللحاق بركب الحضارة والمدنية والعلم والدولة الحديثة بشروطها الدستورية.
كان العالم يتشكل وترسم حدود الدول والأمم بالبارود والدم، بينما العرب كانوا يشكلون أغلبية مضطهدة، تحت حكم بني عثمان الذين خسروا الولايات الأوروبية، نتيجة مشاركتهم في الحرب العالمية الأولى.
ومن بعد العثمانيين، وقع العرب، تحت عسف الطورانيين الترك، الذين اختطفوا الخلافة وشككوا بقواعد الإسلام وأصوله، وأزاحوا اللغة العربية، وصبوا جام غضبهم على شعوب الأمة العربية وأحرارها وزعمائها، في مسعى لتحويلهم لمجرد رعايا في دولة تركية خالصة.
في هذه الأجواء، كان الشريف الحسين بن علي وأنجاله الأمراء وحولهم أحرار العرب ومفكروهم، يهيئون الظروف ويرسمون من هوامش السياسة الدولية، مساحة مواتية لانطلاق ربيع العروبة الحقيقي للحرية والاستقلال.
وتحل مئوية الثورة العربية الكبرى، في جو عربي مشحون وتفجرات على مساحة الوطن العربي، مدفوعة برؤى ملتبسة حول شكل الدولة، بما يشكل انحرافا عن الرؤية التي أسست لها النهضة العربية الكبرى نحو الدولة الدستورية، التي ترعى مصالح المواطنين وتقودهم للحداثة كأمة مجيدة.
وبما يليق بالذكرى، يشهد الثاني من حزيران (يونيو) المقبل، مراسم "استعراض العلم"، بمشاركة نحو الف شخص من مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، ومن المقرر أن يحضر هذه المناسبة التي ستقام في ميدان الراية في الديوان الملكي الهاشمي نحو 5 آلاف مدعو.
وتبدأ المراسم عند الساعة الرابعة في أرض الميدان، بينما تنطلق كوكبة من الخيالة والهجانة على الطريق المؤدي إلى بوابة الديوان الملكي الهاشمي.
وتتكون فقرات الاستعراض العسكري من مراسم عسكرية فنية وجمالية، وأداء معزوفات موسيقية من التراث الموسيقي العسكري الوطني والعالمي، تُبرِز الإرث العريق والانضباط والاحترافية للقوات المسلحة، واتصاله الوثيق بالثورة العربية الكبرى ونضالها.
ويُختتم الاستعراض بتحليق طائرات عسكرية قديمة، كان لها دور كبير في التاريخ العسكري الأردني وأخرى حديثة، إظهارا للتطور الذي يشهده الجيش العربي.
وفي اليوم التالي، تبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 8:30 مساء فعاليات الاحتفال الشعبي للعاصمة عمان، الذي كرس كيوم مفتوح للعائلة الأردنية.
واعتبارا من تموز (يوليو) المقبل، تبدأ احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى في كل المحافظات، وفي السفارات والبعثات الأردنية في الخارج.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أن الثورة العربيّة الكبرى جاءت للتخلّص من الهيمنة والاضطهاد الذي فرض على العرب لعقود طويلة، وقد كان لدى العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي، رؤية واضحة وأهداف محدّدة، تخدم مصير الأمّة، وتؤسّس لبناء كيان وحدوي، يخدم مستقبل الشعوب العربيّة ويلبّي تطلّعاتها.
وأشار الى أنه بفضل ذلك، تحقّق تكاتف العرب حول مفجِّر الثورة وقائدها، وبفضل التفافهم حول مصيرهم المشترك المرتبط، بقيم الوحدة والحريّة والحياة الفضلى.
وقال المومني لـ(بترا) إن الثورة العربيّة الكبرى، هي أوّل مشروع نهضوي لتوحيد الأمّة وترسيخ كيانها، وهي منجزٌ قومي وديني هاشمي، من حقّنا كأردنيين أن نفخر به، وأن نخلّد ذكراه في ظلّ ما تشهده الأمّة من ويلات وحروب وكوارث دمويّة.
ولفت الى أن الأردن تعامل مع كلّ هذه الأحداث بعقلانيّة وروية، استناداً إلى حكمة قيادته ووعي شعبه، الذي كان له أبلغ الأثر في تعزيز منظومة الأمن والاستقرار وسط محيط ملتهب.
وقال المومني إن الجميع يعلم أنّ الثورة العربيّة الكبرى، انطلقت لتحرير الأمّة من براثن الظلم والاضطهاد، وهذا ما تحقّق آنذاك، كما أنّها كانت بمنزلة اللبنة الأساسيّة في بناء الدولة، اذ تأسست إمارة شرق الأردن آنذاك، كجزء لا يتجزأ من مشروع وحدة الأمّة النهضوي.
وأكد أن الدولة استمرت منذ ذلك الوقت، بمسيرة البناء والتحديث، فتحقّقت نهضة شاملة في مختلف الميادين، ليكون الأردن بذلك علامة فارقة، وسط إقليم عربي يعاني من التجزئة، ولم يستكمل مشروعها الواحد الذي صاغه الهاشميون، وبذلك يكون من واجبنا كأردنيين، أن نحيي مئويّة الثورة العربيّة الكبرى وقيمها وارثها وأن نفاخر به.
http://www.alghad.com/articles/9388...-الاحتفالات-الجماهيرية-بالثورة-العربية-الكبرى